يعتبر السلوك العدواني عند الطفل من المشاكل التي يواجهها الأهل، وقد يظهر مثل هذا السلوك عند الطفل في سن 3 سنوات، ويقف وراء السلوك العدواني عند الأطفال في هذا العمر عدد من الأسباب، والتي منها: تعرض الطفل لتغيرات أو أحداث صادمة في حياته، مثل انفصالهِ عن أهله، بالإضافة إلى عدم قدرة الطفل على السيطرة على انفعالاته وحالته المزاجية بسبب نشاطه الشديد، إلى جانب أنّ دماغ الطفل في هذا السن يكون ما يزال ينمو، وما زال الطفل يتعلم التعامل مع مشاعره والتحكم بها، أو قد يكون الطفل شديد الحساسية بطبيعته، ويستخدم السلوك العدواني والعنف للتعبير عن شعورهِ بالانزعاج من الآخرين والمواقف،[١] ولاحتواء مشكلة السلوك العدواني عند الطفل في عمر 3 سنوات، يحتاج الأهل إلى اتباع الطرق الصحيحة للتعامل معه، والتي نستعرض عددًا من أبرزها في هذا المقال:[٢][٣]


الحفاظ على الهدوء

أول وأهم خطوة في التعامل مع الطفل العدواني في عمر 3 سنوات هي حفاظ الأهل على هدوء أعصابهم عندما يصدر هذا السلوك مع الطفل، وعدم تجاوبهم معه بنفس الطريقة، أو الفزع الواضح، وذلك لسببٍ بسيطٍ جدًا؛ ألا وهو أنّ السلوك العدواني عند الطفل يتفاقم ويزداد إذا عامله الأهل بالمثل، كما أنّ ملاحظة الطفل أنّ أهله يتجاوبون معه بالشعور بالفزع وإظهار ردود الأفعال الكبيرة على سلوكه العدواني، قد يجعله يلجأ لمثل هذا السلوك في كل مرة يرغب فيها في لفت انتباههم، وإثارة ردود الأفعال عندهم.[٤]


تعليم الطفل قواعد السلوك

تلعب قواعد المنزل، وغيرها من قواعد السلوك التي تمنع الطفل من استخدام العنف، دورًا كبيرًا في ضبط السلوك العدواني عند الطفل ومنعه من الأساس، ولهذا على الأهل تعليم الطفل قواعد المنزل، ومتابعة تطبيقها دائمًا كي لا تكون شكليةً فقط، مثل تنبيه الطفل وتوبيخه، بأسلوبٍ غير قاسٍ، مباشرةً عندما يقوم بأمرٍ خاطئٍ تمّ مسبقًا توضيح أنه ليس مقبولاً، كما على الأهل تكرار قواعد المنزل والسلوك على الطفل، بأسلوبٍ هادئ، في كل مرة لا يلتزم بها، وذلك لأجل أن يعتاد عليها ويستوعبها.


وقف السلوك العدواني بالأساليب غير العنيفة

ممارسة العنف على الطفل، يولد مزيدًا من العنف، لهذا على الأهل الذين يعانون من مشكلة السلوك العدواني عند طفلهم في عمر 3 سنوات ألا يلجأوا في مثل هذه المواقف إلى التهديد، أو الضرب، أو الصراخ، أو الصفح، أو التوبيخ القاسي، وعليهم بدلاً من ذلك التجاوب مع سلوك الطفل بتنبيهٍ بسيط الأسلوب وهادئ، وإخباره بما يمكنه القيام به للتعبير عن مشاعره بدلاً من استخدام العنف، فمثلاً، عندما يضرب الطفل طفلاً آخر، على الأهل هنا إخباره: "نحن لا نضرب، لأن الضرب يؤذي/يؤلم الناس"، وبعدها يخبر الأهل الطفل أنه إذا أراد التعبير عن انزعاجه من شيء، عليه أن يعبر عنه بالكلمات، وليس من خلال ضرب الآخرين، وتكمن أهمية هذه الطريقة في أنها تعيد تشكيل سلوك الطفل للأفضل مع مرور الوقت، وتعلم الطفل سلوكيات بديلة غير عنيفة.


تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل

يمثل تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل طريقة يمكن من خلالها التصدي للسلوك العدواني الصادر منه، فهذا التعزيز يجعله يرى ويفهم أهمية الأساليب غير العنيفة، وليس بالضرورة أن ينتظر التعزيز إلى حين قيام الطفل بشيء غير مألوف وجديدٍ على سلوكهِ المعتاد؛ حيث يمكن للأهل مدحه على الأمور الإيجابية التي يقوم بها عادةً، بالإضافة إلى أنّ التعزيز ليس بالضرورة أن يشمل الهدايا وغيرها من الأشياء المادية، فالتقدير والثناء كافيان لوقف السلوك العدواني عند الطفل، وتعليمه الاحترام.[٤]


مراقبة المحتوى الذي يشاهده الطفل

هناك من الأطفال من يتولد لديه السلوك العدواني نتيجة المحتوى الذي يشاهده، والذي يتضمن مشاهد عنف وغيرها من المشاهد المماثلة، لهذا على الأهل حماية الأطفال من مثل هذا المحتوى، وذلك لمنعهم من الاعتقاد أنّ العنف والسلوك العدواني أمر مقبول، كما يُوصى بالسماح بوقت شاشة للطفل في عمر 3 سنوات بحيث لا يتجاوز هذا الوقت ساعة واحدة في اليوم.


تمثل دور القدوة الإيجابية أمام الطفل

على الأهل أن يتذكروا دائمًا أن الطفل في عمر 3 سنوات لا يمتلك نفس مستوى القدرة على ضبط النفس الذي لديهم، وأنّ عليهم أن يكونوا القدوة الإيجابية أمامه، وأن يتحكموا بأعصابهم وأنفسهم دائمًا، فالطفل يقلد أهله في الأشياء التي يلاحظها عليهم، ولهذا يتحتم على الأهل التعبير عن غضبهم بالطريق السليمة والهادئة، والتي لا تتضمن استخدامًا للعنف والتعبير عن الغضب.


المراجع

  1. "Toddler Aggression: When to Worry & How to Respond", littleotterhealth, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  2. "10 Tips to Prevent Aggressive Toddler Behavior", healthychildren, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  3. "Managing Aggressive Toddler Behavior", whattoexpect, Retrieved 21/11/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Ways To Deal With Your Toddler’s Aggressive Behavior", health.clevelandclinic, Retrieved 21/11/2022. Edited.