إن تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ليست أمرًا سهلًا، بل هي رحلة صعبة مليئة بالتحديات، وعليه يسعى الوالدان إلى إيجاد الطرق الفضلى التي تساعد أطفالهم على النمو والتطور من خلال التعليم واختيار الطرق المناسبة التي تساعدهم في التعامل مع وضعهم الخاص، وفي هذا المقال سنتعرف على الطرق الفعالة لتربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأبرز الإعاقات الجسدية والعقلية التي يعانون منها، إلى جانب بعض الخطوات الإيجابية التي تساعد الآباء والأمهات على التأقلم مع هذه المرحلة.


ما هي الطرق الفعالة لتربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؟

إن تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة تحتاج إلى أساليب مختلفة وفعالة، وفيما يلي عرض لبعض الطرق التي يمكن أن تساعد الآباء والأمهات على تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة:[١][٢][٣][٤][٥]


1. تشجيعه على التعلم

إن الالتحاق بالمدرسة أمر صعب على الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في كثير من الأحيان، ولكن من الممكن تقليل هذه الصعوبة بتسجيل الطفل في مدرسة متخصصة بذوي الاحتياجات حسب حالته، كما يمكن ترسيخ المواضيع التي يتعلمها الطفل بالمدرسة وتطبيقها داخل المنزل.


2. اختيار مهارات التعليم المناسبة له

إن اختيار المهارات المناسبة لتعليم طفلك من الممكن أن يحفزه على التعلم بسرعة، ويجب التأكد قبل تعليمه ما إذا كان الطفل يمتلك القدرة الجسدية على تعلم هذه المهارة، أو بإمكانه فهمها، وحتى إذا كان يرغب بتعلمها أم لا؟ إذ ستساعد الإجابات عن هذه الأسئلة في معرفة المهارات التي يجب تعليمها للطفل، ومعرفة الاستراتيجيات المناسبة لحالته وقدراته.


3. التركيز على مهارة واحدة في كل مرة

يمكن للأطفال من ذوي الإعاقة أن يجدوا صعوبة بالغة في أداء الأنشطة اليومية، لذلك من المهم التركيز على تعليم الطفل شيئًا واحدًا فقط في كل مرة حتى لا يتشتت، على سبيل المثال قد يستخدم الطفل المصاب بالشلل الدماغي الكثير من الطاقة الجسدية والعقلية لمجرد الجلوس منتصبًا على الكرسي، لذلك قد يكون من الصعب عليه فعل أي شيء آخر في أثناء الجلوس.


4. التوجيه بطريقة صحيحة

يمكن وضع خطة بسيطة للمهمة التي تريد أن يتعلمها طفلك، وإذا كانت المهمة تتضمن عدة أجزاء، يمكن تقسم تعليماتك إلى سلسلة من الخطوات البسيطة، وعليك أن تفكر في كيفية شرح ما تريد أن يفعله طفلك بالضبط، على سبيل المثال: قل له: "نظف أسنانك، ثم ارتدِ ملابسك للمدرسة"، بدلًا من أن تقول "استعد للمدرسة" دون شرح التفاصيل، ويجب الانتباه إلى ضرورة البدء بإرشادات محددة وواضحة، وبإمكانك زيادة عدد الإرشادات بالتدريج، وإذا كان طفلك يعاني من صعوبة في فهم الكلمات، فيمكنك استخدام ملصق أو صور لشرح ما تريد أن يفعله، وفي حال كان طفلك يستطيع إجراء اتصال بالعين شجعه على النظر إليك في أثناء التحدث، وتجنب إعطاء الكثير من الملاحظات السلبية في حال لم يفهم طفلك ما تريد بشكل صحيح وسريع، وبدلًا من ذلك انتظر بضعة أيام وكرر المحاولة مرة أخرى.


5. دمجه بالمجتمع

لا ينبغي عزل أي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بذريعة حمايته، إذ إن إشراك طفلك في أنشطة جماعية مثل الفن أو الرياضة سيمنحه فرصة للتواصل الاجتماعي خارج المنزل وبناء الثقة وخلق صداقات دائمة، لذلك ننصحك بالبحث عن طرق خاصة لإشراك طفلك دائمًا في الأنشطة العائلية العادية، على سبيل المثال إذا كان طفلك مشلولًا لا يستطيع مساعدتك في تقطيع الخيار مثلًا، اجعله يقرأ لك كيفية التقطيع بصوت عالٍ مثلًا، وأشعره بأنك تحتاج إلى مساعدته دائمًا، ومن الجيد أخذ الطفل إلى الأماكن المزدحمة، فهذه الخطوة ستساعده على التأقلم مع الأماكن ووجود أشخاص كثيرين في محيطه.


6. التركيز على نقاط قوته

إن التركيز على نقاط قوة طفلك وليس نقاط ضعفه سيساعده على التعلم والتقدم وتعزيز ثقته بنفسه، كما يجب عليك اكتشاف مواهبه وصقلها أيضًا، ويجب عليك التركيز على الجهد المبذول وليس النتيجة، م-ثلًا إذا كان طفلك يعاني من عسر في الكتابة واستطاع كتابة سطر خلال نصف ساعة فهذا أمر جيد، إذ يجب أن تقدر الجهد الذي بذله لكتابة هذا السطر.


7. الاحتفال بإنجازاته

احتفل بالإنجازات التي تبدو صغيرة للآخرين ولكنها كبيرة بالنسبة لطفلك، كالمشي أول مرة بمفرده، وعند نطق أول كلمة، واجتياز أول امتحان، فهذه الخطوة ستساعد الطفل على التطور بشكل كبير لأنها تعطيه دافعًا للاستمرارية.


8. الحرص معرفة كل ما يتعلق بصحته

أنت لست والدًا لطفلك فقط، بل أنت المعالج له، إذ إنك أنت المسؤول عن التعامل مع نوبات الغضب التي يصاب بها طفلك، ومن الجيد أن تهتم بكل ما يتعلق بأدويته الخاصة والحقن وكل ما شيء يتعلق بصحته.


9. تخصيص وقت له

من الضروري جدًّا تخصيص وقت للاستمتاع مع طفلك، كالخروج سويًّا للعب، إذ يمكن الجري معه أو لعب كرة القدم أو تعليمه الرماية وأخذ دروس في السباحة، إذ إن صنع مثل هذه الذكريات معه مهم جدًّا لصحته النفسية.


10. تعويده على الاستقلال

غالبًا ما يتساءل آباء وأمهات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة عما إذا كان بإمكان طفلهم أن يعيش يومًا ما حياة مستقلة، ويقول الخبراء أن هذا الأمر ممكن، ويبدأ من التربية السليمة في المنزل؛ إذ إن تعليم الأطفال على إتقان المهارات الحياتية اليومية كغسل ملابسهم أو إنجاز الأعمال المنزلية الأخرى وتقديم الأدوات المناسبة التي تساعدهم على ذلك، سيعزز من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم مستقلين في اتخاذ القرارات.


11. تقديم الإرشاد الروحي

أخبر طفلك المريض أن الله يحب الأطفال جميعهم، وأن الإيمان بالله يصنع معجزات عظيمة، وأشعره بالراحة بإخباره أن الحياة لا يمكن أن تكون سيئة دائمًا، وأن الله يخبئ له شيئًا جميلًا في الجنة.


12. تعليمه على الانضباط

يحتاج الأطفال جميعهم إلى تعلم الانضباط لتنظيم حياتهم، لذلك يجب أن توازن بين عاطفتك تجاه وضع طفلك الخاص وبين ضرورة تعليمه الانضباط، إذ يجب أن يتبع طفلك القواعد والتعليمات الموجهة له ويعرف عواقب تجاوزها.


13. إخباره عن أشخاص تفوقوا رغم إعاقتهم

أعط طفلك أمثلة عن أشخاص عاشوا تجربته نفسها، وتمكنوا من التغلب على العقبات وحققوا الإنجازات، إذ يمكن أن تحدثه عن شخص مقعد أحرز ميدالية في رياضة معينة، أو شخص كفيف حقق إنجازًا علميًّا مميزًا.


أبرز الإعاقات العقلية والجسدية عند الأطفال

يعاني الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من إعاقات متنوعة منها الجسدية ومنها العقلية، فالإعاقات الجسدية تؤدي إلى عدم القدرة على أداء حركات الجسم مثل المشي وتحريك اليدين والذراعين والجلوس والوقوف، بينما تؤثر الإعاقات الذهنية والعقلية على السلوك والتفكير، وفيما يلي نستعرض أبرز أنواع الإعاقات التي يعاني منها الأطفال:[٦][٧][٨][٩][١٠]


1. اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

يعد هذا الاضطراب واحدًا من أكثر الاضطرابات العقلية شيوعًا، إذ يؤدي إلى زيادة الحركة وعدم القدرة على التركيز والانتباه، ويعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من عدم القدرة على إنجاز المهام، إلى جانب نسيان إتمام الأعمال المنزلية وصعوبة إنجاز المهام اليومية، كما أنهم لا يستطيعون الإنصات إلى أحد بتركيز، إلى جانب إصابتهم باضطراب المزاج والتشنج اللاإرادي.


2. صعوبات التعلم

تصنف صعوبات التعلم كواحدة من حالات الإعاقة العقلية الطفيفة، والتي ترتبط بقدرات الطفل وتنعكس على تحصيله العلمي، وتشمل الأنواع الأكثر شيوعًا من صعوبات التعلم؛ عدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية البسيطة والتعامل مع الأرقام، ما يجعل لغة الأرقام أمرًا صعبًا، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل تشمل عسر الكتابة والقراءة، وقد تكون الكتابة باليد أمرًا صعبًا لا يستطيع الطفل فعله، ومن أبرز الصعوبات أيضًا الاضطرابات السمعية التي تؤثر في قدرة الطفل على تمييز الأصوات، إلى جانب الاضطرابات البصرية التي تجعل الطفل غير قادر على تفسير وتحليل كل ما يشاهد، ومن الممكن أن تظهر صعوبات التعلم قبل دخول الطفل إلى المدرسة، إذ تظهر على الطفل أعراض واضحة كمشكلات النطق وتعلم الأبجدية والألوان وأيام الأسبوع.


3. اضطراب طيف التوحد

يعد طيف التوحد واحدًا من الاضطرابات العقلية التي تؤثر على السلوك والتواصل، وتظهر أعراضه على الأطفال خلال السنة الأولى من حياتهم، إذ تظهر على الطفل المصاب بالتوحد أعراض سلوكية مثل عدم القدرة على التواصل البصري، والتحدث بشكل طبيعي، وعدم فهم الكلام، إلى جانب ظهور أنماط سلوكية غير طبيعية مثل اللجوء إلى عض أنفسهم، أو ضرب رأسهم بالحائط.


4. متلازمة داون

إن متلازمة داون واحدة من الاضطرابات العقلية الناتجة عن خلل في الكروموسومات، يصاحبها نوع من الإعاقة العقلية ومشكلات النمو، إلى جانب الصفات الجسدية غير الطبيعية كشكل العيون والأنف وغيرها.


5. الإعاقات الجسدية الشائعة

تشمل الإعاقات الجسدية الشائعة لدى الأطفال الشلل الدماغي الذي يعاني المصاب به من مشكلات ذهنية وسلوكية وحركية، إلى جانب مرض السنسنة المشقوقة، وهو عيب خلقي في الحبل الشوكي والعمود الفقري، والذي يؤدي إلى الشلل ومشكلات عقلية أيضًا، ومن أبرز الإعاقات الجسدية لدى الأطفال شلل الأطفال الناتج عن فيروس يصيب الأعصاب ويؤدي إلى الشلل، إلى جانب ضمور العضلات.


أمور تساعدك على تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة

يبحث الآباء والأمهات الذين يربون طفلًا من ذوي الاحتياجات الخاصة عن أي دعم قد يساعدهم على تربية طفلهم، وفيما يلي عرض لبعض الأمور التي قد تساعدك على تربية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة:[٦]


1. اعرف نقاط قوتك

يتعامل الآباء والأمهات الذين لديهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مع المواقف الصعبة والتي يراها البعض مستحيلة، لذلك يجب عليك الاسترخاء للحافظ عل طاقتك وتسخيرها لتربية ابنك، تخيل طاقتك بأنها إبريق ماء، ولا تسكب الماء باستمرار، أي لا تهدر طاقتك على مواقف لا تستحق، إذ إن راحة الآباء والأمهات شرط أساسي لتربية الأبناء بطريقة فعالة.


2. اطلب الدعم

إن الدعم المعنوي مهم جدًّا في هذا الوضع الخاص، لذلك يجب أن تحيط نفسك بالأشخاص الإيجابيين الذين يقدمون لك الدعم عند الحاجة، ومن الجيد الانخراط بمجموعات لآباء وأمهات لديهم أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإن وجود مجتمع مخصص من الآباء والأمهات الذين يعانون من صراعات مماثلة سيجعل الحياة أكثر سهولة.


3. الاطلاع على حالته

يجب عليك تحديد المشكلة الطبية التي يعاني منها طفلك، ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة بها، فهذه الخطوة ستساعدك على تحديد المضاعفات المتوقع حدوثها، وسيرشدك إلى كيفية التعامل معها أو تجنب حدوثها أحيانًا، على سبيل المثال قد يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من نوبات غضب وصعوبات في عمل الجهاز الهضمي وأرق، وإن معرفتك المسبقة لهذه الأعراض سيساعدك على التعامل مع طفلك عندما يتعرض لواحدة من هذه المواقف.


المراجع

  1. "Five tips for raising a child with special needs", Geisinger, 2018, Retrieved 2021. Edited.
  2. Dana Harris (2020), "A Mother’s Reality of Raising a Child With Special Needs", AUGUSTE Family magazine, Retrieved 2021. Edited.
  3. Gina Kemp, M.A., Melinda Smith., and Jeanne Segal (2020), "Helping Children with Learning Disabilities", Help Guide, Retrieved 2021. Edited.
  4. " 10 Ways to Encourage Disabled Children", ALL PRO DAD, Retrieved 2021. Edited.
  5. "Teaching skills to children with disability: practical strategies", raisingchildren.net.au, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Five tips for raising a child with special needs", geisinger. Edited.
  7. "What is Polio?", Centers for Disease Control and Prevention, Retrieved 2021. Edited.
  8. Viktor Berg (2020), "Types of physical disabilities", carehome.co.uk, Retrieved 2021. Edited.
  9. "Children and Young People with Disabilities", KENT PUBLIC HEALTH BSERVATORY, 2018, Retrieved 2021. Edited.
  10. "3 Developmental Disabilities Common in Children", Pediatric Consultants, 2020, Retrieved 2021. Edited.