تربية الطفل على الاحترام

تربية الطفل على الأخلاق الحميدة واحترام الآخرين من أهم المبادئ التي يسعى الآباء والأمهات لتربية أبنائهم عليها وترسيخها لديهم منذ الصغر، لما لها من أهمية في حياتهم الحاضرة والمستقبلية وتطوير علاقات إيجابية مع الأشخاص في محيطهم، في هذا المقال سنتطرق إلى كيفية تربية الطفل على الاحترام، وأساليب التعامل مع الطفل الذين لا يحترم الآخرين بسبب الغضب، وبعض الخطوات الفعالة لتعليم الطفل الاحترام بالمدرسة.

تربية الطفل على الاحترام

يلجأ الأطفال أحياناً إلى استخدام أساليب غير لائقة في التعامل مع الآخرين؛ سواء في المنزل أو المدرسة وغيرها، ما يحتم على الآباء والأمهات إيجاد أساليب مُثلى لتربيتهم على الاحترام، فيما يلي بعض الطرق الفعالة لتربية الطفل على الاحترام:^[١]

كن قدوة لهم

أفضل طريقة لتعليم طفلك الاحترام من خلال تصرفاتك التي تصرفها أمامه، انتبه لكيفية تعاملك مع زوجتك أو أفراد أسرتك المقربين أو مع الغرباء، عندما يراك طفلك تتحدث باحترام مع الآخرين فسيتصرف مثلك، مثلاً إذا دخلت بقالة قل للبائع: "من فضلك كم سعر هذا الجبن؟ بدلاً من كم سعر هذا الجبن؟".^[٢]

درب طفلك

يعد التدريب العملي من الاستراتيجيات الفعالة لترسيخ مبادئ الاحترام لدى الطفل على سبيل المثال، إذا قام طفلك بدعوة أصدقائه إلى حفلة عيد ميلاده، قم بإجراء تمثيلية معه حول كيفية التحدث والرد باحترام أثناء فتح الهدايا، ساعده بالتدرب على كيفية شكر الناس على تقديم الهدية وكيفية الرد إذا فتح هدية لا تعجبه، قدم ملاحظات وساعد طفلك على اكتشاف كيفية التصرف بأدب واحترام في مختلف السيناريوهات التي قد يتعرض لها.^[٣]

علمه الاحترام مبكرًا

 لا تنتظر حتى يصبح طفلك أكبر سناً لتعليمه الاحترام، بل يجب تأسيسه على ذلك منذ الصغر، فعندما يتفوه طفلك بكلام غير لبق يجب توجيهه على الفور وقل له على سبيل المثال: "نحن لا نتحدث مع بعضنا البعض بهذه الطريقة في هذه العائلة، إنه كلام سيئ".

علمه الأخلاقيات الأساسية

من المهم تعليم طفلك الأخلاق الأساسية مثل قول "من فضلك" و "شكرًا" عندما يتعامل مع معلميه في المدرسة أو أسرته وحتى الغرباء، هذه الكلمات تعلم طفلك احترام الآخرين.^[٤]

مراعاة العمر

تأكد بأن توجيهاتك التي تتعلق بتعليم الطفل الاحترام مناسبة لعمر الطفل، يمكنك البدء بتعليم الطفل الصغير المبادئ الأساسية التي تتعلق بالاحترام مثل قول "من فضلك" و "شكرًا لك" و "آسف"، عندما يصبح طفلك ببداية مرحلة المراهقة يجب أن تركز على المهارات المتقدمة مثل تعليمه آداب استخدام الهاتف ومهارات الاتصال الأكثر تعقيدًا.

تعليمه بالتدريج

ركز على تعليمه شيئاً واحدة في كل مرة، مثلاً علمه احترام آداب المائدة الأساسية قبل الانتقال إلى مهارات أخرى، إذا أعطيت طفلك الكثير ليتعلمه دفعة واحدة، فقد يشعر بالارتباك، من الجيد أيضًا مراجعة المهارات السابقة من وقت لآخر للتأكد من أن طفلك يتذكر استخدامها.^[٥]

عاقبة

إن فرض عقوبات على الطفل عند تجاوزه بالحديث وعدم احترام الآخرين سيؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل، مثلاً إذا تفوه بكلام بذيء امنعه من مشاهدة التلفاز كعقوبة، وابتعد عن العقاب البدني مثل الصفع، حيث أن الضرب غير فعال في تحسين سلوك الطفل، من الضروري عدم تجاهل سلوك طفلك وعدم احترامه واختلاق الأعذار له.

عاقبه باحترام

عندما يتصرف طفلك بعد احترام، قم بتوجيهه إلى الطريقة المثلى للتعامل بعيداً عن الصراخ عليه والتفوه بكلمات نابية، إذا عاقبته بطريقة قاسية بعيدة عن الاحترام حينها يصعب عليك إقناعه التعامل باحترام، فالطفل يقلد كل شيء يشاهده ويسمعه، فبدلاً من ذلك، يمكنك التحدث مع طفلك وإعطائه رسالة واضحة عما هو مقبول، لا داعي للصراخ عليه أو إحراجه.

حفزه على الاستماع للآخرين

الاستماع جزء مهم لإجراء محادثة مثمرة وإيجابية، علم طفلك أن الاستماع إلى الآخرين دون مقاطعة واحدة من أهم أساليب الاحترام في التعامل مع الأشخاص.

ضع خطط مشتركة

من الجيد أن يتفق الوالدان على وضع الخطط المتعلقة بسلوك الطفل، لا يمكن أن يقوم الأب بعدم السماح للطفل بالتعامل بأسلوب غير محترم، بينما تحاول الأم التعامل بعدم حزم فيما يتعلق بذلك، على سبيل المثال إذا تصرف الطفل بعدم احترام يقوم الأب بفرض عقوبة عدم مشاهدة التلفاز، بينما تأتي الأم وتجعله يشاهد التلفاز، يجب عليكما التحدث سوياً عن القواعد التي يجدر بكما فرضها على طفلكم، والعواقب المترتبة على عدم الالتزام بها.

أخبره بتوقعاتك المسبقة

من الجيد توجيه طفلك حول كيفية التعامل باحترام بشكل مسبق، على سبيل المثال، إذا كنت ستخرج إلى المطعم مع طفلك لتناول طعام العشاء سوياً، تحدث معه مسبقاً عن توقعاتك بشأن تصرفاته، إنه معرفته بتوقعاتك المسبقة ستجعله يتصرف بطريقة لبقة وسيخاف من العواقب المترتبة على عدم الالتزام بها والتصرف باحترام، على سبيل المثال إذا ذهبتما إلى المطعم أخبره أن لا يثير الضجة بالمكان وأن لا يتحدث أثناء تناول الطعام، حينها سيتصرف على هذا الأساس.

لا تأخذ سلوك طفلك على محمل شخصي

من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الآباء والأمهات هو أخذ سلوك عدم احترام أطفالهم على محمل شخصي، الحقيقة هي أنه لا يجب عليك الوقوع في هذا الفخ أبدًا، كل الأطفال لديهم صراعات مع والديهم، يكمن دورك في التعامل مع سلوك طفلك بموضوعية قدر الإمكان.

لا تبالغ برد فعلك

عندما لا يكون لدى الآباء والأمهات طرق فعالة للسيطرة على عدم احترام طفلهم لهم، قد يبالغون بردود أفعالهم، وفي بعض الأحيان يتجاهلون تصرفات ابنهم غير الجيدة ويعتبرونها بأنها مرحلة مؤقتة فقط، بكلتا الحالتين، إذا فكرت بهذه الطريقة فلن تستطيع أن تربي طفلك على الاحترام مطلقاً وسيصعب السيطرة عليه لاحقا.

التمييز بين التمرد وعدم الاحترام

يجب التمييز بين سلوك التمرد وعدم الاحترام عندما يتصرف الطفل بوقاحة أو يشتكي من أن شيئًا ما ليس عادلاً، اسأل نفسك: "هل يعبر طفلي عن إحباطه العام بشأن الظلم أو تحديات الحياة؟ أم أنه يتعمد التعامل معي بعدم احترام؟".

علمه الاعتراض باحترام

يجب على الآباء والأمهات تعليم الطفل الطرق المناسبة للتعبير عن الأشياء التي لا تناسبهم باحترام، على سبيل المثال عندما يقوم الطفل بقول: "لقد تناول أخي السمين كل الحلويات ولم يترك لي شيئاً"، علمه قول ذلك:" قل تناول أخي الحلويات جميعها ولم يفكر بالآخرين".

 كافئه

عند تصرف طفلك باحترام يجب عليك الثناء عليه ومكافئته لتعزيز هذه التصرفات لديه، على سبيل المثال قل له:  "شكرًا لك على انتظاري لتناول العشاء، لا بد أنك جائع جداً بعد لعب كرة القدم".

أمور يجب مراعاتها عند تصرف طفلك بعدم احترام وهو غاضب

يصعب على الطفل ضبط نفسه والتعبير عن رأيه والحديث باحترام عند الغضب، ما يستدعي التعامل معه بطريقة مختلفة، فيما يلي نستعرض بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند تصرف الطفل بعدم احترام وهو غاضب:^[٢]

لا تغضب

قد يؤدي سلوك الطفل الغاضب إلى رغبتك بمعاقبته أو الصراخ عليه، على سبيل المثال تقول له بنبرة عالية: "كيف تجرؤ على التحدث معي بهذه الطريقة"، إن التعامل بأسلوب الصراخ مع الطفل لا يجدي نفعاً ولا يحد من المشكلة،  إذا كنت غير قادر على الحفاظ على هدوئك في المواقف الصعبة، فلا تتوقع أن يقوم طفلك بذلك.

تأكد من سلامة طفلك أولاً

في حالة الغضب الشديد لا تلتفت إلى تصرف طفلك بعدم الاحترام في هذه اللحظة، بل يجب أن تهتم بحالته النفسية، فعند الغضب الشديد من الممكن أن يؤذي الطفل نفسه، وفي حال كان طفلك يرمي الأشياء أو يضرب الآخرين، فستحتاج إلى السيطرة عليها جسديًا من أجل سلامته وسلامة الآخرين، ببساطة عانقه بقوة وقل له: "أنا آسف"، سيخفف ذلك من حدة غضبه.

أعرف سبب غضبه

عندما يتصرف طفلك بعدم احترام وهو غاضب، اطرح عليه أسئلة لمعرفة سبب الغضب، مثلاً قل له: "هل أنت غاضب لأنك كنت تتضور جوعاً؟ "أو، "هل أنت غاضب لأنني أتجاهل دائمًا ما تحتاجه؟" عندما تطرح أسئلة، فإنك تعلم طفلك شرح ما يمر به بدلاً من استخدام السلوك الوقح أو الإدلاء بتعليقات بذيئة لتوضيح وجهة نظره.

تعليم الطفل التصرف باحترام في المدرسة

يعد ترسيخ مبدأ الاحترام لدى الطفل في المدرسة مهمة يجب على المعلمين القيام بها من خلال اتباع أساليب فعالة، فيما يلي نستعرض بعض الطرق لتعليم الأطفال التصرف باحترام في المدرسة:^[٦]

تعليم الاحترام

علم الأطفال ما هو الاحترام، اجعلهم يقومون بعصف ذهني لشرح ماهية الاحترام، وامنحهم المفردات اللازمة للتعبير عن الاحترام.

استخدم المفردات

اكتب الكلمات والأفعال التي تصف الاحترام وعدم الاحترام، اطلب من الأطفال تصنيفها إلى فئات "محترمة" مقابل "غير محترمة"، حتى تترسخ في أذهانهم.

ارسم واكتب

قم بنشاط بسيط من خلال توجيه الأطفال لرسم وكتابة ما يعنيه الاحترام لهم.

مساعدة الآخرين

يمكن للأطفال تعلم الاحترام من خلال تقديم المساعدة للآخرين، على سبيل المثال: التطوع في فصل دراسي آخر للمساعدة في تنظيف الطاولات.

التعبير عن أنفسهم

امنح الأطفال الفرصة لمشاركة الطرق التي يُظهرون بها الاحترام كل يوم، على سبيل المثال يكتب الطفل: "أُظهر الاحترام من خلال قول لو سمحت قبل طلب أي شيء".

المناقشة والتفاهم

ناقش معنى الصدق وماذا يحدث عندما يكذب الشخص، ساعد الأطفال على فهم كيف أن الصدق جزء مهم من الاحترام.

الألعاب

إن ممارسة الألعاب في مجموعات صغيرة يساعد الطلاب على أن يكونوا صادقين وصريحين مع الآخرين وتقبل تفوق الآخرين، علمهم أن هذا الشي يعد احتراماً لقدرات غيرهم.

علمهم الامتنان

يحتاج الأطفال إلى فهم جيد لمفهوم الامتنان وعلاقته بالاحترام، اشرح لهم معنى الامتنان، قم بعصف ذهني للأشياء التي يشعرون بالامتنان لها واجعل الأطفال يرسمون ويكتبون عنها، على سبيل المثال، قل للطفل إذا ساعدك زميلك في الفصل على شرح مادة لا تفهمها، يجب حينها أن تعبر عن امتنانك وشكرك له على مساعدته"، علمهم التعبير عن امتنانهم لفظيًا.

علمهم كيفية كتابة رسائل الشكر

وضح للأطفال كيفية كتابة خطاب شكر لشخص فعل شيئًا جميلاً من أجلهم، هذه طريقة جيدة أخرى لجعل الأطفال يمارسون عادة الشعور بالامتنان والتعبير عن الامتنان كامتداد للاحترام.

حائط الامتنان

خصص حائطًا أو لوحة إعلانات في الفصل الدراسي لتزينها بالملاحظات والكلمات التي تصور الامتنان، سيكون التذكير المرئي طريقة رائعة للتشجيع على الشكر في أي وقت.