تتمثل التربية الإيجابية للأطفال (بالإنجليزية: Positive Parenting) بشكلٍ عام حول توجيه سلوكياتهم وتعديلها بطريقةٍ إيجابية مُشجعة، مع إظهار مشاعر الحُبّ، والدفء، واللطف اتجاههم، مما يُعزز من صحتهم النفسية ومهاراتهم السلوكية، والعاطفية، والإدراكية، ولكن قد تختلف الأساليب التي يُمكن تطبيقها في هذا النوع من التربية حسب عمر الطفل،[١] لذا، نقدم لكم في هذا المقال معلومات أكثر حول كيف يجب أن تكون التربية الإيجابية للأطفال في عمر 3 سنوات تحديدًا:


توجيه الطفل بلطفٍ وحزم في ذات الوقت

يَعتبر الأطفال الصغار آباءهم وأمهاتهم قدوًة لهم، حيث يُحاولون تقليد تصرفاتهم وطريقتهم في التعامل، لذا، عند التعامل معهم بلطفٍ واحترام، سينعكس ذلك عليهم بشكلٍ إيجابي وعلى طريقتهم في التعامل مع الآخرين، ويجعلهم أكثر هدوءًا وتعاونًا، وهذا لا يعني التساهل مع السلوكيات السيئة عند الأطفال وعدم وضع حدود لها، ولكن يجب وضع الحدود وفرضها بطريقةٍ حازمة ولطيفة، من دون صراخٍ وغضب.[٢]


إعطاء الطفل خيارات وعدم تقييده بخيارٍ واحدٍ فقط

يُعتبر أسلوب إعطاء الخيارات وعدم تقييد الطفل من أفضل أساليب التربية الإيجابية التي يُمكن اتباعها مع الأطفال الصغار لإدارة حياتهم اليومية بفعاليّة، ومن دون مشاكلٍ وتصادمات، حيث يشعر الطفل ببعض الحرية والمسؤولية لتحديد ما يُناسبه، بدلاً من الشعور بأنّه مقيّد ومُجبر على فعل الشيء المطلوب منه، على سبيل المثال، القول للطفل: "هل تريد الذهاب إلى النوم الآن أم بعد 10 دقائق؟" وما إلى ذلك.[٣]


استخدام أسلوب الانضباط الإيجابي لتعديل سلوك الطفل

يُعتبر أسلوب الانضباط الإيجابي في التربية الإيجابية للأطفال بديلاً صحيًا وأكثر فعالية من أسلوب العقاب،[٣] حيث يعتمد على مبدأ (الوقت المستقطع)، وذلك عن طريق إخراج الطفل من البيئة التي يتواجد فيها أثناء قيامه بسلوكٍ معينٍ خاطئ وإبعاده عن أيّة محفزات أخرى قد تفاقم المشكلة، والطلب منه الجلوس في مكانٍ معين، حتى يهدأ ويشعر بالأمان، ثمّ مناقشته حول سلوكه وتعليمه السلوك الصحيح، بدلاً من معاقبته على السلوك الخاطئ.[٢]


التواصل الفعّال والمستمر مع الطفل

يحتاج الطفل في عمر 3 سنوات إلى علاقةٍ إيجابيةٍ فعّالةٍ مع والديه، يشعر فيها بالأمان والدعم، أكثر من حاجته إلى التوجيه وتصحيح السلوك بطريقةٍ مباشرة فقط،[٤]حيث يُساهم ذلك في تعزيز نموه العاطفي، والعقليّ، والجسديّ أيضًا، وذلك عن طريق قضاء الكثير من الوقت الفعّال معه، والاهتمام به، والاستماع إليه ومحاولة الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها.[٢]


تكليف الطفل ببعض المسؤوليات البسيطة

يُنصح بتكليف الطفل في عمر 3 سنوات بإنجاز بعض الأمور، حتى لو كانت بسيطة جدًا مثل جمع الألعاب الخاصّة به بعد الانتهاء من اللعب، حيث يُعزز ذلك شعوره في المسؤولية والثقة بالنفس، ويُنمّي مهاراته بشكلٍ عام، ويُعزز علاقته بوالديه من خلال العمل معهم، مع منحه دائمًا الفرصة للمحاولة من جديد في حال الإخفاق في إنجاز الأمر المطلوب.[٤]


عدم لوم الطفل عند دخوله في نوبة غضب

تُعتبر نوبات الغضب أمرًا طبيعيًا عند الأطفال الصغار في عمر 3 سنوات؛[٤] لأنّ لديهم الكثير من المشاعر، ولكنّهم لا يستطيعون التعبير عنها بالكلام بشكلٍ جيّد، كما أنّ الجزء المسؤول عن تنظيم العواطف والتحكّم بردود الأفعال في الدماغ ما يزال في طور النمو، لذا، تلعب مراحل نمو دماغ الطفل دورًا في طبيعة الأساليب والاستراتيجيات التي يُمكن تطبيقها في التربية الإيجابية وكيفية التعامل مع سلوكياته.[٢]


السماح للطفل بالاستكشاف والتعلّم

يجب منح الأطفال الصغار المساحة المناسبة والوقت الكافي لاستكشاف البيئة من حولهم، عن طريق اللعب، والجري، واللمس، والتذوق وغير ذلك من الطرق التي قد يستخدمونها، وتجنب استخدام كلمة "لا" إلّا عند الضرورة، مع محاولة تقديم بدائل مناسبة، حيث يُعتبر ذلك جزءً مهمًا لنموهم بشكلٍ صحيّ، سواءً من الناحية الحركية، أو العقلية، أو العاطفية.[٤]

المراجع

  1. "The power of positive parenting", health.ucdavis.edu, Retrieved 12/9/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Pamela Li (10/9/2023), "9 Essential Positive Parenting Tip, The Definitive Guide", parentingforbrain.com, Retrieved 12/9/2023. Edited.
  3. ^ أ ب "Positive Parenting Your Preschooler: Daily Life", ahaparenting.com, Retrieved 12/9/2023. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "16 simple positive parenting tips for your 3 year old", imperfectfamilies.com, Retrieved 12/9/2023. Edited.