يُمثل أحيانًا تعديل السلوك لدى الأطفال المصابين بالتوحد تحديًا للآباء والمعلمين، ولكن مع استخدام مجموعة من الأساليب والاستراتيجيات المخصصة لذلك يُمكن مساعدة طفل التوحد على إدارة سلوكه بشكلٍ أفضل، وبالتالي تمكنّه من التعايش والتعامل مع الآخرين حوله بشكلٍ أفضل، وفي هذا المقال إليك أبرز الطرق لتعديل وإدارة سلوك طفل التوحد:


تعزيز السلوكيات الإيجابية

يَهدِف تعزيز السلوك الإيجابي إلى تحسين نوعية حياة طفل التوحد والتقليل من حدوث السلوكيات غير المرغوبة عنده، من خلال فهم مُسببات السلوك غير المرغوب به والتخلّص منها بالطرق المناسبة، وتعزيز وتطوير مهارات الطفل للتعبير عن رغباته واحتياجاته.[١]


بالإضافة إلى تشجيعه على مواصلة التصرّف بالطريقة الصحيحة، خاصًة عند اتباعه للتعليمات، والالتزام بالهدوء، والمشاركة مع الآخرين، حيث تُعتبر هذه أكثر السلوكيات التي يُواجه طفل التوحد معها بعض المشاكل.[٢]


ويكون التعزيز الإيجابي لسلوك الطفل من خلال الثناء على الطفل بالكلام والمدح، على سبيل المثال، القول للطفل الذي شارك أرجوحته في الحديقة مع طفلٍ آخر: "أحببت حقًا الطريقة التي شاركت بها أرجوحتك في الحديقة"، أو من خلال تقديم مكافأة بسيطة له، مثل قطعة حلوى أو ما شابه ذلك.[٢]


تعزيز مهارة ترتيب الأولويات

العديد من نوبات الغضب عند الطفل المُصب بالتوحد تكون بسبب أنّه لا يُمكنه الحصول على شيءٍ معين في الوقت الحالي، أو أنّ هناك شيئاً ما يُريد فعله أو عدم فعله، وللتعامل مع ذلك يُنصح باستخدام استراتيجية (أولاً...، ثم...)، حيث تتمثل بالطلب من الطفل إنهاء مهمة معينة لها الأولوية حاليًا، ثم بعدها يُمكن القيام بالشيء الذي يرغب به، على سبيل المثال القول للطفل:[٢]

  • "ننتهي أولاً من غدائنا، ثم نخرج."
  • "أولاً سنقوم بتنظيف الغرفة الخاصة بك، ثم يُمكننا الذهاب إلى الحديقة".


التنبيه قبل وقتٍ معين من تبديل الأنشطة

يُواجه غالبًا طفل التوحد صعوبة في التعامل مع التغييرات المفاجئة والتبديل بين الأنشطة،[٣] ويُقابلها بنوبة غضب وصراخ، لذا يُنصح عادًة بتنبيه الطفل قبل وقتٍ معين من انتهاء النشاط الخاص به وعدم مفاجأته بذلك.[٢]


على سبيل المثال، عند اصطحاب طفل التوحد إلى إحدى الحدائق واندماجه باللعب فيها، يُمكن تنبيهه قبل 5 دقائق مثلاً من وقت المغادرة أنّ عليه أن يتجهز لذلك، مما يُمكّنه من الشعور بالمزيد من التحكم بذاته، وعدم التصرّف بطريقةٍ عدوانية أو عنيفة.[٢]


تعليم مهارات واستراتيجيات التهدئة

غالبًا ما يُعاني طفل التوحد من مشاعر مختلطة تشمل الإحباط، والقلق، وعدم الراحة، لذا يُعتبر من المفيد تعليمه مهارات واستراتيجيات التهدئة المناسبة؛ ليتمكن من التحكّم بسلوكه ومشاعره على النحو الصحيح، ومن هذه الاستراتيجيات ممارسة تمارين التنفس العميق والتمدد أو إطفاء الأنوار والاستماع لموسيقى هادئة.[٤]


استخدم المرئيات والقصص الاجتماعية

يحتاج طفل التوحد إلى تذكيراتٍ مرئية، ومُحفزات، وقصص اجتماعية على مدار اليوم للقيام بما يُطلب منه على النحو الصحيح، لذا يُمكن أن يُساعد استخدام مجموعة متنوعة من العناصر المرئية على شكل صور، أو لوحات ورقية، أو ملصقات، أو بطاقات على التعامل بشكلٍ أفضل مع التغيّرات واتخاذ القرارات.[٤]


كما تُساعد القصص الاجتماعية المخصصة لأطفال التوحد على توقّع الطفل للمواقف التي يُمكن أن يتعرض لها والطريقة الصحيحة للتصرّف معها، أو قد تكون هذه القصص عن مشكلة يُعاني منها الطفل في الوقت الحالي.[٤]

المراجع

  1. "Autism behavioural strategies", thespectrum.org.au, Retrieved 8/1/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Tips that Improved My Autistic Child's Behavior", autismspeaks.org, 5/1/2015, Retrieved 8/1/2023. Edited.
  3. "Changing routines: autistic children and teenagers", raisingchildren.net.au, Retrieved 8/1/2023. Edited.
  4. ^ أ ب ت Brittany Wilson (1/3/2021), "10 Easy-to-Implement Behavior Strategies for Children with Autism", appliedbehavioranalysisprograms.com, Retrieved 8/1/2023. Edited.