حق الطفل في الرعاية الصحية

الاحتياجات الصحية للطفل

تتمثل أهمية توفير الرعاية الصحية للطفل في أنها ما يضمن للطفل نموًا وتطورًا صحيًا وسليمًا، وينعكس توفير الرعاية الصحية للطفل على نحو إيجابي على قدراته العقلية، وقدرته على التفكير، والتعلم، إلى جانب انعكاسها بشكل إيجابي كذلك على نموه العاطفي والاجتماعي، وصحته العقلية،^[١] ويعتبر حق الرعاية الصحية من أهم حقوق الأطفال، وعلى الأهل ضمان حصول الأطفال على أفضل رعاية صحية في مرحلة الطفولة، وذلك من خلال تلبية احتياجاتهم الصحية، والتي نستعرض أهمها فيما يلي:^[٢][٣]

المطاعيم

تكمن أهمية المطاعيم في أنها تحمي الطفل من خطر الإصابة بالأمراض التي قد تشكل خطرًا على حياته، وعلى الأهل الالتزام بجدول لقاحات الطفل، واستشارة طبيب الأطفال عند وجود أي استفسارات أو مخاوف، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention) في الولايات المتحدة الأمريكية بأن يتلقى الطفل اللقاحات التالية خلال أول عامين من عمره: الفيروس العجلي، وشلل الأطفال، ولقاح المكورات الرئوية المقترن، والحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، والتهاب الكبد A، والتهاب الكبد B (يتم إعطاء الطفل أول جرعة خلال أول 12 ساعة من حياته)، والأنفلونزا، ولقاح المستدمية النزلية النوع ب، وجدري الماء، والسعال الديكي، والكزاز، والديفتيريا.

النشاط البدني

يجب أن يشجع الأهل الطفل على ممارسة النشاط البدني، لما له من أهمية في نموهم خلال مرحلة الطفولة، وفي حمايتهم من خطر الإصابة بالسمنة، ويختلف الوقت المحدد للقيام بالنشاط البدني وشكله حسب الفئة العمرية للطفل؛ فعلى سبيل المثال، بالنسبة للأطفال في سن 3 إلى 5 سنوات، يُنصح أن يكون نشاطهم البدني لمدة 3 ساعات يوميًا، ويمكن أن يقوموا بنشاطات مثل الرقص، وركوب الدراجة، أو اللعب مع الأطفال الآخرين، أما الأطفال من سن 6 إلى 17 سنة، فتبلغ المدة الموصى بها لنشاطهم البدني 60 دقيقة يوميًا، ومن الأمثلة على النشاطات التي يمكنهم القيام بها: كرة القدم أو السلة، والسباحة، والجري، ورفع الأثقال.

حماية البشرة من الشمس

يجب على الأهل أن يحرصوا على تجنيب أطفالهم الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر أشعة الشمس المباشرة، وإبقائهم في الأماكن المظللة دون استخدام المراهم الواقية من الشمس على بشرتهم؛ فتعرضهم للأشعة فوق البنفسجية يزيد من احتمالية إصابتهم بأمراض جلدية خلال حياتهم لاحقًا، وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر، فيمكن وضع المراهم الواقية من الشمس على بشرتهم، مع الانتباه إلى أنّ تركيبته تناسب أعمارهم.

الكفاية من النوم

إنّ عدم حصول الطفل على كفايته من ساعات النوم يتسبب له بالعديد من المشاكل الصحية، والتي منها: مشاكل الصحة العقلية (كالإصابة بالاكتئاب أو القلق)، والمشاكل السلوكية، وضعف جهاز المناعة، وصعوبة التركيز والانتباه، ولهذا على الأهل أن يحرصوا على نوم الطفل لساعاتٍ كافية، ومساعدته على ذلك من خلال عدم إعطاء الطفل أي مشروبات أو مأكولات في المساء تحتوي على نسبة عالية من الكافيين أو السكر، والتأكد من أنّ غرفة الطفل مريحة للنوم، بالإضافة إلى تحديد موعد للنوم للطفل، ومتابعة التزامه به، وتجدر الإشارة إلى أنّ ساعات نوم الأطفال تتفاوت حسب أعمارهم وبالشكل التالي: من 4 أشهر إلى 12 شهرًا (12 - 16 ساعة)، سنة واحدة إلى سنتين (11 - 14 ساعة)، 3 - 5 سنوات (10 - 13 ساعة)، 6 - 12 سنة (9 - 12 ساعة)، 13 - 18 سنة (8 - 10 ساعات).

الغذاء الصحي

في العام 2021، تمّ إجراء دراسة عن علاقة الغذاء الصحي بالصحة العقلية، وقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ تناول الأطفال للفواكه والخضروات له علاقة بسلامة صحتهم العقلية بشكل كبير، ويدل هذا على ضرورة أن يحرص الأهل على تناول الطفل للأطعمة المغذية والمفيدة؛ الأمر الذي يحميهم من الإصابة من الأمراض في المستقبل، وبالنسبة لوجبات الأطفال، فيجب أن تكون متوازنة وصحية، وتتضمن أليافًا، ولحومًا، وحبوبًا، ومنتجات ألبان قليلة الدسم أو خالية من الدسم (للأطفال فوق سن العامين)، بالإضافة إلى الفواكه والخضراوات، أما الأطعمة التي يجب الحد منها قدر الإمكان، فهي تلك التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة، وملح الصوديوم، والسكر، والدهون المشبعة أو المتحولة.

الصحة العقلية

إنّ حق الطفل في الرعاية الصحية لا يستثني الصحة العقلية، والتي على الأهل تعزيزها من خلال عددٍ من السلوكيات، التي تضمن أن ينمو الطفل دون مشاكل أو اضطرابات، ومن الأمثلة على هذه السلوكيات: تجنب الملاحظات السلبية والتهديدات في أساليب التربية، وتشجيع الطفل على التفاعل مع الأطفال الآخرين والتواصل معهم، وتعليمه الفرق بين السلوكيات المقبولة وغير المقبولة، ودعمه وتشجيعه، وعدم الضغط عليه بالتوقعات غير المنطقية، أو تلك التي تفوق قدراته، أو تخالف اهتماماته، وذلك لتقوية شخصيته، وتعزيز احترامهِ لنفسه، إلى جانب ضرورة التواصل مع الطفل، وتشجيعه على إظهار مشاعره.

النظافة الشخصية

إنّ تعليم الطفل النظافة الشخصية وأساسياتها يحميه من الإصابة بالأمراض، ومن أهم الأمور التي يجب تعليمها للطفل ومتابعة قيامهِ بها: غسل يديه بالماء والصابون، وغسل الأسنان، والطريقة الصحيحة لاستخدام المرحاض، والاستحمام، وتغطية الفم عند العطس والسعال، وتقليم الأظافر.

طرق توفير الرعاية الصحية للطفل

إلى جانب تلبية الاحتياجات الصحية للأطفال لتوفير الرعاية الصحية لهم، هناك عدد من الأمور الأخرى التي تساعد في الحفاظ على صحة الأطفال، وفي رعايتهم صحيًا، والتي نستعرض عددًا منها فيما يلي:^[٤][٥]

• ضبط وقت الشاشة: إنّ استخدام الأجهزة لساعاتٍ طويلة خلال اليوم قد يسبب للأطفال مشاكل صحية مرتبطة باضطرابات النوم، ولهذا على الأهل عدم السماح لأطفالهم باستخدامها لأكثر من ساعتين في اليوم.
• اختيار حقيبة الظهر المناسبة: على الأهل أن يحرصوا ألا يزيد وزن حقيبة ظهر الطفل عن 10% من وزنه، وأن يختاروا حقيبة مناسبة تحتوي على بطانة وحزامين، وذلك لحماية الطفل من المشاكل التي يسببها حمل حقائب الظهر الثقيلة، مثل أوجاع الظهر، والكتف، والرقبة.
• ارتداء الكمامة في المدرسة: يساعد هذا في حماية الطفل من التهابات الجهاز التنفسي الموسمية.
• شرب كميات كافية من الماء: يوصي المختصون أن يتناول الأطفال الذين يزيد سنهم عن 8 سنوات لترين من الماء يوميًا، لما لشرب الماء من أهمية كبيرة، تتمثل بعض جوانبها في الحفاظ على رطوبة الجسم، وتجنب الإصابة بالإمساك، وغيره من المشاكل الصحية.
• الفحوصات المنتظمة عند الطبيب: على الأهل اصطحاب الطفل إلى طبيب الأطفال بشكل منتظم، للقيام بفحوصات دورية للتأكد من سلامة صحته، ويمكن أن تساعد مثل هذه الفحوصات في متابعة مستوى السكر عند الطفل، وضغط دمه، ووزنه، وطوله.
• قواعد المنزل: إنّ ضبط سلوك الطفل في المنزل وتصرفاته مع أفراد العائلة، من خلال وضع القواعد والقوانين، يساهم في تعزيز العادات الصحية لديه، وعلى الأهل الحرص على متابعة تطبيق قواعد المنزل، وعدم استثناء أي من أفراد الأسرة الآخرين منها.
• حماية الطفل من التوتر: على الأهل توفير الحماية للطفل من أي مصدر من مصادر التوتر والقلق، والتي قد يواجهونها في المدرسة، أو من خلال التواصل الاجتماعي، وعلى الأهل إبقاء باب التواصل مع الطفل مفتوحًا لمساعدته في المشاكل التي قد يواجهها.