يعتبر عمر السنتين من مراحل الطفولة المهمة؛ فالطفل في هذا السن يغدو أكثر استقلالية، ويتعلم كلماتٍ جديدة، ويُميز الألوان والأشكال، ويكون نشيطًا بدنيًا،[١] ولهذا فإن هناك عددًا من الأسس التي على الأهل مراعاتها في تربية الطفل في عمر السنتين، والتي نستعرض في عناوين هذا المقال عددًا منها:[٢][٣]


الحفاظ على صحة الطفل

إنّ من أهم أسس تربية الطفل في عمر سنتين المحافظة على صحته، وعلى الأهل في هذه الحالة الحرص على عدد من الأمور، التي تضمن تمتع الطفل بصحة جيدة، وتحميه من كل ما قد يضر به، ومن هذه الأمور الحرص على حصول الطفل في عمر السنتين على قسط كافٍ من ساعات النوم، تتراوح من 11 إلى 14 ساعة في اليوم، بالإضافة إلى عدم وضع جهاز تلفاز في غرفته، والسماح له بوقت شاشة محدد، لا يتجاوز الساعة في اليوم، وتشجيع الطفل على اللعب والنشاط الجسدي، من أجل أن يبقى نشيطًا ومعافىً، والحرص على أن يتناول الطفل المشروبات والمأكولات الصحية في المنزل، وفي أي مكان يذهب إليه، كالحضانة مثلاً.


تعليم الطفل التعاون والاستقلالية

هناك من الأهل من يجد صعوبة في تقبل السماح للطفل بمساعدتهم أو القيام ببعض أموره بمفرده لسببين؛ أولهما غريزتهم كأهل، والتي تدفعهم للقيام بمثل هذه الأمور بدلاً عن الطفل، وثانيهما إمكانية تسبب الطفل بفوضى إذا قام بمثل هذه الأمور، ولكن، أظهرت دراساتٌ أنّ السماح للطفل، بما في ذلك في عمر السنتين، بالمساعدة يساهم في تعليمه المسؤولية والتعاون على المدى الطويل، ولا سيما عندما يكبر، حتى لو كانت مساعدته تسبب الفوضى، ويمتنع الأهل فيها عن التدخل، كما يساهم هذا أيضًا في جعله يشعر بالإنجاز، ويعزز من ثقته الطفل بنفسه، ومن الأمثلة على الأمور التي يستطيع الطفل في عمر السنتين المساعدة فيها: جمع الألعاب المبعثرة، ووضع الملابس في الغسالة، والمساعدة في انتقاء الأغراض في محل البقالة.[٤]


توفير الحماية للطفل

في عمر السنتين، تكون حركة الطفل كثيرة، مما قد يزيد من احتمالية تعرضه للأذى، وعلى الأهل مراقبة الطفل بشكلٍ مستمر، وعدم إهماله، كما عليهم اتخاذ عددٍ من الإجراءات التي تساعد في حماية الطفل وسلامته، والتي من أهمها: وضع الطفل في المقعد الخلفي في السيارة، وربط حزام الأمان له، وعدم وضع الأشياء الساخنة بالقرب من الطفل، إلى جانب عدم تركه لوحده دون مراقبة في أي مكان يوجد فيه مياه، وذلك لحمايته من الغرق، والتأكد من الألعاب الخاصة بالطفل لا يوجد فيها أي جزء مكسور أو مفكوك، وتشجيع الطفل على مضغ طعامه جيدًا كي لا يختنق، وتشجيعه كذلك على عدم وضع أي جسم غريب في فمه.


تعليم الطفل التعامل مع مشاعره

الطفل في عمر السنتين لا يتعلم التعامل مع مشاعره والتعبير عنها بشكلٍ صحيح بمجرد أن يخبره أهله ذلك؛ فهذا الأمر يتطلب خطواتٍ متسلسلة تساعد الطفل (أولاً) بالتعرف على مشاعره وماهيتها، (ثانيًا) فهمها، وتمييز ما هو مقبولٌ منها أو غير مقبول، (ثالثًا) وأخيرًا التعبير عن هذه المشاعر بشكل صحيح ومقبول، ولتطبيق هذا الأمر عمليًا، يُنصح الأهل بالقيام بتسمية المشاعر التي يشعر بها الطفل له، وتعليمه في نفس الوقت أنّ الإحساس بها أمرٌ طبيعي ومقبول، ولكن السلوكيات الخاطئة بسبب هذه المشاعر غير مقبولة؛ فمثلاً، عندما يضرب الطفل طفلاً آخر بسبب شعوره بالغضب، على الأهل في هذه الحالة إخباره أنه لا بأس أن يشعر بالغضب، لكن ضربه للأطفال الآخرين خاطئ، والحديث مع الطفل عن السلوكيات التي يجب عليه القيام بها عندما يراوده شعورٌ ما، وتكمن أهمية هذا الأمر في أنه يحسن من سلوكيات الطفل، ويقوى من علاقته مع أهله.


وضع القواعد لسلوكيات الطفل

إنّ قيام الأهل بتحديد القواعد التي تضبط سلوكيات الطفل في عمر السنتين أمرٌ في غاية الأهمية، فهو ينصب في مصلحته ولأجل سلامته في المقام الأول، وعلى الأهل في هذه الحالة توقع أن يقاوم الطفل هذه القواعد ويرفضها، ولكن يتعين عليهم الإصرار عليها، والحفاظ على موقفهم، مع التعاطف مع ما يصدر من الطفل من مشاعر، ومن الأمثلة على هذه القواعد عدم إيذاء الآخرين، أو الركض في الشارع، وفي سياقٍ متصل، هناك من الأهل من يظنون خطئًا أن تعليم الطفل قواعد السلوك يتضمن توجيه كلمة "لا" له دائمًا، في حين أنّ عليهم قولها فقط في المواقف الخطيرة والجادة، وليس في كل المواقف، وبدلاً من استخدام كلمة "لا"، يمكن أن يستخدم الأهل أسلوب إعادة توجيه السلوك؛ فمثلاً، عندما يجد الأهل طفلهم يعبث في كتبهم الخاصة، عليهم في هذه الحالة، وبدلاً من استخدام كلمة "لا"، إخباره أنّ هذه الكتب ليست له، وأنها لبابا أم ماما مثلاً، وأنهم سيساعدونه في البحث عن كتبه المصورة الخاصة.[٤]


المراجع

  1. "Your toddler's developmental milestones at 2 years", unicef, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  2. "Toddlers (2-3 years of age)", cdc, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  3. "The Secret to Your 2-Year-Old’s Heart (and gaining their cooperation)", nurtureandthriveblog, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Positive Parenting Tips for Your 2-year-old", imperfectfamilies, Retrieved 3/11/2022. Edited.