يُعتبر الصراخ من التصرّفات الطبيعية عند الأطفال بشكلٍ عام والصغار منهم على وجه الخصوص، حيث يُعد جزءاً من التطور العاطفي لديهم، كما يترافق غالبًا مع البكاء والعصبية، والغضب، وفي هذا المقال معلومات أكثر عن هذه المشكلة،[١] بما في ذلك الأسباب والحلول:


أسباب صراخ الأطفال

تشمل ما يأتي بشكلٍ رئيسيّ:


التعبير عن الإحباط والغضب

يلجأ بعض الأطفال إلى الصراخ كوسيلةٍ للتعبير عن المشاعر، بما في ذلك مشاعر الإحباط والغضب، والانزعاج، أو حتى الجوع، والتعب، والمرض،[٢] حيث لا يتمكنون من التعبير عن ذلك لفظيًا بشكلٍ جيّد، لأنّ عدد الكلمات التي يعرفونها محدود، أو لا يمتلكون المهارات اللازمة للتعبير عن المشاعر بوضوح.[١]


لفت الانتباه وتحقيق المطالب

قد يصرخ الأطفال فقط للفت انتباه من حولهم وللحصول على المزيد من الاهتمام، حيث يعتبرونها أسهل وأسرع وسيلة لتحقيق ذلك، خاصًة عندما يكون الأهل منشغلين عنهم بأعمالٍ أخرى، مثل أعمال المنزل أو التحدّث عبر الهاتف،[٣] كما يَعتبر بعضهم الصراخ المستمر أفضل وسيلة لتحقيق ما يُريد، أو للحصول على شيءٍ حُرِم منه من قِبل الوالدين.[١]


الحماس والفرح

لا يرتبط الصراخ عند الأطفال بالمشاعر السلبية فقط، بل قد يكون بسبب الحماس والشعور بالفرح والسعادة، مثل صراخ بعض الأطفال أثناء اللعب أو مشاهدة فيلم الكرتون المفضل لديهم، حيث يكون الصراخ حينها من أجل المتعة فقط، وليس بهدف الإزعاج أو الشعور بالإحباط وما إلى ذلك، كما يُحب الأطفال استكشاف مهاراتهم وقوة أصواتهم وكيف يُمكنهم استخدامها.[٤]


حلول لمشكلة صراخ الأطفال

أهمها ما يأتي:


الاهتمام بهم والاعتراف بحاجاتهم

يُنصح دائمًا عند بدء الطفل بالصراخ، محاولة معرفة السبب الذي دفعه إلى ذلك والتحدّث والتفاعل معه، على سبيل المثال، في حال بدء الطفل بالصراخ عند دخوله مع والديه إلى مكانٍ مكتظ بالناس، سبب له الشعور بعدم الارتياح، يُفضل حينها مغادرة المكان في أقرب وقتٍ ممكن، أو على الأقل محاولة تهدئته والقول له مثلاً: "نعلم أنّك تُريد مغادرة المكان، وسنفعل ذلك في غضون 5 دقائق، لا تقلق".[٤]


ولكن يجدر الذكر هنا أنّه في حال كان سبب صراخ الطفل محاولًة منه للحصول على شيءٍ ما منعه عنه والداه لمصلحته، فهنا يجب عدم الاستسلام وتلبية رغباته، حيث غالبًا ما سيُعزز ذلك سلوك الصراخ عنده، حتى لو تمّ حل المشكلة في تلك اللحظة.[٤]


تحويل صراخهم إلى لعبةٍ مسلية

غالبًا ما تكون هذه الطريقة مناسبة لصراخ الأطفال الذي يكون فقط للتسلية والمتعة، وليس لوجود مشكلة حقيقية يُعانون منها، مثل التعب والمرض، حيث يُمكن بهذه الطريقة إدارة مشاعر الحماس عندهم ورغبتهم بالصراخ.[٤]


وذلك عن طريق القول لهم مثلاً: "دعونا نصرخ معًا بأعلى صوتٍ ممكن لمدة دقيقة فقط، ثمّ لنرى من يُمكنه أن يبقى هادئًا لمدة 5 دقائق"،[٤]أو حتى عن طريق تشتيت انتباههم بأي شيءٍ محيط بهم، وليس فقط عن طريق اللعب، مثل الإشارة إلى قطةٍ قريبة من أو إلى سحابة في السماء ذات شكلٍ غريب، أو أيّ شيءٍ آخر.[١]


وضع قواعد واضحة لتنظيم سلوكهم

يُفضل دائًما وضع قواعد واضحة للطفل فيما يخص أيّ موقف يمر به من المحتمل أن يبدأ بالصراخ فيه، على سبيل المثال، في حال كان الطفل يبكي دائمًا ويبدأ بالصراخ عند الذهاب إلى متجر الألعاب لرغبته في شراء أكثر من لعبة، يجب حينها الاتفاق معه من المنزل قبل الذهاب إلى المتجر ووضع قاعدة واضحة له أنّه من المسموح له شراء لعبة واحدة فقط وليس أكثر.[١]


تعليمهم التعبير عن المشاعر

يُنصح لحل مشكلة الصراخ عند الأطفال الكبار تحديدًا التوضيح لهم أنّه لا يُمكن للأشخاص من حولهم فهم ما يُريدونه عن طريق الصراخ والبكاء، بل يجب عليهم التعبير عن حاجاتهم ومشاعرهم باستخدام كلماتٍ وجمل واضحة والتواصل بشكلٍ فعّال.[١]


الأسئلة الأكثر شيوعًا حول صراخ الأطفال

أبرزها ما يأتي:


متى يبدأ الأطفال بالصراخ؟

غالبًا ما يبدأ الصراخ عند الأطفال من عمر 17 شهرًا.[٣]


متى يكون الصراخ في ذروته عند الأطفال؟

يلجأ الأطفال كثيرًا للصراخ ويكون في ذروته في عمر ما بين 1-2 سنة.[٤]


لماذا يصرخ بعض الأطفال في الليل أو عند النوم تحديدًا؟

يشمل ذلك عِدة أسباب، أهمها ما يأتي:[٢]

  • المرض أو الشعور بعدم الراحة عمومًا.
  • قلق الانفصال عن الوالدين.
  • الخوف من النوم بمفردهم أو في الظلام.


هل صراخ الأطفال يرتبط بنوبات الغضب؟

نعم، يُعتبر الصراخ السلبيّ وليس الصراخ بدافع الحماس أو الفرح، إحدى سلوكيات نوبات الغضب، والتي قد تشمل أيضًا البكاء، والتصرّف بعدوانيةٍ، ورمي الأشياء، وحبس النفس.[١]


متى لا يكون صراخ الطفل طبيعيًا وبحاجة إلى استشارةِ طبية؟

في الحالات الآتية:[١]

  • الاستمرار بالصراخ على الرغم من محاولة تهدئته بطرقٍ مختلفة.
  • عدم فهم التعليمات أو القواعد الأساسية المُوجهة له لضبط سلوكه واستمراره بالصراخ.
  • الصراخ بشكلٍ متواصل لمدة ساعة أو أكثر.
  • إيذاء النفس أو الآخرين بشكلٍ شديد أثناء الصراخ.
  • المعاناة من صعوبة في النطق وامتلاك مهارات اجتماعية ضعيفة بالمقارنة مع الأطفال الآخرين من عمره.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Rohit Garoo (17/8/2023), "10 Effective Ways To Stop A Toddler Screaming", momjunction.com, Retrieved 6/9/2023. Edited.
  2. ^ أ ب Tricia Roberts (21/3/2023), "Why Is My Toddler Screaming?", momlovesbest.com, Retrieved 6/9/2023. Edited.
  3. ^ أ ب Tamekia Reece (15/6/2022), "Toddler Screaming", whattoexpect.com, Retrieved 6/9/2023. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Sarah Bradley (17/5/2022), "How to calm your screaming toddler", babycenter.com, Retrieved 6/9/2023. Edited.