سلوك الطفل في عمر خمس سنوات

يعتبر عمر 5 سنوات من المراحل المهمة للغاية في الطفولة؛ فدماغ الطفل خلالها يتطور بشكلٍ سريعٍ، أكثر من أي مرحلةٍ أخرى في حياتهِ، من خلال اللعب وما يخوضه من تجارب، تجعله يتذوق، ويشم، ويلمس، ويرى الأشياء من حوله، ويبني الطفل من خلال كل ما يكتسبه في سن 5 سنوات المسار العام لتعليمهِ، وصحته، وسلوكهِ طوال حياته، ولهذا لا بدّ أن يحظى باهتمام الأهل ورعايتهم، في بيئةٍ مناسبة وآمنة من جميع النواحي، وفي العناوين التالية في هذا المقال، سُنلقي نظرة على ملامح وطبيعة سلوك الطفل في عمر 5 سنوات، وما هي المشاكل التي تواجهه في هذه المرحلة، بالإضافة إلى نصائح عامة يساعد اتباعها الأهل على ضمان نموٍ صحي ونشأة سليمة لطفلهم.^[١][٢]

طبيعة سلوك الطفل في عمر خمس سنوات

يتسم سن 5 سنوات بعدد من السمات السلوكية التي تميزه عن مراحل الطفولة الأخرى، ويمكن للأهل ملاحظة هذه السلوكيات والتصرفات على أطفالهم في هذا العمر، والتعامل معهم بناءً عليها، ومن أبرز هذه السلوكيات ما يلي:^[٣]

• المهارات الحركية: في سن 5 سنوات، تصبح حركة الطفل أكثر اتساقًا وتوازنًا، ويتعلم مهارات جديدة تتطلب الحركة، مثل القفز، وركوب الدراجة.
• اللعب الجماعي: يظهر الطفل في عمر 5 سنوات اهتمامًا باللعب مع أقرانه عوضًا عن اللعب لوحده، كما يظهر جانبًا من مهارة اتخاذ القرارات عند اللعب مع الأطفال الآخرين، كتغيير اللعبة إذا لم يرد طفلٌ آخر لعبها.
• البدء بالاستقلالية: كما ذكرنا سابقًا، يصبح الطفل في عمر 5 سنوات أكثر قدرة على الحركة، وهذا الأمر يدفعه أيضًا للقيام ببعض أموره الخاصة دون الحاجة لمساعدةٍ من أحد، مثل ربط حذائه، ونزول الدرج بمفرده، وتمشيط الشعر بالفرشاة.
• كثرة الكلام: يكتسب الطفل في عمر 5 سنوات كلماتٍ جديدة، ويصبح قادرًا على التفوه بها في جملٍ كاملة، تشبه جمل البالغين من ناحية اكتمالها وتعقيدها، كما يصبح الطفل في هذا السن كثير الكلام، وقد يواصل التحدث حتى وإن لم يكن أحدٌ حوله.

مشاكل السلوك عند الطفل في عمر خمس سنوات

على الأهل التوقع أن تصدر من الطفل في عمر 5 سنوات عددٌ من المشاكل السلوكية، وعلى الأهل كذلك التعامل معها بالطرق والحلول الصحيحة، وذلك لاحتوائها، وضمان نمو سليم للطفل في هذه المرحلة من عمره، وفي النقاط التالية، استعراضٌ لهذه المشاكل، ومسبباتها، والحلول المناسبة لاحتوائها:^[٤][٥]

المشاكل

من صور وأنواع مشاكل السلوك التي يعاني منها الطفل في عمر 5 سنوات ما يلي:

• تصرف الطفل بعناد في بعض الأحيان، ودخولهِ في نوبات غضب.
• عدم القدرة على تكوين الصداقات مع الأقران، مما قد يؤدي به للبقاء بمفرده، وقد يتعرض كذلك للنبذ من قبلهم.
• تعرض الطفل لانتقادات أفراد العائلة وأصدقاء الأهل؛ بسبب التصرفات التي تصدر منه، والتي قد يصفونه بسببها على أنه مُسبب للمشاكل ومزعج.
• إهمال ما يجري في الفصل الدراسي، وعدم القيام بالواجبات المنزلية، بسبب عدم الرغبة بالقيام بها.
• الدخول في شجارات مع الأطفال الآخرين على أمور بسيطة وتافهة للغاية.

الأسباب

من أبرز الأسباب التي تقف وراء مشاكل السلوك التي يعاني منها الطفل في عمر 5 سنوات ما يلي:

• إصابة الطفل بالإحباط، عندما يحاول القيام بأمور، بدافع الفضول، تفوق طاقته، أو لا ينجح بالقيام بها من أول مرة.
• الانتقال من مرحلة ما قبل المدرسة إلى مرحلة رياض الأطفال، التي قد يبتعد فيها الطفل عن أصدقائه، ويتعرف على أشخاص جدد.
• رغبة الطفل بالقيام بالأمور بمفرده ودون مساعدة، مما قد يدفعه لتجاهل كلام أهله توجيهاتهم.
• رغبة الطفل بالنجاح في كل ما يقوم به مهما كان، وإلا قد يشعر بالانزعاج والغضب.

الحلول

يكمن مفتاح النجاح في تربية الطفل في عمر 5 سنوات في التعامل معه ومع مشاكله بطرق صحيحة، والتي من أهمها وأكثرها فعاليةً ما يلي:

• فهم سبب سلوك الطفل: وذلك من خلال سؤال الطفل عن السبب الذي أدى به للتصرف بهذه الطريقة، وفي حال رفض الطفل الإجابة، فيمكن في هذه الحالة التفكير في التغيرات والأحداث التي حصلت معه، والتي يمكن أن يكون لها علاقة بسلوكه.
• التحلي بالصبر: على الأهل ألا يتوقعوا أن يصلح الطفل في سن 5 سنوات مشاكله السلوكية بين يومٍ وليلة، كما عليهم تفهم أنّ هذه المشاكل ستظهر بين الفينة والأخرى، وعليهم التحلي بالصبر دائمًا، وتوجيه الطفل إلى تمييز الخطأ من الصواب، حتى يستوعبه ويطبقه مع مرور الوقت.
• الإصغاء إلى الطفل: إنّ التواصل مع الطفل في سن 5 سنوات مهمٌ للغاية، ومن أكثر أشكال التواصل فعاليةً التحدث معه، والسماح له بالكلام، والإصغاء له، دون إصدار الأحكام عليه أو انتقاده.
• تجنب العنف بشكلٍ كامل: ضرب الطفل وصب الغضب عليه ليست من الطرق الصحيحة لتقويم سلوكهِ وتأديبهِ، ولهذا على الأهل تجنبها بشكلٍ كامل، مهما كان سلوك الطفل مستفزًا؛ لأنه في النهاية طفل، ولا يقوم بتصرفاته بدافع الحقد.
• عدم التغاضي عن السلوكيات السلبية: قد يلجأ الطفل في سن 5 سنوات إلى القيام بسلوكياتٍ عنيفة ومؤذية، مثل تحطيم الأشياء أو الضرب، وعلى الأهل عدم غض الطرف عن مثل هذه التصرفات وتجاهلها، والمسارعة في تقويمها وجعل الطفل يفهم أنها غير مقبولة أبدًا.
• وضع القواعد للطفل: من الطرق التي تساعد في احتواء المشاكل السلوكية عند الطفل في عمر 5 سنوات وضع عدد من القواعد التي تضبط تصرفاته، وجعله يلتزم بها، بسبب تأثيرها الإيجابي عليه، ومن هذه القواعد جعل الطفل يخلد إلى النوم مبكرًا لنيل قسط كاف من النوم، ولا بدّ من التأكيد في هذه النقطة على ضرورة منح الطفل متسعًا من الحرية ضمن هذا الروتين، مثل السماح له باتخاذ بعض القرارات البسيطة، وذلك كل لا يمل من القواعد واتباعها.
• اعتماد الأسلوب البسيط في التربية: على الأهل عند الحديث مع الطفل عن مشاكله السلوكية، وجعله يفهم أنها غير مقبولة وعليه ألا يكررها، اختيار كلماتٍ بسيطة وأسلوبًا سهلاً، وذلك كي يستوعب الطفل كلامهم.

نصائح للتعامل مع الطفل في عمر خمس سنوات

من أهم النصائح التي تفيد الأهل في التعامل مع الطفل في عمر 5 سنوات ما يلي:^[٦]

• تعليم الطفل تحمل المسؤولية والقيام بأموره الخاصة بمفرده، عبر جعله يقوم بمهام بسيطة، مثل جمع الألعاب، والمشاركة في بعض الأعمال المنزلية.
• مراقبة المحتوى الذي يقوم الطفل بمشاهدته، والتأكد من خلوه من مشاهد العنف والغضب، والتي تعتبر من مسببات السلوك العدواني عند الطفل، بالإضافة إلى أنها تسبب له الكوابيس.
• تمثيل دور القدوة الإيجابية أمام الطفل، والتصرف أمامه دائمًا بشكل صحيح.
• مخاطبة الطفل باستخدام جمل كاملة ومفردات يستخدمها البالغون، وذلك لتحسين مهاراتهِ اللغوية وتقويتها.
• تشجيع الطفل على اللعب مع الأطفال الآخرين.