بعض الأطفال يحبون الدراسة بطبيعتهم، بينما من الممكن أن يكرهها الكثير من الأطفال، ومن الطبيعي أن يقلق الأهل بشأن دراسة أبنائهم، فالدراسة هي مفتاح النجاح، والخطوة الأولى للعمل وضمان المستقبل، لكن أغلب الأطفال يجدون أن الدراسة متعبة، وقد تسرق وقت اللعب منهم، وكذلك لا يفهم معظمهم ما أهمية الدراسة، فما هي أفضل الطرق التي يمكن الاستعانة بها لتربية الطفل على حب الدراسة؟ سنجيب عن هذا السؤال في مقالنا.


ما هي أفضل الطرق لجعل الدراسة جميلة وممتعة؟

توجد الكثير من الطرق التي يمكن أن تساعدك على جعل طفلك يحب الدراسة ويستمتع بها، ومنها ما يلي:


1. ابقَ مع طفلك

عندما تبقى مع طفلك في المنزل، وتوفر الجو المناسب للدراسة، كالامتناع عن مشاهدة التلفاز في أثناء أوقات الدراسة، وتحديد وقت الخروج والزيارات، وتحديد مواعيد الغداء والعشاء، تكون بذلك قد نظمت جدولًا زمنيًّا لطفلك، وهذا يوفر له التركيز على دراسته، وسيجعله يتخلص من التشتت، فلن يفكر طفلك في "ماذا يفعل أبي؟" أو "لماذا صوت أبي عالٍ عندما يتحدث؟" أو "مع من تجلس أمي؟"، وبهذا ستجعله يركز أكثر في الدراسة.[١]


2. ركز على التعلم لا على العلامات

صحيحٌ أن العلامات والمعدل المرتفع أمرٌ جميلٌ ومطلوب، لكنه قد يُصبح أمرًا كارثيًّا عندما يكون هو الأولوية والاهتمام الوحيد، فقد يصعب على طفلك تحقيق العلامات العالية دومًا، أو يصعب عليه أن يكون الأول في المدرسة، سواء أكان السبب هو اختلاف القدرات، أم الظروف، أم الاهتمامات، أم طريقة الدراسة، وهذا ما يخلق الفروقات بين الطلبة، وهو أمر طبيعي، لذا ركز دائمًا على الدراسة والتعلم، وعلى الاستمتاع بالحصول على العلم، والاستمتاع في طريق العلم، لا بالنتيجة؛ إذ إن حب العلم والتعلم هو الذي سيستمر مع طفلك، وسيجعله دائم التطور، فعلى سبيل المثال، إذا كان همك الوحيد المنافسة والحصول على المركز الأول، فإنك حالما تنهي دراستك الجامعية ستتوقف كليًّا عن التعلم، وهذا أمرٌ غير مقبول، فالعلم متطور، لذا يجب أن يكون الدافع للحصول عليه من الداخل، وهذا ما سيضمن لك ولطفلك ديمومة التطور والتقدم.[١]


3. شارك طفلك رحلته في التعلم

لا بد أن طفلك سيحتاج إلى مشاركة أفكاره وترتيبها، وكذلك سيحتاج إلى الافتخار بإنجازاته ومعلوماته الجديدة التي حصل عليها، فعندما تسأل طفلك "ماذا تعلمت اليوم؟"، ستجعله يبحث كل يوم عن شيء ليتعلمه ويخبرك به، وبذلك تكون قد شجعت طفلك على استكشاف العالم من حوله، وطرح الأسئلة، وإجراء المناقشات، كما يجب عليك أن تساعده في التفكير والنقد فيما يراه من حوله، وتجربة أشياء جديدة، وذلك سيساعده في تحويل كل يوم إلى يوم تعليمي، مما يزيد من الدافع الداخلي لحب التعلم عند طفلك، وهذا سيجعله يحب الدراسة أكثر.[٢][٣]


4. حدد المشكلات والعقبات

اسأل طفلك عما إذا كان يواجه مشكلة ما في المدرسة، أو في مادة معينة، وذلك لتساعده في اكتشاف المشكلة مبكرًا لإيجاد الحل بأسرع وقت، لأنك إذا تركت المشكلات تتراكم دون حل، ستدفع بطفلك إلى طريقٍ مسدود، إذ لا يمكنه اللحاق بزملائه وفهم الأشياء الجديدة، ولا بإمكانه تعويض ما فاته، مما قد يجعله يكره المدرسة.[٢]


5. كافئ طفلك

من الطبيعي أن يحب الأطفال اللعب والمفاجآت والهدايا، لذا بإمكانك استغلال ذلك في جعلهم يحبون الدراسة أكثر، إذ إن كل ما عليك فعله هو الاتفاق مع طفلك على جائزة مرضية له إذا أنجز جانبًا من دراسته، أو حل واجباته المدرسية، كأن تتفق معه على مشاهدة برنامجه الكرتوني بعد الانتهاء من واجباته، أو الخروج للتنزه، أو السماح له بمساعدتك في صنع قالب الحلوى، أو اللعب في الخارج مع الجيران، أو شراء هدية له، فهذا سيدفعه إلى الإنجاز بسرعة.[٤]


6. ساعد طفلك على التخلص من التوتر

يصعب علينا جميعًا العمل والإنجاز إذا كنا نشعر بالتوتر وكثرة الضغوطات، لذا عليك أن تساعد طفلك في تحديد المشكلات أو الأمور المزعجة التي تشكل عبئًا عليه، لتساعده في تخطيها، وكذلك يجب أن تعلمه كيفية التخلص من التوتر، كإيجاد نشاط ما، كالمشي أو التلوين؛ ليتخلص من التوتر، بالإضافة إلى أن تحرص على جدولة وقته اليومي، حتى لا يشعر بالضغط والتوتر نتيجة لعدم امتلاك وقت كافٍ للإنجاز.[٤]


7. لا تجعل التعلم عقابًا

إذا كنت توبخ طفلك وتصرخ عليه في كل مرة تساعده فيها على الدراسة، سيرتبط بعقله الباطن أن الدراسة بحد ذاتها، هي السبب وراء غضبك منه وتوبيخك له، مما سيجعله يتهرب من الدراسة بفعل أي شيء، وكذلك لا يجب عليك أن تربط الدراسة بالعقاب، كأن تقول له، "إذا لم تبق هادئًا اليوم، سأجعلك تنسخ الدرس 3 مرات"، فهذا سيجعله يكره المدرسة والدراسة.[٥]


8. اجعل التعلم وقتًا ممتعًا

يشترك الأطفال جميعهم بأنهم يحبون المتعة في التعلم، لذا يلجأ بعض الآباء إلى عدة طرق تضيف المتعة إلى الدراسة، بهدف زيادة حب أطفالهم للتعلم، وإيصال المعلومات بشكل أفضل، ويمكنك جعل الدراسة وقتًا ممتعًا ومسليًّا عن طريق الألعاب التعليمية، إذ يمكنك شراء المجلات والألعاب الورقية، أو حتى الاستفادة من التكنولوجيا، عن طريق تحميل الألعاب والفيديوهات التعليمية، لا سيما في المرحلة الابتدائية، فهذا سيسهل عليه حفظ الأرقام، والحساب، ويعزز ذاكرته.[٥]


9. اجعل تجربة التعليم غير مشروطة

شجع طفلك على الخوض في التجارب التعليمية دون إلزامه أو تقييده بشروط معينة، واترك له مساحة كافية للتخيل، وربط المعلومات والأفكار بالطريقة التي يجدها مناسبة له، فهذا سيجعله يشعر بالراحة الكافية للتعبير عن رأيه فيما تعلم، وعن مخاوفه والصعوبات التي يواجهها، وكذلك سيجد متسعًا للتعبير عن أفكاره الخاصة دون الحكم عليه، أو التقليل من شأن أفكاره.[٣]


10. قدم له أنماط التعليم المختلفة

كل شخص لديه تفضيلات معينة، وطرق تناسبه في التعلم والدراسة، إذ إن بعض الأطفال يفضلون نمطًا معينًا في التعلم، وبالمقابل فإن بعض الأطفال يحبون المزج بين الأنماط المختلفة، وإن الحالتين صحيحتان، فلا يوجد نمط معين صحيح ليتبعه الجميع، فالبعض يحب التعلم البصري، إذ ستجده يفضل التعلم عن طريق مشاهدة الصور التوضيحية، والفيدوهات التعليمية، بينما تجد أن مجموعةً أخرى تحب التعلم السمعي، إذ لا تفضل القراءة وحدها، وإنما تحب سماع الشروحات المختلفة عند الدراسة، ويوجد من يحب التعلم بمزج الأسلوبين معًا، لذا فإن كل ما عليك هو مساعدة طفلك في اكتشاف الأسلوب الذي يناسبه.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "How to Make Your Child Interested in Studying", firstcry. Edited.
  2. ^ أ ب "7 Tips for Raising Children Who Love Learning", melbournechildpsychology. Edited.
  3. ^ أ ب ت "12 Strategies to Motivate Your Child to Learn", educationcorner. Edited.
  4. ^ أ ب "HOW TO KEEP YOUR CHILD MOTIVATED WHEN STUDYING: 11 TIPS FOR PARENTS", oxfordlearning. Edited.
  5. ^ أ ب "5 Ways To Make Your Child Interested In Studying", intrinsicscholars. Edited.