كيفية تقوية شخصية الطفل بعمر 5 سنوات

عندما يكون الطفل في عمر 5 سنوات، فإنه يكون في إحدى مراحل الطفولة التي تُسمى مرحلة ما قبل المدرسة، وتكمن أهمية هذه المرحلة في أنّ الطفل يكتسب خلالها مهاراتٍ عامة تتعلق بالحياة، ومهارات اجتماعية، تساهم في تطور شخصيته ونموها، ولهذا على الأهل أن يولوا الطفل في عمر 5 سنوات أهمية كبيرة، ويساعدوه في بناء هذه المهارات، وتعليمه الدروس، التي تساهم في بناء شخصية قوية لديه،^[١] وفي العناوين التالية، نستعرض بعض الطرق التي يستطيع الأهل الاستفادة منها لتحقيق ذلك، ومنها ما يلي:^[٢][٣]

تشجيع الطفل على اللعب

إنّ اللعب من ضمن أهم الأمور التي يُؤكد أخصائيو الأطفال على أهمية دورها في تطوير شخصية الطفل في عمر 5 سنوات، فاللعب يؤثر بشكلٍ إيجابي على تطور الطفل نفسيًا وعاطفيًا، وينمي فيه مهاراتٍ تجعل من شخصيته قوية، مثل المهارات القيادية، وحب الاكتشاف والفضول، واتخاذ القرارات، بالإضافة إلى الدفاع عن النفس، والتعبير عن الرأي، إلى جانب ذلك، يساعد اللعب الطفل على اكتشاف اهتمامتهِ، واستخدام مخيلته، والتعاون مع الأطفال الآخرين؛ مما يطور من مهارات العمل والتفاعل الاجتماعي لديه.

عدم فرض الأهل لشخصيتهم على الطفل

لا شك أنّ هناك من الأهل من يريدون أن يتقمص الطفل نفس نوع شخصياتهم، سواءً أكانت جرئية، أو شخصية خجولة، أو حتى هادئة، مما قد يؤدي لإضعاف شخصية الطفل، بسبب الضغوطات التي تُفرض عليه من أهله، وتمنعه من أن يكون نفسه، وبالشخصية التي تلائم اختياراته واهتماماته، ولهذا على الأهل أن يعوا جيدًا، أنه إذا ما أرادوا أن يكون لدى طفلهم شخصية قوية، فعليهم السماح له بأن يُكوّن شخصيته بنفسه، وألا يفرضوا عليه تحكمهم بالشكل الذي يهدم شخصيته ويضعفها، وعليهم أن يساعدوا الطفل في اكتشاف الاهتمامات التي تحدد شخصيته، من خلال عددٍ من الأمور، كالقراءة له مثلاً، وتحديد الوقت الذي يسمح له خلاله بمشاهدة التلفاز، وذلك كي يركز الطفل اهتمامه على الأمور المفيدة.

التعامل مع المشاعر

تلعب المشاعر دورًا كبيرًا في تكوين شخصية الطفل بعمر 5 سنوات؛ فالأطفال الذين لا يجيدون التعامل مع مشاعرهم في هذا السن قد يعانون من مشاكل في الشخصية والسلوك، على عكس الأطفال الذين يعرفون كيفية التعامل مع مشاعرهم، والتعرف عليها، وعدم كبتها، وعلى الأهل الحرص على تعليم الطفل كيفية التعامل مع حقيقة مشاعره ومواجهتها، من خلال تعليمه مثلاً، أنه من الطبيعي أن يفقد الرغبة في اللعب مع شخصٍ آخر، إذا قام هذا الشخص بإلحاق الأذى به أو إخافتهِ، وأنّ مثل هذا الشعور في هذه الحالة مقبولٌ للغاية.^[٤]

تعليم المسؤولية

من الأسس الرئيسية التي يعتمد عليها بناء الشخصية القوية للطفل في عمر 5 سنوات تعليمه المسؤولية، بما يتناسب مع طبيعة مرحلتهِ العمرية وقدراته، وذلك لغرسها فيه منذ الصغر، كي تبقى معه حتى عندما يكبر، ومن الأمثلة على الأمور التي يمكن للأهل من خلالها تعليم الطفل المسؤولية في هذا السن المبكر السماح له بمساعدتهم في المهام والأعمال المنزلية البسيطة يوميًا، مثل: إطعام الحيوانات الأليفة في البيت، أو جمع الملابس لغسلها، أو ترتيب الأطباق على المائدة.^[٥]

تجنب الوصم واعتماد التعزيز

عندما يقوم الأهل بوصم الطفل في عمر 5 سنوات بصفة أو طبع معين، فإن هناك احتماليةٌ بأن يأخذ كلامهم على محمل الجد، وتترسخ هذه الفكرة في نفسه، مكونةً الصورة التي يراها عنها، مما يجعله يرى نفسه تمامًا كالألقاب والصفات التي اعتاد أهله وصمه بها، مثل صفة العناد، أو ضعف الشخصية، وغيرها، ولهذا على الأهل تجنب وصم طفلهم، بأي صفة سلبية، لمساعدته في تطوير شخصيةٍ قوية، كما عليهم اعتماد التعزيز كأسلوبٍ لمساعدته في تطوير نفسه، عبر مدحه والثناء عليه عندما يقوم بأمرٍ جيد، أو ينجز مهمة ما، حتى لو لم يكن إنجازهُ لها مثاليًا بشكلٍ كامل.^[٤]

المشاركة في الأعمال الخيرية

إنّ تعليم الطفل، في سنٍ مبكرة، عمل الخير، وتقديم المساعدة للآخرين، والمشاركة في الأعمال التي تتضمن جوانب خيرية، يساهم في بناء شخصية الطفل بناءً إيجابيًا، يعلمه المشاركة، والتخلي عن الأنانية، والتعاطف مع الآخرين، ومن الأمثلة على النشاطات التي يمكن أن ينخرط فيها الأطفال في هذا العمر مشاركة الألعاب مع الأطفال الآخرين، والذهاب مع الأهل للتبرع بالطعام وغيره من الاحتياجات.^[٥]