ما هي أفضل الكتب حول تربية الأطفال؟

أن تصبح أباً أو أمّاً ليس بالأمر الهيّن، حيث تعدّ تربية الأطفال من أصعب المهام التي قد تقع على عاتق إنسان، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم الآباء والأمّهات لم يتلقّوا تدريباً ليصبحوا قادرين على إدارة العمليّة التربويّة بنجاح، وبالتالي إذا تعرّض الأهل لصعوبات في تربية أطفالهم، فلا ضير من اللجوء إلى المساعدات الخارجيّة؛ لمعرفة المعايير الصحيحة التي ترسم خارطة الطريق في حياة الأهل مع أطفالهم، ومن وسائل المساعدة المتاحة بكثرة كتب الأبوّة والأمومة، والتي تكون عوناً للآباء والأمّهات ليكونوا الأفضل مع أطفالهم، وليكون الكتاب ناجحاً ومفيداً ويعتمد على أسس صحيحة في التربيّة، يجب عليك اختيار الكتب المدعومة بالأدلّة العلميّة،^[١] وفيما يأتي يعرض هذا المقال مجموعة من الكتب التي قد تلبي احتياجاتك.

كتاب "The Explosive Child"

قام المؤلّف روس و. غرين بتأليف هذا الكتاب خصّيصاً للآباء والأمهات، الذين يعتبرون فريسة سهلة للإحباط واليأس إزاء المواقف التي يتعرّضون لها، وذلك خلال مشوارهم التربويّ، وممن يفتقدون للمرونة في التعامل مع أبنائهم، وبالتالي إذا كان طفلك من النوع الخارج عن السيطرة، والذي يلجأ غالباً للتعبير عن غضبه ورغباته بالبكاء، والصراخ والشتم والضرب وغير ذلك من الأساليب، فما عليك إلّا اللجوء لهذا الكتاب، حيث يرسم لك خارطة الطريق التي تدّلك على الطريقة المناسبة، والتي تحتاجها لتقويم هذه السلوكيات لدى طفلك، وقطع دابرها للأبد، حتى لا يعود إليها في المستقبل، كما يساعدك هذا الكتاب على فهم الأخطاء التي يقع فيها الأهل عند معاقبة أطفالهم أو مكافأتهم، وإعطاءك الحلول البديلة.^[٢]

كتاب "Positive Discipline"

يقدّم كتاب "الانضباط الإيجابيّ" لمؤلّفته جين نيلسن، إد الطريقة الناجعة لتطوير مهارات الطفل ليصبح أكثر انضباطا، وأكثر تحمّلاً للمسؤوليّة، ومتعاوناً وقادراً على حلّ المشكلات، حيث تمدّ المؤلّفة يد المساعدة للأهل والمعلّمين لإرشادهم وتعليمهم كيفيّة أن يكونوا طيّبين وحازمين في ذات الوقت، من خلال استراتيجيّات عمليّة مفادها أنّ التأديب لا يكون بالعقاب، وإنّما يكون بالاحترام المتبادل بما يضمن امتثال الأطفال مع الحفاظ على كرامتهم وكبريائهم.^[٢]

كتاب "The Gift of Failure"

تسلّط المؤلّفة جيسيكا لاهي في كتابها "هديّة الفشل" الضوء على أهميّة الفشل في حياة الطفل، حيث يعدّ الفشل فرصة لكي يتعلّم الطفل كيفيّة مواجهة خيبات الأمل التي قد تصيبه، والمشاكل الخاصّة التي قد يقع فيها، ويعدّ الاعتماد على التعلّم من الفشل طريقة ناجعة حتّى يصبح الطفل ناجحاً، ومرناً ويعتمد على نفسه، وواثقاً من نفسه في مواجهة ما حوله، وخصوصاً في الوقت الحالي حيث يعتمد الأطفال بشكلٍ كبير على الأهل في إنجاز المهام الملقاة على عاتقهم، وقد ضمّنت في كتابها خطة تساعد فيها الأهل ليتعلّموا كيف يتقبّلون إخفاقات أطفالهم وفشلهم في بعض الأمور، وذلك من خلال نصائح تقدّمها حول كيفيّة التعامل مع الواجبات المنزليّة والاجتماعيّة.^[٣]

كتاب "When the World Feels Like a Scary Place"

يخاطب هذا الكتاب شريحة الآباء والأطفال القلقين، حيث قامت الباحثة أبيجيل جويرتزبطرح هذا الكتاب كدليل مناسب للتحدث مع الأطفال حول الأشياء التي تقلقهم، وقد ظهرت الحاجة إلى مثل هذا النوع من الكتب في ظلّ جائحة كورونا، والتمييز العنصريّ المنتشر حول العالم، وارتأت جويرتز أنّ النقاش وخلق المحادثات بين الأهل والأطفال هو السبيل لفهم المشاعر السلبيّة والتوتّر الذي قد يشعر به الطرفين، كما تساعد هذه النقاشات في تنشئة طفل مرن وواثق من نفسه، ويشعر بالرحمة إزاء نفسه وإزاء الآخرين، بالإضافة لذلك قامت الباحثة بإثراء الكتاب باستراتيجيّات متنوّعة تساعد في تجاوز حالات القلق التي قد تخيّم على جوّ الأسرة، مثل: استراتيجيّات التهدئة، واستخدام الفكاهة، وطرق عمليّة لتشتيت الانتباه.^[٤]

كتاب "Confident Parents, Confident Kids"

ركّزت الكاتبة جينيفر ميلر في كتابها على الذكاء العاطفيّ، وطرق اكتسابه، وتطوير المهارات المتعلّقة به، ووضّحت من خلال محتوى الكتاب على أنّ الشعور بالثقة ينبع من كفاءة الشخص العاطفيّة، كذلك وضّح الكتاب الطريقة العمليّة لمساعدة الأطفال على اكتساب وتطوير مهارات التعلّم الاجتماعيّ والعاطفيّ، وذلك من خلال خمسة مفاتيح، وهي: النمذجة، والتدريب، والممارسة، وخلق بيئات تعليميّة إيجابيّة، والتقدير، كما ركّزت ميلر في كتابها على الاستراتيجيّات العمليّة والتي تقوم بالأساس على البحث في اللحظات اليوميّة مع الأطفال.^[٤]

كتاب "Parenting From The Inside Out"

قد تؤثّر طفولة الوالدين على طريقة تربيتهم لأطفالهم، فيسقطون تجربتهم التي عاشوها كأطفال على أطفالهم، بالرغم من أنّ بعض التجارب تكون مرفوضة بشكلٍ قطعيّ، إلّا أن الأبوين أو أحدهما يعجز عن التغيير، لذلك قام الكاتبان دانيال سيجل وماري هارتزل بدحض هذا التفكير، والتركيز على ضرورة أن ينظر الوالدان إلى داخلهما، ويحاولا أن يفهما ذاتهما بشكل أفضل، ويتحرّرا من قيود التجارب السابقة، كما تضمّن هذا الكتاب مجموعة من الاستراتيجيّات التي تساعد الوالدين على التعامل مع صراعاتهم اليوميّة مع أطفالهم، وتساعد الأطفال على النموّ والتطوّر، بالإضافة لذلك يشير هذا الكتاب في موضوعاته أنّ العلاقة الجيّدة بين الأهل والأطفال تعزّز تجربة الأمومة والأبوّة.^[١]

كتاب "The Science Of Parenting"

ارتأت الكاتبة مارغو سوندرلاند في كتابها أنّ التربيّة يجب أن تكون قائمة على العلم، وليس على خبرة الناس، وحكمة القدماء ونظرياتهم، وأنّ فهم علم نموّ الدماغ، وعلم وظائف الأعضاء يساعد في فهم سلوكيات الأطفال، ومعرفة الطريقة التي يجب اتباعها لتعزيز نموّهم.^[١]

كتاب "الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة"

اعتمد الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطانيّ في هذا الكتاب على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبويّة، وقد قسّم الكتاب إلى أربعة وعشرين مبحثاً، يتحدّث من خلالها عن أسس تربيّة الأولاد، ومستشهداً خلالها بآيات من القرآن الكريم، وأحاديث من السنة النبويّة الشريفة، حيث تناول المؤلف في كتابه هذا موضوع التربية الإسلامية للأطفال، وذلك من حيث أهميتها، والأساليب التي يجب أن يتّبعها المربّي، وثمرات التربيّة الإسلاميّة الصحيحة، وفوائدها على الشخص والمجتمع.^[٥]

كتاب "أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين"

يتميّز هذا الكتاب لمؤلّفه جمال عبد الرحمن ببساطة طرحه وشموليته، حيث تمّ تقسيم المواضيع المطروحة حسب الفئات العمريّة، وذلك من مرحلة ما قبل الولادة إلى أن يصبح رجلّاً مكلّفاً، لذلك ارتأى الكاتب أنّه من الضروريّ الإجابة على التساؤلات الكثيرة التي قد تخطر ببال الآباء والأمهات خلال فترة تربيتهم لأطفالهم، فقام بتأليف هذا الكتاب المبني على الهدي الربانيّ، وتوجيهات النبيّ "صلى الله عليه وسلّم"، بالإضافة إلى ما خلص إليه علماء الأمّة الإسلاميّة، من أقوال وأعمال وسلوكيّات؛ حتّى تكون التربيّة ناجحة، ويكون الأهل مطمئنين على أولادهم من الشدائد، وصروف الدهر.^[٦]