كيفية التعامل مع طفل عمره 9 سنوات

إن لسن 9 سنوات خصوصيةٌ في مرحلة الطفولة؛ ففيه يمكن للأهل ملاحظة التقدم المعرفي وفي طريقة التفكير على طفلهم، بالإضافة إلى أنّ الطفل في هذه المرحلة يبدو أنضج جسديًا كذلك، وقد يشهد مزاجه تقلباتٍ بين الفينة والأخرى، وبسبب مميزات هذا السن، يحتاج الأهل إلى التعامل مع الطفل في سن 9 سنوات وفق عددٍ من المبادئ التربوية، التي تعلمه مهاراتٍ، وسلوكياتٍ، ودروسٍ حياتية مهمة، تفيده في هذه المرحلة العمرية وما بعدها،^[١] وفي العناوين التالية نستعرض عددًا من طرق التعامل التي يمكن أن يستفيد منها الأهل، والموجهة خصيصًا للطفل في عمر 9 سنوات:^[٢][٣]

التعامل مع المشاعر من خلال تمثيل القدوة الإيجابية

من الطبيعي أن يعاني الطفل في سن 9 سنوات من مشاعر الإحباط والغضب في بعض الأحيان، ولا سيما بسبب الخلافات الصغيرة التي يواجهها، ومن المهم على الأهل تعليم الطفل في هذا السن طرق التعامل الصحيحة مع مشاعره، والتي تساعده على ضبطها، وعدم السماح لها بالتفاقم، علاوة على ذلك، من المهم أن يدرك الأطفال في سن 9 سنوات أنّ حل الخلافات والمشاكل التي تُولد مثل هذه المشاعر لا يجب أن يعتمد أبدًا على الإهانات أو العنف الجسدي، وأكثر الطرق فعاليةً لتعليمهم ذلك هي من خلال قيام الأهل بتمثيل دور القدوة الإيجابية أمامهم، عبر حل الخلافات بالطرق المناسبة، التي تعتمد على الحوار والنقاش مع الأطراف الأخرى، وبكل هدوءٍ وضبطٍ للنفس.

متابعة تطبيق القواعد في المنزل

من المهم على الأهل أن يضبطوا سلوك الطفل في عمر 9 سنوات من خلال وضع القواعد في المنزل، وإلزام الطفل باتباعها، وتكمن أهمية هذه القواعد بأنها تعلم الطفل الفرق بين السلوك المقبول وغير المقبول، ولا بدّ من التأكيد في هذا السياق على أنّ على الأهل قبل محاسبة الطفل على التزامهِ أو عدم التزامهِ بهذه القواعد توضيحها له، وتوضيح الأمور التي عليه القيام بها أو تجنبها، بالإضافة إلى توضيح العواقب التي قد تترتب على تصرفاته، كما على الأهل في حال لم يلتزم الطفل بالقواعد توجيهه لتصحيح خطأه، وتعديل سلوكه، وتجنب توبيخه أو جعله يشعر بالسوء من نفسه، أو معاقبته بقسوة.^[٤]

مشاركة الطفل في الواجبات المدرسية

عندما يكون الطفل في سن 9 سنوات، فإنه، مثله مثل كثيرٍ من الأطفال الآخرين، قد يعتبر الواجبات المدرسية أمرًا مثيرًا للملل ويُسبب الضجر، وهناك من الأطفال في هذا السن من يتهربون بسبب ذلك من القيام بها، ويفضلون اللعب عليها، ولهذا على الأهل في جميع الأحوال متابعة أداء الطفل لواجباته المدرسية؛ فأهمية الواجب المدرسي لا تقتصر على التعلم والأداء في المدرسة فقط، فهو يعلم الطفل كذلك الانضباط، وتحمل المسؤولية، والتنظيم، وفي حال كان الطفل يواجه مشكلة في الالتزام في أداء الواجبات المدرسية، يمكن للأهل في هذه الحالة مشاركتهُ القيام بها، وتشجيعه عليها، والحرص على عدم تجاهله لها بأي شكلٍ من الأشكال، حتى يعتاد القيام بها لوحده.

إعطاء الطفل مصروف الجيب

يعتبر سن 9 سنوات مرحلةً مناسبة لتعليم الطفل الطريقة الصحيحة للتصرف بالمال وادخاره، وعلى الأهل أن يحرصوا على تعليمهِ هذه المهارات ضمن طرق تعاملهم معه، من خلال إعطائه مصروف جيبٍ، يكون أسبوعيًا أو شهريًا، حسب ما يرونه مناسبًا، بعد الحديث معه عن الطريقة الصحيحة لإنفاق هذا المال وادخاره، ثم يسمح الأهل للطفل بإنفاق المال بناءً على ما فهمه من حديثه معهم، ودون توجيهٍ منهم، كي يجرب الطفل التبعات التي تأتي بعد إنفاقه المال بطريقة صحيحة أو خاطئة، ويتعلم منها للمرات القادمة، ومن الجدير التأكيد عليه في هذه النقطة، أنّ الأهل بعض الأحيان قد يجدون أنّ الطفل قد أنفق ماله على شيءٍ واحد، ولم يبقِ على أية نقودٍ لبقية الأيام، وعليهم في هذه الحالة تجنب منحهِ مالاً إضافيًا، والسماح له بتجربة عواقب سلوكه، كي يتعلم منه الإنفاق بالشكل الصحيح.

قضاء الوقت مع الطفل

يُعد سن 9 سنوات من المراحل العمرية في الطفولة التي يستطيع الأهل خلالها بناء علاقةٍ قويةٍ مع طفلهم، تمتد آثارها الإيجابية إلى المراحل الأخرى من حياته، ومن أهم الطرق التي يُنصح الأهل باتباعها في تعاملهم مع طفلهم قضاء الوقت معه، والحديث معه عن أي شيءٍ يريد التحدث عنه، كالمدرسة، والأصدقاء، والاهتمامات والهوايات مثلاً، ويساعد هذا الوقت الخاص على جعل الطفل يشعر بالحب والاهتمام المُوجه له من أهله، كما يستطيع الأهل الاستفادة من هذا الوقت والمواضيع التي يتم الحديث عنها مع الطفل في تعليمه الخطأ والصواب في الأمور، وتجهيزه نفسيًا للتحديات التي قد تواجه.