أساليب تربية طفل سوي نفسيًا

الطفل السوي نفسيًا هو الطفل الذي ينشأ في وسط عائلي سليم وخالٍ من الخلافات، والصدمات، والعُقد، ويتبع فيه الأهل الأساليب التربوية الصحيحة، التي تهدف لتقويم السلوكيات وتصحيحها، بدلاً من انتقادها ووصم الطفل بها، كما أنّ الطفل السوي نفسيًا يمتاز بالصحة الجسدية، والفكرية، والنفسية، إلى جانب المهارات الاجتماعية، والعلاقة القوية مع الأهل، ومن أهم الأساليب التربوية الإيجابية التي تساعد في تنشئة الطفل ليكون سويًا نفسيًا ما يلي:[١][٢]

  • تعليم الطفل المهارات المهمة: يحتاج الطفل خلال مرحلة الطفولة لتعلم عددٍ من المهارات الأساسية، والتي من أهمها كيفية الاستجابة لمختلف المواقف، مثل الأحداث التي تجري في العائلة، ومهارات التواصل مع الآخرين.
  • الحفاظ على النفسية السوية: كما هو معروف، فإن الطفل يتعلم من أهله، لهذا يجب عليهم تهيئة الأجواء العائلية المريحة، مثل تجنب الشجار أمام الطفل، والتعامل مع بعضهم بالطريقة التي يرغبون فيها برؤية طفلهم يتعامل معهم ومع الآخرين.
  • مواجهة المخاوف: إنّ تجنب الطفل لمخاوفه، التي تكون عادة أمورًا عادية، وحمايته منها يولد مزيدًا من الخوف والعقد النفسية، لهذا يجب مساعدته في التعرض لها شيئًا فشيئًا حتى يعتاد عليها ويطمئن لها.
  • حل المشكلات معًا: إنّ مساعدة الطفل في حل مشكلاته والقيام بمهامه المطلوبة، وليس القيام بها بدلاً عنه، من الأمور التي تساعده في اكتساب مهارة حل المشكلات، ولا بدّ أن تشتمل هذه المساعدة على التوجيهات والنصائح، بلغة يفهمها الطفل، وبأسلوب ذكي بعيدًا كل البعد عن الغضب والنقد الهدام للطفل.
  • السماح بارتكاب الأخطاء: يجب أن تكون هذه الأخطاء ذات عواقب غير خطرة على صحة وسلامة الطفل، وتكمن أهميتها في أنها تسمح للطفل بالتعلم من تجاربه ومن نتائج الأخطاء، بالإضافة إلى تطوير طريقته في تجربة الأمور للنجاح بها، وتعلم الفرق بين ما هو صحيح وخاطئ.
  • تقدير الطفل: من الطرق الأخرى التي تُشعر الطفل بأهميته ومكانته بين أهله تقديره من خلال مدح شخصيته، ومدح قدرته على تأدية المطلوب منه، ويكون ذلك أمامه وأمام الآخرين.


مؤشرات نجاح تربية طفل سوي نفسيًا

يستطيع الأهل معرفة ما إذا كانت أساليبهم التربوية ناجحة في تنشئة الطفل تنشئة سوية نفسيًا من خلال سماته، وتاليًا استعراضٌ لأهم هذه السمات التي تدل على أنّ الطفل سويٌ نفسيًا، وأنّ أساليب الأهل ناجحة:[٣]

  • شعور الطفل الدائم بالسعادة والإيجابية تجاه نفسه.
  • عدم قسوة الطفل على نفسه في الأوقات الصعبة، وفي الأوقات التي يصاب فيها بخيبات الأمل.
  • الاستمتاع بالحياة.
  • الميل إلى اكتساب المعرفة والتعلم في كل الأوقات.
  • قدرة الطفل على التحكم في مشاعره، ولا سيما مشاعر الحزن، والقلق، والغضب.
  • تجاوز الأوقات والأحداث الصعبة، وعدم البقاء تحت تأثيرها لفترة طويلة.
  • قابلية الطفل الواضحة لتجربة الأشياء الجديدة، أو الأشياء التي تتضمن شيئًا من التحدي والصعوبة.


أخطاء تربوية تؤثر على نفسية الطفل

كما أنّ هناك أساليب تربوية تؤثر بشكلٍ إيجابي على نفسية الطفل، فإنه في المقابل توجد أساليب وطرق تربوية خاطئة تؤتي بنتائج عكسية، من خلال أثرها المدمر على نفسيته وهدم شخصيته، وتاليًا استعراضٌ لهذه الأخطاء التربوية الشائعة، والتي لا بدّ من الاطلاع عليها لتجنبها قدر الإمكان:[٤]

  • استصغار مشاعر الطفل: يقصد بذلك التقليل من شأن ما يشعر به الطفل، لمجرد أنه طفل، والاعتقاد بأنه لا يفهم، ويكمن الخطأ في ذلك بأنه يجعل الطفل يظن أنّ مشاعره غير حقيقية، أو أنها غير مهمة.
  • الاستسلام: يتمثل استسلام الأهل لطفلهم في توقفهم عن معالجة المشاكل السلوكية وغيرها مما يمر به الطفل، مثل نوبات الغضب؛ وذلك بسبب فقدانهم الصبر والقدرة على التحمل، وتفضيلهم ترك الطفل بشأنه.
  • الإفراط في التدليل: يكون هذا بمنح الطفل أمورًا لا يحتاجها، أو لا يستحقها دون مقابل، كما أنّ هذا يؤدي بالطفل ليصبح ماديًا، وقد يؤدي به أيضًا ليصبح طفلاً زنانًا عندما لا يحصل على ما يريد.
  • التوقعات غير الواقعية: يضع كثيرٌ من الأهل آمالهم وأحلامهم على الطفل ويتوقعوا منه أن يحققها وأن يكون مثاليًا؛ الأمر الذي يسبب لكلا الطرفين خيبة أمل عند عدم تحققها، إلى جانب هدم ثقة الطفل بنفسه واحترامهِ لذاته.
  • توقع أن يتصرف الطفل كبالغ: هناك من الأهل من يعتقد أنّ معاملة الطفل كبالغ ينعكس بالإيجاب على نفسيته، مما يجعلهم في بعض الأحيان يمنحونه مساحةً فائضة من الحرية في الخيارات والقرارات، والسماح له بفعل ما يريد دون عواقب، ويكمن الخطأ في هذا الأسلوب في أنه يلغي دور الأهل أو يضعفه من حياة الطفل، كما يؤدي لفقدان القواعد والضوابط التي لا غنى عنها في تنظيم حياة الطفل.
  • الإفراط في حماية الطفل: يحرم هذا الأمر الطفل من عيش حياةٍ طبيعية، وبناء نفسيته وشخصيتهِ بصورة صحيحة، بسبب اتكاله الدائم على أهله، حتى في أصغر الأمور التي لا يُعجزه أداؤها.


المراجع

  1. "Teach Kids How to Be Mentally Tough", verywellfamily, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  2. "Want to raise mentally strong kids? Science says stop telling them ‘everything will be OK’—here are 5 things to do instead", cnbc, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  3. "Good mental health for children: 3-8 years", raisingchildren, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  4. "7 things you shouldn't do if you want to raise mentally strong kids", businessinsider, Retrieved 11/8/2022. Edited.