طرق تربية الطفل كثير البكاء

كثيرٌ من الأهالي يعانون من مشكلة البكاء الكثير عند أطفالهم، والذي يؤدي بهم لذرف الدموع على أكبر الأشياء وأصغرها، وللتعامل مع هذه النوعية من الأطفال، يُنصح الأهل باتباعِ عددٍ من الطرق والأساليب التربوية، التي تعمل على احتواء هذه المشكلة ومعالجتها مع مرور الوقت، ومن أهم هذه الطرق وأكثرها فعالية:[١][٢]

  • التعاطف مع الطفل: عندما يبكي الطفل، يجب على الأهل أن يُشعروه أنهم متعاطفون معه، مهما كان السبب الذي يدفعه للبكاء، حتى لو كان يبدو غير منطقي، ومن أشكال تعاطف الأهل مع الطفل أثناء بكائه معانقته ومحاولة تهدئته، وتكمن أهمية هذه الطريقة في أنها تُريح الطفل، وتشجعه على إخبار أهله بما أبكاه، كي يقوموا بعلاج مصدر المشكلة معًا.
  • تعليم الطفل طرق بديلة عن البكاء: إنّ كثرة البكاء عند الطفل قد تكون مؤشرًا على أنه لا يعرف طريقة أخرى للتعبير عن نفسه، وطلب احتياجاته، والتعامل مع المواقف التي يوجهها، غير البكاء؛ ولعلاج هذا لا بدّ على الأهل من تعزيز قدرة الطفل ومهاراته السلوكية والتواصلية التي تغنيه عن البكاء، ومن الأمثلة على هذه المهارات إخبار أهله مباشرة عندما يؤذيهه أحد أو يكون بحاجة إلى أمرٍ ما، بالإضافة إلى الاعتذار عند القيام بشيء خاطئ.
  • تعليم الطفل عبارات لوصف مشاعره: قد تتفاقم مشكلة البكاء الكثير عند بعض الأطفال بسبب افتقارهم إلى الكلمات والعبارات المناسبة التي يمكنهم استخدامها للتعبير عن مشاعرهم وإخبار الأهل بها؛ لهذا من المهم تعليم الأطفال في سنٍ مبكرة بعض هذه العبارات، لتعزيز قدرتهم على التواصل والتعبير عن مشاعرهم، ومن الأمثلة على هذه العبارات: أنا (أشعر/أحس) أنني (خائف/حزين) لأنني (فقدت لعبتي/ وقعت على الأرض ... إلخ).
  • تدريب الطفل على التنفس العميق: يساعد التنفس العميق على تهدئة الطفل عند البكاء، وعلاج حالة الضيق والاستياء التي قد تصيبه بسبب كثرته، كما أنّ لها تأثيرات إيجابية أخرى مثل تنظيم ضربات القلب والمساعدة على الاسترخاء، ويُنصح الأهل بتعليم أطفالهم الذين يبكون كثيرًا هذه الطريقة، بهدف تسهيل التعامل معهم وفهم ما لديهم لقوله، وتجدر الإشارة إلى أنّ المراحل الأولى من تعليم الأطفال للتنفس العميق قد تكون صعبة، ولكن مع مرور الوقت وتكرار التدرب عليها معهم، يستطيع الطفل تطبيقها لتهدئة نفسه وتجميع مشاعره.
  • تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه: لا يختلف الأطفال عن الكبار كثيرًا من ناحية احتياجهم إلى من يواسيهم في أوقات الحزن، ويشجعهم على التعبير عن مشاعرهم خلالها، ويكمن وجه الاختلاف بينهما في هذه النقطة في أنّ الأطفال بسبب صغر سنهم قد لا يكونون قادرين على التعبير عن أنفسهم بسهولة، لهذا من واجب الأهل تشجيعهم على هذا من خلال طرح الأسئلة عليهم، وعدم الضغط عليهم واستعجالهم لإجابتها، ومن هذه الأسئلة، على سبيل الذكر لا الحصر: ما بك؟/كيف تشعر؟/ماذا حصل قبل أن تبكي؟


سمات الطفل كثير البكاء

الأطفال كثيرو البكاء أطفالٌ حساسون بطبيعتهم، ويتأثرون من كافة الأمور والمواقف بسهولة، ويعبرون عنها من خلال البكاء، وهناك عددٌ من السمات الأخرى التي تميزهم، والتي من أبرزها ما يلي:[٣]

  • يصاب مثل هؤلاء الأطفال بالذعر بسهولة.
  • لا يطيق الأطفال الذين يبكون على أبسط الأمور الروائح غير المعتادة، مثلها مثل أي مؤثرٍ خارجي يبدو غريبًا عليهم.
  • قد يكره الأطفال الحساسون كثيرو البكاء المفاجآت، التي قد تسبب لهم الخوف.
  • يشعر مثل هؤلاء الأطفال بالراحة أكثر عندما يكونون وسط الأشخاص الذين يعرفونهم فقط، في حين لا يشعرون بالراحة وتتغير تصرفاتهم بوجود الغرباء.
  • الأطفال الحساسون بطبيعتهم فضوليون، ويطرحون الكثير من الأسئلة.
  • تكون قدرة التحمل عند هؤلاء الأطفال بخصوص الأمور المزعجة قليلة جدًا؛ الأمر الذي يدفعهم للمسارعة بالشكوى عندما يتعرضون لأيٍ منها، مثل ارتدائهم الملابس التي تسبب الحكّة.
  • يواجه الأطفال من ذوي الشخصية الحساسة صعوبة في التكيف والتأقلم مع التغيرات الكبيرة التي تطرأ على حياتهم، مثل الانتقال لمنزلٍ جديد، أو مدرسة جديدة.


أخطاء التعامل مع الطفل كثير البكاء

مثلما هناك طرقٌ صحيحة للتعامل مع الأطفال كثيري البكاء؛ فإنه بالمقابل توجد طرقٌ تُمثل أخطاءً شائعة، يُنصح الأهل بتجنبها، ومن الأمثلة عليها ما يلي:[٤]

  • دفع الطفل لكتم مشاعره وعدم البكاء؛ الأمر الذي يؤدي لظهور مشاكل سلوكية عنده نتيجة تراكم مشاعره، وقد يُصاب بالاكتئاب بسبب ذلك أيضًا.
  • فقدان الأعصاب عند التعامل مع الطفل كثير البكاء، والإلحاح عليه، وبأسلوب غاضب أحيانًا، للتوقف عن البكاء.
  • توجيه الانتقادات للطفل كثير البكاء، والسخرية منه، ونعته بالصفات والألقاب المهينة، التي تؤدي إلى تعقيد المشكلة أكثر.
  • تجاهل أنّ الطفل كثير البكاء يعاني من مشكلةٍ ما، والاعتقاد بأنه سيتوقف عن ذلك لوحده، إلى جانب عدم مراعاة تجنب الأمور التي تفاقم من هذه المشكلة عند الطفل، كتعريضه لما يكره دون مراعاة لمشاعره، كالمفاجآت مثلاً.


المراجع

  1. "How to Deal with a Child That Cries Over Everything", sleepingshouldbeeasy, Retrieved 1/9/2022. Edited.
  2. "Advice for How to Deal With a Child That Cries Over Everything", family.lovetoknow, Retrieved 1/9/2022. Edited.
  3. "How to Help Your Highly Sensitive Child", parents, Retrieved 1/9/2022. Edited.
  4. "Do you have a sensitive child? Here are 7 things you should avoid doing", parentcircle, Retrieved 1/9/2022. Edited.