تعد متلازمة داون حالة مرضية نتيجة لخلل في عدد الكروموسومات الطبيعي، إذ يؤدي هذا الخلل إلى حدوث تغيرات بالصفات الجسدية والعقلية والسلوكية، ويختلف الأطفال المصابون بمتلازمة داون من الناحية الشكلية عن الأطفال العاديين، كما يعاني بعضهم من مشكلات عقلية بدرجات متفاوتة، ما يلقي على عاتق الوالدين مسؤولية مضاعفة لتربيتهم، وفي هذا المقال سنتعرف على الطرق المناسبة لتربية طفل مصاب بمتلازمة داون، وسنتطرق إلى المشكلات السلوكية والصحية التي يعاني منها.


ما هي الطرق المناسبة لتربية طفل مصاب بمتلازمة داون؟

يعاني آباء وأمهات الأطفال المصابين بمتلازمة داون من الصدمة والحزن والخوف من المجهول، فتربية طفل يعاني من حالة استثنائية ليست بالأمر الهين، وعليه يجب إيجاد طرق مناسبة لتربيتهم، وفيما يلي نستعرض هذه الطرق:[١][٢][٣][٤][٥]


1. الاطلاع على تفاصيل هذه المرحلة

من أكثر الأشياء المفيدة التي يمكنك فعلها عندما يكون لديك طفل مصاب بمتلازمة داون، أن تتطلع عن هذه المرحلة من خلال قراءة الكتب أو المحاضرات المتخصصة.


2. التعامل معه كطفل طبيعي

تجب معاملة الطفل المصاب بمتلازمة داون كطفل طبيعي، إذ يمكنك اصطحابه إلى الأماكن العامة، والقراءة له، ومنحه الفرصة لتعلم ما يرغب.


3. تشجيعه على الاستقلالية

يجب أن تشجع طفلك على فعل بعض الأمور بنفسه، كارتداء الملابس وتناول الطعام، ومن الممكن أن يساعدك بالأعمال المنزلية، مع مراعاة اختيار المهام غير الخطيرة والتي تتناسب مع قدراته.


4. تجنب انتقاده

في حال ارتكب طفلك خطأ ما؛ تجنب توبيخه وإلقاء اللوم عليه، بل اطلب منه أن يحاول مرة أخرى أو ساعده بتعلم الشيء الصحيح، وإن توجيهه بطريقة إيجابية يعد وسيلة فعالة لتعليمه بدلًا من إلقاء اللوم عليه.


5. مساعدته على التعلم

يمكنك التواصل مع معلميه للتخطيط معهم من أجل وضع الاستراتيجيات الفعالة لتعليمه وتلبية احتياجاته، ومن الجيد أن تعرف ما يتعلمه طفلك في المدرسة وتبحث عن الطرق التي تدعم ما تعلمه في المنزل.


6. مراعاة صعوبات التعلم

يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من صعوبات في التعلم، وغالبًا ما تستدعي مساعدة خاصة لتجاوز هذه الصعوبات، على سبيل المثال إذا كان الطفل يعاني من صعوبة الكتابة بقلم الرصاص، من الممكن أن يتعلم الكتابة من خلال جهاز الكمبيوتر، وإذا كان يعاني مشكلات بالفهم، تحدث معه بهدوء وبإمكانك تكرار المعلومات الموجهة للطفل أو إعادة صياغتها وتبسيطها؛ ليتمكن من حفظها وفهمها، كما يمكنك اللعب معه وسماع الأغاني وقراءة الكتب، فهذه الخطوة ستساعده على ترسيخ الكلمات والمعلومات.


7. مدحه والتعبير له عن حبك

امدح طفلك المصاب بمتلازمة داون عند فعل شيء جيد، فهذه الخطوة ستعزز ثقته بنفسه، ومن الجيد منح طفلك القدر الكافي من الحب والدعم، وننصحك بأن تعامله كأي شخص طبيعي ولا تشعره بنقصه.


8. دمجه بالمجتمع

حاول أن تدمج طفلك بالمجتمع، إذ سيساعده ذلك على تطوير مهاراته الاجتماعية، كما سيشعر بالسعادة عند مخالطة الناس.


9. تواصل مع عائلات لديها الحالة نفسها

من الجيد أن تتواصل مع أولياء أمور لديهم طفل مصاب بمتلازمة داون، إذ يُمكّنك ذلك من الاطلاع على تجاربهم مع أطفالهم والاستفادة منها.


10. الالتزام بالنظام

حدد لطفلك نظامًا يوميًّا لإنجاز الأمور الروتينية؛ كتحديد مواعيد الاستيقاظ أو أوقات الوجبات، فهذه الخطوة ستوفر له نوعًا من الاستقرار، إذ يحب الطفل المصاب بمتلازمة داون الالتزام بروتين ثابت كل يوم.


11. متابعة حالتهم المزاجية

انتبه للتغيرات المزاجية التي تطرأ عليهم وتنعكس على سلوكهم، فالأطفال المصابون بمتلازمة داوم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم وإخبارك بما يشعرون به، لذلك تجدهم في مزاج متقلب، وهذا يتطلب منك الانتباه.


12. الاهتمام بصحته

إن الاهتمام بصحة الطفل المصاب بمتلازمة داون يعد أولوية؛ لذلك يجب أن يخضع الأطفال المصابون بمتلازمة داون لفحوصات منتظمة مع طبيب أطفال أو طبيب عام، وعليه ننصحك بأن تصطحب طفلك لإجراء فحوصات السمع والبصر والفحوصات الصحية المنتظمة، إلى جانب عرضه على معالج للنطق للمساعدته على تطوير لغتهم.


13. تجنب مقارنة الطفل بأحد

لا تقارن طفلك بالأطفال الطبيعيين في محيطك ولا تقلل من شأنه، ومن الأفضل الالتفات إلى إيجابياته، والنظر إليه كشخص مميز ومختلف.


14. التدخل المبكر

إن التدخل المبكر في حياة الطفل المصاب بمتلازمة داون يشجع على النمو والتطور بطريقة تتناسب مع حالته، ويمكن الاستعانة بأشخاص متخصصين في المهارات الحركية واللغة والتواصل، لمساعدته على اكتساب التعليم المناسب وتطويره من الناحيتين الاجتماعية والعاطفية.


15. تجنب فرض القيود

لا يمكنك فرض قيود كثيرة على حركة وحياة الطفل المصاب بمتلازمة داون، إذ إن فرض القيود غير المبرر سيجعل الحياة أكثر تعقيدًا، ويمكنك على سبيل المثال السفر مع طفلك أو اصطحابه في رحلة بدلًا من التعامل مع الأمر كشيء مستحيل.


16. تحمل تقلبات مزاجه

يعاني الطفل المصاب بمتلازمة داون من تقلب المزاج والمشاعر، فنجده سعيدًا في بعض الأحيان، وبعدها قد يكون غاضبًا ومتذمرًا، وتجب مراعاة هذه التقلبات التي يعاني منها، مع محاولة التقرب منه للتخفيف عنه.


17. التواصل معه

إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التواصل اللفظي، من الممكن تعلم لغة الإشارة الخاصة به لتسهيل التعامل معه.


18. رعاية النفس وعائلتك

يشكل إخبارك بأن طفلك الذي لم يولد بعد أو طفلك الجديد مصاب بمتلازمة داون صدمة كبيرة لك ولعائلتك وأصدقائك، ومن المهم في تلك المرحلة أن تعتني بصحتك لتكون قادرًا على رعاية طفلك بشكل أفضل.


ما هي المشكلات السلوكية التي يعاني منها الأطفال المصابون بمتلازمة داون؟

تعد المشكلات السلوكية هي الأكثر شيوعًا عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون، إذ يعاني 1 من كل 3 أطفال مصابين بمتلازمة داون من مشكلات سلوكية خطيرة ناتجة عن عدة أسباب، وفيما يلي عرض لبعض هذه المشكلات:[٦][٧]

  1. القلق: يعد القلق واحدًا من أبرز المشكلات التي تظهر على الطفل المصاب بمتلازمة داون، وغالبًا ما يظهر القلق في المواقف الجديدة، على سبيل المثال: عند الانتقال إلى منزل جديد، وفي حال التعرض إلى مواقف غير متوقعة كزيارة مفاجئة.
  2. الوسواس القهري: يؤدي القلق الشديد إلى إصابة الطفل بالوسواس القهري، ومن الجدير بالذكر أن الطفل المصاب بالوسواس القهري يميل إلى الشعور بالتعاسة والخوف، ما يشكل تحديًا كبيرًا لدى الآباء والأمهات.
  3. الاكتئاب: من الممكن أن يؤدي القلق والوسواس القهري إلى إصابة طفل متلازمة داون بالاكتئاب، فتصبح الأحداث العادية بالنسبة للطفل أمر جلل، وتنعكس سلبًا على نفسيته، على سبيل المثال: عند مرض أحد أفراد الأسرة، أو غياب المعلم، أو موت حيوان أليف، فإن الطفل يدخل في موجة حزن شديدة.
  4. فرط الحركة: يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة دوان من صعوبة في التركيز المصحوب بفرط النشاط والاندفاع، وعليه يجب علاج الأطفال المصابين بفرط الحركة لأنه يؤثر على سلوكهم، ويكون العلاج من خلال إعطائهم بعض الأدوية بعد استشارة الطبيب المختص.
  5. صعوبات النوم: عادةً ما يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من صعوبات في النوم، ما يؤدي إلى تراجع قدرة الطفل على التركيز في النهار، ويؤثر ذلك على ممارسة الأنشطة المعتادة.


المشكلات الصحية التي يعاني منها الأطفال المصابون بمتلازمة داون

يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون من مشكلات صحية لا حصر لها، وفيما يلي بعض أبرز هذه المشكلات التي يجب التنبه إليها:[٨][٩]


1. الإعاقة الذهنية

يعاني معظم الأطفال المصابين بمتلازمة داون من مستوى خفيف إلى متوسط من الإعاقة الذهنية، فالأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية الخفيفة قادرون على تعلم كيفية أداء الأشياء اليومية مثل القراءة والعمل وتناول الطعام بأنفسهم، بينما يحتاج الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة عادةً إلى المساعدة، إذ إنهم يجدون صعوبة في عمل هذه الأمور.


2. الأمراض

يعاني معظم الأطفال المصابين بمتلازمة داون من مشكلات صحية لا حصر لها، إذ يولد نصفهم تقريبًا بعيب خلقي في القلب، كما يصاب العديد منهم بارتفاع ضغط الدم الرئوي، وهي حالة يمكن أن تسبب تلفًا دائمًا في الرئة في حال عدم علاجها، إلى جانب مشكلات صحية أخرى؛ كالمشكلات في السمع والرؤية وضيق التنفس في أثناء النوم، ما يستدعي إجراء زيارة طبية منتظمة لمتابعة هذه المشكلات.


3. ضعف العضلات

يعاني الأطفال من متلازمة داون من ضعف بالعضلات، مما يؤثر سلبًا على حركتهم بشكل عام، سواء أكانوا في المنزل أو المدرسة، لذلك نجدهم يواجهون صعوبة في ارتداء الملابس، والكتابة، وصعوبة في مضغ الطعام.


المراجع

  1. "Parenting a Child With Down Syndrome ", WebMD, 2021, Retrieved 2021. Edited.
  2. Deanna Smith, "7 Life Lessons From Raising a Child With Down Syndrome ", Parents, Retrieved 2021. Edited.
  3. Laura T. Coffey (2019), "Down syndrome stories: 21 things parents wish they knew", TODAY, Retrieved 2021. Edited.
  4. Ellen Seder (2013), "Helpful Tips for Parents of Children with Down Syndrome", NAPA, Retrieved 2021. Edited.
  5. "How to help children and young people - Down's syndrome ", NHS, Retrieved 2021. Edited.
  6. " Mental Health Issues & Down Syndrome", national down syndrom society, Retrieved 2021. Edited.
  7. avid stein, Psyd, "Behavior and down Syndrome: A PrActicAl Guide for PArents", Children's Hospital Boston, Retrieved 2021. Edited.
  8. "Four Challenges That Children With Down Syndrome Face", CUTTING EDGE, Retrieved 2021. Edited.
  9. " Down Syndrome", Boston Children's Hospital. Edited.