قد تظهر بعض السلوكيات السلبية على شخصية الطفل خلال مرحلة نموه، والتي تتطلب حزماً في المعاملة من قِبل الآباء والأمهات، ولعل من أبرز هذه السلوكيات تمرد الأطفال سواء بمرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة، ما يدخل الآباء والأمهات في صراعات من الأبناء قد يصعب السيطرة عليها أحياناً، حيث يُجبران في الكثير من الأحيان على الدخول بتصادم مع الطفل وتنعدم الحلول الممكنة أمامهما، وعليه فإذا كنت تواجه هذه المشكلة مع طفلك فلا تقلق ففي الآتي بيان لبعض الطرق التربوية التي ستساعدك.


كيف أقوم بتربية الطفل المتمرد؟

في الآتي بيان لبعض الخطوات التي تساعد الوالدين على تربية طفل متمرّد:[١][٢][٣]


تحديد سبب التمرد

إن معرفة الأسباب التي دفعت طفلك إلى التمرد ستساعدك على معرفة الكيفية التي ستتعامل معه بها، ومن تلك الأسباب ما يلي:

  • تأكيد السيطرة والاستقلال، حيث يحب الأطفال أثناء نموهم الإحساس باستقلالهم واتخاذ قراراتهم بأنفسهم وعليه؛ قد يتصرفون بطريقة متمردة عندما يحاول أحد ما فرض سيطرته عليهم أو اتخاذ قرار عنهم، وهنا لا بأس من أن تعطيهم مساحة خاصة لاتخاذ القرارات الصغيرة.
  • استكشاف أنفسهم، عندما يكبر الطفل يبدأ باكتشاف نفسه وماذا يحب وماذا يريد أن يصبح، وهنا قد نجد الطفل يواجه صعوبة في الوصول إلى إجابات عن هذه الأسئلة، وحين لا يقدم الآباء المساعدة في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، قد تظهر عليهم علامات التمرد والغضب.
  • الحصول على الاهتمام، يسعى الطفل للحصول على الاهتمام من والديه، وعليه فعندما تكون مشغولاً أو غير متواجد، قد يسعى الطفل لفعل كل شيء لجذب اهتمامك، ومن الممكن أن يصبح متمردًا ليحصل على الاهتمام، وهنا يتحتم عليك كأب أو أم تخصيص الوقت الكافي له، فطفلك من أولوياتك.
  • مشاكل تعترضه، قد يكون السلوك المتمرد ناتجًا عن مشكلات يتعرض لها الطفل بالمنزل، أو التنمر في المدرسة، لذا انتبه جيدًا لسلوك طفلك، واستعن بمختصين للوصول إلى حل جذري لهذه المشكلات.


ضع سن الطفل بعين الاعتبار

قد يكون التعامل مع طفل متمرد أمرًا صعبًا لكنك تحتاج إلى تعديل أسلوبك وفقًا لعمر طفلك، على سبيل المثال يمكنك إجراء محادثة صريحة مع طفل مراهق، ولكن ليس من المنطق إجراء محادثة مطولة مع طفل تحت سن الخمس سنوات أو طفل في سن الابتدائية المبكرة، يمكنك التعامل مع الطفل الصغير مثلاً: "أتفهم أنك مستاء، لكننا لا نرمي ألعابنا لمجرد أنه لا يمكننا الحصول على الحلوى الآن"، إن هذا الأسلوب يعدّ أكثر فعالية من قول: "لماذا ترمي ألعابك، أنا مستاء منك ولا أحبك عندما تفعل ذلك".


تحكم بغضبك

عندما يتمرد طفلك من الجيد أن تتحكّم بمشاعر الغضب حتى لا تزداد الأمور تعقيداً، إذ إن الغضب يصعّب الوصول إلى نقطة تفاهم بينكما، فمن الصعب جدًا إقناع الطفل المتمرد بأنه يجب عليه اتباع توجيهاتك عندما تصرخ في وجهه، لذا سيكون من الجيد اختيار طريقة مناسبة لإقناعه مع الأخذ بعين الاعتبار سنه وشخصيته.


ضع توجيهات معقولة

ضع توجيهات واقعية بناءً على عمر طفلك ونقاط قوته وضعفه ولا تقارنها أبدًا بالأطفال الآخرين، قد يتصرف الطفل بتمرد تجاه التوجيهات غير المنطقية التي يحددها الوالدان، مثلاً إذا طلب الوالدان من طفلهم في عمر 3 سنوات القيام بالاستحمام بمفرده، قد يتمرد كرد فعل على هذا الطلب الذي لا يتناسب مع عمره ومع قدراته.


لا تعترض على كل شيء

حدد الأمور التي يُستحق الاعتراض عليها فليس كل أمر يستحق الاعتراض، مثلاً إذا أراد طفلك ارتداء ملابس معينة من اختياره، فلا تكن المعارض الأول والمستمر له، الأمر لا يستحق ذلك، إذ لا بأس من أن تتركه يختار ملابسه في بعض الأحيان، وتشجعه على اتخاذ قراراته بنفسه، لذا حاول ألا تتدخل بشكل دائم في اتخاذ القرارات غير المهمة والتي لن تؤثر سلباً عليه واتركه ليختار المناسب له، إذ إنّ عملية صنع القرار تلعب دوراً مميزاً في بناء شخصيته وتحد من أسلوبه المتمرد.


ضع نفسك مكانهم

يجب أن تشرح وجهة نظرك في بعض الأمور، على سبيل المثال، إذا كنت قد وعدت طفلك باصطحابه إلى الحديقة ولكنك غيرت رأيك بسبب المطر، فبدلاً من قول لا لن نذهب اليوم، ضع نفسك مكانه واشرح له السبب الكامن وراء عدم الخروج، وبهذه الطريقة سيتفهم أنك لم تنكث الوعد ولن يقوم بتصرفات متمردة تجاه ذلك.


ضع القواعد المناسبة

ضع قواعد واضحة لطفلك، على سبيل المثال، حدد وقت النوم وتنظيف الأسنان، ووقت اللعب، ووقت الدراسة، يمكنك أيضًا أن تطلب منهم القيام ببعض المهام البسيطة، مثل مشاركة وضع الأطباق في الحوض بعد تناول الطعام، أو وضع ملابسهم في سلة الغسيل بعد المدرسة، قد لا يفهم الأطفال تمامًا السبب وراء فرض هذه القواعد، على سبيل المثال، قد يتساءلون لماذا يجب أن يناموا الساعة التاسعة بينما يمكنك البقاء مستيقظًا حتى منتصف الليل، وهنا بدلاً من إجبارهم للذهاب إلى الفراش، أخبرهم أن أجسادهم بمرحلة النمو وأنهم بحاجة إلى 9 ساعات متواصلة حتى يتمكنوا من النمو بشكل جيد، في هذه الحالة لن يتمردوا على قراراتك وسيتقبلوها بعد شرحها بطريقة منطقية.


تحديد عواقب انتهاك التعليمات

بمجرد تحديد القواعد والتعليمات، اطلب من طفلك الالتزام بها وتحديد عواقب انتهاكها، تابع العواقب في اللحظة التي ترى فيها طفلك يكسر القاعدة، وانتبه في حال قمت بتأجيل هذه الخطوة لن يأخذ طفلك الأمر على محمل الجد وقد يتمرد في المرات المقبلة، على سبيل المثال، إذا لم ينظف الطفل غرفته يمكنك أن تقول: "لم تقم بتنظيف غرفتك، لذلك لن يُسمح لك بالخروج واللعب".


كن نموذجاً لهم

يجب أن تكون نموذجاً مثالياً لأطفالك لأنهم سيتبعوك غالباً، فإذا شاهدك طفلك تتصرف بقلة احترام مع شخص ما سيقوم بتقليدك، وإذا حاولت أن تثنيه عن فعل هذا الشيء لن تستطيع حينها وسيتمرد عليك وسيقول لك أنت تتصرف هكذا.


ركز على سلوك واحد في كل مرة

إذا كان طفلك يتصرف بشكل متمرّد مع كل موقف فقد يكون من المتعب معالجة جميع مشاكله دفعة واحدة، بدلاً من ذلك، اختر السلوك الذي يزعجك أكثر واعمل على تحسينه، على سبيل المثال، إذا كان طفلك لا يؤدي واجباته المدرسية ولا يأكل ما يكفي من الخضار ولا يحترم أفراد الأسرة، فأنت بحاجة إلى تحديد ما هو السلوك الأكثر إزعاجاً والذي يتطلب المعالجة والبدء بتحسينه أولاً، وهنا بعد أن تنتهي من تعديل أول سلوك، يمكنك الانتقال إلى السلوك التالي.


لا تجبره على شيء

إن إجبار الطفل على شيء لا يرغب به قد يدفعه للتمرد، على سبيل المثال، إذا كان طفلك لا يحب تناول الفاصولياء، فلا تجبره على تناولها، يمكنك إدخال المزيد من الخضروات الأخرى لنظامه الغذائي بما فيها الفاصولياء ولكن بالتدريج.


افعل شيئًا لطيفًا لطفلك

من الجيد أن تكون قريباً من طفلك وتعزز علاقتك معه، مثل شراء كتاب يعجبه أو لعبة ما، وطهي الطعام الذي يحبه ومساعدته على ارتداء ملابسه، كل هذه الأمور تجعله قريباً منك وتسهل التعامل بينكما من غير تمرد.


امنحه مساحة خاصة

عندما يتصرف الطفل بتمرد قد يكون بحاجة إلى مساحة خاصة به لفعل ما يريد والتفكير بشكل مستقل، إن التطفل عليه بشكل مستمر والتدخل بكل شؤونه يدفعه غالباً للتمرد.


وجه طفلك بإيجابية

عندما يقوم طفلك بسلوك غير جيد، تجنب قول العبارات التي تبدأ بـ "أنت دائماً تتصرف بغباء"، ستجعل طفلك حينها يفكر في نفسه على أنه مشكلة، وسيقوم بالدفاع عنه نفسه وقد يلجأ للتمرد في هذه الحالة.

 

امنحه وقتاً للتغير

إن تغيير سلوك سلبي لدى طفل لا يحدث بلمح البصر بل يستغرق وقتاً طويلاً، امنح طفلك الوقت الكافي للتغيير من خلال الحرص الدائم على توجيهه بصورة إيجابية، ولا تركز فقط على الجانب السلبي من سلوك طفلك بل التفت إلى الجانب الإيجابي فيه، وتذكر أنه لا يوجد شخص مثالي.


متى أطلب المساعدة؟

إذا وجدت نفسك غير قادر على التعامل مع سلوك طفلك المتمرد، أو كنت قلقًا بشأن وجود مشكلة أكبر لديه، فاستشر طبيب أطفال أو أخصائي الصحة النفسية، خاصة إذا ظهرت علامات غير طبيعية على الطفل كتغير في عادات الأكل، أو النوم أو تراجع في الأداء الدراسي، أو ظهرت عليه تصرفات غريبة وغضبًا شديدًا.[٤]


المراجع

  1. Pallavi Lakhotia (2021), "Why Kids Rebel And How To Deal With Them?", Mom Junction, Retrieved 2021. Edited.
  2. GWEN DEWAR (2021), "Why kids rebel (and what we can to encourage cooperation)", PARENTING SCIENCE, Retrieved 2021. Edited.
  3. "Tips for Managing a Rebellious Child at Any Age", healthline, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  4. "Teenage Rebellion May Mean More Than You Think", PARADIGM TREATMENT, 2016, Retrieved 2021. Edited.