تصنف مرحلة المراهقة على أنها واحدة من أكثر المراحل تعقيدًا في الحياة؛ لما يتخللها من تغيرات جسدية وعاطفية وفكرية لدى المراهقين، ما يخلق لديهم صراعات دائمة مع عائلاتهم والأشخاص في محيطهم، وفي هذا المقال سنتعرف على المفاتيح الفعالة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة، وسنعرف ما هي أبرز المشكلات التي تواجه المراهق في هذه المرحلة وكيفية التعامل معها، إلى جانب الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الآباء والأمهات خلال تربيتهم لأبنائهم في هذه المرحلة.


ما هي الطرق الفعالة لتربية الأبناء في مرحلة المراهقة؟

تقع على عاتق الآباء والأمهات مسؤولية مضاعفة لتربية أبنائهم خلال مرحلة المراهقة، وإن اتباع الطرق الفعالة في التربية يساعد على تنمية سلوك المراهقين والحد من المشكلات المتعلقة بهذه المرحلة، وفيما يلي عرض لبعض الأساليب الفعالة لتربية المراهقين:[١][٢][٣]


1. تهيئة المراهق لاستقبال هذه المرحلة

يجب إطلاع المراهقين قبل الوصول إلى مرحلة المراهقة على كافة التفاصيل المتعلقة بهذه المرحلة، وشرح التغيرات التي ستحدث لهم، إذ إن هذه الخطوة قد تساعد المراهقين على تخطي هذه المرحلة بسهولة.


2. تقديم المساندة

يحتاج ابنك المراهق إلى دعمك وتواجدك الكبير في هذه المرحلة، وعليك أن تشجعه على اللجوء إليك عند الحاجة، وأن تساعده على تجاوز حزنه وغضبه من خلال تقديم الحلول المناسبة، كما يمكنك أن تتحدث معه عن أهداف حياته، وتقدم له الدعم اللازم لتحقيق هذه الأهداف.


3. تجنب الانتقاد المستمر

إن لوم المراهقين وإلقاء المحاضرات عليهم طوال الوقت من الآباء والأمهات، يسبب لهم الغضب والتوتر ويولد لديهم شعورًا بالفشل، خاصة وأن المراهق في هذه المرحلة يكون شديد الحساسية، لذلك استمع إليهم دون إصدار أحكام مسبقة، وتجنب إسداء النصائح قبل التحدث إليهم، وعند فرض عقوبة أو تقديم نصيحة إليهم عاملهم كأشخاص بالغين وليس كأطفال.


4. ممارسة الأنشطة الإيجابية

إن ممارسة الأنشطة التفاعلية كلعب كرة القدم والتسجيل في نادٍ رياضي إلى جانب الاجتماعات العائلية، يجعل المراهق أكثر تفاعلًا مع الأشخاص في محيطه، كما أنه ينمي الجانب الاجتماعي من شخصيته، كما أن ممارسة الرياضة تساعد في الحفاظ على مستويات مرتفعة من هرمون السيروتونين المرتبط بالسعادة.


5. التعبير عن المحبة

يحتاج المراهقون إلى مشاعر الحب التي كانوا بحاجتها وهم أطفال، لذلك يجب أن تعبر لأبنائك المراهقين عن محبتك من خلال أفعالك وأقوالك، إذ سيمنحهم ذلك شعورًا بالراحة.


6. التعرف على أصدقائهم

يتأثر المراهقون بأصدقائهم تأثرًا شديدًا، لذلك من الضروري التعرف على أصدقاء أبنائك المراهقين وعائلاتهم حتى تكون على دراية تامة ببيئة هؤلاء الأصدقاء، ومن الجيد أيضًا خلق بيئة في منزلك تجعل أصدقاء أبنائك يفضلون التجمع في منزلك.


7. الذهاب في مغامرة

إن اصطحاب ابنك المراهق في مغامرة كالتخييم أو التجذيف، سيجعله قريبًا منك وسيزيد من ارتباطه بك، لأنه سيشعر بوجود الكثير من الأشياء المشتركة بينكما.


8. تعليمه إدارة الغضب

تجنب تعريض ابنك المراهق لأفلام أو قصص فيها عنف، فالمراهقون مندفعون في هذه المرحلة من عمرهم ويحاولون التقليد، لذلك يجب أن تعلم ابنك المهارات الحياتية وأهمية إدارة الغضب، واللجوء إلى الجري أو ممارسة اليوغا أو استخدام كيس الملاكمة للتنفيس عن غضبه.


9. التركيز على المشكلات الحقيقية

إن محاولة تمرد المراهق من أجل إثبات شخصيته في هذه المرحلة أمر صحي، ولكن هذه المحاولات من الممكن أن تتسبب بوقوع المشكلات بينك وبين ابنك، لذلك يجب عليك ألا تعاتبه على كل تصرفاته، بل اترك الأمور البسيطة كإطلاق الشعر الطويل وارتداء البنطال حسب آخر صيحات الموضة، ولا تجعل من هذه الأمور مشكلات رئيسية، بل استغل الوقت الذي تجلس فيه مع ابنك المراهق لحل المشكلات الخطيرة إن وجدت؛ كضعف الثقة بالنفس أو التدخين أو تعاطي المخدرات.


10. منحه مساحة خاصة

يحتاج المراهق في هذه المرحلة إلى مزيد من الخصوصية، وإن الإصرار على التدخل بكافة تفاصيل حياته وتحركاته يشعره بعدم ثقتك به، لهذا يجب منحه مساحة خاصة به وعدم التطفل عليه، وهذا سيعزز ثقته بنفسه.


11. تجنب تقييمه من خلال درجاته المدرسية

يعتقد معظم الآباء والأمهات أن حصول أبنائهم المراهقين على درجات مرتفعة يعني أن أبناءهم يسيرون على الطريق الصحيح، ولكن في الواقع يوجد العديد من المراهقين الأذكياء ذوي الإنجازات الأكاديمية المميزة الذين يقعون فريسة للمخدرات والتنمر وغيرها من المشكلات، لذا يجب التركيز على سلوك المراهق بعيدًا عن درجاته الأكاديمية.


12. تركه يتخذ قرارت تتعلق بالعائلة

من الضروري أن تسأل ابنك المراهق عن رأيه ببعض الأمور التي تتعلق بالعائلة، ومن الممكن أن تتيح له الفرصة لاتخاذ القرارات في بعض الأحيان، فهذه الخطوة ستعزز إحساسه بالمسؤولية.


أخطاء يرتكبها الآباء والأمهات عند تربية الأبناء في مرحلة المراهقة

يرتكب الآباء والأمهات خلال تربية أبنائهم المراهقين بعض الأخطاء، ما ينعكس سلبًا على أبنائهم، وفيما يلي عرض لبعض هذه الأخطاء:[٣][٤][٥]

  1. التحكم بهم: لا يحب المراهقون أبدًا أن يتحكم أحد بهم، وإن فرض الأوامر عليهم يجعلهم متمردين، لذلك يجب خلق توازن بين فرض القيود عليهم وإعطائهم الحرية حتى يفهم المراهق حدوده ولا يتجاوزها.
  2. المقارنات: يجب على الآباء والأمهات ألا يقارنوا أبناءهم المراهقين بأشقائهم أو أصدقائهم، وإن المقارنة خطوة غير صحية وتخلق فجوة بينك وبين أبنائك، ومن الممكن أن تؤدي إلى تمردهم.
  3. فرض الأفكار: يفشل الآباء والأمهات في إقناع أبنائهم المراهقين بأفكارهم، إذ إن للمراهقين أفكارًا ومعتقداتٍ خاصة، لذلك تجنب فرض أفكارك على ابنك واتركه يقتنع بهذه الأفكار من تلقاء نفسه.
  4. إسداء نصائح غير ضرورية: إن تقديم النصائح باستمرار من الممكن أن يؤدي إلى فقدان المراهق ثقته بنفسه، فالمراهقون يفهمون أن هذه النصائح تعني عدم قدرتهم على حل مشكلاتهم بأنفسهم.
  5. فرض نفسك كصديق: للمراهق في هذه المرحلة العديد من الأصدقاء، وهو ليس بحاجة والديه لتحقيق هذا الجزء، وأنت لا تستطيع أن تكون صديقًا مقربًا لابنك، فالأصدقاء يقدمون التنازلات فيما بينهم، لكن الآباء لا يستطعيون التنازل عن حزمهم ومبادئهم في التربية.
  6. إنقاذهم دائمًا: إن ارتكاب الأخطاء يعد الطريقة الوحيدة التي نتعلم منها، ومن الأفضل أن تدع ابنك المراهق يتعلم دروسًا صغيرة من خلال الأخطاء التي يرتكبها، إذ إن تدخل الآباء الدائم لحل مشكلات أبنائهم سيجعلهم غير قادرين على التعامل مع المشكلات الكبيرة لاحقًا.
  7. عدم الإلمام بمرحلة المراهقة: من المشكلات التي يقع فيها الآباء والأمهات عند تربيتهم لأبنائهم المراهقين عدم الاستعداد الجيد والقراءة العميقة حول كافة الجوانب المتعلقة بهذه المرحلة، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية أو السلوكية، ما يجعلهم غير قادرين على التعامل مع المراهق وتوجيهه بالطريقة المُثلى.
  8. تناقض التوجيهات: إن تربية المراهقين مسؤولية مشتركة بين الأب والأم، ولكن بعض الآباء والأمهات يقعون في خطأ عندما يضع كل واحد منهم قواعدَ وتوجيهاتٍ متناقضة تتعلق بتربية الأبناء المراهقين؛ فمثلًا يحدد الأب توجيهات معينة للمراهق، وتحدد الأم توجيهات عكسها، ومن الضروري توحيد القرارات والتوجيهات وطرق التربية؛ حتى يكون المراهق على بينة بما يمكن فعله وما لا يمكن فعله، ويستطيع التصرف حسب هذه التوجيهات.


ما هي أبرز المشكلات التي تواجه المراهق في مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها؟

يتعرض المراهقون خلال فترة المراهقة إلى سلسلة من المشكلات الناجمة عن عدة عوامل منها الجسدية والاجتماعية والنفسية، وفي بعض الأحيان يصعب التعامل معها، وفيما يلي نستعرض أبرز تلك المشكلات وسُبل معالجتها:[٣][٦][٤][٢]


1. التغيرات الجسدية

تحدث في مرحلة المراهقة تغيرات جسدية واضحة لدى كل من الإناث والذكور؛ بسبب تغير مستوى الهرمونات في الجسم، كظهور شعر الوجه وتغير الصوت لدى الذكور، ونمو الثدي بشكل كامل لدى الإناث مما يسبب لهن الإحراج، لذلك من الضروري إطلاع المراهقين على هذه التفاصيل قبل حدوثها، وشرح أسباب هذه التغيرات ليتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة بسلام.


2. الحساسية المفرطة

لا يقتصر تأثير الهرمونات على المراهقين من الناحية الجسدية فقط، بل تشمل الجوانب العاطفية أيضًا، إذ يعيش المراهق في هذه المرحلة في صراع داخلي بسبب المشاعر المتضاربة بين أنه مسؤول كشخص بالغ، وبين أنه ما زال طفلًا، وهذه الأمور تؤدي إلى شعورهم بالحساسية المفرطة، فيمكن لأي شيء أن يجعلهم غاضبين.


3. الشعور بالذنب

تدفع التغيرات الجسدية والهرمونية المراهقين إلى التفكير بعمق ببعض الأمور كالجنس، إذ يبدأ المراهقون بالانجذاب إلى الجنس الآخر خلال فترة المراهقة، وإن المشاعر والأفكار المتعلقة بالجنس من الممكن أن تُولد لديهم شعورًا بالذنب، ويمكن في هذه الحالة أن تشاركهم تجاربك ومشاعرك التي تعرضت لها في سن المراهقة وأنها شيء طبيعي، مع ضرورة تحذيرهم من أن هذا الأمر له عمر مناسب.


4. التغيرات السلوكية

تتسبب التغيرات الهرمونية بتقلب مزاج المراهقين وسلوكهم، مما يزيد من صعوبة التعامل معهم، خاصة وأن المراهق في هذه المرحلة يحاول الاستقلال بشخصيته، ما يدفعه إلى التمرد في بعض الأحيان، كما تجدهم مندفعين ويرغبون بتجربة الأشياء الجديدة كتغيير نمط الملابس وتسريحة الشعر وسماع الموسيقى الصاخبة، إلى جانب اللجوء إلى الكذب في الكثير من الأحيان لتجنب المواجهة مع الوالدين أو بدافع الخوف، ويمكن للمشكلات السلوكية في مرحلة المراهقة أن تجعل الحياة صعبة على الوالدين والمراهق؛ لذلك من المهم جدًّا كسب ثقة طفلك لمساعدته على تجاوز هذه الأمور، وذلك بالاستماع إليه وعدم انتقاده فقد يؤدي ذلك إلى زيادة المشكلة.


5. تعاطي المخدرات

المراهقون ضعفاء ويمكن أن يسلكوا الطريق الخطأ بسهولة، فالميل إلى المخاطرة يشجع معظم المراهقين على محاولة التدخين أو تعاطي المخدرات، ما يجعل تعاطي المخدرات من أكبر المشكلات التي يتعين على الآباء والأمهات التعامل معها، وعليك في هذه الحالة مراقبة سلوك ابنك، ويمكنك التحدث إليه أيضًا بشكل مباشر، ولكن إذا رفض اطرح عليه أسئلة بطريقة غير مباشرة لمعرفة ما إذا كان يتعاطى شيئًا من هذا القبيل.


6. المشكلات التربوية

يؤدي الضغط على المراهقين من أجل الحصول على درجات عالية في المدرسة إلى تقلب المزاج والغضب، خاصة إذا كانوا مكلفين ببعض المهام المنزلية أيضًا، فالمراهق في هذه المرحلة لديه اهتمامات أخرى غير الدراسة؛ مثل الحفلات واتباع الموضة، ويصعب عليه التوفيق بين هذه الأشياء، وفي بعض الأحيان يضعف الأداء الأكاديمي بسبب مشكلات يواجهها المراهق في مدرسته، ومن الجيد أن تدعم ابنك لتحسين الأداء الدراسي، كما يمكنك التقليل من تكليفه بالأعمال المنزلية لتمكينه من التركيز على دراسته ونشاطاته الأخرى.

 

7. مشكلات صحية

من الضروري تشجيع المراهقين في هذه المرحلة على التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية للحصول على القوة والقدرة على التحمل، فجدول المراهقين في هذه المرحلة مليء بالنشاطات، وليس لديهم الوقت الكافي لتناول الطعام، إلى جانب عادات الأكل غير الصحية التي يتبعها المراهقون خاصة الفتيات اللواتي يقلقن بشأن زيادة وزنهن، الأمر الذي يؤدي أحيانًا إلى فقدان الشهية، لذلك شجعهم على تناول طعام صحي وممارسة الرياضة والنوم في الوقت المحدد.


8. الاضطرابات النفسية

من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في مرحلة المراهقة الرهاب الاجتماعي واضطرابات الهلع والاكتئاب، إذ كشفت الأبحاث أن حوالي 50% من اضطرابات الصحة العقلية التي يعاني منها البالغون تبدأ في سن 14 عامًا، وأن ثلث الوفيات بين المراهقين هي حالات انتحار ناجمة عن الاكتئاب، ومن الضروري الإشارة إلى أن التقلبات المزاجية ونوبات الغضب أمر طبيعي عند المراهقين، ولكن التعرف على أعراض المشكلات النفسية في مرحلة المراهقة ليس بالأمر السهل وتحتاج إلى خبير، وإذا كان طفلك متقلب المزاج بشكل مفرط ويتصرف بسلوك غريب، من الضروري حينها طلب المساعدة من ذوي الاختصاص.


9. المشكلات الاجتماعية

في هذه المرحلة يبدأ المراهقون بتوسيع دائرة علاقاتهم الاجتماعية، لذلك نجدهم يقضون أوقاتهم مع أصدقائهم أكثر من عائلاتهم، ويجب على الآباء والأمهات في هذه المرحلة تقبل حقيقة أن أبنائهم في مرحلة مفصلية واستكشافية ويحتاجون إلى مساحة خاصة بهم بعيدًا عن العائلة.


10. الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي

أثر ظهور وسائل التواصل الاجتماعي على أنماط حياة المراهقين والطريقة التي يتفاعلون بها مع بعضهم، إذ يقضي المراهقون أوقاتهم على الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، وإن قضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل سيحد من نشاطهم البدني، مما يؤدي إلى نمط حياة غير صحي ينعكس سلبًا على صحتهم وتحصيلهم العلمي، ولحل هذه المشكلة يمكن للآباء والأمهات تحديد ساعات مخصصة يوميًّا لتصفح مواقع التواصل. 


11. التعرض لمحتوى غير مناسب

إن التطور التكنولوجي ومواقع التواصل وتوفر الإنترنت سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من إيجابياتها الكبيرة، إلا أنها تسمح للمراهقين بالتعرض للمحتوى غير المناسب من خلال تداول الصور ومقاطع الفيديو العنيفة والإباحية، وإن التعرض لمثل هذا المحتوى قد ينعكس على المراهق بشكل سلبي، ولا يمكن للوالدين مراقبة ما يشاهده أبناؤهم طوال الوقت، لذلك من الأفضل أن يحذر الوالدان أبناءهم من عواقب مشاهدة مثل هذه الأمور، كما يمكنهم تحميل برامج حماية على الهواتف الذكية لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأبناء بشكل مستمر.


المراجع

  1. MARK W. METRRILL, "10 Keys to Raising a Great Teenager", ALL PRO DAD, Retrieved 2021. Edited.
  2. ^ أ ب Michelle Bowyer (2021), "11 Common Problems Of Adolescence, And Their Solutions", Mom Junction, Retrieved 2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Aparna Samuel Balasundaram Aparna Samuel Balasundaram , "Top 10 Parenting Mistakes in Raising Teens", parentcircle, Retrieved 2021. Edited.
  4. ^ أ ب Divya Jacob, Pharm. D. (2021), "What Are Teenager Problems with Parents?", MedicineNet, Retrieved 2021. Edited.
  5. "Common Mistakes Parents of Teens Make", MIDDLE EARTH, Retrieved 2021. Edited.
  6. "5 Challenges Parents of Teens Face That Didnt Exist 20 Years Ago", FAIRYGODBOSS, Retrieved 2021. Edited.