هل يُعتبر الكذب سلوكاً طبيعيًا عند الأطفال؟

يُعتبر الكذب بشكلٍ عام سلوكًا طبيعيًا من الناحية التطوريّة عند الأطفال، على الرغم من أنّه يُعتبر سلوكًا غير مرغوب فيه، ويُحاول الآباء والأمهات التخلص منه بأفضل الطرق،[١]ويجدر الذكر أنّه عادًة ما يظهر هذا السلوك عند الأطفال من سن 3 أعوام، وأكثر ما يكون خلال الفترة من 4-6 أعوام.[٢]


أسباب الكذب عند الأطفال

أهمها ما يأتي:


لسرد الحكايات الخيالية

يخلط الأطفال بين الواقع والخيال، لذا قد نجدهم يروون بعض القصص والحكايات على أنّها حقائق، مثل أن يُخبر الطفل والديه بأنّه قد سافر إلى مكانٍ بعيد ورأى أسدًا، أو أن يُصّر على أنّ من تسبب في الفوضى في غرفته هم مجموعة من الوحوش أو الكائنات الفضائية وما إلى ذلك.[١]


لتجنب الوقوع في المشاكل

يلجأ الأطفال للكذب أحيانًا للهروب من العقاب المترتب على تصرفٍ خاطئ قاموا به، لذا يكون الكذب من أفضل وأسهل الحلول المُمكنة أمامهم للخروج من هذا المأزق.[٣]


لجذب انتباه الآخرين

يكذب الأطفال في بعض الأحيان للحصول على الاهتمام والتقدير من قِبل الآخرين، مثل أن يُخبر الطفل والديه أو أصدقاءه أنّه قد حصل على أعلى درجةٍ في مادة الرياضيات في الفصل، بالرغم من عدم حدوث ذلك.[٣]


حلول لمشكلة الكذب عند الأطفال

منها ما يأتي:


محاولة تحديد سبب الكذب عند الطفل

تُساعد معرفة سبب الكذب عند الطفل في تحديد الطريقة الأفضل للتعامل معه، فمثلاً إذا كان الطفل يكذب بسبب تدني احترام الذات أو لأنّه يفتقر إلى الثقة بالنفس، فإنّ الحل يكون بمساعدته على تعلّم وتطوير المهارات التي يفتقدها من ناحية تقدير الذات واحترامها.[٤]


تعزيز سلوك الصدق عند الطفل

يُعتبر تربية الطفل على الصدق والتحدّث إليه حول أهمية قول الحقيقة من الأمور المفيدة جدًا للتخلص من مشكلة الكذب، وكذلك إشعاره بالأمان ومساعدته على معرفة أنّه حتى لو فعل شيئًا خاطئًا، فإنّ قول الحقيقة سيقلل من العواقب التي يُمكن أن يتعرض لها، وسيؤدي إلى نتائجٍ أفضل بشكلٍ عام.[٤]


تجنب العقاب لتأديب الطفل

حيث يجب أن يكون سلوك الصدق وقول الحقيقة عند الطفل ناتجًا عن حافز داخلي عنده، وليس عن حافز خارجي مثل تجنب العقوبة أو ما شابه ذلك، ويجدر الذكر أنّ هذا لا يعني أنّه على الآباء تجاهل سلوك الكذب عند أطفالهم، ولكن يجب معالجته من خلال التربية إيجابية، والتي تشمل تحديد أسباب الكذب وتوجيه الطفل ومنحه فرصة لتعديل سلوكه.[١]


مساعدة الطفل على التفريق بين الواقع والخيال

يجب مساعدة الطفل على التمييز بين الواقع والخيال بدءًا من سن 4 أو 5 سنوات، ويجدر الذكر أنّ ذلك لا يعني التقليل من خيال الطفل ومنعه من سرد القصص الخيالية مثلاً،[٥] ولكن عندما يروي الطفل مثل هذه القصص يتم التفاعل معه من خلال سؤاله مثلاً: "هل هذا الشيء حدث بالفعل أم أنّه شيء تتمنى حدوثه فقط؟" أو القول له: "حسنًا، هذا ليس صحيحًا في الواقع، لكنني أتمنى أن يكون كذلك!".[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "7 Reasons Why Children Lie and The Best Ways To Deal With It", parentingforbrain.com, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  2. "Lies: why children lie and what to do", raisingchildren.net.au, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت Amy Morin (19/9/2021), "3 Common Reasons Why Kids Lie (and How You Should Respond)", verywellfamily.com, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Why Do Children Lie?", nationwidechildrens.org, 3/5/2022, Retrieved 12/2/2023. Edited.
  5. Bright Horizons (15/5/2021), "Why Do Children Lie? Understanding Child Behavior & How to Respond", brighthorizons.com, Retrieved 12/2/2023. Edited.