يتمثل التحدي الأكبر في مجال تربية الأطفال اليوم في الحفاظ على التوازن الصحيح بين مواكبة التطورات الحديثة والمحافظة على التقاليد والقيم الموروثة، حيث أنّ الرعاية الأسرية تدور دائماً حول الوالدين. لذا فهم يعتبرون أصحاب التأثير الأكثر أهمية على الأطفال، لذا يجب أن يكون الآباء قادرين على التواصل مع أطفالهم بصراحة وحريّة واحترام، مع مراعاة التغيرات البيئية على الفرد والمجتمع عند اختيار نمط أو أسلوب التربية.[١]


إنّ الآباء المعاصرين ينظرون إلى الأبوة والأمومة على أنها طريقة حياة وليست مجرد إجراء أو مسؤولية يجب القيام بها حتى يكبر الأطفال، حيث يريد الآباء أن يشعروا بالرضا عن الطريقة التي يتبعون بها أبناءهم، ويريدون الطريقة المثلى التي يمكن أن يواكب فيها الوالدان الحداثة مع عدم التفريط بقيمهم ومعتقداتهم وموروثهم الثقافي والاجتماعي. حيث إنّهم يدركون أنّ التربية لا تسير على نمط واحد ولكنها متنوعة مثل الطريقة التي يسلك بها شخصان منفصلان طريقاً مختلفاً، ولكنّه متشابه للوصول إلى نفس الوجهة.[٢]


مفهوم التربية الأسرية الحديثة

تتمحور الأبوة والأمومة الحديثة حول احتضان الفرد، حيث يتعلق الأمر بالمرونة والتقبّل وقبول التنوع داخل ديناميكية الأسرة وقبول بالاختلافات، حيث أنّ الأبوين ضمن التربية الأسرية الحديثة يدركون أهمية وجود الاختلافات والفروق ما بين الأفراد والأسر، ومن الناحية العملية، فإن الأبوة والأمومة الحديثة تسير بشكل متوازن ما بين أن تكون صارماً وحازماً وأن تكون على مستوى جيد من التسامح، فالتربية الحديثة تهتم بوجود الحدود وتفعيلها مع الحفاظ على تواصل مفتوح بهدف تعزيز النمو والتعلم من الأخطاء.


لذا فإنّ ممارسة التربية الحديثة تتعامل مع أخطاء الطفل بحذر من خلال محاولة التوعية، وتصحيح المسار، ومحاولة مساعدة الطفل على حلّ المشكلات، وإذا ما بدت التربية الأسرية الحديثة تحتاج لمزيد من الجهد والمتابعة للطفل، فإن الحب والقبول والتعاطف والمثابرة تبقى أهم أعمدة التربية الحديثة.[٣]


معايير التربية الحديثة للأطفال

هناك مجموعة من المعايير التي لا بد من أخذها في عين الاعتبار عند تربية طفلك بشكل صحيح في العصر الحديث وهي:[١]

  • التواصل العاطفي: إنّ العلاقات ما بين الأبوين والأطفال تدور حول الروابط العاطفية. ففي كثير من الأحيان، يكون السلوك السيئ شكلاً من أشكال التواصل مما يعني أن طفلك لا يشعر بالارتباط بك. قد يشعرون بأنهم غير مقبولين مسموعين أو لا يتم الإصغاء إليهم، لذا فمن المهم التركيز على أن يكون الوالدان متاحين عاطفياً ومتجاوبين ومتفاعلين مع طفلهم باستمرار. ويعتبر وقت تناول الطعام، ووقت النوم من الأوقات الأساسية لتكون حاضراً مع أطفالك. حيث تعد فرصاً رائعة للتواصل، وغالباً ما يكون الأطفال حريصين على المشاركة معك، خاصة إذا أعطيناهم اهتمامنا الكامل.
  • ممارسة الحدود بشكل إيجابي: يجب أن يتم ممارسة الحدود والقواعد بهدف التأديب وليس العقاب. إن فرض الحدود يتعلق بتعليم الأطفال كيفية التصرف في الواقع، ويعتبر التعزيز الإيجابي من خلال الثناء على السلوك الجيد ذو فاعلية مع سلوك الأطفال.
  • تشجيع وقت العائلة: إن الوقت الذي يقضيه الطفل مع الأسرة يساعده في بناء شخصية متوازنة قادرة على حلّ المشكلات بشكل أكثر نجاحاً، ويتعاملون بشكل أفضل مع أي تحد تواجههم في الحياة، كما يعتبر من الجيد تناول ذكريات إيجابية خلال وقت الأسرة.
  • كن نموذجاً جيداً: يجب أن يحرص الآباء على الالتزام بالأفعال الصحيحة قولاً وفعلاً، والتأكيد بشكل دائم على أهمية أن يكون الإنسان صالحاً جيداً نافعاً لمجتمعه حيث تتمحور التربية الأسرية الحديثة حول النمو المتبادل والتعلم والاحترام.


نصائح في التربية الحديثة للأطفال

إن التربية الأسرية الحديثة من أكثر المواضيع التي تشغل بال علماء التربية والنفس لذا فقد قدّم الباحثون مجموعة من المقترحات والنصائح المفيدة للآباء في التربية الأسرية الحديثة للأطفال، وتلك النصائح يمكن الإشارة إليها فيما يلي[٣]:

  • تشجيع التفكير النقدي: إنّ الطفل الذي يتعلم كيفية التفكير النقدي سيكون أكثر استعداداً أكاديمياً واجتماعياً وواقعياً. حيث أنّ الطفل الذي يتم تعليمه كيفية طرح الأسئلة والتحقق من الحقائق وتكوين الآراء وقبول التصحيح يعتبر من مؤشرات نمو الذكاء العاطفي، والتي تعّد من أهم خصائص الطفل قوي الشخصية.
  • تعلّم الانضباط الذاتي: يعّد تعلّم الانضباط الذاتي من مقومات الطفل المسؤول ذو الشخصية القوية، حيث إنّ إدراك الطفل للأخطاء والسعي لمعالجتها هام جداً لتطوير ونمو صحي للطفل.
  • تطوير وتنمية البناء المعرفي: إن إيجاد طرق ممتعة ومبتكرة في بناء معارف جديدة تعتبر أسلوب جيد في التربية الحديثة، ويمكن ذلك من خلال على سبيل المثال: التعريف بالثقافات الأخرى، أو القراءة ومشاهدة البرامج التلفزيونية المفيدة.
  • تحمّل المسؤولية: يمكن للطفل الذي أوكلت إليه مسؤوليات أن يتعلم بسرعة وبشكل أفضل، فذلك يمكن أن يساعد الطفل على تعلّم كيفية إدارة الوقت والانضباط والعمل الجاد.
  • بناء قواعد وقوانين إيجابية: إن القواعد والمعايير مهمة لتنظيم السلوك لدى الأطفال، إلّا أنّه من الأفضل ربط وجود تلك الحدود والقواعد مع أمور إيجابية بدلاً من وجود قاعدة صارمة وسريعة حول شيء ما، ومثال ذلك: ربط وقت النوم في الصحة الجيدة وبداية نشاط جديد يحبّه الطفل باكراً، فإن إنشاء مؤشرات أو دلالات إيجابية سيساعد في تشجيع الطفل على التطلع إلى الحدث المذكور.
  • التعزيز الإيجابي: إنّ التربية الحديثة للطفل تتطلب الصبر والمحافظة على الحب، ويمكن أن يكون ذلك من خلال التعزيز الإيجابي للطفل فإنّ ذلك يرفع من مستوى احترام الطفل وتقديره لذاته.
  • تشجيع على القراءة: بالنسبة للأطفال يمكن أن يكون إدخال القراءة تأثير إيجابي على نجاحهم الأكاديمي على المدى الطويل، فعندما يتم تشجيعهم، يمكن أن يصبح حب التعلم سمة وخاصية ملاصقة لهم بقية حياتهم، كما يمكن أن تعزز القراءة أيضاً الفضول للمعرفة ورؤية العالم من منظور أكبر.
  • منح الأطفال مساحة لاتخاذ الخيارات: في بعض الأحيان يمكن لوفرة الخيارات أن تمنح الطفل قدرة أكبر على اتخاذ القرار.



المراجع

  1. ^ أ ب "Modern Parenting: Raise Your Kids Right By Following These Simple Tips By A Parenting Expert", www.onlymyhealth.com. Edited.
  2. "How to Be a Modern Parent", www.nytimes.com. Edited.
  3. ^ أ ب "8 Simple Tips for Modern Parenting", www.justwebworld.com. Edited.