الأم العاملة وتربية الأطفال

بعد يومٍ شاقٍ في العمل خارج المنزل، تعود الأمهات إلى العمل في المنزل لمدة 8 ساعات أخرى على الأقل؛ لتنظيف المنزل، وإعداد الطعام، والغسيل، وتربية الأولاد، وتدريسهم، والاستماع لمشاكلهم وحلها، بالإضافة إلى مسؤولياتها اتجاه زوجها، وأهلها، وحتى مسؤولياتها الشخصية، مما يستوجب مساعدة الزوج أيضًا في هذه الأعمال، فكلاهما يعمل خارج المنزل، مما يعني تشارك المسؤوليات بداخل المنزل أيضًا، فكيف يمكنك أن تربي أطفالك جيدًا والعمل خارج المنزل في نفس الوقت؟

هل هنالك نصائح للأم العاملة حتى تتمكن من تربية أطفالها جيدًا؟

لا شك أن هنالك تخوفاً دائماً من أن لا تتمكن الأم العاملة من الاهتمام بأطفالها، أو أن لا توازن ما بين عملها وبيتها، مما يعني تقصيرها في أحد الجوانب، لذا فيما يلي بعض النصائح التي تسهل تربية الأطفال أثناء عمل الأم خارج المنزل:^[١][٢]

طوري مهاراتك كأم

لا شك أن الأمومة مهمة صعبة، ففي مجتمعنا تقع مسؤولية تربية وتعليم والاهتمام بصحة طفلك، ونظافته، وسلوكه، بشكل أساسي على عاتق الأم، ويليها الأب في المسؤوليات، لذا يمكنك تطوير مهاراتك في التربية من خلال المجلات التربوية، والمقالات العلمية الموثوقة، وبرامج التلفاز، أو حتى الفيديوهات الموثوقة على الإنترنت، التي تتحدث عند تربية الأطفال بشكل صحيح، والتعامل معهم.

اهتمي بتدريس أطفالك

لا بد أن تخصصي وقتاً لتدريس أطفالك، فمن واجبك اتجاههم تعليمهم إلى أن يصبحوا قادرين على ذلك، لكن هذه المسؤولية بالتأكيد لا تقع على عاتقك لوحدك، إذ يشترك الأب أيضًا في تحمل مسؤولية تدريس أولاده، فكل ما عليكم فعله، هو تخصيص موعد محدد للدراسة، وتقسيم المسؤولية بينكما، بالإضافة إلى تحميل أطفالكم الأكبر عمراً، الذين أصبحوا قادرين على الدراسة وحدهم، مسؤولية دراستهم، إذ يكون دوركم في هذه الحال فقط الإشراف والمتابعة، وأحياناً المساعدة في الأمور التي يستصعبونها، كما يمكنك أيضًا إشراك الأبناء الأكبر في تدريس إخوتهم الأصغر سناً، مما يوفر عليك الوقت والجهد، وكذلك يمكنك تدريسهم مع معلمة خاصة، أو في مركز تعليمي بعد المدرسة، وهذا أيضاً حل آخر إذا كانت إمكانتكم المادية تسمح بذلك.

وزعي الأعمال المنزلية على جميع أفراد الأسرة

لا بد أن تعلمي أطفالك مسؤولية الاهتمام بنظافة المكان الذين يجلسون فيه، إذ يجب عليك تعليمهم منذ الصغر ضرورة إعادة الأشياء التي يستخدمونها إلى مكانها، وترتيب غرفتهم، وملابسهم، وألعابهم، والمحافظة على نظافة المنزل بشكل عام، كما يمكنك أيضاً إشراك أطفالك الكبار في الإشراف على إخوتهم الأصغر، وتحميلهم مسؤولية تعليم إخوتهم النظافة والترتيب، كي لا يزيد الحمل عليك عند عودتك إلى المنزل.

قومي بإعداد الطعام مسبقًا

يمكنك إعداد الطعام مسبقًا، كإعداده في الصباح قبل الخروج إلى العمل، أو إعداد كمية تكفي ليومين، أو إعداد عدة طبخات في يوم إجازتك، وحفظها في الفريزر؛ لتتمكني من تسخينها عند عودتك من العمل، فهذا بالتأكيد سيخفف عنك العبء في أيام الدوام، وسيوفر لك الوقت أيضًا.

جهزي بيتك بالأدوات التي تسهل الأعمال المنزلية بحسب مقدرتك

لا شك أن عمل المنزل لا ينتهي، لذا بإمكانك البدء بتجهيز بيتك بالأدوات التي تخفف هذا العبء، كالغسالة الأتوماتيك، وجلاية الصحون، والمايكرويف، وسخان الماء الكهربائي، والمكنسة الكهربائية، وغيرها من المستلزمات التي توفر الوقت والجهد عليك، ويمكنك شراؤها بالتدريج حسب مقدرتك المادية، أو حتى إحضار خادمة للقيام بهذه الأعمال إن كان وضعك يسمح بذلك.

نظمي وقتك

أهم خطوة يمكنك القيام بها هي تنظيم وقتك، وتحديد ساعات معينة لكل شيء، واستغلال الفرص، فهذا سيمكنك من إنجاز مهامك بشكلٍ أفضل، دون تراكمها، وهذا يعني في النهاية أنك لن تقصري في واجباتك المنزلية، أو مسؤولياتك اتجاه أطفالك، أو عملك.

حددي وقتًا للأسرة

لا يجب أن تنسي حق أطفالك في الخروج والتنزه، أو حتى زيارة الأقارب، لذا يمكنك تحديد يوم معين لذلك، فعلى سبيل المثال يمكنك تخصيص يوم الإجازة للخروج في نزهة، أو مشاهدة التلفاز سويًا، فهذا سينعكس إيجاباً على جو الأسرة العام، وعلى نفسيتك أيضًا، فأنتِ بحاجة إلى إجازة وقضاء وقت ممتع؛ لتعودي إلى العمل بطاقة أكبر.

حددي وقتًا لنفسك

لنفسك عليك حق، فلا تنسي الاهتمام بنفسك، أثناء انشغالك بواجباتك، فلا شك أنك ستشعرين بالرضا أكثر، وسيقل شعورك بالتوتر والسلبية، عندما تكونين راضيةً عن مظهرك الخارجي؛ لكي لا تدعي العمل والمنزل يسرق منك بهجتك، فمع مرور الوقت قد تجدين نفسك تغيرتي للأسوأ، وملامح التعب ترتسم على وجهك، إذا لم تهتمي بنفسك.

حاولي إيجاد عمل مناسب

حاولي البحث عن عمل بساعات قليلة، وبالقرب من المنزل، وبدون مناوبات ليلية، فهذا سيخفف عنك العبء كثيراً، بل وفي زمن التطور والتكنولوجيا حاليًا، أصبح بإمكانك العمل من المنزل، في التسويق الإلكتروني، وخدمة العملاء، وغيرها.