يلجأ الكثير من الأهالي لا سيما الآباء إلى الضرب، كوسيلة للتربية والعقاب، ظنًا منهم أنها وسيلةٌ رادعةٌ لأطفالهم، فالطفل عندما يخطئ، أو يفكر في مخالفة الأوامر، أو يمتنع عن تنفيذها، سيتذكر بأنه سيتم ضربه، وهذا سيردعه عن ارتكاب الأخطاء، فهل هذه الطريقة صحيحة للتربية أم لا؟


هل للضرب فوائد في تربية الأطفال؟

يظن الكثير من الآباء أن الضرب هو أفضل وسيلة؛ حتى يستجيب الطفل إلى الأوامر التي تطلب منه، بينما يجهلون أن الضرب لا يعد حلًا مفيدًا، ولا يساعد الطفل على تحسين سلوكه، ولا حتى يردعه عن ارتكاب الأخطاء، وإنما يسبب الكثير من الأضرار النفسية والجسدية للطفل.[١]


ما هي سلبيات استخدام الضرب كعقاب على الأطفال؟

هنالك الكثير من السلبيات التي تعود على الطفل بالضرر، ومنها ما يلي:

  • الضرب يزيد من السلوك العدواني عند الطفل: إن ضرب الطفل وتعنيفه سيجعله عدوانيًا، ويحول الطفل الصغير البريء إلى شخص عنيف وعدواني، وبالتالي سيلجأ الطفل إلى حل جميع المشاكل التي تواجهه بالعنف بدلاً من النقاش والحوار، وذلك في جميع المواقف مع المحيطين به، سواء مع أصدقائه أو مع زملائه في المدرسة، أو مع أشقائه في البيت، وقد يستمر في ذلك حتى عندما يكبر، وغالبًا ما سيكون أبًا مُعنِفًا لأولاده في المستقبل كما تم تعنيفه من قبل.[٢]
  • الضرب يترك أثرًا عقليًا ونفسيًا أكثر من الأثر الجسدي عند الطفل: إن تعرض الطفل للتعنيف والضرب لا يؤثر عليه فقط جسديًا كما يظن البعض، فقد يترك فيه الضرب آثارًا عميقةً وراسخةً في عقله، تؤثر على ذكريات طفولته التي تعتبر من أجمل الذكريات التي تبقى معنا عندما نكبر، والتي قد يلطخها الوالدان بضرب طفلهم وتعنيفه، إذ أن الطفل سيتذكر بوضوح كيف تم تعنيفه وأين وما هي الأداة التي تم ضربه بها، وسيتذكر أدق التفاصيل، بينما قد لا يستعيد الذكريات السعيدة بنفس وضوح الذكريات المؤلمة والحزينة، التي حدثت معه في مرحلة طفولته، لذا يجب على الوالدين التوقف عن ضرب أطفالهم؛ لأن ذلك سيؤثر عليهم سلبًا بأهم مراحل نموهم، وقد تعيقهم من ممارسة حياتهم بسعادة وبشكلٍ طبيعي.[٢]
  • الضرب يدمر علاقة الطفل مع الوالدين: عند تعرض الطفل للضرب من قبل والديه، قد تتأثر علاقته معهم، وقد يتولد لديه مشاعر الكره لهم، والخوف منهم، بدلًا من أن يحمل لهم الحب والاحترام، وكما يمكن أن تتولد لديه مشاعر الغيرة من الأطفال الآخرين الذين لا يتعرضون للضرب من قبل آبائهم، مما سيجعله يشعر بالنقص والدونية، وهذا بالطبع سيؤثر على ترابط الأسرة، وسيزيد من رغبة الطفل في الانفصال عن هذه العائلة؛ لعدم شعوره بالأمان فيها.[٢]
  • الآثار الجسدية الظاهرة: يمكن أن يسبب الضرب للأطفال، آثارًا جسديةً مباشرةً، مثل الكدمات، والجروح، وكسور العظام، والمشاكل الصحية، ونقص التغذية نتيجةً للامتناع عن الأكل، أو حتى الموت في بعض الحالات، وقد يميل الأطفال المعنفين الذين يوجد لديهم كدمات ظاهرة، إلى العزلة، والابتعاد عن الأشخاص المحيطين بهم، مثل أصدقائهم، أو زملائهم في المدرسة؛ تجنبًا للحرج والسخرية منهم.[٣]
  • يتحول الضرب إلى عادة: في البداية عندما تقوم بضرب طفلك؛ لمعاقبته على خطأ ما، أو لإجباره على فعلٍ ما، ستلاحظ أن لهذه الطريقة فائدةً في البداية، وفي كل مرة لا يطيع فيها أوامرك، أو يكرر فيها الخطأ، ستلجأ إلى ضربه كوسيلة للعقاب، وبهذا ستضربه مرارًا وتكرارًا، حتى تعتاد على ذلك، فيصبح الضرب أسلوبًا لمحاسبة طفلك وتربيته، وهذا يعني أن الأمر سيصبح سوء معاملةٍ لا أسلوب تربية، وبنفس الوقت سيعتاد طفلك على الضرب، مما يجعله يخالف أوامرك متعمدًا كردة فعلٍ على أسلوبك معه.[٤]
  • يفقد ثقة الطفل بنفسه: فعلى الرغم من أن الألم سيشفى والكدمة ستختفي بعدما تقوم بضرب طفلك، إلا أن الألم النفسي سيبقى معه للأبد، وبالتالي سيفقد الطفل ثقته واحترامه لنفسه، وهذا سيجعل شخصيته مهزوزة، مما سيؤثر على علاقاته الاجتماعية فيما بعد، وسيجعله شخصًا منطويًا منعزلًا عن الآخرين.[٤]
  • سيصبح الطفل متمردًا: صحيحٌ أن معاقبة الطفل بالضرب من الممكن أن تجعله يشعر بالخوف مرةً أو مرتين في بداية الأمر، لكنه فيما بعد سيصبح متمردًا؛ لكونه قد اعتاد على ذلك، ولأن مشاعر الحقد والغضب المكبوت ستبدأ بالسيطرة عليه، وهذا سيشعره أن أقصى ما يمكنك فعله له هو ضربه، مما سيجعله يستهزئ بأوامرك، ويستغفلك، ويفعل ما يحلو له دون الاكتراث لك. [٤]


ما هي بدائل الضرب التي يمكنك اتباعها؟

هنالك الكثير من وسائل العقاب، التي ستساعدك على تربية طفلك، دون اللجوء إلى ضربه، وإليك بعضًا منها: [١][٥]

  • استخدام أسلوب العقاب والحرمان بدلاً من الضرب، إذ يمكنك أن تمنعه من الأشياء التي يحبها، كالخروج للعب مع أصدقائه، أو مشاهدة برنامجه الكرتوني المفضل.
  • الجلوس مع طفلك والتحدث معه بهدوء بدلاً من ضربه؛ لتوضح له ما هو الخطأ الذي ارتكبه، وما الشيء الواجب فعله، وتنبهه بعدم فعل ذلك التصرف مرة أخرى.
  • إعطاء نفسك بعض من الوقت؛ لتهدئ عندما تشعر بالغضب، إذ يمكنك البقاء وحيدًا لبعض الوقت، أو أن تتنفس بعمق وببطء إلى أن تشعر بالراحة، أو أن تخرج لتتمشى قليلًا، أو تغير مكانك، فهذا سيجعلك أكثر هدوءاً، وحكمةً عند التعامل مع طفلك.
  • مكافأة طفلك على السلوك الجيد، فبالمكافأة ستحفزه على الاستمرار بالأمور الجيدة التي يفعلها، إذ يمكنك مكافأته بإعداد وجبة إفطار يحبها طفلك، أو شراء الألوان له، أو الخروج في نزهة معه.
  • وضع الحدود والقواعد، يجب عليك توضيح القواعد التي تراها مناسبةً لك ولمعتقداتك، بشكلٍ واضح لطفلك.
  • كن قدوةً حسنةً لطفلك، حتى تتجنب الخلافات، والأخطاء.


المراجع

  1. ^ أ ب "Smacking: what you need to know", raisingchildren. Edited.
  2. ^ أ ب ت "10 Reasons Not to Hit Your Child", askdrsears. Edited.
  3. "What are the effects of child abuse?", moray. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Negative Effects of Beating Children", parenting. Edited.
  5. "8 Ways to Discipline Your Child Without Spanking", verywellfamily. Edited.