هدم شخصية الطفل: التعريف والأسباب والوقاية

تعريف هدم شخصية الطفل

يُمكن تعريف هدم شخصية الطفل على أنه ما يكتسبه الطفل من عقدٍ تؤثر سلبًا على شخصيته، ولا يولد الأطفال بمثل هذه العقد؛ بل يكتسبونها بسبب ما يتعرضون له من سوء معاملة وانتهاكات، وقد يقوم الوالدين في بعض الأحيان بهدم شخصية أطفالهم بسبب تصرفاتهم الخاطئة في تربيتهم، والتي يعتقدون أنها تجعلهم أفضل وأقوى، ويتخذ هدم شخصية الطفل ثلاثة أشكال، يمكن تصنيفها بناءً على نوع الأذى الذي يتعرض له الطفل بالشكل التالي:^[١]

• هدم شخصية الطفل من خلال الإساءة الجسدية: تعتبر أسوأ أنواع الإساءة، وتشمل ضرب الطفل وإيذائه جسديًا في حال صدر عنه سلوك غير مقبول.
• هدم شخصية الطفل من خلال الإساءة العاطفية: وتكون من خلال قيام الوالدين بخلق مشاعر الخوف والذنب لدى الطفل، وجعله يحس بمشاعر سلبية.
• هدم شخصية الطفل من خلال الإساءة الفكرية: من الأمثلة على هذا النوع من الإساءة إهانة الطفل أمام الآخرين بكلام جارح يُنقص من شأنه، ويجعله يُفكر أنه كما يُقال عنه؛ مثل القول أنه ضعيف أو ثرثار وغيرها من الصفات السلبية.

الأسباب التي تؤدي إلى هدم شخصية الطفل

توجد الكثير من الأسباب المؤدية إلى هدم شخصية الطفل، والتي تُعزى إلى أساليب التربية الخاطئة التي تنعكس بنتائج سلبية على الطفل بدلاً من الإيجابية، وتاليًا قائمة بأبرز هذه الأسباب:^[٢][٣]

• تهديد الطفل بتركه: يفقد الطفل شعور الأمان عندما يهدده أهله بتركه؛ فالطفل يرتبط بوالديه بشكلٍ وثيق، وتهديده بإنهاء هذا الارتباط يشعره بالخوف ويفقده الثقة بنفسه وبمن حوله.
• زج الطفل في المشاكل العائلية: هناك من الأهالي من يجرون أطفالهم إلى مشاكلهم وصراعاتهم، ويتوقعون منهم التكيف مع الوضع المعقد الذي يعيشون فيه، مما يؤثر سلبًا على شخصياتهم وبنيتها الصحية.
• الكذب على الطفل: قد يقوم الوالدين أحيانًا بالكذب على أطفالهم من باب حسن نية؛ كحماية مشاعرهم مثلاً، أو حمايتهم من الوقوع في المشاكل، ولكن الكذب على الأطفال يؤذيهم أكثر مما يفيدهم؛ فهو يشوه الواقع، ولا يجعلهم يدركون حقيقة الأمور وما يجري من حولهم.
• عدم تقدير الطفل: هناك بعض الأهالي النرجسيين الذين يتوقعون أن يتفوق أطفالهم في كل شيءٍ؛ مما يجعلهم يعرضون أطفالهم للإهانات في حال لم يلاقوا توقعاتهم، مما يجعل الطفل يعتقد أنّ كل ما يقوم به هو خيبة أملٍ لوالديه.
• مبالغة الأهل في ردود الأفعال: يلجأ بعض الأهالي إلى المبالغة في ردود أفعالهم عندما يخطئ الطفل وكأن ما فعله نهاية العالم، ويؤثر هذا على ثقة الطفل بنفسه، ويزرع فيه الخوف.
• إشعار الطفل بالذنب: ويكون هذا من خلال قيام الوالدين بدفع أطفالهم لإخبارهم بمشاكلهم الخاصة، ثم استخدام هذه المشاكل ضد أطفالهم، من أجل توبيخهم، أو الاستهزاء بهم.

طرق وقاية شخصية الطفل من الهدم

هناك عدد من الأساليب التربوية السليمة التي تساعد الوالدين في تجنب هدم شخصية الطفل، ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية:^[٤]

• متابعة الطفل: ويكون ذلك من خلال انتباه الوالدين إلى أنشطة الطفل واهتماماته، ولا سيما الأشياء الجديدة التي يتعلمها.
• تقبل عيوب الطفل: من المهم أن يتقبل الوالدان عيوب الطفل، وألا يقسيا عليه بسببها، مع ضرورة التركيز على الإيجابيات الأخرى في شخصيته.
• القدوة الحسنة للطفل: يجب أن يكون الوالدان قدوة حسنة للطفل دائمًا؛ فالطفل يقلد والديه في كل شيء.
• معاقبة الطفل بمحبة: يختلف هذا النوع من العقاب عن العقاب التقليدي بأنه ليس عنيفًا أو مسيئًا؛ بل يساعد الطفل على تمييز السلوكيات الصحيحة من الخاطئة، ويكون من خلال شرح موضع الخطأ للطفل في تصرفه، حتى يفهم ما قام به، ولا يكرره في المستقبل.
• الاستماع للطفل: حيث يساعد هذا في إتاحة الفرصة للطفل للتعبير عن مخاوفه؛ الأمر الذي يجعله يشعر بأهميته، ويعزز من ثقته بنفسه.
• عدم مقارنة الطفل بالآخرين: تترك مثل هذه المقارنات أثرًا سلبيًا في شخصية الطفل، وتجعله يشعر أنه أقل منهم، لهذا يجب تجنبها.