نصائح لتربية الأطفال

تعد تربية الأطفال من أهم وأصعب الأمور التي تندرج ضمن مسؤوليات الأهل؛ ليصبح أولادهم في المستقبل أفرادًا فعالين، وذوي قيمة في المجتمع، ولا بد أن التربية أمرٌ صعبٌ جدًّا، ومسؤوليةٌ إضافيةٌ، لكن من المؤكد أن الأمر يستحق العناء، فالمجهود الذي تبذلونه الآن، سيعود عليكم لاحقًا، من خلال تفوق أبنائكم، وبرِّهم لكم، ولكن ما هي أفضل النصائح والطرق التي يمكنك اتباعها لتربية الأطفال تربيةً سليمة؟^[١]

ما هي أفضل النصائح لتربية الطفل؟

فيما يلي عرض لأفضل الطرق التي يمكنك اتباعها؛ لتربية طفلك تربية سليمة:

1. عزّز احترام طفلك لنفسه

يبدأ الأطفال بتشكيل نظرتهم لأنفسهم، والشعور بقيمتهم، انطلاقًا من نظرة الأهل لهم، إذ إن طفلك سيرى نفسه بعينيك، وبحديثك عنه، وكأنك تشكل عجينةً بيديك، لذا عليك الانتباه إلى نبرة صوتك عند تحدثك معه، فإذا تحدثت معه بغضب، ربما سيشعر بأنه غير مرغوب به، وكذلك انتبه إلى لغة جسدك، فإذا كانت حركات يديك في أثناء حديثك معه عشوائية، فقد تسبب له الارتباك، وتشويش الأفكار، وهذا قد يقلل ثقته بكلامه، وربما يشعره بالخوف.^[٢]

2. امدح إنجازات طفلك

إن مدحك لإنجازت طفلك سيشعره بالفخر بنفسه، وسيشجعه على الاستمرار بالأفعال الجيدة، لذا امدح دائمًا أفعاله الصحيحة التي تريده أن يحافظ عليها، كمساعدته في تنظيف المنزل، ومساعدة إخوته، وحل واجباته المدرسية مباشرةً دون تأجيل.^[٢]

3. قلل من انتقادك لطفلك

يجب أن تقلل من انتقادك لطفلك ولتصرفاته، لا سيما أمام الناس، فهذا قد يدمر ثقته بنفسه، ويشعره بالنقص، لذا تجنب التحدث عنه بالسوء، كأن تقول "طفلي مشاغب ولا يسمع الكلام"، أو "طفلي ذو قدرات محدودة"، أو "إنه مختلف عن غيره من الأطفال"، أو أن "طفلي غير ملتزم ولا يحب الذهاب إلى المدرسة"، فقد يدفعه الكلام السلبي عنه أمام الناس، إلى إثبات كلامك عنه، فيصبح مشاغبًا حقًّا، ولا يسمع الكلام، وقد يصبح أسوأ.^[٢]

4. احرص على بناء علاقة عاطفية سليمة مع طفلك

يجب أن تحرص على إيجاد علاقة عاطفية سليمة مع طفلك؛ لتحافظ على صحته النفسية، فعندما يشعر طفلك بأنك تحبه، سيزداد ارتباطه بك، مما يجعله أكثر تقبلًا لقيمك وعاداتك وقواعدك، وذلك عن طريق اهتمامك باحتياجاته، وتوفيرك بيئة أسرية مستقرة له، والتحدث معه، ومشاركته اهتماماته، وإشعاره بأهمية وجوده، وبأنه يضيف جوًّا جميلًا ومميزًا إلى المنزل.^[٣]

5. أعطِ طفلك الأولوية لتشعره بأهميته

إن الأهل الذين ينظمون مواعيدهم، ويضعون أوقاتًا محددةً خلال الأسبوع لقضائها مع أطفالهم، ستكون علاقتهم الأسرية قوية، لذا ينصح بتقوية علاقتك بطفلك، وإعطائه الوقت والاهتمام الكافيين، كمشاركتك له قراءة قصة ما قبل النوم، أو اللعب معه، أو الخروج إلى الحديقة، وخوض التحديات معًا، فهذا سيجعلك تفهم شخصيته أكثر، كما يمكنك سؤاله عن أكثر شيء يحب فعله أو عن إنجازه خلال اليوم ومدى رضاه عنه، أو يمكن سؤاله عما تعلمه في المدرسة اليوم.^[٤]

6. حمّل طفلك المسؤولية

إن تعليم طفلك تحمل المسؤولية، سيصقل شخصيته ويقويها، ويمكنك فعل ذلك، عن طريق إعطائه النقود ليدفعها للبائع، أو تنظيف غرفته كل يوم، أو مساعدة إخوته الصغار في واجباتهم، وإعادة الأدوات التي يستخدمها إلى مكانها بعد انتهائه منها، فهذا سيجعله ملتزمًا ومنظمًا.^[٥]

7. علّم طفلك الشكر

إذا كنت تشكر طفلك باستمرار على مساعدته لك، فإنك ستعلمه الشكر أيضًا، كما يمكنك أن تشجعه على تلك الأفعال الجيدة، كأن تجعله يشكر النادل في المطعم بعد تقديمه الأكل، أو يشكر عامل النظافة عندما يمر بجانبه ويتمنى له يومًا جيدًا؛ فهذا سيجعله مقربًا أكثر من الناس، ويقوي علاقاته الاجتماعية.^[٦]

8. علّم طفلك مساعدة الآخرين

عندما تجعل طفلك يشاركك في الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم، فإنه سيدرك بأنه ليس محور الاهتمام الدائم، وبأنه هناك أمور أخرى يستطيع أن يتشاركها مع الآخرين ويساعدهم فيها، وهذا سيجعل طفلك شخصًا غير أناني.^[٧]

9. وسّع مدارك طفلك

ابحث عن طرق لتوضح فيها لطفلك بأن هناك عالمًا مختلفًا خارج المنزل، يختلف تمامًا عن عالمه المكون من عائلته وأصدقائه المقربين، وعليه يجب عليك أن تساعده على التعرف على أماكن وأشخاص آخرين في العالم، والتحدث معه عن الثقافات والطقوس والعادات وظروف المعيشة المختلفة في المجتمعات الأخرى، وعن أهمية احترام الاختلافات، وتقبل الآخرين في هذا العالم، فهذا سيساهم في توسيع مداركه.^[٨]

10. التزم بوضع القواعد

يجب عليك أن تضع القواعد في المنزل فيما يتعلق بكل شيء، دون أن تحد من حرية اختيار طفلك، فهذا يعني أنه يجب عليك أن تكون صارمًا في الكثير من الأمور؛ لتعلمه وجود أشياء علينا فعلها حتى لو لم تعجبنا، فقد لا يحب تنظيف غرفته، أو إعادة الأشياء إلى مكانها، فينتهي من اللعب ويترك كل ألعابه أرضًا، أو يتكاسل عن تنظيف أسنانه قبل النوم، لهذا يجب أن تضع القاعدة أولًا وتناقشه فيها؛ لتقنعه بأهميتها، ثم توضح له العقاب في حالة مخالفته القواعد، ولا تتهاون في ذلك أبدًا.^[٩]

11. امنح طفلك مساحته الخاصة

يجب عليك أن تعلم طفلك أن يختار الأمور التي تناسبه، ما دامت غير مخالفة للحدود، فعندما تعطيه الحرية الكافية ليختار المسلسل الكرتوني الذي ينوي مشاهدته، أو الرياضة التي يريد أن يتعلمها، أو الهواية التي يجدها ممتعة كالرسم أو العزف أو الكتابة، ومساعدته في تنميتها، فهذا سيقوي شخصيته، ويجعله قادرًا على اتخاذ القرارات الشخصية، كما سيساعده على إيجاد أمرٍ يشغل به نفسه في أوقات فراغه، لكن عليك أن تنتبه إلى أن تخصيص وقت محدد لهذه الأمور، إذ لا يجب أن يعطيها كل اهتمامه على حساب واجباته الأخرى.^[١٠]

12. دع طفلك يتعلم من أخطائه

اسمح لطفلك باتخاذ بعض القرارات الشخصية، ودعه يتعلم من أخطائه، فهذا سيكسبه الخبرة، والقدرة على حل المشكلات، فمثلًا لا تسارع في مساعدته إذا تعطلت لعبته، دعه يحاول إصلاحها، أو إذا وقع أرضًا في أثناء اللعب، دعه يتعلم أن ينهض مجددًا بدلًا من البكاء وانتظارك لتساعده، ولا تساعده في تصحيح خطئه مباشرةً في أثناء حساب قيمة مشترياته، بل عليك أن تخبره أنها خطأ؛ لتمنحه فرصةً أخرى ليعيد الحساب، ويمكنك أن تحذره أيضًا من اللعب في المنزل كي لا يكسر شيئًا، فإن لم يطبق التعليمات دعه يتحمل النتيجة ويدفع ثمن أي شيءٍ يكسره من مصروفه.^[٩]

13. علّم طفلك الاستمتاع في الطريق لا في الوصول

وهذا يعني أن عليه الاستمتاع في كل شيء يفعله، وأن يجد الطريقة التي تناسبه لفعل أي شيء، فمثلًا عليه الاستمتاع في الدراسة لا بالنتيجة، فلو كان يحب الكتابة أكثر، علمه تلخيص كل شيء، وإذا كان يحب الاستماع، فبإمكانه مشاهدة الفيديوهات التعليمية، وإذا كانت ذاكرته بصرية، فبإمكانه الاطلاع على صور توضيحية للموضوع الذي يقرأ عنه، وبهذا سيكون راضيًا عن دراسته، وكذلك يمكنه البحث عن اختبارات قصيرة ممتعة، أو ألعاب تعليمية على الإنترنت، فبهذا لن يشعر باليأس أو الإخفاق عندما لا يحالفه الحظ في الامتحان، فهو يعلم أنه قد فعل كل ما يستطيع، ولكن الحظ لم يحالفه في هذه المرة، فبدلًا من أن يشعر بالسوء، سيبحث عن الخطأ الذي ارتكبه ليتجنبه في المرة القادمة.^[١٠]