جميعنا نطمح إلى أن يكون أطفالنا في القمة، ونسعى إلى أن ننمي شخصياتهم بأفضل السُبل؛ وذلك كي يكونوا أشخاصًا فاعلين ومميزين في المجتمع، ولا بد أن أحد الأمور التي يسعى إليها الوالدان هي أن تكون شخصية طفلهم قوية، وأن يمتلك شخصيةً قيادية، فكيف يمكن ذلك؟ هذا ما سنتطرق إليه في المقال أدناه.
ما هي أفضل الطرق لتجعل طفلك قائدًا؟
توجد الكثير من الطرق التي يمكنك اتباعها لتنمي شخصية طفلك القيادية، ومنها ما يلي:
1. دعه يشارك في الأنشطة اللامنهجية المختلفة
إن مشاركة طفلك في الأنشطة المختلفة؛ كالأنشطة الرياضية، والثقافية، والموسيقية، والفنية، وغيرها بحسب ميوله، يمكنها أن تقوي من شخصيته، كما أنها تجعله قادرًا على التعامل مع أطفال كثر من مختلف البيئات، حتى لو كانت لهم أفكار ومبادئ مختلفة، وهذا سينمي لديه القدرة على تقبل الآخرين باختلافهم، وكيفية التعامل معهم، وامتلاك مهارات التواصل، كما سيعزز العمل بروح الفريق لديه، وكذلك سيشجعه على العمل أكثر في جو المنافسة ما بين منتسبي النادي الذي يرتاده، وهذا بالطبع سيؤهله ليصبح قائدًا ناجحًا في المستقبل.[١]
2. عزز الذكاء العاطفي لدى طفلك
إن تعزيز الذكاء العاطفي وتنميته يعد أمرًا مهمًّا جدًّا للقائد؛ فلا بد للقائد الناجح من أن يكون قادرًا على التعاطف مع أعضاء الفريق ومواساتهم وتشجيعهم على العمل والاستمرار، فبالتأكيد إن الفريق سيشمل شخصيات مختلفة، وآراء وأفكار وتطلعات مختلفة، ومن المؤكد أن استجابتنا للضغوطات مختلفة؛ فقد يكون أحد أعضاء الفريق شديد التوتر، وقد يكون أحد آخر سريع التأثر، ففي أول عائق يواجهه الفريق قد يفقد الأعضاء أملهم، وبالتالي رغبتهم بالاستمرار، لذا يجب أن يكون القائد قادرًا على مواساة أعضاء فريقه، ومشجعًا وداعمًا لهم، ولديه القدرة على التعامل مع مختلف مشكلاتهم، فلو وجد أحد أعضاء الفريق متوترًا، يمكنه ببعض الكلمات أن يتقرب منه ويشعره بالاطمئنان.
وفي الوقت نفسه نجد القائد يفتح المجال لأعضاء فريقه بمشاركته مشكلاتهم، ليكون أكثر اطلاعًا على العوائق المحتملة، وقادرًا أكثر على التعامل معها، وسيجد مصداقيةً أكثر من أعضاء الفريق، لذا عليك أن تعمل مع طفلك بما يضمن تعزيز هذا الجانب، كأن تطرح عليه مثالًا لموقف وترى كيف سيتصرف، أو أن تعطيه المجال ليتعامل مع خوف أخيه الصغير، لترى كيف يمكنه أن يهدئ من روعه، أو أن تطلب منه مواساة أصدقائه وجيرانه إذا حدث معهم أمر أو ظرف محزن، فهذا كله في النهاية سيقوي علاقة طفلك بالآخرين، وسيجعله قائدًا ناجحًا قادرًا على التعامل مع فريقه، مما سيصب في مصلحة الفريق، ويزيد من إنتاجيته.[١]
3. علمه كيفية التعامل مع العقبات وتخطيها
لا شك في أن القائد الناجح قادر على مواجهة العقبات والمشكلات التي تواجه الفريق، ويمكنه تخطيها والتعامل معها؛ بهدف الخروج بأقل الخسائر وبأفضل النتائج، لذا لا بد لطفلك أن يتعلم كيف يجب أن يتعامل مع الفشل، وكيف يمكنه تحديد الأسباب، ووضع الحلول، والخطط البديلة، ويمكنك تعزيز ذلك من خلال الألعاب التي تنمي قدراته على وضع الحلول والخطط، وكذلك تطبيقها في أي شيء، فمثلًا إذا فشل في أحد الامتحانات المدرسية، يجب أن تراقب ردة فعله وتصححها، فلو وجدته عاد يبكي، أو بدأ يتهرب من المذاكرة لأنه أصبح خائفًا من أن يفشل مرة أخرى، أو أنه متضايق من سخرية زملائه من علامته، فعليك أن تشجعه، وتعلمه أن الفشل هو أول خطوة للنجاح، وأن الكثير من القادة والناجحين في العالم قد بدؤوا من الصفر، وقد فشلوا في الكثير من المرات، لكنهم لم يستسلموا أبدًا، وهذا ما جعلهم الآن قادةً، وأكسبهم الثروة، ثم ساعده على اكتشاف خطئه؛ فهل فشل في امتحانه لأنه لم يعطِ أهمية للامتحان؟ أم لأنه كان يشعر بالتوتر، أم لأنه لم يستطيع إكمال المادة المطلوبة؟ أم لأنه كان يدرسها بطريقة خاطئة؟ وبعد تحديد السبب ساعده في وضع الحلول، وشجعه على البدء بها، فهذا سيجعله يحصل على علامات أعلى في الامتحانات القادمة، وكذلك سيساعده على العمل بشكل أفضل عندما يكبر.[٢]
4. نمِّ مهارات التفاوض لدى طفلك
من المؤكد أن القائد يجب أن يمتلك القدرة على التفاوض؛ وذلك للحصول على أفضل العروض التي تصب في مصلحة فريقه، فبدلًا من أن تستمر بإعطاء طفلك الأوامر وطرح الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها بنعم أو لا، فبإمكانك أن تعرض على طفلك أكثر من خيار؛ ليختار ما يناسبه، كأن تقول له: "لدي عرض لك، إما أن تخرج اليوم لمدة ساعة في نزهة، وإما أن تنتظرني للغد، حتى نخرج في نزهة لمدة 4 ساعات"، فهذا الأمر سيجعل طفلك قادرًا على تحليل العرض، والتفكير في نتائجه، وما الذي سيحقق رغبته بشكل أفضل، وكذلك في حال طلبه لشيء ما منك، فبإمكانك المناورة والتفاوض معه، فلو طلب منك أن تشتري له على سبيل المثال حذاء من ماركة معروفة غالية الثمن، فبإمكانك أن تقول له: "يا بني إن سعر الحذاء بهذه الماركة التجارية غالٍ جدًّا، فما رأيك أن تشتري بثمن هذا الحذاء، حذاء آخر وحقيبة جديدة"، هذا سيجعله يفكر أكثر في عرضك، وأيهما سيعود عليه بفائدة أكبر، وسيشجعه على طرح العروض والأفكار عليك، والتفاوض معك فيها.[٢]
5. اسمح لطفلك ببناء أحلامه الخاصة، وادعمه ليصل إليها
لا بد أن طفلك سينشغل بالواجبات المدرسية والمنزلية الكثيرة، وقد يشكل هذا له روتينًا مملًّا دون عائد في الوقت الحالي، وبالتالي لا رغبة للاستمرار لديه، لذا يجب عليك أن تشجعه ليعرف ما يسعى إليه في المستقبل ويحدده، ويجد به الشغف، ولا بد بأن تدعمه ليحقق أحلامه ويصل إليها، ويخصص وقتًا لتنميتها، فلو كان ينوي أن يصير طبيبًا في المستقبل، فعليك أن تخبره أنه يجب أن يحصل على معدل مرتفع في الثانوية، وبالتالي فإن الكسل والخمول سيحولان بينه وبين حلمه، لذا عليه الاستمرار في المذاكرة والاجتهاد، دون نسيان رغباته ومواهبه الأخرى، فبإمكانك أن تشجعه على إنهاء واجباته بسرعة حالما يعود من المدرسة؛ ليتمكن مساءً من الخروج للعب كرة القدم، أو ليتمكن من رسم لوحة جميلة، أو تعلم العزف، فهذا سيشجعه على العمل والمثابرة، وفي الوقت نفسه سيجعله يمتلك مكافأةً صغيرةً في نهاية اليوم، وسيشعره بالرضى لأنه يعمل الأشياء التي يحبها، مما سيطور من مستواه العلمي والعملي؛ ليصل إلى أحلامه مستقبلًا، كما يجب عليك تنمية تفكيره بطريقة مميزة خارج الصندوق، فالقائد الناجح لا بد له من طرح الأفكار المميزة التي ترفع من شأن فريقه، وتمكنه من التميز والمنافسة.[٣]
6. شجعه على التطوع
إن التطوع في تقديم الخدمات الإنسانية المختلفة، يساعد الطفل على إدراك قدرته في إحداث فرق وتغيير في أي شيء، وبأبسط الطرق في العالم، فعندما تشجع طفلك على إعطاء الطعام لشخص فقير، أو مساعدة جاركم الكبير في السن لقطع الشارع، فهذا سيجعله يشعر بأنه قد استطاع إفادة شخص آخر بطريقة بسيطة جدًّا، وهذا في النهاية سيعزز التكافل الاجتماعي، وسيجعل طفلك قائدًا قادرًا على التعاطف، وتقديم يد المساعدة، وسيجعله مؤمنًا بقدرته على التغيير.[٣]
7. شجعه على حل الخلافات
لا شك في أن إحدى مهمات القائد هي حل النزاعات والخلافات ما بين أعضاء الفريق؛ وذلك ليضمن تماسك الفريق، ويحافظ على الود بين أعضائه، فمثلًا إذا وجدت أن أبناء الجيران يتشجارون، فبإمكانك تحفيز طفلك على التدخل لحل النزاع، دون التحيز لأحد الطرفين؛ وذلك لإنهاء الشجار برضى الجميع.[٣]
8. علمه مهارات التواصل
لا بد أن القائد الفعال يمتلك القدرة على بناء العلاقات وإلهام الآخرين والتواصل معهم، لذا يجب أن تظهر لطفلك كيف تشارك الآخرين فرحهم ونجاحهم بسعادة، وكيف تتمنى لهم الخير والنجاح، فمثلًا إذا نجح ابن جيرانكم في الثانوية، يمكنك أخذ طفلك لتقديم التهنئة له، وربما يمكنك إحضار هدية بسيطة له، ودعه يرى كيف تتحدث مع الآخرين بلطف، وتمدح الأشياء التي تعجبك أو تحبها فيهم كقولك لأحد ما: "ابتسامتك جميلة"، أو: "لباسك اليوم مميز، لقد أحببته"، أو أن تقول لأحد تتناقش معه: "لقد أحببت طريقة تفكيرك"، وفي الوقت نفسه يجب أن تعلمه أننا من الطبيعي أن نختلف مع الآخرين بأفكارنا وآرائانا لكن المهم هو الاحترام، فمثلًا لو قال أحدهم أمرًا لا يعجبك ولا تتقبله فبإمكانك قول: "احترم رأيك، إلا أنني لا أتفق معك فيه"، فهذا سيعلم طفلك في النهاية كيف يمكنه التقرب من الآخرين، والتواصل معهم بشكل أفضل، وبالتالي سيجعله محبوبًا، وهذه القاعدة الاجتماعية القوية يمكنها أن تجعله ناجحًا مستقبلًا.[٤]
9. علمه فهم مشاعره وكيفية التعامل معها
ساعد طفلك على تحديد مشاعره، كأن تسأله: "هل أنت غاضب لأن أخاك أخذ لعبتك؟"، أو: "هل أنت محبط لأنك لم تخرج اليوم مع أصدقائك؟"، فعندما يفهم مشاعره، سيتمكن من التعامل معها، وهذا سيجنبه الكثير من العناء فيما بعد، فالقائد الناجح قادر على التكيف مع الظروف، والعمل بالرغم من مشاعره السلبية في ذلك الوقت.[٤]
10. شجعه على شق طريقه بنفسه
يجب أن تتذكر أن طفلك كيانٌ مستقلٌ عنك، وهو ليس أنت، لذا لا تحاول إجباره على تحقيق رغباتك أنت، أو تحقيق أحلامك الضائعة، أو أن يصبح نسخة أخرى عنك، وتذكر أن كل ما عليك فعله هو دعم طفلك في سعيه وراء شغفه، ومساعدته على اكتشاف نقاط قوته، وتنمية شخصيته المستقلة والمميزة، فهذا سيساعده على التطور، وسيجعله قائدًا ناجحًا في مجاله مستقبلًا.[٤]
11. تحديد الإمكانات المالية معه
لا بد أن القائد سيكون مسؤولًا عن الأمور المادية في الفريق، لذا تجب عليك مشاركة طفلك إمكاناتك المادية، وسؤاله عن الأولويات لديه، فمثلًا لو طلب منك شراء الكثير من الأشياء، قل له: "لن أستطيع يا بني أن أشتري لك كل هذا، ما هي الأشياء التي تحتاجها الآن، وما هي الأشياء التي يمكننا شراءها الشهر القادم؟"، وكذلك لو أردت البدء بمشروع ما، فبإمكانك مشاركة طفلك في اسم المشروع وماهيته، فقد يكون على اطلاع أكثر منك برغبات الجيل الجديد، وبالتالي قد يقدم لك فكرة لم تخطر على بالك، وفي الوقت نفسه سيكون طفلك مطلعًا على دخلك، وبالتالي لن يطلب منك أشياء تفوق مقدرتك حتى يصبح كفلان، وهذا سيجعله يمتلك المسؤولية، مما يمكنه فيما بعد من أن يدير الدخل لمصلحة الفريق بدلًا من إضاعته على أمورٍ بلا فائدة، فترتيب الأولويات لا سيما بالأمور المادية، هي من مسؤوليات القائد الناجح.[٤]
12. إحاطته بالقادة
لا بد أننا نتأثر بالبيئة التي نعيش فيها، وبالأشخاص الذين نخالطهم، فهذا سيحدد قدراتنا على التواصل، ويؤثر في أفكارنا ومبادئنا وتطلعاتنا المستقبلية، وكذلك رغباتنا وأولوياتنا الحالية، لذا إذا أحطت طفلك ببيئة صحية وبأشخاص ناجحين، لا بد أنه سيبدأ باكتساب مهارات وخبرات منهم، وسيكون العمل والتواصل شيئًا بديهيًّا لديه، فبحسب رجل الأعمال جيم رون "أنت متوسط الأشخاص الذين تقضي معظم الوقت معهم."، أي إننا لو خالطنا أشخاصًا ناجحين، سنصاب بعدوى النجاح أيضًا، ولو خالطنا أشخاصًا فاشلين، سنصبحهم مثلهم في نهاية الأمر، لذا يجب عليك أن تختار البيئة التي ستسكن فيها مع طفلك، وتعلمه أهمية اختيار الأصدقاء بحكمة، فنحن مرآة لأصدقائنا، كما يمكنك أن تساعده في البحث عن نماذج إيجابية وناجحة، وقراءة السير الذاتية لأشخاص ناجحين حول العالم، ليكتسب منهم الشغف والرغبة والمثابرة في العمل.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "10 Ways Parents Can Teach Their Children To Be Leaders", forbes, Retrieved 23/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "15 Tips for Instilling Leadership Skills in Children", entrepreneur, Retrieved 23/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "How to Raise a Child With Leadership Skills", momtastic, Retrieved 23/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "15 Easy Ways To Develop Leadership Skills In Your Kids", lifehack, Retrieved 23/11/2021. Edited.