كيفية تربية طفل شجاع

يبذل الآباء والأمهات طاقتهم لتربية أبنائهم بشكل مميز ومختلف يجعلهم قادرين على المضي قُدماً في حياتهم العملية، ولعل من أبرز ما يمكن أن يقدمه الوالدان لصقل شخصية أبنائهم هو تربيتهم على الشجاعة ليكونوا قادرين على تخطي العقبات والمشاكل التي يمكن أن تواجههم مستقبلاً، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى كيفية تربية طفل شجاع، وتعليم الطفل أن يكون شجاعاً بالمدرسة.

كيف أربي طفلًا شجاعًا؟

إن تربية الطفل على الشجاعة يعدّ أمراً مهماً لتمكينه من التعامل مع المواقف اليومية، فيما يلي نستعرض بعض الخطوات لتربية طفل شجاع:^[١][٢][٣]

علمه أنّ الخوف هو أمر طبيعيّ

الشجاعة لا تعني عدم الخوف، بل إنّ الخوف إحساس طبيعيّ موجود في النفس البشرية، وهنا اجعل طفلك مدركاً بأنه لا بأس من وجود بعض الأحاسيس المخيفة التي قد يشعر بها بين الحين والآخر، ولكن الفكرة تكمن في كيفية التعامل مع هذه المشاعر على نحو صحيّ ومواجهتها، وعدم الاستسلام لها لتؤثر سلباً عليه وعلى شخصيته.

دعه يتخذ بعض القرارات بنفسه

إنّ منح طفلك الفرصة لاختيار ما يريد بنفسه يمنحه الشجاعة والثقة وعدم الخوف من الانتقاد المترتّب على اختياراته، على سبيل المثال، يمكنك أن تدعه يختار الملابس التي سيرتديها عند ذهابه لزيارة لأحد الأقرباء.

عزز مبدأ الشجاعة من خلال القراءة

بإمكانك قراءة كتب وقصص وروايات تحتوي على شخصيات شجاعة وأبطال، فهذا قد يجعل الطفل يأخذ هؤلاء الأبطال نموذجاً إيجابياً يحتذي بهم، كما ستلهمه قصص الأبطال الذين يتحدون الصعاب ثم يقومون بأشياءَ مذهلة.

وسع مفهوم الشجاعة لدى طفلك

هناك شيء آخر يحتاج الأطفال معرفته حول الشجاعة، فهي لا تقتصر على الدفاع عن النفس أو بمدى القوة الجسدية، بل تعني أن تكون لطيفًا مع الزميل الجديد في الفصل، أو القيام بتجربة شيء جديد، أو تعلم مهارة جديدة، كما أخبر طفلك أن بإمكانه أن يكون شجاعاً بهذا السن والموضوع غير مرتبط بصغر سنه، على سبيل المثال يمكنك أن تقول له بأن النملة رغم صغر حجمها تستطيع أن تحمل أشياء بأضعاف وزنها.

تحدث عن شجاعته

أخبره بمدى شجاعته حتى في مواقف الضعف، على سبيل المثال في حال تعرضه لموقف معين يمكنك أن تقول: "أنا أعرف مدى شجاعتك'، "صدقني، أنت من أشجع الأطفال"، هذه الكلمات ستعزز من ثقة الطفل بنفسه وتذهب مشاعر الخوف السلبية من نفسه.

أخبره بأن الفشل نوع من الشجاعة

أخبر طفلك أن الفشل علامة على أنه قام بخطوة شجاعة، فالفشل يعد الطريقة المثلى للتعلم، وأن الإنسان لا يتعلم إلا من أخطائه.

تجربة الأنشطة الإيجابية

شجع طفلك على ممارسة الأنشطة التي من شأنها أن تساعده من الناحية الجسدية والنفسية كممارسة الرياضة والعزف على آلة موسيقية -خاصة إن كان من محبي العزف-، أو تجربة أي شيء يمنحه الشعور بالقوة والثقة، ولا بأس من أن تسأله عن آرائه وتجعله يعبر عنها بشفافية حتى لو اختلف معك، إذ إن تعليمه التعبير من غير خوف يولّد الشجاعة لديه.

دعه يحتفل بشجاعته

ثمّن المواقف الشجاعة التي يقوم بها طفلك، على سبيل المثال يمكن أن يشارك جميع أفراد العائلة تجاربهم الشجاعة التي قاموا بها خلال الأسبوع أثناء تناول العشاء مثلاً، وحينها سيفهم الطفل أن الجميع يكافح من أجل التحلي بالشجاعة وأنها لا تقتصر على سنّ معين.

ساعده على مواجهة مخاوفه

قد يصعب تحديد سبب معين لشعور الطفل بالخوف، فالبعض يخاف من حيوان ما، والآخر يخاف من الإقدام على تجربة جديدة، شجعه على معرفة مخاوفه وإيجاد الطرق المناسبة للتخلص منها، كن متعاطفًا معه وانظر إلى خوف الطفل من وجهة نظره لمساعدته على تخطي الأمر.

اختيار طريقة مناسبة لمواجهة مخاوفه

إن دفع الطفل لمواجهة مخاوفه بطريقة عشوائية قد تصيبه بصدمة وتنعكس عليه سلباً في الكثير من الأحيان، دعه يواجه مخاوفه بشروطه الخاصة، يمكنك وضع خطة مشتركة قبل ذلك والتحدث عن كافة الخيارات المحتملة، على سبيل المثال: إذا كان طفلك يخاف من القطط، يمكنك الذهاب مع طفلك إلى بيت أحد أصدقائك من يملكون قطة في بيوتهم لرؤيتها، ومن ثم يمكنكما وضع الطعام لها وتجربة لمسها ومداعبتها وهكذا حتى يتلاشى الخوف بالتدريج مع الوقت.

أخبره عن مخاوفك

إن التحدث مع طفلك عن المخاوف التي مررت بها وطرق التغلب عليها قد يعطيه دافعاً لمواجهة مخاوفه، تحدث معهم عن الأوقات التي مررت فيها بالخوف والأوقات التي شعرت فيها بأنك فعلت شيئًا جيداً وعظيماً على الرغم من صغر سنك، شاركه تجاربك السابقة مع التنمر مثلاً، وأنه ليس الوحيد الذي يواجه ذلك، دعه يشعر أن الشجاع الذي بداخله موجود.

أمور يجب تجنبها عند تربية الطفل على الشجاعة

اختلاط مفهومي الشجاعة والوقاحة

قد يختلط مفهوم الشجاعة مع الوقاحة، فتتحول الشجاعة والتعبير عن الرأي في بعض الأحيان إلى أسلوب وقح، وهنا من الضروري أن يتم توجيه الطفل للسيطرة على سلوكه في هذه المواقف، وتعليمه أنّ الشجاعة تعني احترام الآخرين أيضاً.

القيام بأمور خطرة

في بعض الأحيان قد يلجأ الطفل إلى إثبات شجاعته من خلال تعريض نفسه لشيء غير مناسب له ولسنه كمشاهدة فيلم رعب، وعليه فدورك كأب أو أم هو إخباره بأن ذلك غير جيد بالنسبة له وطرح خيارات أخرى مناسبة له تحتوي على مشاهد ملائمة له.

تذكيره بمخاوفه

إن التحدث باستمرار عن المخاوف التي يخشاها الطفل حتى ولو بحسن نية أو بطريقة لطيفة من الممكن أن تُثبط من عزيمته، لذا احذر إخبارهم بأن مخاوفهم لا أساس لها من الصحة، على سبيل المثال، إذا كان طفلك يخاف من الظلام، فاحذر أن تقول له: "أنت جبان الظلام غير مخيف، هو أمر عاديّ".

عدم تقييم الأسباب على الوجه الصحيح

من المهم تقييم سبب خوف الطفل من شيء ما والتصرف وفقًا لذلك، على سبيل المثال، إذا أظهر الطفل خوفًا من الذهاب في رحلة مدرسية، فمن الخطأ أن يفترض أحد الوالدين أنه سيقضي وقتًا ممتعًا بمجرد وصوله إلى هناك، لا تقرر عنه وتقول له: "ستكون بخير مجرد وصولك إلى هناك"، بدلاً من ذلك يتحتم عليك أن تكتشف سبب خوف طفلك، فربما يكمن السبب إلى تعرّضه إلى التنمر من زملائه.

الشعور بالغضب أو الإحباط

انتبه لمشاعرك السلبية وتحكم في غضبك وإحباطاتك عندما يشعر طفلك بالخوف أو عندما يرفض الانخراط في نشاط معين، عليك أن تأخذ مخاوفه الخاصة حتى البسيطة على محمل الجد، تحدث إليه واستمع لما يقول، حتماً سيساعدك ذلك على حلّ المشكلة.