كيفية التعامل مع الطفل سيئ السلوك

يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالإحباط والإرهاق؛ بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع التصرفات السيئة عند أطفالهم، حيث يُشكل لهم ذلك تحديًا صعبًا ومشكلةً كبيرة، ولكن في هذا المقال نُقدم لكم أفضل الطرق للتعامل مع السلوك السيء عند الطفل:

محاولة فهم أسباب سلوك الطفل

يُنصح بدايًة بمحاولة تحديد وفهم الأسباب التي تدفع الطفل إلى التصرّف بطريقةٍ سيئة، مثلاً قد يُسيء الطفل التصرّف عند رغبته في الحصول على شيءٍ معين أو للفت الانتباه والحصول على المزيد من الاهتمام، أو حتى قد يُسيء التصرّف للهروب من شيءٍ معين يطلبه الوالدان منه، مثل أنّ يجمع ألعابه أو يُكمل وجبة غدائه، لذا من المهم معرفة أسباب السلوك السيء عند الطفل للعمل على حلّها والتخلّص منها بالطرق المناسبة.^[١]

بناء علاقة قوية وإيجابية مع الطفل

تُشير العديد من الدراسات إلى أنّ معظم المشكلات السلوكية عند الأطفال، مثل تصّرف الطفل بعدوانية أو بعناد وعصبية، ناتجة عن علاقة ضعيفة بين الوالدين والطفل، لذا من المهم تقوية العلاقة مع الطفل وتعزيزها، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال الآتي:^[٢]

• الانتباه لاحتياجات الطفل، سواءً العاطفية، أو الجسدية، أو المعرفية، ومعرفة كيفية تلبيتها بالطرق المناسبة.
• التعاطف مع الطفل وإظهار الحُبّ له ودعمه وتشجيعه.
• قضاء الكثير من الوقت الممتع مع الطفل وممارسة ألعاب وأنشطة مختلفة معًا.

التوضيح للطفل أنّ سلوكه غير مقبول وإعطاءه خيارات بديلة

يُعتبر من المهم أن يُوضح الوالدان بهدوء لطفلهم عندما يُسيء التصرّف أنّ سلوكه هذا غير مقبول أبدًا، وأنّه لا يُمكنه الحصول على ما يُريده بهذه الطريقة، مع التوضيح له الخيارات الأخرى البديلة والمهذبة لتحقيق ما يُريده، ويجدر الذكر أنّه يُنصح بمراعاة إعطاء الطفل خيارين بديلين أو أكثر؛ ليشعر ببعض الحرية وعدم التحكّم به ومحاولة السيطرة عليه وتقيديه.^[٣]

تأديب الطفل من خلال استراتيجية الوقت المستقطع

تُعتبر استراتيجية الوقت المستقطع من أفضل الطرق للتعامل مع السلوك السيء عند الطفل وتأديبه، خاصًة فيما يتعلق بسلوكيات كسر قاعدة معينة في المنزل أو عند دخول الطفل بنوبة غضب، حيث تُساعد على تعلّم وممارسة مهارات الإدارة الذاتية والتحكّم بالانفعالات.^[٤]

تتمثل هذه الاستراتيجية بالطلب من الطفل عندما يُسيء التصرّف قضاء وقت معين لوحده يتناسب مع عمره، حوالي دقيقة واحدة لكل سنة من العمر مع الأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن 3 سنوات بشكلٍ عام، ثم الرجوع بعد انقضاء الوقت المستقطع المطلوب منه، وكذلك عندما يشعر أنّه مسيطر على نفسه وجاهزًا لطلب ما يُريده بأدب.^[٤]

يجدر الذكر أنّه يجب تحديد مكان قضاء الوقت المستقطع مُسبقًا، مثل تخصيص كرسي معين في المنزل لذلك، وتسميته بكرسي الراحة مثلاً، مع تجنب تسميته بكرسي المُشاغب أو ما شابه ذلك، لأنّ الهدف من هذه الاستراتيجية هو تعليم الطفل وتعديل سلوكه، وليس معاقبته.^[٥]

تعزيز السلوك الإيجابي عند الطفل

يُساعد تعزيز ومدح السلوك الإيجابي عند الطفل على زيادة فرصة تكراره في المرات القادمة، وجعله يطغى على السلوكيات السلبية مع مرور الوقت، كما يُحسّن من العلاقة بين الوالدين والطفل، ويُعزز من ثقة الطفل بنفسه.^[٢]