قد يدفع الغضب والتعب والإحباط الناجم عن المشاغل اليومية في حياة الآباء والأمهات إلى قول أشياء محبطة والقيام بتصرفات سلبية تجاه أطفالهم بغير قصد، ولكن تأثير هذه الكلمات والتصرفات الخارجة عن إرادتهما قد تؤثر على الطفل وشخصيته بصورة سلبية تظهر على تصرفاته وطريقة تعامله مع الأشخاص بمحيطه سواء بالمنزل أو في المدرسة وغيرها، في هذا المقال سنستعرض الكلمات والعبارات التي تهدم شخصية الطفل، وأنواع الإساءة التي يتعرض لها، بالإضافة إلى بعض الكلمات والتصرفات التي تفيد الآباء والأمهات لدعم شخصية الطفل.
الكلمات والعبارات التي تهدم شخصية الطفل
يتأثر الأطفال والمراهقون بالكلمات والعبارات الجارحة التي توجه إليهم من قِبل أبائهم وأمهاتهم، فيما يلي نستعرض أسوأ الكلمات والتصرفات التي تهدم شخصية الطفل وتؤثر عليه بشكل سلبي:[١][٢]
"الأمر لا يستدعي البكاء"
يعاني الأطفال من هموم وأحزان وخيبات أمل أو مخاوف كالبالغين، الفرق هو أنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم أو تهدئتها بالطريقة التي يقدر عليها البالغون، لا تستخف أبداً بمشاكل ومخاوف طفلك، سيؤدي ذلك إلى شعوره بالإحباط، على سبيل المثال، إذا كان طفلك يخاف من وجود قطة أمام المنزل وعبر لك عن خوفه منها، خذ الأمر على محمل الجِد ولا تُقلل من شعوره بالخوف لا تقل له: " إن القطة غير مخيفة لماذا تبكي إذا اقتربت منك؟"، بل قل: " أتفهم بأنك تخاف من القطة سأحاول إيجاد حل للأمر".
"لا يمكنك فعل شيء بشكل صحيح"
عندما تطلب من طفلك القيام بأمر ما ولم يستطع القيام به على الوجه الصحيح، احذر من توجيه أصابع اللوم للطفل ومحاسبته على ذلك، على سبيل المثال إذا طلبت من طفلك أن يحضر لك كأساً من الماء وكسر الكوب أثناء إحضاره، لا توبخه ولا تقل له لا يمكنك فعل شيء بشكل صحيح، بل قل له: " حسناً لا عليك يبدو أنك مُتعباً اليوم، المهم أنك بخير ولم تتأذى".
"أنت سببت لي الإحراج"
لا تعبر عن حرجك أمام طفلك أو أي شخص بسبب قيام طفلك بالصراخ أو القفز أو الجري والغناء بصوت مرتفع في الأماكن العامة، تحدث معه بهدوء وعلمه التصرف الصحيح بشكل متدرج من غير لومه أو معاقبته أو قول: "أنت سببت لي الإحراج بتصرفاتك".
"أتمنى لو أني لم أنجبك"
احذر أن تقول لطفلك: " أتمنى لو أني لم أنجبك " حتى لو كان على سبيل المزاح، يحتاج الطفل إلى معرفة أنه مرغوب بوجوده وأنه محبوب بغض النظر عن الأخطاء التي يرتكبها.
"أنا لا أحبك"
يتعرض الطفل لمشاعر سلبية عندما تخبره بأنك لا تحبه، على سبيل المثال، إذا شعرت طفلتك بالغضب لأنك لا تسمح لها بتناول الحلوى على العشاء رغم قيامك بشرح الأسباب لها، ستغضب طفلتك وتقول لك أنا لا أحبك، احذر أن تقول لها وأنا أيضاً، اشرح لها مرة أخرى سبب منعها من تناول المزيد من الحلوى وذكرها أنك ستحبها دائمًا، حتى لو كانت غاضبة منك.
نعته بصفات بشعة
إن الأطفال يتأثرون بالكلمات التي يسمعونها من أمهاتهم وآبائهم، تجنب قول كلمات مثل أنت سمين، أنت قبيح، أنت غبي، ركز على نقاط قوتهم بدلاً من التركيز على السلبيات.
التصرفات التي تهدم شخصية الطفل
مقارنته بأشقائه
إن مقارنة الطفل بأشقائه أو أي أحد من عمره يؤدي إلى إحباطه وشعوره بالاستياء وأنه شخص عديم الفائدة، كل طفل مميز وفريد بطريقته الخاصة، على سبيل المثال، إذا كان لديك طفل بارع بالرسم لا تقارنه بشقيقه الذي لا يرسم جيداً، حاول إيجاد شيء أخر يتميز به طفلك وامدحه من غير إجراء مقارنات.
عدم تقبل اختلافه
يشعر الآباء والأمهات بالقلق إذا كانت قدرات أطفالهم تختلف عن قدراتهم ، هؤلاء الأشخاص يؤمنون بشدة بأن أطفالهم يجب أن يكونوا نسخًا منهم من حيث الاهتمامات والأهداف، في حال كان الطفل عكس ذلك يقومون بانتقاده وعدم تقبله، ما يشعر الطفل أنه غير مهم ولا أحد يقدره.
انتقاد طريقة تفكيره
يرفض الآباء والأمهات أحياناً تفكير أبنائهم بصورة مختلفة، لذلك إذا تجرأ الطفل على التفكير بشكل مختلف ومبتكر وغير مألوف، فسيتم مهاجمته لأنه فكرته دخيلة وغريبة ولا تتبع رأي الأغلبية من وجهة نظرهم، حينها سيصبح الطفل منبوذاً وسيؤثر على شخصيته وسيشعر بالإحباط.
محاربة أحلامه
لدى بعض الأطفال أهداف وتطلعات مختلفة ونادرة بشكل كبير، يرفض العديد من الآباء الاعتراف بهذا الاختلاف في الكثير من الأحيان، حيث يعتبرون أهداف أبنائهم غير واقعية فيعملون على رفضها، بدلاً من ذلك ، يجب على الآباء والأمهات تشجيع أطفالهم على متابعة أحلامهم والسماح لهم بمعرفة ما إذا كانت أحلامهم وأهدافهم قابلة للتحقيق أم مستحيلة.
اتخاذ القرارات عن طفلك
هناك آباء وأمهات يعتقدون أنهم يعرفون ما هو الأفضل لأطفالهم، حيث يخططون لحياة أطفالهم منذ الولادة إلى الزواج حتى في اختيار الوظيفة، يعتقدون أنهم يجعلون حياة طفلهم أفضل وأسهل بهذه الطريقة، امنح طفلك الاستقلالية وادعم الخيارات التي يتخذها ونمط الحياة التي يريد أن يعيشها.
تقييم القدرات العقلية للطفل على أساس المعدل التراكمي
لا يعتبر المعدل التراكمي للطفل دائمًا انعكاسًا دقيقًا لقدراته العقلية، حيث يعتقد الآباء والأمهات في حال حصول طفلهم على درجات متدنية أن طفلهم أقل كفاءة وذكاء ولن يكون ناجحاً على الإطلاق، إن تقييم الطفل على هذا الأساس خطوة سيئة تنعكس سلباً على أداء وشخصية الطفل.
عدم مدح الطفل
لا يؤمن بعض الآباء والأمهات بمبدأ مدح أطفالهم عند القيام بشيء جيد كمساعدتهم بالمنزل أو الحصول على درجة عالية بالامتحان ظناً منهم أن المدح قد يجعل الطفل مغرورا،ًعندما يفعل طفلك شيئًا جيدًا قم بمدحه، سيشعر الطفل أنه محبوب ويتم تقديره، ولا تمدحهم على كل شيء صغير، ولكن قم بمدحهم بناءً على إنجازاتهم، إن تجاهل الثناء عليهم بالمواقف التي تتطلب ذلك سيشعرهم بالإحباط وأن ما يقومون به عديم القيمة.
التركيز على العيوب
ينظر بعض الآباء والأمهات إلى اختلاف أطفالهم من ناحية التفكير والتصرفات حتى الشكل على أنها عيوب يجب تصحيحها، ما يؤثر على الطفل ويجعله غير راض عن نفسه، من الجيد التركيز على تطوير طفلك بدلاً من التركيز على عيوبه، علم طفلك أن الجميع لديهم عيوب وهذا أمر طبيعي.
ممارسة القمع
يعتقد بعض الآباء والأمهات أن كلماتهم وقواعدهم بالمنزل قانون لا يمكن تجاوزه مطلقاً، إنهم لا ينظرون إلى أطفالهم على أنهم أفراد مفكرون ومستقلون، بل يجبرون أطفالهم على القيام بما يتناسب مع رغابتهم هم وليس رغبات أطفالهم، بدلاً من ذلك، يجب على الآباء تشجيع أطفالهم على تنمية شعورهم بالاستقلالية، إن ممارسة سياسة القمع مع الطفل ستؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء، وهي ليست طريقة صحية لتربية الأطفال.
أنواع الإساءة التي تؤدي إلى هدم شخصية الطفل
يمكن أن يؤدي سوء المعاملة من قبل الوالدين إلى هدم شخصية الطفل، حيث لا يقتصر الأمر على توجيه الكلمات والعبارات، بل يتعداها ليشمل الإساءة الجسدية والعاطفية وغيرها، فيما يلي نستعرض أنواع الإساءة التي تؤدي إلى هدم شخصية الطفل:[٣]
- الإساءة الجسدية: تعد من أسوأ أنواع الإساءة التي يمكن أن يتعرض لها الطفل كضربه وتعنيفه، إذا كنت تريد أن تلمس الطفل فلا تلمسه لضربه بل لحضنه، إن الإيذاء الجسدي من قِبل الوالدين من أكثر الأشياء التي تهدم شخصية الطفل، حيث يشعر الطفل عند تعنيفه أنه شخص سيئ، وأنه لا يستحق الاحترام.
- الإساءة العاطفية: يُظهر الآباء والأمهات في بعض الأحيان الخجل من أطفالهم عند تصرفهم بطريقة معينة، إن إظهار هذه المشاعر يعد نوعاً من الإساءة لعواطف الطفل ومشاعره، لا تجعل طفلك يشعر أبدًا أنك تخجل منه، أو تُشعره بالذنب حيال أمر ما، أو أنه غير مرغوب به في حياتك، سيؤدي ذلك إلى فقدان ثقته بنفسه والتأثير على شخصيته بصورة سلبية.
- الإساءة لقدراته العقلية: إهانة طفلك أمام الناس كقول: "أنت لست ذكياً، أنت غير ناضج"، يعد شكلاً من أشكال الإساءة الفكرية للطفل، والتي تؤدي إلى هدم شخصيته وفقدان ثقته بنفسه، لا توجه كلمات سلبية للطفل خاصة أمام الغرباء، أظهر لطفلك أنك تقدره وتؤمن بقدراته.
طرق لدعم شخصية الطفل
هناك العديد من الطرق التي يمكن للآباء والأمهات اتباعها لدعم شخصية أطفالهم بدلاً من هدمها، فيما يلي بعض هذه الطرق:[٢]
امنحهم الخيارات
امنح طفلك الحرية لاختيار ما يريد في بعض الأحيان، مثل اختيار ماذا يرغب أن يأكل على العشاء، سيؤدي ذلك إلى تعزيز ثقته بنفسه، والقدرة على اتخاذ القرارات.
تعزيز الشعور بالاستقلالية
امنح طفلك المزيد من المسؤوليات أثناء نموه ودعه يتخذ قراراته الخاصة، على سبيل المثال امنح طفلك فرصة اختيار ملابسه واتركه يرتديها بنفسه، سيؤدي ذلك لتعزز شعوره بالاستقلالية.
دعهم يعرفون أنه لا يوجد شخص مثالي
شجعهم على المجازفة وارتكاب الأخطاء في بعض الأحيان، أخبرهم أن ارتكاب الأخطاء يعد وسيلة مثلى للتعلم، وأن ارتكاب الأخطاء جزء طبيعي في الحياة وأن الجميع يخطئون.
دعهم يقومون بالأعمال المنزلية المناسبة لعمرهم
إن تكليف طفلك بمجموعة من الأعمال المنزلية للقيام بها تعد طريقة رائعة لمساعدته على تطوير نفسه واكتساب العادات الإيجابية، تأكد من إعطاء طفلك مهمة مناسبة للقيام بها وليس شيئًا خارجاً عن قدراته العقلية أو الجسدية، على سبيل المثال، لا تكلفه بالصعود على السلم لتنظيف النافذة، هذه مهمة لا تتناسب مع عمره، اختار مهمة سهلة كوضع الأطباق على الطاولة ومسح الغبار.
امنحهم حبك باستمرار
يجب عليك أن تُظهر حبك لأطفالك بشكل مستمر ومن غير شروط، على سبيل المثال لا تظهر حبك لطفلك فقط عندما يحصل على درجات عالية في المدرسة، سيجعل طفلك يعتقد أنك أظهرت حبك فقط لسبب وهو حصوله على درجات عالية، دع طفلك يعلم أنك تحبه بغض النظر عن أي شيء.
المراجع
- ↑ Miriam Aguirre (2015), "7 phrases that will destroy your child", REPORTERS-TIMES, Retrieved 2021. Edited.
- ^ أ ب GRACE MARGUERITE WILLIAMS (2011), "Ten Ways Parents Destroy Their Children's Self-Esteem", We Have Kids, Retrieved 2021. Edited.
- ↑ Narendra Goidani, "Abuse can destroy a child’s self-esteem", wow Parenting, Retrieved 2021. Edited.