لا شك أن للأب دور مهم في تربية طفله، وتنشئته تنشئةً صالحةً، فبحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، وُجد أن الأباء الذين يشاركون في تربية أبنائهم بشكلٍ فعالٍ منذ بداية حياتهم، أي منذ ولادة أطفالهم، لهم دور كبير في صحة أطفالهم العاطفية، والنفسية، وصحتهم الجسدية بشكلٍ عام، بالإضافة إلى الأثر الإيجابي على علاقات أطفالهم الإجتماعية، وشعورهم بالأمان، الذي ينعكس على ثقتهم بأنفسهم، فكيف يمكن لك أن تكون أباً جيداً وفعالاً في تربية طفلك؟[١]
كيف يمكن أن أكون أباً جيداً لأطفالي؟
يمكن تقسيم دور الأبوة، بحسب المرحلة الزمنية كما يلي:
الأبوة في مرحلة ما قبل الولادة
تبدأ الأبوة بمشاعرك، وواجباتك، ومسؤلياتك منذ أول يوم تكتشف فيه أن زوجتك حاملٌ بطفلك، فبالتأكيد ستشعر بالفرح عندما تعلم أن طفل جديد منك بدأ يكبر، وبنفس الوقت ستتشعر بمسؤليتك اتجاهه، إذ يمكنك مشاركة زوجتك في الذهاب إلى مواعيدها عند الطبيبة، وتوفير الفيتامينات ومستلزمات الحمل لزوجتك، بحسب التعليمات الطبية، فهذا يضمن ولادة طفلك بصحةً جيدة، وسيقربك من زوجتك أكثر، فيقلل أيضًا من خطر ولادتها المبكرة، وخطر الإجهاض أيضًا.[١]
الأبوة في مرحلة ما بعد الولادة
لا شك بأن هذه المرحلة هي خطوة صعبة في طريق الأبوة، والأمومة على حدٍ سواء، إذ تكون الأم متعبةً من الولادة وآلامها، وهنا يبرز دورالأب بشكل إيجابي على صحة الطفل وأمه، إذ سيتشارك الوالدان في الإعتناء بطفلهم الرضيع، والإستيقاظ ليلاً عند بكاءه، والمساعدة في تغير حفاظاته، ومعانقته كثيراً، والمشاركة في تغذيته، فكل هذه الأمور ستقوي علاقتك بطفلك، مما ينكعس بشكلٍ إيجابي على سلوك طفلك وثقته بنفسه، بل وسيقلل خطر المشاكل العقلية والنفسية لديه، وهذا يعني أن علاقتك الجيدة بطفلك، ستحميه وتجعله أفضل على المستوى الجسدي والنفسي والعقلي. [١]
الأبوة في مرحلة الطفولة
للأب دور مهم في هذه المرحلة الحساسة من حياة طفله، وفيما يلي بعض النصائح لتكون أباً داعماً لطفلك:
- اقضِ وقتاً كافياً مع طفلك: لابد أن الطفل بحاجة إلى قضاء وقتٍ ممتعٍ مع والديه على حدٍ سواء، فمشاركتك له اللعب، أو الحديث، سينعكس بشكلٍ إيجابي على علاقتكما. [٢]
- كن قدوةً لطفلك: في هذا العمر، يكون الطفل أشبه بلوحٍ فارغٍ، يمكنك أن تكتب عليه ما تشاء، لذا اهتم بما تعلمه لطفلك، وبنفس الوقت عليك الاهتمام بما تفعله أمامه، فطفلك سيقلدك بكل شيء.[٢]
- شارك طفلك الحوار: عندما تشارك طفلك الحوار حول موضوعٍ ما، وسؤاله عن رأيه فيه، ستعلمه بهذا أساسيات الحوار، وحل المشكلات فيما بعد.[٢]
- شارك في تدريس طفلك: فقد وُجد أن لدور الأب أهمية في النمو المعرفي والعقلي لدى الطفل بشكلٍ صحي، وهذا أيضًا سيعزز اهتمام طفلك بالدراسة.[٢]
- شارك طفلك الأكل على مائدة الطعام: للتجمعات العائلية لا سيما على وجبات الطعام أثر صحي على الجو العام للأسرة، فهذا سيقوي علاقتك بأطفالك، وسيشجعهم على التحدث عما حدث معهم خلال اليوم.[٢]
- شارك طفلك القراءة: لابد أن مشاركتك له القراءة، ستعزز اهتمامه بها في زمن التكنولوجيا والإنترنت، وكثرة الألعاب ووسائل الترفيه.[٢]
- وفر لطفلك بيئةً أسريةً آمنة: فلتكم أسرتكم مبنيةً على الاحترام والحب، فبالاحترام المتبادل ما بين الوالدين، سيشعر الأبناء بالأمان الداخلي والاستقرار، مما يعزز الجانب النفسي لديهم.[٢]
- علم طفلك تقدير ثمن الأشياء التي يمتلكها، وحمد الله عليها: إذ ننسى أحياناً نعم الله علينا، من المسكن، والمأكل، والملبس، وقد نظنها من المسلمات، لذا عليك تعليمه قيمة الأشياء، وترتيب الأولويات. [٣][٢]
- كن منفتحاً مع طفلك: فالأذواق والأساليب كلها تتغير مع مرور الوقت، لذا يجب عليك أن تتماشى مع رغبات طفلك، وتمنحه حرية الأختيار ضمن المحدود.[٣][٢]
- لا تصرخ في وجه طفلك: قد تشعر بالغضب من طفلك بسبب موقف أو سلوك ما خاطئ، لكن الصراخ ليس هو الحل الأكثل في هذه المواقف، لذا عليك أن تهدأ أولًا؛ لكي لا تدع طفلك يرى أنك تفقد السيطرة على نفسك؛ لأنه سيخاف منك وربما سيحاول تجنب التعامل معك مجدداً، وسيفضلب إخفاء الحقيقة عنك.[٤]
- تقبل فكرة أن طفلك شخص منفرد ومميز، وليس نسخة عنك: لذا لا تحمل طفلك مسؤولية تحقيق أحلامك ورغباتك التي فشلت في تحقيقها، وإنما ساعده في اكتشاف نفسه ورغباته ، وكيفية البدء بتحقيقها.[٣][٢]
- كن داعماً لطفلك: ادعم طفلك في الوصول إلى رغباته، وأحلامه، وتعزيز مهاراته ومواهبه.[٣][٢]
- ساعد طفلك في مواجه مخاوفه، والمشكلات: إذ يجب عليك أن تعلمه كيفية إيجاد الحلول، ووضع الخطط البديلة، حيث أنه بإمكانك طرح مشكلة ما وسؤاله عما قد يفعل لحلها، أو تركه لمواجهة خوفه من الفشل، عندما يكون خائفاً من امتحان ما، فقط قدم له الدعم، وراقب ماذا سيفعل.[٣][٢]
- علم طفلك مراعاة مشاعر الآخرين والاهتمام بهم ومساعدتهم: وهذا سيعزز الجانب الإجتماعي عليها ويقوي شخصيته.[٣][٢]
- حب طفلك دون شروط: وهذا يحدث عندما تتقبل طفلك بعيوبه ومميزاته.[٣][٢]
- قدم لطفلك المكافأت عند قيامه بأشياء جيدة: فجميعنا بحاجة لأشساء لطيفة تدعمنا لنستمر بالأشياء الجيدة التي نفعلها.[٥]
- كن صارماً مع طفلك عندما يخطئ: وهذا لكي لا يكرر فعلته، وكذلك ليتعلم أنه مسؤول عن أخطاءه، لذا يجب أن يفكر في أفعاله قبل الإقدام عليها، وإلا سينال العقاب.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت "Fathers Play an Important Role in Child Development", kidcentraltn. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص "HOW TO BE A GOOD FATHER: TIPS & ADVICE FOR DADS", brighthorizons. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "10 Traits of a Great Father", askmen. Edited.
- ↑ "How to Be a Good Father", wikihow. Edited.
- ^ أ ب "10 Ways To Be a Better Dad", fatherhood. Edited.