طرق تربية الأطفال القديمة

كان الأهل قديمًا يتبعون طرقًا لتربية أطفالهم تختلف بشكلٍ كبير عن الطرق الشائعة اليوم، وفي النقاط التالية نستعرض عددًا منها:[١][٢]


إلزام الأطفال بالقرارات

عندما كان الأطفال يحتاجون إلى موافقة أهلهم على شيءٍ ما قبل الحصول عليه أو القيام به، وكان الأهل يرون أنه غير مناسبٍ لهم لأي سببٍ كان، كانوا حينها يكتفون بقول كلمة "لا"، وكانوا يقولونها لمرة واحدة وبحزم، كي يقتنع الأطفال أنها قرارٌ نهائي غير قابلٍ للتغيير، مما كان يجعل الأطفال يترددون في الإلحاح على أهلهم لتغيير قرارهم، ويلتزمون بما تمّ إخبارهم به.


التزام الأهل بدورهم

قديمًا، كان الوالدان يلتزمان بدورهما، باعتبار أنهما يملكان سلطة عليا على الأطفال، وكانا يضعان الحدود بينهم، ولا يسمحون لهم بتجاوزها، في طريقة منهما للحفاظ على مكانتهما في أعين أطفالهم، وإلزامهم باحترامهما، فلم يكن الأهل حينها يقبلون بأن يعاملهم أطفالهم كأصدقاء، لأن هذا كان يضعف من دورهم في حياة الأطفال، ويدفعهم لكسر القواعد، ويحرم الأطفال من فرصة تعلم تحمل المسؤولية.


المهام المنزلية

كان الأهل يطلبون من أطفالهم القيام بالمهام المنزلية لثلاثة أسباب؛ أولها هو استحقاقهم للأشياء التي تُمنح لهم، كالمصروف والألعاب وغيرها، أما ثاني الأسباب، فكان يتعلق بتعلم الأطفال كيفية القيام بهذه المهام، إلى جانب تعليمهم تحمل المسؤولية، وجعلهم يشعرون بأنهم أنجزوا شيئًا مفيدًا، في حين أنّ السبب الثالث يتمثل في دور مثل هذه المهام في تقوية ارتباط أفراد العائلة ببعضهم، من خلال تقديم المساعدة، والقيام بأمور تفيد العائلة بأكملها.


اللعب في الخارج

قبل ظهور التكنولوجيا وتقدم العالم، كان الأهل يسمحون لأطفالهم باللعب خارج المنزل في الهواء الطلق، وتحريك أجسادهم بحرية، وتنمية مهاراتهم الإدراكية وحواسهم؛ الأمر الذي كان يسمح لأجساد الأطفال وعقولهم بالنمو معًا، كما كان الأهل في أغلب الأحيان لا يشاركون اللعب مع أطفالهم، وكان السبب وراء ذلك انشغالهم؛ الأمر الذي كان يترك أمام الطفل آنذاك خيار اللعب بمفرده، أو مع أشقائه في حال كان عنده أشقاء، أو مع أصدقائه.


السماح للأطفال بارتكاب الأخطاء

كانت الأخطاء واتخاذ القرارات الخاطئة من الطرق التي يتعلم من خلالها الأطفال الدروس الحياتية وتحمل المسؤولية، ولهذا كان الأهل قديمًا لا يحمون أطفالهم من الوقوع فيها، وكانوا يضعون أمامهم الخيارات ويسمحون لها بانتقاء ما يريدونه منها، بشرط أن يتحملوا العواقب المترتبة عليها، كي يتعلموا المهارات الصحيحة لاتخاذ القرارات، ويعلموا أنّ الحياة لا تسير بوتيرة واحدة منصبة دائمًا في مصلحة المرء.


طرق تربية الأطفال الحديثة

هناك من الأهل من لا يحبذون اليوم اتباع طرق التربية القديمة؛ الأمر الذي ساهم بظهور طرق تربية حديثة، ندرج عددًا منها فيما يلي:[٣][٤]


أسلوب النقاش

تعتمد طرق التربية الحديثة أسلوب النقاش للتعامل مع الأخطاء التي يرتكبها الطفل، من خلال تجنب عقابه مباشرة بمجرد ارتكابهِ لها، وتشجيع الأهل بدلاً من ذلك على ضبط الأعصاب والحفاظ على الهدوء، وإجراء محادثة مع الطفل بخصوص سلوكه، لمعرفة الأسباب التي دفعته لذلك، وكيفية شعوره تجاهها، وجعل الطفل يقر بفعلته، ويدرك أين موضع الخطأ فيما قام به، وذلك لمساعدته على عدم تكرار السلوك في المرات القادمة.


التربية المتساهلة

يمكن تكوين فكرة عن ماهية أسلوب التربية هذا من اسمه؛ حيث يكون الأهل المتبعون للتربية المتساهلة مع أطفالهم غير حازمين أو صارمين البتة، مع إعطاء توجيهاتٍ قليلة جدًا لهم، وعدم منعهم من القيام بما يريدون أبدًا، وفي كثيرٍ من الأحيان يتعامل الأهل المتبعون لأسلوب التربية المتساهلة وأطفالهم مع بعضهم البعض كأصدقاء، لا كأهلٍ وأطفالهم، كما لا يقيد الأهل حرية الاختيار عند أطفالهم أبدًا، ويكونون متاحين دائمًا لهم إذا ما أرادوا الحديث معهم.


تقديم المكافآت باعتدال

في طريقة التربية الإيجابية الحديثة هذه، لا يقدم الأهل لأطفالهم الرشاوي ليقوموا بما هو جيد؛ لأن هذا يجعل الأطفال ماديين وأنانيين، ويُنصحون بدلاً من ذلك بتقديم المكافآت البسيطة والصغيرة عندما يقوم الطفل بإنجاز أمرٍ ما أو التصرف بسلوك حسن، باعتبار أنّ مثل هذه الأشياء، وحتى على الرغم من بساطتها، تترك أثرًا بالغًا في نفس الطفل، وتجعله يشعر بقيمة ما قام به.


التربية الحرة

يعتمد الأهل في طريقة التربية الحديثة هذه على غرائزهم، وحدسهم، وحتى على نفس طرق التربية التي اتبعت معاهم في طفولتهم، ويتجنب الأهل أيضًا في التربية الحرة الاستماع لآراء الآخرين بخصوص تربية الأطفال، ويعتمدون في تعاملهم مع أطفالهم على ما يشعرون تجاههم وتجاه احتياجاتهم، بالإضافة إلى ما يصدر من الأطفال من إشارات تدل على ما يحتاجون إليه.


التوعية الفعالة

بدلاً من انتقاد الطفل على سلوكه السيئ، وإشعاره بالعار بسببه، ووصمه ونعته بألقاب وكلمات تهدم شخصيته وتؤذي نفسيته، تعتمد طريقة التوعية الفعالة على تقويم سلوك الطفل دون اللجوء لهذه الأساليب، وجعل الطفل يدرك خطأه ويصححه من خلال إخباره بخطئه مباشرة، وبأنه غير مقبول، بدلاً من إضاعة الوقت على توجيه الانتقادات والشتائم، أما في حال تكرار الطفل لسلوكه السيئ، فيمكن حينها إجراء محادثة معه، لتوضيح العواقب التي قد تترتب على فعلته في المرات القادمة.


المراجع

  1. "These 9 Old-Fashioned Parenting Tips Might Actually Be Worth Revisiting", romper, Retrieved 5/9/2022. Edited.
  2. "12 Old-School Ways I Parent My Kids", scarymommy, Retrieved 5/9/2022. Edited.
  3. "The 7 most common parenting styles — with modern makeovers", care, Retrieved 5/9/2022. Edited.
  4. "6 PARENTING STYLES FOR THE NEW GENERATION", kinderkindkids, Retrieved 5/9/2022. Edited.