يسعى الوالدن بشكل دائم إلى تربية أطفالهم ليكونوا أفضل نسخة ممكنة من أنفسهم، حيث ترغب الأسرة في تربية طفل على أخلاق وقلب طيب ومنظومة قيميّة رصينة وموهبة وقدرة لاتخاذ قرارات جيدة، فإن الهدف النهائي الذي يسعى له الوالدان هو تنشئة طفل يتمتع بشخصية جيدة، لذا فإنّ الآباء والتربويين يهتمون على حد سواء بطرق واستراتيجيات بناء شخصية الطفل، ويعد بناء شخصية الطفل من الأمور الهامة التي تقوم بها مؤسسات التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، حيث إنّ بناء شخصية طفل والاهتمام بها يقود إلى إيجاد فرد صالح ومنتج داخل المجتمع.[١]
الأسرة والمدرسة وبناء شخصية الطفل
إن بناء الشخصية يعتبر مفهوم واسع النطاق وله أهمية كبيرة في حياة الإنسان خصوصاً في مرحلة الطفولة لدوره الكبير في ترسيخ القيم الإنسانية في الطفل وتعليمه طرق الحياة والتفكير بشكل عام، وتلعب المدارس دوراً حيوياً في بناء شخصية الطفل، ولكن يلعب والدا الطفل دوراً أكثر أهمية؛ فالآباء هما المعلم الأول في حياة الطفل، والأسرة تقوم بدور أساسي في تعلّم القيم والعلاقات وتساهم في بناء الشخصية الجيدة من خلال أساليب تربوية صحيحة، وتقوم المدارس بدور تكاملي مع الأسرة حيث تؤكد على تلك القيم الإيجابية كالنزاهة والاحترام والمسؤولية واللطف والصدق والمساواة والتعاطف، إذاً لا يمكن أن يحدث بناء وتطوير الشخصية داخل الفصل الدراسي فقط بل تساهم الأسرة بالتعاون والتنسيق مع المدرسة حيث يجب على الآباء أن يكونوا نشيطين في عملية بناء شخصية الطفل أيضاً، لإنّ التأثير الأكبر في حياة أي طفل يأتي من البيئة الأسرية، ويمكن بناء وتطوير الشخصية لدى الطفل من خلال التفاعل مع الأسرة والمدرسة معاً.[٢]
طرق بناء شخصية الطفل
لقد أشار علماء النفس والتربية إلى أنّ هناك مجموعة وطرقاً متعددة لمساعدة الوالدين ومقدمي الرعاية على بناء شخصية الطفل، ومن تلك الطرق ما يلي:[١][٣]
- كن نموذجًا وقدوة يحتذى بها: وهي من أهم الطرق التي يمكنك من خلالها المساعدة في بناء شخصية طفلك حيث أنّ ذلك يمكنه من بناء منظومة سلوك صحيحة، لذا قم بنمذجة الاختيارات والأفعال الضرورية لكي تكون شخصاً ذو شخصية جيدة، فإذا كنت صادقاً وجديراً بالثقة وعادلاً ورحيماً ومحترماً ومنخرطاً في الصالح العام لأسرتك ومجتمعك، فسوف يرى أطفالك هذا في أفعالك وخياراتك اليومية، كما سيرون أيضاً أن هذا السلوك يجلب شعوراً بالبهجة والرضا والسلام لأسرهم، ويقومون بتقليده.
- قم بتعليمه التعليمات والقوانين والأنظمة: يجب أن يتعلم الطفل أهمية النظام، ووجود قوانين وحدود وأن تكون هناك دائماً قواعد وقوانين في الحياة، ويجب أن يدرك عواقب السلوك فذلك يساعده على بناء منظومة واضحة من السلوك الصحيح.
- ساعد طفلك على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتطوعية: إنّ تشجيع طفلك على القيام بخدمة المجتمع والتطوع والمشاركة في الأنشطة الرياضية والاجتماعية والتطوعية تعّد تجربة مجزية للتعلّم وبناء مهارات ومعارف وخبرات جديدة.
- شارك طفلك أنشطته: هناك أهمية كبيرة لانتقاء الأنشطة المشتركة حيث يجب أن تكون ملائمة للمرحلة العمرية للطفل وذات فائدة ومشوقة للطفل، كاختيار أنشطة ترفيهية ومشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية وقراءة القصص والألعاب الجماعية.
- قدّم للطفل فرصاً أكبر للممارسة والتجريب: يجب أن يدرك الطفل أنّ عليه أن يتدرب ويجرّب ويعمل في الحياة ليتعلم، لذا ساعده على المثابرة والعمل من خلال برامج التعزيز المختلفة، حيث يجب أن يمارس الأطفال ما تعلموه قبل أن يأتي إليهم بشكل طبيعي، ويمكن للأطفال التعلم بشكل غير مباشر وبناء شخصيتهم أثناء العمل والتعلم مباشرة عندما يسمعون دروساً في القيم أو يشاهدون بعض تلك المواقف، إلا أنّ ذلك التعلّم يبقى غير كافياً لكونهم يحتاجون إلى خبرة عملية لمعرفة المعنى الحقيقي للشخصية، لذا عندما تتاح لطفلك الفرصة لاتخاذ قرار معين،(على سبيل المثال: الاختيار بين صديقين، أو تحديد رياضة معينة للمشاركة بها)، ساعده في اتخاذ القرار والتجريب ورؤية وتقييم النتائج على حياته اليومية، وبالتالي تكوين خبرة عملية في مجالات حياتية متعددة.
- استخدم المواقف القابلة للتعليم لبناء الشخصية: يحتاج الأطفال إلى معرفة أنه عندما لا يلتزمون بالتعليمات والقواعد فسوف يتحملون العواقب، لذا قد تساعد بعض المواقف في التعليم وبناء الشخصية كاستخدام استراتيجيات الانضباط الفعالة، لذا اغتنم الفرصة دائماً لشرح سبب سلوك طفلك الخاطئ عند تصحيحه. فبناء الشخصية يكون من خلال العمل ويجب على الوالدين أن لا يختزلوا تعليم مهارات الشخصية على الكلمات وحدها. فالقيم تكتسب من خلال الممارسة، يجب على الآباء مساعدة الأطفال من خلال تعزيز العمل الأخلاقي والانضباط الذاتي والعمل الجيد وترسيخ العادات والسلوك الصحّي.
- قم بسرد قصص وحكايات هادفة لطفلك: يمكن غرس كثير من القيم والخصائص الشخصية في عقل الطفل من خلال رواية القصص والحكايات ومناقشتها معهم مع الأخذ بعين الاعتبار مراحلهم العمرية.
- التخطيط التربوي الصحيح: إنّ الآباء الذين يخططون بوعي ويكرسون الوقت لتربية الأطفال يساهمون في بناء شخصية أطفالهم بشكل أفضل.
- قم بتنظيم أوقات طفلك: ساعد طفلك بتنظيم برامجه وأنشطته والتأكيد على أهمية الوقت، بالإضافة للمشاركة معه في التخطيط وتحديد الأولويات، كتنظيم الدراسة واللعب على سبيل المثال.
- الإصغاء للطفل والحديث معه: يجب أن يكون للوالدين آذان صاغية حيث أن الطفل يرغب أن يتم الاستماع له ومناقشته حيث أنّ ذلك يساهم في بناء شخصيته بشكل عام. لذا قم بتعلّم الاستماع إلى أطفالك، فهي واحدة من أعظم الأشياء التي يمكن للوالدين القيام بها من أجلهم هو أخذهم على محمل الجد وتخصيص وقت للاستماع، والمشاركة الفاعلة معهم.
- شارك بفاعلية في الحياة المدرسية لطفلك: إنّ المدرسة هي الحدث الرئيسي في حياة أطفالنا، ففي المدرسة تتوسع مداركهم ومعارفهم وتنمو مهاراتهم، لذا كن على اطّلاع على الأنشطة والتفاعلات داخل البيئة المدرسة لتوظيفها في بناء شخصية الطفل وتعزيز دوره في الأسرة والمدرسة معاً.
المراجع
- ^ أ ب "10 Ways to Raise Kids with Character", www.nymetroparents.com. Edited.
- ↑ "Ways To Build Character In Kids", www.ecoleglobale.com. Edited.
- ↑ "Ways To Build Character In Kids", www.ecoleglobale.com. Edited.