متى يجب أن يتكلم الطفل؟

عادًة ما يبدأ الأطفال بنطق كلمتهم الأولى في العمر 8-15 شهرًا، حيث يعتمد ذلك على مدى قوة اللغة لديهم، وتدرّبهم على ذلك مع الوالدين أو غيرهم، كما تجدر الإشارة إلى أنّه بمجرد بلوغهم 18 شهرًا، يجب أن يكونوا قادرين على التكلّم باستخدام ما يُقارب 10 كلمات جديدة كل شهر بعد ذلك.[١]


كما تزداد سرعة توسع مفرداتهم اللغوية في عمر 17-20 شهرًا، حيث يصبحون قادرين على التكلّم باستخدام 50 كلمة مختلفة تقريبًا، ومع ذلك قد تختلف هذه الأرقام من طفلٍ إلى آخر، فكل طفل يتعلم بسرعة وطريقة معينة، وما على الوالدين سوى التركيز على تعليمهم كلمات جديدة والتواصل معهم بفعالية.[١]


كيفية تعليم الطفل الكلام

يُعتبر من أهم عوامل تشكيل شخصية الطفل وقدرته على التعبير لفظيًا عن احتياجاته ومشاعره، التواصل اللفظي الفعّال بينه وبين الوالدين، ويُمكن اتباع مجموعة من الطرق لتعليم الطفل الكلام، ولكن تختلف هذه الطرق حسب عمره على النحو الآتي:


منذ الولادة ولغاية 6 أشهر

لا يتكلم الطفل خلال هذه الفترة، ولكنّه يصدر عادًة أصوات مناغاة مختلفة، كما يُمكنه فهم أنّ الشخص الذي أمامهم يتحدث معه، وغالبًا ما يلتفت إلى مصدر الأصوات من حوله ويتفاعل معها، وهنا يكمُن دور الأهل بتعليم وتشجيع الطفل على الكلام، حتى يُصبح قادرًا على نُطق كلمته الأولى،[٢] وللوصول إلى هذه المرحلة يُنصح بتطبيق ما يأتي:[٣]

  • حمل الطفل عن قرب والنظر إليه والتحدّث معه، حيث يُحب الأطفال عمومًا القرب من الوالدين والنظر إليهم، وبذلك سوف يُراقبونهم جيدا أثناء حديثهم ويتفاعلون معهم.
  • التحدّث معه عمّا تفعله له أثناء إطعامه أو تغيير ملابسه أو ملاعبته.
  • الغناء له، حيث يجذب انتباهه ذلك، ويُساعده على ضبط إيقاع الأصوات واللغة بشكلٍ جيّد.
  • تكرار الأصوات التي يُصدرها، فهذا يعلم الطفل مفهوم الاستماع والتناوب في محادثة.


من 6 إلى 12 شهرًا

يُمكنك تطبيق ما يأتي:[٣]

  • تسمية الأشياء التي يمكن رؤيتها والإشارة إليها أمام الطفل، على سبيل المثال، القول له: "انظر!، قطة"، حيث سيساعده ذلك على تعلّم الكلمات، وفي الوقت المناسب سيبدأ بالتقليد والكلام من تلقاء نفسه.
  • البحث عن كتب للأطفال وقراءتها له والتفاعل معها.
  • اللعب مع الطفل ألعاب تعتمد على الكلام، حيث يُعلمه ذلك مهارات مهمة، مثل التناوب والانتباه والاستماع.
  • منع الطفل من استخدام اللهاية بشكلٍ نهائي بعد عمر 12 شهرًا.


من 12 إلى 18 شهرًا

يُمكنك تطبيق ما يأتي:[٣]

  • تجنب انتقاد الطفل عندما يُخطئ بالكلام، بل يجب تشجيعه والتفاعل معه، حيث يجب الابتعاد عن قول أيّة كلمات قد تهدم شخصية الطفل، وتمنعه من التعبير والكلام بأريحية.
  • العمل على زيادة مفردات الطفل من خلال إعطائه عِدة خيارات، مثل القول له: "هل تريد تفاحة أم موزة؟".
  • الاستماع إلى أناشيد الأطفال والترديد معها، وتطبيق الحركات الخاصة بها في حال وجودها.
  • استخدام الألعاب والكتب التي تُصدر صوتًا.


من 18 إلى 24 شهرًا

يُمكنك تطبيق ما يأتي:[٣]

  • تكرار الكلمات أثناء الحديث مع الطفل، حيث يُساعده ذلك على تذكرها وحفظها، مثل القول له: "أين حذاؤك؟"، "هل ترتدي حذاء أزرق اليوم؟"، " هيا لترتدي حذاءك".
  • توجيه تعليمات بسيطة وقصيرة للطفل، حيث يُساعده ذلك على فهمها وحفظها في هذا العمر، مثل القول له: "طفلي الحبيب، ارتدِ معطفك" أو "أغلق الباب لو سمحت".
  • سؤال الطفل والطلب منه الإجابة والتفاعل معك، مثل سؤاله "ماذا تفعل الآن؟"، أو الطلب منه الإشارة إلى أذنيه أو إلى أنفه وما شابه ذلك.
  • تحديد وقت معين لمشاهدة التلفاز، بما لا يزيد عن 30 دقيقة خلال هذه الفترة من العمر.


من 2 إلى 3 سنوات

يُمكنك تطبيق ما يأتي:[٣][٤]

  • مساعدة الطفل على بناء جمل كاملة، مثل قول "أين ذهب الكلب؟"، بالإضافة إلى محاولة الرد عليهم بجمل أطول على سبيل المثال، إذا قالوا "جورب"، أجب بـ "نعم، نحن ننزع جوربك".
  • جذب انتباه الطفل وتشجيعه بمناداته باسمه في بداية الجملة، ثم طرح الأسئلة عليه مع منحه متسعًا من الوقت للإجابة والتعبير.
  • التحدث مع الطفل أثناء القيام بالأعمال الروتينية، مثل التنظيف، أو الطبخ، أو التسوق، حيث يحب الأطفال المشاركة في هذه الأعمال والمساعدة، وتُعتبر فرصة للتحدّث معهم.


ماذا لو لم يتمكن الطفل من الكلام؟

يُمكن أن يُواجه بعض الأطفال مشكلة عدم القدرة على الكلام والتواصل اللفظي أو استخدام كلمات محدودة، بالرغم من بلوغ السن المناسب لذلك، وبذل الأهل جهدًا كبيرًا في تعليمهم، وحينها يُنصح بعرض الطفل على طبيب أطفال مختص لتشخيص حالته وتحديد الطريقة المناسبة للعلاج.[٢]


حيث يُمكن أن تكون المشكلة بسبب وجود إعاقة ذهنية، أو مشكلة في السمع، أو حتى بسبب الإصابة بما يُعرف باضطراب طيف التوحّد، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد يحتاج الطفل إلى تقييم شامل من قِبل اختصاصي تخاطب وطبيب نفسي للأطفال.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "How to Get My Toddler to Talk", momlovesbest.com, 13/11/2021, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت Valencia Higuera (25/3/2020), "How to Teach Your Toddler to Talk", healthline.com, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Help your baby learn to talk", nhs.uk, Retrieved 13/12/2022. Edited.
  4. "Talking and play: toddlers", raisingchildren.net.au, 22/3/2021, Retrieved 13/12/2022. Edited.