قد يكون التعامل مع الطفل كثير الحركة مهمة صعبة على الوالدين. ولكن ذلك النشاط يمكن أن يكون مصدراً للتعليم والتدريب إذا ما أتقن الآباء التصّرف والإدارة التربوية الفعّالة لسلوك الطفل، حيث يبدو الطفل في البداية بأنّه متعدد الأنشطة ولديه صعوبة في الاستماع أو اتباع التوجيهات، وقد يكون أداؤه ضعيفاً في المدرسة أيضاً، ويتسبب بمشكلات سلوكية، ولكن رغم ذلك يمكن إعادة توجيه سلوكه بالاستعانة ببعض النصائح التربوية والتي يمكن أن تجعل من التعامل مع الطفل كثير الحركة أمراً ممتعاً وأكثر سلاسة أسهل وأكثر فاعلية.[١]


خصائص الطفل كثير الحركة

هناك مجموعة من الخصائص والسمات والسلوكيات يمكن الاستدلال من خلالها على أنّ ذلك الطفل يعتبر كثير الحركة، ومنها:[٢]

  • يجد الطفل كثير الحركة صعوبة في الاستماع إلى التوجيهات أو اتباعها.
  • لا يمكنه الجلوس في مقعده ويتحرك بشكل متكرر وكثير.
  • يتحدث كثيراً أو يقطع محادثات الآخرين.
  • يفشل الطفل كثير الحركة في اتباع التعليمات أو القيام بروتين خطوة بخطوة.
  • هو شخص مندفع، مفرط في الحماسة وينتقل بسرعة من نشاط إلى آخر.
  • يمكن أن يصبح شخصاً قلقًا أو محبطًا أو غاضبًا أو حزينًا بسهولة.


تربية الطفل كثير الحركة

إنّ التعامل مع الطفل كثير الحركة يجب أن يكون ضمن برامج واستراتيجيات وخطط علمية واضحة بالنسبة للوالدين، حيث أنّ ذلك الطفل يحتاج إلى الشعور بالاسترخاء وتنظيم أموره واحتياجاته، لأن ذلك يمكن أن يساعد الطفل على الانتباه والتركيز بشكل أفضل وأن يكون أقل حركة، ومن النصائح التربوية في التعامل مع الطفل كثير الحركة، ما يلي[١][٣]:

  • إعادة توجيه وتنظيم طاقتهم: يمكن إعادة تنظيم طاقتهم من خلال اللعب والقيام بالأنشطة، والبحث عن وسيلة للتنفيس عن طاقتهم وتهدئة عقولهم كالرياضة والرحلات الترفيهية، كما يحتاج الأطفال إلى الركض واللعب كثيراً.
  • الاهتمام بالطفل والاستماع إليه: امنحهم اهتمامك الكامل وأعطِهم آذاناً صاغية لمخاوفهم واهتماماتهم ومخاوفهم. واطلب منهم أيضاً إعداد قوائم مهام وتفصيل التعليمات المعطاة لهم.
  • مساعدة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم: يجد الأطفال الذين يعانون من الحركة الزائدة صعوبة في التعامل مع الغضب والحزن والقلق. لذا قم بمساعدتهم في التعامل مع مشاعرهم وأخبرهم بما هو جيد وما هو سيئ وكن حاضراً لسماعهم دوماً.
  • اجعلهم يسترخون: قلل من عوامل الإلهاء ووقت التعرّض للشاشات سواءً عبر الأجهزة الإلكترونية أو الكهربائية. وبدلاً عنها قم باصطحابهم إلى بيئة مفتوحة خضراء مريحة.
  • كن صبوراً، وكن مصمماً على بناء التغيير المنشود لدى طفلك، وقم بتوظيف مستويات طاقة طفلك العالية بشكل جيد.
  • العلاج السلوكي: وهي من التقنيات الفعّالة مع الطفل كثير الحركة، ومن أساليب العلاج السلوكي: كافئ طفلك على السلوك الحميد، وكذلك عند الاستماع إليك، والالتزام بالروتين، وقم بتشجيعهم على الالتزام بالنظام، وإعلامهم بما هو متوقع منهم. حيث أنّ أفضل طريقة للتعامل مع طفل كثير الحركة هي إشراك عقله وجسمه وتوجيه طاقتهم.
  • تقسيم المهام: من الصعب على الطفل كثير الحركة اتباع قائمة طويلة من التعليمات وتذكرها. بدلاً من ذلك، قم بتقسيم المهمة إلى أجزاء أصغر. وأطلب من الطفل أن ينظر الطفل إليك عندما تشرح الأشياء وتقّدم المعلومات في أجزاء صغيرة وسهلة الفهم. وقم بجعل الطفل يكرر كل خطوة للوراء.
  • كتابة التعليمات: يمكن أن تساعد الكتابة الطفل على اتباعها. كما تسمح القائمة المكتوبة خطوة بخطوة للطفل كثير الحركة بالتركيز على خطوة صغيرة واحدة في كل مرة. ويمكنه الرجوع إلى القائمة للمساعدة في تحريك وتنشيط ذاكرته لما قيل له وشطب الخطوات عندما يكملها.
  • التقليل من عوامل الإلهاء: لا بد من الانتباه إلى الأشياء التي لا يلاحظها معظم الناس بسهولة وهي تشتت انتباه الطفل. لذلك، يجب أداء المهام التي تتطلب التركيز، مثل الواجب المنزلي، في منطقة توفر الحد الأدنى من المثيرات المشتتة. وقم بوضع الطفل في مكان مريح بعيداً عن النوافذ والأبواب. واسمح له كذلك بالتحرك ولكن لا تسمح له بالتشتت بسبب أشياء أخرى.
  • قم بإنشاء مساحة عمل دافئة وجذابة: أخبر الطفل أن مكان العمل أو الدراسة سيساعده على التركيز، ويشجعه على المشاركة في تصميم مكان يشعر فيه بالراحة لتقديم أفضل ما لديه.
  • التعزيز الإيجابي: إكمال المهمة هو صراع كبير لطفل كثير الحركة. لذلك، من المهم أن يدرك الطفل أن المهمة تستحق إكمالها. وقم بمنحه الثناء والمكافآت كلما أكمل الطفل مهمة ما بنجاح. أيضًا، اسمح له بمكافأة نفسه من خلال تعيين المهام التي تؤدي إلى الحصول على جائزة، والتعزيز الإيجابي هو مكافأة لاجتياز صراع إنجاز المهمة. وامنح الطفل الحرية في إكمال المهام بأي ترتيب بدلاً من البدء من الأعلى والعمل في طريقه إلى أسفل.
  • ساعد الطفل على إنشاء قائمة بالمهام: إن وجود قائمة بمسؤوليات ومهمات وواجبات يمكن أن يساعد الطفل على بناء الاستقلالية. كما تمنح تلك القائمة المكتوبة الطفل مرجعاً مرئياً لاستخدامه عندما يشتت انتباهه أو ينسى ما يفترض أن يفعله. لذا قم بإعلام الطفل بإمكانية الرجوع إلى القائمة كلما شعر بالملل أو عندما يكون غير متأكد مما يجب فعله بعد ذلك. ويجب الانتباه إلى عدم معاقبة الطفل على عدم استكمال قائمة المهام خلال فترة زمنية محددة.
  • لا تكن متسرعاً في استخدام الأدوية: قد يبدو التعامل مع طفل كثير الحركة صعب ولكن لا يجب أن يكون الملجأ السريع هو استخدام الأدوية، لذا يجب الصبر والمحاولة والحصول على الاستشارة الطبية والتربوية أولاً. صحيح أنّ بعض الأدوية يمكن أن تساعد في تحقيق التوازن في كيمياء الدماغ لمن هم في حاجة إليها ومع ذلك، فإن الأدوية قد تحمل آثاراً جانبية ويجب ألا تكون الخيار الافتراضي. وحتى إذا لم تنجح طرق تعديل السلوك خلال فترة زمنية، فيجب عليك أنت وطبيب طفلك العمل معاً لتقرير ما إذا كان الدواء مطلوباً أم لا. ومع ذلك، ينبغي أن يكون هذا هو الملاذ الأخير وليس الخيار الأول.
  • اشغل وقت طفلك باستمرار: إنّ النشاط والحركة الكثيرة ترتفع بغياب البيئة النشطة كالمدارس والمراكز، حيث يحتاج الأطفال إلى فرصة للركض واللعب وممارسة الأنشطة ببساطة في مكان غير منظّم خارج المدرسة والمنزل. ولا بد من التأكيد على أهمية وجود وقت للعب في الخارج كل يوم.
  • كن متعلماً: تعلم بقدر ما تستطيع عن المشاكل والمخاوف حول طفلك. اقرأ وطالع أي نشرات أو مواد إعلامية أو كتب أو مجلات يتم التوصية فيها لك من خبراء التربية وعلم النفس والسلوك والطفولة. وقم بإجراء البحوث والدراسات الخاصة بك أيضاً؛ مع الأخذ في الاعتبار أن المعلومات يجب أن تكون موثوقة ومن مصادر علمية موثوقة.
  • استشر الخبراء: من المفيد أن تزوّد نفسك بالمعلومات الصحيّة من خلال القراءة والتحدث إلى الخبراء والمتخصصين التربويين، قبل القيام بأي إجراء سلوكي مع الطفل.



المراجع

  1. ^ أ ب "7 Effective Games & Activities To Handle Hyperactive Kids", www.flintobox.com. Edited.
  2. "How to deal with a hyperactive child at home", www.uchealth.org. Edited.
  3. "10 Tips For Coping With A Hyperactive Child", www.everydayhealth.com. Edited.