تعتبر الأسرة وجود مراهق في بيتها تحديًا كبيرًا تتعامل معه بحذر، فتلك المرحلة العمرية تعّد أكثر المراحل تعقيدًا بسبب مواجهة الأبناء المراهقين لمجموعة كبيرة من التحديات في عملية إبراز هويتهم الشخصية، لذا فالظروف البيئية المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على شخصية المراهق وتطويرها، فمثلاً تؤثر البيئة الصفيّة الداعمة في المدرسة والعلاقات الاجتماعية الإيجابية على رفاهية المراهقين ورضاهم عن ذاتهم، حيث أنّ مفهوم الذات الإيجابي هو متغير هام في معادلة تطوير شخصية المراهق؛ فإذا شعر المراهق بالرضا عن نفسه، فقد يكون أكثر عرضة للتواصل مع الآخرين والاستفادة من الدعم المقدم في المدرسة، ولا تتوقف حجم التأثيرات على المدرسة فقط بل تلعب الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والثقافية والرياضية بالإضافة للأصدقاء والتكنولوجيا تأثيرًا كبيرًا في عملية تطوير شخصية المراهق وبنائها، وتبقى الأسرة هي حجر الزاوية في عملية التطوير وبناء شخصية قوية لدى المراهق.[١]


أساليب تطوير شخصية المراهق

إنّ تطوير شخصية المراهق والعناية بها تتطلب أدواراً كثيرة ومتعددة من الأسرة وبقية المؤسسات ذات العلاقة بالتنشئة الاجتماعية للمراهق، كما يمكن للوالدين أن يلعبوا دوراً مهماً ومحورياً في تقوية شخصية المراهق وتطويرها حتى يصبح شخصاً يتمتع بصحة جيدة جسدياً وعقلياً وعاطفياً، ويكون ذلك من خلال اتّباعهم لمجموعة من الخطوات والأساليب التي تساعدهم في تطوير شخصية المراهق، وهي:[١][٢][٣]


المحافظة على بقاء التواصل مفتوحًا ومتاحًا

يجب على الآباء التحدّث بصراحة مع ابنهم المراهق ومناقشة السلوكيات السلبية، وإخبارهم بأنهم يهتمون بمشاعرهم. فقد لا يتقبّل المراهقون لغة الأمر ولكنهم سيقدّرونها بشكل أفضل إذا ناقشها آباؤهم معهم من خلال شرح العواقب والسماح للمراهق باتخاذ القرار الصحيح.


إشراك المراهق في الأنشطة الاجتماعية واللامنهجية المتعددة

يمكن للوالدين تشجيع أبنائهم المراهقين على المشاركة والتطوّع في الأنشطة والبرامج التطوعية داخل مجتمعهم، بالإضافة إلى صقل اهتماماتهم اللامنهجية من خلال ممارسة الرياضة والفنون والموسيقى وما إلى ذلك. كما أنّه عندما يتواصل المراهقون مع الآخرين من خلال تقديم المساعدة والأعمال التطوعية، فمن المرجّح أن يشعروا بتحسن تجاه أنفسهم وذواتهم، فكلما كان المراهقون ذو فائدة وقيمة للمجتمع بشكل عام فهذا سوف يرفع من مستوى تقديرهم لذواتهم ويطوّر من شخصيتهم ويقويها.


تشجيع القدرة على حل المشكلات بشكل مستقل

يجب على الآباء مساعدة ابنهم في بناء الاستقلالية وهويته الذاتية، فالمراهقون يجب أن يتمكّنوا من استخدام أحكامهم واتخاذ القرارات بأنفسهم مع بقاء الوالدين على مسافة قريبة لتقديم المشورة عند الحاجة.


تشجيع العادات الصحيّة

يمكن للوالدين تشجيع ابنهم المراهق على تناول طعام صحّي، وممارسة الرياضة والنوم بشكل كاف، واستخدام الوسائل الإلكترونية ضمن حدود آمنة من خلال عدم الإفراط باستخدامها، حيث يوفر الانجذاب إلى عالم وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب ملاذاً آمناً للمراهقين، ولكن يمكن للوالدين المشاركة من خلال مساعدة أطفالهم على اتخاذ قرارات جيدة بشأن مقدار الوقت الذي يقضونه على الإنترنت.


كما أنّ تشجيع المراهقين على المزيد من برامج التمارين الرياضية المنتظمة متطلب ضروري لتطوير وبناء أجسامهم حيث يرتبط مفهوم الذات لدى المراهقين ارتباطاً وثيقاً بإحساسهم بالجاذبية الجسدية وصورة الجسد، ومن تلك الرياضات: تمارين القوة، والجري، واليوغا، والسباحة والألعاب الجماعية وغيرها، ولا يتوقف تأثير الرياضة البدنية على الجسم ولكن لها أثراً على العقل أيضاً.


تثقيف الأبناء ومساعدتهم في تطوير معارفهم ومهاراتهم

حيث يمكن للوالدين أن يلعبوا دوراً مهماً في تثقيف طفلهم الذي يكبر لمساعدته على اتخاذ قرارات عقلانية وآمنة.


تجنّب المقارنة مع الآخرين

لا تسعى لمقارنة طفلك المراهق مع الآخرين حيث أن ذلك لن يساعد في تطوير شخصيته، حيث يمكن أن يصبح المراهق على درجة عالية من الحساسية تجاه من هم قريبون منه وقد يتولّد اتجاهات سلبية اتجاه من تقارنه بهم. لذا وبغض النظر عما يختار المراهقون القيام به لا تقارنه بأداء غيره.


قدّم لهم فرصًا لتطوير مهاراتهم

لا بد من القيام بمراقبة مواهب المراهقين واهتماماتهم، فذلك يمكّن الوالدان من دعمهم في تنمية نقاط قوتهم. حيث يميل تقدير المراهقين لذواتهم أو إحساسهم بالقيمة والتقدي من خلال التميّز في بعض المجالات: كالكفاءة الرياضية، والكفاءة المدرسية، والمهارات السلوكية، والقبول الاجتماعي، وبناء الصداقات، والمجال العاطفي، بالإضافة إلى الرضا الوظيفي، والجاذبية الجسدية، لذا لا بد على الوالدين الانتباه إلى مهارات أبنالئهم وإبرازها ودعمها وتشجيعها، حتى يشعروا بمزيد من الثقة والقدرة والقوة.


كن صديقًا لهم

غالباً ما ينفتح المراهقون على الآباء الذين يتصرفون مثل أصدقائهم ويتفاعلون مع مشاكلهم دون قلق، كما أنّ وجودك قربه سيجعلهم يشعرون وكأن لديهم شخصاً يلجأون إليه عند الحاجة، وكذلك سوف يعتاد المراهق على الوثوق بك مما يجعله آمناً، وبالتالي فرصاً أكبر لنمو وتطوير شخصيته.


قدّم لهم فرص لاكتشاف الأشياء بأنفسهم

من الضروري أن تمنح أبناءك المراهقين مساحة لهم، رغم أفضلية بقائك قريباً منهم إلّا أنّه يجب عليك تركهم أحياناً ليعتادوا على محاولة حلّ المشكلات بأنفسهم، لأنّه بمجرد أن يفعلوا ذلك، سوف يشعرون بالفخر وستكون هناك ثقة واستقلالية متجددة لديهم، وهذا غالباً ما يقوم بمهمة تطوير للشخصية.


سلّط الضوء على الأمور والسلوكيات الإيجابية

إنّ الأخطاء لا بد أن تحدث، ولكن لا تبالغ في التركيز عليها وأظهر لطفلك المراهق بأنّه يقوم بالعديد من الأشياء بشكل صحيح أيضاً وهناك أمور إيجابية تستحق التقدير، وأنّ هناك طريقة أفضل لتصويب الأخطاء، حيث أنّ ذلك سيرفع من مستوى ثقة الطفل بنفسه.


أخبرهم بأهمية القواعد والتعليمات والحدود

للحياة قواعد وحدود معينة، إنّ معرفة المراهقين بالمنظومة القيمية التي تنظّم حياتهم يوسّع من مداركهم ويهذّب من سلوكياتهم مما يقدّم فرصاً لهم لبناء وتطوير شخصية سويّة.



المراجع

  1. ^ أ ب "Five Ways to Help Teens Feel Good about Themselves", www.greatergood.berkeley.edu. Edited.
  2. "For Parents: 6 Tips To Enhance Your Teen’s Personality", www.credihealth.com.
  3. "How to Enhance Your Teenage Children’s Personality", www.indianyouth.net. Edited.