تعّد التربية البيئية للأطفال حاجة ملحّة وضرورية لتحقيق النمو الصحّي لهم جسدياً وعقلياً، حيث يمكن أن يساعد التعليم البيئي المبكر أطفالنا على أن يصبحوا فضوليين وشغوفين بالطبيعة وتغير المناخ والقضايا البيئية وحماية الأرض التي يعيشون بها، ومن خلال تشجيع هذا الشغف في سن مبكرة من قبل الوالدين والمعلمين سيكون هناك فرصة أفضل لتنشئة جيل من المدافعين عن البيئة مدى الحياة والذين سيستمرون في عيش حياة مستدامة حتى بلوغهم سن الرشد، لذا يجب أن يبدأ الأطفال تعليمهم البيئي في الأسرة ما قبل المدرسة، ومن خلال ذلك سيتعلمون كيفية استخدام الموارد بحكمة والقيام بدورهم في الحفاظ وحماية البيئة من حولهم، ولا بد أن يدرك المربيون على أنّ الهدف من تعليم الأطفال التربية البيئية هو جعل الاهتمام بالطبيعة جزءًا من حياتهم، بدلاً من مجرد دراستها فقط، حيث أنّ المغزى من وراء هذا هو أن يطوّر الأطفال مستقبلاً عقلية بيئية ثابتة يستخدمها للتغلب على التحديات البيئية التي قد تواجهه بموقف استباقي والتزام قوي ومعرفة جيدة.[١]


مفهوم التربية البيئية

إنّ التربية البيئية للأطفال تعبّر عن تفاعل الأطفال مع البيئة المحيطة بهم، كما أنّها عملية تسمح للأفراد باستكشاف القضايا البيئية، والمشاركة في حل المشكلات، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين البيئة من حولهم، حيث يتم تشجيع الأطفال على البحث، والتحقيق واستقصاء والتعلّم حول كيفية حدوث الأشياء وأسبابها، بالإضافة إلى تشكيل آرائهم الخاصة حول القضايا المعقدة بدلاً من مجرد إخبارهم بالمعلومات فقط، كما يعزز التعليم البيئي أو التربية البيئية عند الأطفال مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وُيلهم الأطفال ليصبحوا أكثر تفاعلاً مع مجتمعاتهم. ويساعد الأطفال كذلك على فهم سبب أهمية البيئة ويوفّر لهم اللبنات الأساسية التي يحتاجونها لممارسة حياة صديقة للبيئة وبناء مهارات وسمات شخصية مستدامة تساعدهم في التعامل مع التحديات التي قد تواجههم في المستقبل.[٢]


أهمية التربية البيئية للأطفال

هناك مجموعة من الأمور التي تجعل من التربية البيئية للأطفال ضرورية ومهمة، وتلك العناصر هي:[٢][٣]

  • الطبيعة تغذي وتغرس شغف الاهتمام بالبيئة: إنّ قضاء الوقت في الخارج سيجعل طفلك أكثر اهتماماً بالبيئة، كما أنّ الاهتمام بالبيئة سيجعل الطفل يرغب في قضاء المزيد من الوقت في الخارج، فالتربية البيئية والتعليم الخارجي مرتبطان ارتباطاًَ وثيقاً، وكلاهما يساعد في تحسين حياة أطفالنا وكذلك البيئة.
  • يمكن أن يكون للطبيعة والبيئة تأثير عميق على الصحة البدنية والعقلية للأطفال: تؤكد الدراسات على أنّ وجود الطفل وتفاعله مع الطبيعة الخارجية لمدة ساعتين في الأسبوع ستزوده بالصحة الجيدة والرفاهية النفسية والعقلية. كما يمكن أن يؤدي تقديم الأطفال إلى الأماكن البيئية الخارجية الرائعة أيضاً إلى أداء أكاديمي أعلى، وتقليل من مستويات التوتر والضغط النفسي، وكذلك إلى تحسين المهارات الاجتماعية.
  • توفر الطبيعة للأطفال الحريّة في أن يكونوا أطفالًا: إنّ البيئة تقدّم للأطفال فرصاً أكثر لأن يستكشفون ويركضون ويصرخون ويضحكون؛ ويقفزون فوق البرك ويتسلقون الأشجار؛ يخترعون الألعاب والعوالم الخيالية. كما تتيح هذه الأنشطة للأطفال المخاطرة واكتشاف الأشياء والأسئلة والتجربة. وتلك التجربة والخبرة الحيانية مفيدة جداً لتطورهم ونموهم حيث يسمح للأطفال باكتشاف أنفسهم أثناء التفاعل مع محيطهم الطبيعي.
  • تشجيع الأطفال على تكوين عادات صحيّة: إنّ تربية أطفالنا عن البيئة يمكن أن يساعدهم على تطوير عادات مستدامة من المرجح أن تلتزم بهم عندما يكبرون، حتى الأنشطة الصغيرة لها تأثيرات كبيرة بمرور الوقت. وترتبط تلك العادات مع المرحلة العمرية للطفل، ومن تلك العادات الصحيّة والأنماط السلوكية الإيجابية: إعادة التدوير وجلب أكياس قابلة لإعادة الاستخدام للتسوق، بالإضافة إلى إغلاق محبس الماء أثناء تنظيف الأسنان وعدم الهدر في الماء، وإطفاء الأنوار في حالة عدم استخدامها، واستخدام زجاجات مياه قابلة لإعادة الاستخدام. فلا بد على مقدم الرعاية في الأسرة والمدرسة أن يكون مثالًا يحتذى به في ذلك، ويجب التأكّد من أن الأطفال يفهمون أهمية كل من هذه الإجراءات. وقم بإعطاء نفسك كمقدم رعاية الوقت الكافي لشرح وتعليم الأطفال تلك العادات، فعلى سبيل المثال: عادة توفير الطاقة الكهربائية فقل لهم: إنّ إطفاء الأنوار لا يحافظ على الطاقة فحسب، بل يحسن أكذلك جودة الهواء عن طريق الحد من حجم العمل الذي يتعين على محطات توليد الطاقة الملوثة للهواء القيام به. باختصار اشرح للأطفال كيف تؤثر أفعالهم على البيئة والتفكير في طرق لإحداث تأثير إيجابي.
  • إنّ التعلم والتربية الحقيقية لا تكون في الأسرة والمدرسة فقط: إن التعليم الحقيقي الفعّال يكون في البيئة الخارجية حيث تتوفر فرصاً أكثر للتعلّم التجريبي حيث تمكّن الأطفال من إجراء اتفاعلات مع البيئة وتطبيق ما يتعلمونه في العالم الحقيقي.
  • ارتفاع مستوى الخيال والإبداع والدافعية لدى الأطفال: إنّ التربية في البيئة تساعد الأطفال على اكتساب تعّلم عملي وتفاعلي، والذي بدوره يرفع من مستوى الدافعية ويستثير الخيال والإبداع. فعندما يتم دمج التربية البيئية في المناهج الدراسية، سيصبح الالأطفال أكثر حماساً وفاعلية للمشاركة في التعلّم، مما يزيد من تحصيل الأطفال في المجالات الأكاديمية الأساسية.
  • تساعد التربية البيئية في معالجة بعض المشكلات الصحية التي نراها عند الأطفال اليوم، مثل السمنة واضطرابات نقص الانتباه والاكتئاب، حيث أنه غالباً ما يتم تعديل كثير من الأنماط السلوكية غير الصحيّة من خلال تفاعل أكثر مع البيئة.


أهداف التربية البيئية للأطفال

هناك أربعة أهداف يمكن تحقيقها من خلال التربية البيئية للأطفال، وهي:[١]

  • جعل الأطفال أكثر وعياً بالمشكلات البيئية.
  • تعزيز اهتمام الأطفال في العناية بالبيئة وتحسينها.
  • تعزيز قدرات الأطفال في التعرّف على محيطهم.
  • توسيع معرفة الأطفال البيئية في مواضيع مختلفة، مثل: الطاقة والمناظر الطبيعية والهواء والماء والموارد الطبيعية والحياة البريّة.


المراجع

  1. ^ أ ب "Benefits of environmental education in kids", www.iberdrola.com. Edited.
  2. ^ أ ب "Why Environmental Education is Important for Kids", www.rubicon.com. Edited.
  3. "Top 10 Benefits of Environmental Education", www.plt.org. Edited.