تربية الطفل الزنان

أسباب الزن عند الأطفال

الطفل الزنان هو الطفل الذي يُصر بشدة على الحصول على الأشياء التي يريدها، ولا يستجيب لرفض الوالدين أو لكلامهم، ويبقى متمسكًا برأيه بعناد، ويستمر في تكرار طلبه دون كللٍ أو مللٍ، وقد يصل به الحد إلى البكاء والتصرف بغضب وبإزعاج كوسيلة لإقناع أهله وتحقيق مراده، وللزن عند الأطفال العديد من الأسباب، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:^[١][٢]

الرغبة في الممنوع: قد يمنع الأهل شيئًا ما عن طفلهم لمصلحته، ولكن عدم قدرة الطفل على استيعاب هذا الأمر قد يؤدي إلى زيادة رغبته في الحصول عليه، ولهذا قد يلجأ إلى الزن لتجاوز رفض أهله.

• لفت الانتباه: قد يتعرض الطفل للإهمال وقلة الرعاية من والديه، مما يدفعه ليصبح زنانًا وكثير الإلحاح عليهما ليجذب انتباههما.
• تأثير الأهل: هناك حالاتٌ يكتسب فيها الطفل الزنان حالته هذه من أحد والديه أو كلاهما؛ فالطفل يؤسس شخصيته بناءً على ما يراه ويسمعه في وسطه العائلي، وقد يكون الزن إحدى الصفات الشائعة بين أفراد أسرته.
• التمرد: هذا السبب له تأثيرٌ نفسي يتعرض له الطفل بسبب حضوره المستمر وسط الخلافات العائلية ومشاهدتهِ لها بكل تفاصيلها، مما يؤثر سلبًا على نفسيته، ويدفعه للتمرد على أهله، من خلال عددٍ من السلوكيات التي قد يكون الزن إحداها.
• أساليب التربية الخاطئة: عندما يتعامل الأهل بأساليب تربوية خاطئة مع زن طفلهم في السنوات المبكرة الأولى من حياتهِ؛ فإن هذا يؤدي إلى ملاصقة هذه العادة له حتى عندما يكبر بعض الشيء، ومن الأمثلة على هذه الأساليب الخضوع للطفل وتلبية كل ما يريد.
• الغيرة: عندما يخشى الطفل على مكانته وسط أهله، فإنه قد يلجأ للزن لإثبات نفسه وللحفاظ على هذه المكانة، وقد يكون سبب خوفه هذا شعوره بالغيرة من أشقائهِ الآخرين مثلاً، ولا سيما بعد ولادة طفلٍ جديد في العائلة.

طرق التعامل مع الطفل الزنان

من الطرق السليمة التي يُنصح الأهل بتوظيفها في تعاملهم مع الطفل الزنان:^[٣][٤]

• عدم الخضوع: يعني هذا عدم الاستسلام لأسلوب الطفل الزنان وتنفيذ مطالبه لمجرد الرغبة في أن يتوقف عن الزن؛ فهذا الأمر سيجعل الطفل يكرر فعلته، ويعتقد أنّه قادر على إقناع أهله متى يشاء بكل ما يريد من خلال أسلوب الزن.
• الحوار بعقلانية: يكون هذا من خلال الجلوس مع الطفل الزنان وشرح سلوكه له، ولماذا يعتبر مزعجًا وسيئًا، بالإضافة لتعليمه كيفية طلب الأشياء بأدب، وكيفية الرد على الرفض.
• الحفاظ على رباطة الجأش: إذا تصرف الأهل بعصبية مع الطفل الزنان، فإنّ هذا سيفاقم المشكلة، وقد يؤدي بالأهل لقول أشياء لطفلهم يندمون عليها لاحقًا، لهذا يجب أخذ نفسٍ عميق عند التعامل مع الطفل الزنان، وتجنب صب الغضب عليه، كي لا يعتقد أنه قادر على إزعاج أهله لتحقيق ما يريد.
• القدوة المثالية: على الأهل ألا يمارسوا الزن على الآخرين أمام أطفالهم، وأن يتبعوا بدلاً منه أساليب الحوار المتزنة.
• تجاهل الزن: هذا التجاهل سيدفع الطفل الزنان للاستسلام في النهاية، ويجعله يتأكد أنّ أسلوبه فاشل، ولن يؤثر على أهله.
• التحذير لمرة واحدة: إذا استمر الطفل في الزن فيمكن في هذه الحالة إعطاؤه تحذير واحد، يتضمن العواقب التي سيلاقيها في حال تكرار زنه بعد التحذير، وفي حال لم يستجب الطفل الزنان لذلك، يجب تنفيذ التحذير، من أجل أن يدرك جدية الموقف والعواقب.
• الاهتمام بالطفل: يجب تلبية احتياجات الطفل والاهتمام به في كل الأوقات، كي لا يغدو زنانًا في محاولةٍ لاكتساب اهتمام أهله.
• متابعة تقويم سلوك الطفل الزنان: حتى في الأيام التي يكون فيها الأهل مجهدين ومشغولين، يجب ألا يثنيهم هذا عن تقويم سلوك طفلهم الزنان، وعدم الاستسلام له لمجرد أنهم غير قادرين على متابعته في هذه المرة.

أخطاء شائعة في التعامل مع الطفل الزنان

من الأخطاء الشائعة التي يجب على الأهل تجنبها عند التعامل مع الطفل الزنان، ومحاولة احتوائه، ومعالجة مشكلته ما يلي:^[٥]

• الصراخ على الطفل، والتقليل من شأنه بالإهانات.
• محاولة تعديل سلوك الطفل الزنان في الأوقات التي يكون الغضب مسيطرًا على الأهل.
• التناقض في تربية الطفل، من خلال إهمالهِ لفترة، ثم محاولة تعديل سلوكه لاحقًا.
• التركيز على المشكلة فقط دون التركيز على حلولها.
• تذكير الطفل بمشكلة الزن التي يعاني منها في كل مرة يرتكب فيها خطئًا مختلفًا.
• إهمال القوانين والقواعد التي تضبط سلوك الطفل، أو عدم وضعها من الأساس.
• انتقاد الطفل الزنان في وجهه وأمام الآخرين.