تربية الخادمة للأطفال.. سلبيات وإيجابيات

نُشر في 24 أغسطس 2023

في زمن التكنولوجيا والتطور، سنجد كلا الوالدين يعملان؛ لتوفير احتياجات المنزل، فسابقًا كان الأب يعمل خارج المنزل، والأم تهتم بالأولاد، أما الآن ازدادت الاحتياجات والالتزامات، مما يستدعي عمل الأم، وبقائها بعيدة عن أولادها، وهذا أدى إلى استقطاب الخادمات للعمل داخل المنزل، والاعتناء بالأطفال إلى حين عودة الوالدين، على الرغم من أن بعض الأهالي قد تركوا زمام الأمور في تربية أطفالهم كلياً إلى الخادمات، فما هي الإيجابيات والسلبيات التي يمكن أن تنتج عن تربية الأطفال من قبل الخادمات؟

ما هي إيجابيات تربية الأطفال من قبل الخادمات؟

قد يكون هنالك بعض الإيجابيات لتربية الأطفال من قبل الخادمة، مثل:

المساعدة في الاهتمام بالأطفال: تساعد الخادمة الوالدين في الاهتمام بطفلهما، عن طريق تغيير حفاظاته المتسخة، والاستيقاظ ليلاً عند بكائه، وهذا سيوفر عليهما الوقت؛ لينجزا أعمالهما، أو حتى ليحصلا على قسط من الراحة دون مقاطعة، وهذا بالتأكيد سيخفف العبء عليهما، مما يجعلهما قادرين على الحفاظ على مساحتهما الخاصة، وعلى أعمالهم، وطاقتهم التي يمكن أن يستثمروها في اللعب، أو الحديث مع أطفالهم بدلاً من تضييعه في تغيير حفاضاتهم.^[١]
المساعدة في الطبخ: يمكنك أن تطلب خادمةً تناسب وضعك الديني والاجتماعي؛ لتساعدك في أمور المطبخ، أو حتى تقوم بها عنك، وهذا يعني أنه يجب أن تتوافق معها في عادات الطبخ، من حيث عدم إضافة مواد محرمة كالكحول على الطعام، وعدم طهي اللحوم جيدًا، وعدم طهي لحوم الخنازير، هذا في حال تركت لها زمام أمور الطبخ كليًا، وهذا يعني أنه يجب أن تكون متأكدًا من كل هذه الأمور قبل الاعتماد عليها فيها؛ ليعود هذا عليك وعلى طفلك بالنفع، عندما تحصلان على وجبة صحيةٍ ونظيفة، بدلًا من شراء الأكل الجاهز أو غير الصحي من المطاعم.^[١]
التواصل المستمر مع طفلك: حيث إن معظم الآباء والأمهات لا يستطيعون التواجد في المنزل على مدار الساعة، أو طوال أيام الأسبوع، للتفاعل مع طفلهم، أو للتحدث، واللعب معه، لذلك فإن وجود خادمة سيزيد من التفاعل المستمر مع طفلك، أثناء غيابك عنه، وهذا أمرٌ مفيدٌ لنموه العاطفي والاجتماعي.^[١]
توفير المال: إن استقطاب الخادمة، يقلل من صرف مبالغ كنت قد تدفعها رسومًا للحضانات أثناء غيابك عن المنزل، حيث أن رسوم الحضانات يمكن أن تصل إلى 3 أضعاف متوسط راتب الخادمة، لا سيما إذا كان لديك عدة أولاد في عمر متقارب، بالإضافة إلى أن الحضانات يقتصر عملها على ساعاتٍ محددة، مما يعني أنك لن تحصل على نفس الفائدة إلى تقدمها الخادمة لأطفالك على مدار اليوم.^[١]
توفير الراحة لطفلك ولك أيضًا: إن ذهاب طفلك إلى حضانة الأطفال، قد لا يشعره بالراحة والأمان، بسبب وجوده بمكان جديد عليه، مع أشخاص غرباء، وفي المقابل عند وجوده في المنزل مع الخادمة، سوف يبقى طفلك في بيئةٍ مريحةٍ، ومألوفةٍ له، دون شعورك بالقلق عليه. ^[٢]
توفير بيئة آمنة وصحية: وجود خادمة في منزلك يعني أن هنالك شخصٌ محترفٌ؛ لتنظيف منزلك، وجعله مكانًا آمنًا لطفلك، لا سيما عند عودة أطفالك من المدرسة، وعند عودتهم من اللعب بأيدي متسخة، لذلك فإن وجود خادمة ستساعدك في الحصول على منزل نظيف، ويحميهم من الجراثيم والغبار التي تتسبب بالحساسية وغيرها من المشكلات. ^[٣]

ما هي سلبيات تربية الأطفال من قبل الخادمات؟

هنالك العديد من السلبيات لتربية الأطفال من قبل الخادمة، مثل:

حب الخادمة أكثر من الأم: من الطبيعي أن يتعلق الطفل بالخادمة أكثر من الأم؛ وذلك لأن الخادمة تقضي وقتًا أكثر مع الطفل، وتتشارك معه في جميع نشاطاته، أثناء انشغالك عنه بالعمل لمدة طويلة خلال اليوم، فبالرغم من أن وجود الخادمة سيوفر لك وقتًا أكثر مع أطفالك، إلا أنك قد لا تقضي هذا الوقت معهم، بالإضافة إلى أن أطفالك في النهاية سيلجأون للخادمة طوال اليوم أثناء غيابك.^[٤]
قلة الخصوصية: وجود الخادمة في المنزل يعني وجود عنصر غريب يعيش معك، ويشاركك أغلب لحظاتك الخاصة، مع أفراد عائلتك وهذا ممكن أن يسبب لك بعض المواقف المحرجة في الكثير من الأوقات. ^[٤]
عدم الشعور بالأمان: إن وجود خادمة تعيش معك في منزلك، يعني السماح لشخص غريب بالبقاء فيه، والوجود بين أفراد عائلتك، ومشاركته حياتكم، فمهما قمت بالتحقق من معلومات الخادمة، عن طريق الوكالة التي أتت منها، سيبقى لديك شعور بالقلق حول الخادمة، ومدى ثقتك بها، لا سيما عندما يتعلق الموضوع بأطفالك، فقد يجول بخاطرك عدة تساؤلات، مثل: "هل هي جديرة بالبقاء وحدها مع أطفالي؟"، "هل أطفالي معرضون للخطر أثناء غيابي؟"، لذلك قد تأخذ بعض الوقت قبل أن تتأقلم مع وجود خادمتك، وتطمئن لها، وتتخلص من قلقك حول تركها وحيدة في المنزل مع أطفالك. ^[٤]
نقص الرعاية: معظم الأشخاص الذين يلجأون لإحضار خادمة حتى تساعدهم في المنزل، يكون لديهم أشغال كثيرة؛ وبالتالي ستجد أنهم لا يملكون وقتًا لإتمام الأعمال المنزلية، ولا لرعاية أطفالهم كغيرهم، مما سيترتب على ذلك شعور الطفل بنقص اهتمام والديه فيه، وانشغالهم عنه معظم الوقت في العمل، واعتمادهم الكلي على الخادمة، الذي يعني إهمال الوالدين للجانب النفسي والعاطفي لأطفالهم، فبالرغم من أن الخادمات قادرات على تنظيم أمور المنزل المادية، إلا أنهن غير قادراتٍ على إعطاء الطفل الحب والحنان والاهتمام الكافي، كما يجب أن يفعل الوالدان، فبالتالي سيعاني الأطفال من نقص الرعاية.^[٥]
التأثير السلبي على الأطفال: الأطفال الذين لديهم خادمة قد تتولد لديهم الاعتمادية الكلية على الغير، بسبب ما تقوم به الخادمات عادةً من استجابات فورية لكل مطالب الأطفال، مثل ترتيب السرير عند استيقاظهم، ووضع الألعاب في مكانها المخصص بعد انتهائهم من اللعب، وحمل أطباق الطعام الخاصة بهم إلى المطبخ، وهذا سيضعف لديهم مشاعر الاستقلالية، وسيقلل من تحملهم للمسؤولية، وسيزيد شعورهم بالكسل، والعجز عن القيام بأبسط الأعمال التي من الممكن أن يفعلوها بأنفسهم.^[٦]
التأثير السلبي على ثقافة الأطفال: وجود الخادمة معظم الوقت مع الأطفال، والاهتمام بهم قد يؤثر سلباً على ثقافتهم، إذ إن أغلب الخادمات هن وافدات أجنبياتـ مما يعني أنهن يختلفن في معتقداتهن، ودينهن، ولغتهن اختلافًا تامًا عن ثقافتنا ومعتقداتنا، وبسبب طول المدة التي تكون فيها الخادمة مع الأطفال، حيث تبدأ بالتكلم معهم بغير لغتهم الأصل، ستؤثر عليهم بأفكارها، وثقافتها، وعاداتها، ومن الممكن أيضًا أن تتحدث عن دينها أمامهم لا سيما إذ كانت غير مسلمة، وهذا قد يعني أن يكون لها تأثير سلبي كبير على قيم الأطفال وأخلاقهم وسلوكياتهم الدينية ومعتقداتهم.^[٧]
فقدان السيطرة وعدم الانضباط: قد تواجه مشاكل في ضبط أطفالك والسيطرة عليهم، إذا كنت تترك تقديم الرعاية الأساسية للأطفال على الخادمة، ففي الكثير من الأحيان تكون الخادمة متساهلة كثيرًا مع الأطفال، وهذا يعني عدم الالتزام بوضع حدود لأطفالك، وبنفس الوقت تلبية الخادمة لرغبات أطفالك، دون مراعاة لأي حدود أو نظام؛ ستجعلهم يميلون إلى تولي زمام أمورهم بأنفسهم دون العودة لك، أو أنك ستجد أطفالك يسمعون لأوامر خادمتك ولا يسمعون لأوامرك نتيجةً لبقائهم معها طوال اليوم.^[٨]