من المعروف أنّ مرحلة الطفولة هي أهم المراحل في التربية، والتي تعنى بصقل شخصية الطفل، إذ تعتبر هذه المرحلة مرحلة أساسية لتعليم الطفل القواعد والأسس التي تمنكه من التعامل مع الآخرين بأسلوب "مهذب" وباحترام، وتعلمه كيفية الرد عليهم بطريقة صحيحة، دون الانتقاص من آداب الحديث معهم، أو الإساءة إليهم، وهذا سيجعل الطفل محبوباً في نهاية الأمر، ويُعرف هذا الأسلوب المهذب في وقتنا الحالي بمصطلح "الإتيكيت"، فكيف يمكننا تعليم أطفالنا الإتيكيت؟ هذا ما سيتناوله هذا المقال.[١]


كيف يمكنني تعليم طفلي الإتيكيت؟

إذا كنت مهتمًا بتعليم طفلك قواعد الإتيكيت، فبإمكانك تجربة النصائح التالية:


أولاً: تعليم المصافحة

تعتبر المصافحة من أوائل المهارات التي يتعلمها الطفل منذ صغره، فالجميع يقبل على الطفل؛ ليمسك يده ويصافحه، لذا من المهم أن يتعلم الطفل كيفية المصافحة وأهميتها، لذا من الممكن تنبيه طفلك على أهمية مصافحة الآخرين، وتذكيره بها، كأن تقول له " لا تنسَ الترحيب بخالتك عند قدومها "، أو أن تقول " تقدم لمصافحة صديقك دوماً عند التقائك به "، فهذا سيذكره بالقيام بذلك كل مرة، هذا بالإضافة إلى أهمية التزامك أنت بمصافحة الآخرين والترحيب بهم أمامه فلا بد من أن الأب أو الأم هما القدوة الأولى لأطفالهم، وعليه فسيرغب طفلك بتقليدك ويقدم التحية لمن حوله.[٢]


ثانياً: تقديم الشكر والمدح

للشكر والمدح والثناء أثٌر كبيرٌ علينا، لذا عليك تعليم طفلك أهمية شكر الآخرين والثناء عليهم، لا سيما عند تقديمهم يد المساعدة، ويمكنك تعزيز هذا المفهوم لديه عن طريق شكرك له عندما يساعدك في أمور المنزل مثلاً، أو مدحه أمام الناس عند قيامه بشيءٍ جيد، فهذا سيشعره بتقديرك له ولفعله، وسيدفعه للاستمرار في فعل الأشياء الجيدة، فمثلاً، اطلب من طفلك إحضار كأس من الماء لك، وعند قيامه بذلك قل له "شكراً لك"، فذلك سيغرس لديه مفهوم الشكر بشكلٍ تلقائي حينما يقدم له أحد العون.[٢]


ثالثاً: إتيكيت الحديث

من المهم تعليم طفلك أسس التحدث مع الآخرين بطريقة صحيحة، كأن تعلمه أهمية التحدث بنبرة صوت معتدلة، حتى لو كان غاضبًا، والامتناع تماماً عن تكذيب الآخرين، أو السخرية والاستهزاء بهم، سواء كانت السخرية من لهجتهم، أو ملابسهم، أو غير ذلك، وكذلك من الضروري أن تعلمه أسلوب الحوار وآدابه، وضرورة الامتناع عن مقاطعة الآخرين أثناء حديثهم، مع التأكيد على أهمية التحدث معهم بلغة مفهومة، والابتعاد عن التحدث بالألغاز أو التلميحات المبطنة، التي يمكن تفسيرها بأكثر من معنى.[٢]


رابعاً: الاستماع للآخرين

استمع لطفلك دائماً، إلى أن ينتهي من حديثه، فهذا سيعلمه أيضاً أن يستمع للآخرين، كما أن عليك التحدث مع الآخرين بالطريقة التي تريد لطفلك التحدث بها، فهذا سيجعله أكثر تفهماً لمن حوله، وأكثر إحساساً بهم.[٣]


خامسًا: آداب الاستئذان

  • علم طفلك الاستئذان دومًا قبل التحدث، إذ قد يحدث بأن يقاطع الأطفال الكبار أثناء حديثهم، لأنهم يرغبون بطرح أفكارهم مباشرةً، وبالتأكيد هذا أمرٌ غير لائق.[٢]
  • تعليمه الاستئذان قبل فعل أي شيء، كأن يستأذن منك قبل الخروج للعب، وقبل دعوة أصدقائه إلى المنزل، وما إلى ذلك، إذ إنّ الاستئذان سيعلمه أن يتعايش مع محيطه، وأن يحترم خصوصيتهم قبل تلبية رغباته.[٢]
  • من قواعد الاستئذان أيضاً طرق الباب قبل الدخول إلى أي مكان، وتعليمه أهمية التعريف باسمه إذا سأله أحدهم قبل فتحه للباب، فإذا ذهب طفلك إلى بيت الجيران، أو أحد أقاربك للعب مع أولادهم، يجب عليه أن يطرق الباب أولًا، ومن ثم يجيب بقوله " أنا محمد "، بدلًا من " أنا "، وأن ينتظر الإذن بالدخول قبل ذلك؛ للحفاظ على خصوصيات الآخرين، وتجنب الإحراج، فبعض الأطفال يظنون أنهم قادرون على الدخول لبيت أقاربهم دون استئذان.[٣]


سادساً: إتيكيت زيارة المريض

  • إذا طلب منك طفلك زيارة صديقه المريض في المنزل، أو إذا أخبرك بأن صديقه سيخضع لعملية ما وبأنه يرغب بزيارته للاطمئنان عليه، حينها يتحتم عليك كأب أو أم تعليمه إتيكيت زيارة المريض، مع ضرورة أن تلفت انتباهه إلى وجوب طلب موعد من صديقه، أو من أحد والداه قبل الذهاب لزيارته أولاً، وهذا لحفظ خصوصيات صديقه وأهله، وللتأكد من أن ظروفهم مناسبة للزيارات.
  • كذلك تعليمه أهمية تغطية فمه وأنفه، عند السعال أو العطاس؛ لحماية الآخرين من العدوى خاصة إن كان طفلك يعاني من الرشح أو الانفلونزا.
  • يمكنك أن تخبر طفلك بإمكانية إحضار هدية بسيطة لتهنئة صديقه على سلامته، وضرورة تجنب فتح المواضيع المزعجة، وتجنب الزيارات الطويلة، فقد يطلب منه صديقه البقاء، حينها علمه أن الرد المناسب في هذه الحال أن يقول: " الحمدلله على سلامتك يا صديقي، لقد جئت لأطمئن عليك، وبعد أن تتحسن حالتك سآتي لنقضي وقتًا أكثر في اللعب ".[٣]


سابعاً: إتيكيت الدخول إلى الحمام

يجب أن تعلم طفلك كيفية الدخول إلى الحمام وتنظيف نفسه ويديه، والحفاظ على نظافته، ونظافة المكان سواء في بيته أو في الخارج مثلاً إذا كان في بيت صديقه أو بيت أحد أقاربكم، أو في المدرسة.[١]


ثامناً: تعليم فن الإتيكيت المجتمعي

يجب أن تعلم طفلك كيفية التصرف في المجتمع بشكل مهذب، إذ يجب أن:[١]

  • تعلمه أهمية الحفاظ على نظافة الحدائق والمرافق العامة والمدارس، إذ لا يمكنه إلقاء أكياس الشيبس، أو المناديل بعد استخدامها أرضًا.
  • تعلمه ضرورة إلقائه التحية عند دخوله إلى مكان عام، وشكر البائع، أو عامل النظافة، أو الشرطي.
  • تعلمه أهمية احترام الآخرين وعدم إزعاجهم، فإذا ذهب معك لزيارة أحد أقاربكم، أو كان لديكم ضيف في المنزل، وكان يرغب بمشاهدة التلفاز، أو الاستماع لأغاني الأطفال، فعليه تخفيض الصوت ليكون مسموعًا له فقط، دون أن يزعج من هم معه في المكان.
  • تنبيهه على أهمية تجنب التصنت على الآخرين أو اختلاس النظر إليهم، ففي حال كان طفلك في بيت الجيران أو بيت أحد الأقارب قد يجد باب أحد الغرف مفتوحًا أثناء لعبه، وهنا عليه الابتعاد عن الباب، كي لا يستمع لخصوصياتهم.
  • تعليمه ضرورة عدم نقل أي شيئًا سمعه أو رآه في منازل الآخرين لأحد، فهذا أمر غير أخلاقي.


تاسعاً: إتيكيت حضور الحفلات

إذا ذهب طفلك معك إلى حفل زفاف أحد معارفكم، أو إلى حفل نجاح، أو إذا أراد الذهاب لحفل عيد ميلاد صديقه، فعليه تلبية الدعوة، إلى جانب تعليم طفلك الالتزام بالأداب والتصرفات التالية التي ستعكس تهذيبه وتربيته:[١]

  • تنبيه طفلك على أهمية عدم التأخر عن موعد الحفلة.
  • تنبيهه إلى أهمية ارتداء شيء مناسب للحفل.
  • تعليمه إتيكيت الأكل، بحيث لا يأكل أو يشرب بطريقة مؤذية لمن هم حوله.
  • تنبيهه على وجوب تقديم التهنئة لصاحب الحفل، وشكره على الدعوة، إذ يمكنه قول " شكرًا لك على الدعوة، أو أتمنى لك عيد ميلادٍ سعيد "، بحسب المناسبة التي تمت دعوتكم عليها.


عاشراً: إتيكيت الأكل

يجب عليك تعليم طفلك آداب تناول الطعام، ويمكنك تنبيه طفلك على ما يلي:[١]

  • ضرورة الامتناع عن إصدار الأصوات أثناء الأكل.
  • الامتناع عن التحدث أثناء الاكل؛ كي لا يتطاير فتات الطعام من فمه.
  • الامتناع عن انتقاد الطعام، كقول: " إن طعم الأكل سيئ ".
  • الامتناع عن القيام بتصرفات تثير اشمئزاز الآخرين كفتح فمه أمام الموجودين أو بصق الطعام من فمه.
  • الامتناع عن الأكل بشراهة وسرعة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Etiquette - Meaning, its Need and Types of Etiquettes", managementstudyguide, Retrieved 23/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Teaching Children Good Etiquette and Manners", verywellfamily, Retrieved 23/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "25 Manners Kids Should Know", parents, Retrieved 23/11/2021. Edited.