إنّ قدوم مولود جديد في العائلة، يُمثل نقطة تحولٍ كبيرة في حياة الطفل، ولا سيما إذا كان هذا الطفل الوحيد لوالديه، بسبب قدوم من يشاركه حبهم واهتمامهم؛ الأمر الذي يجعل من غيرة الطفل في هذه الحالة شائعةً وطبيعية للغاية، وقد يعاني الأهل في كثيرٍ من الحالات بسبب المشاكل التي تتوالى على إثرها، رغم إمكانية احتوائها من خلال اتباع الطرق الصحيحة في التعامل مع الطفل الذي يغار من الأشقاء حديثي الولادة،[١] والتي نستعرض أهمها في العناوين التالية:[٢][٣]
قضاء وقت خاص مع الطفل
يمكن احتواء غيرة الطفل تجاه المولود الجديد من خلال تخصيص الأم بعض الوقت يوميًا لقضائه مع الطفل، لجعله يشعر بالرعاية والاهتمام، ولإشعاره أيضًا بالطمأنينة من ناحية أنّ قدوم المولود الجديد لن يؤثر على حب أهله له، ولا يُشترط أن يكون هذا الوقت طويلاً جدًا، ولا سيما إذا كانت الأم تُرضع المولود الجديد رضاعةً طبيعية، ولا تستطيع بسبب ذلك تركه لفترة طويلة من الوقت، حيث يمكن أن تكون مدة هذا الوقت الخاص من 10 إلى 20 دقيقة، كما يمكن للأم خلال ذلك أن تطلب من شخصٍ ثقة، من الأقارب مثلاً، الاعتناء بالمولود الجديد، ويمكنها هي والأب التناوب في قضاء الوقت الخاص مع الطفل في كل مرة.[٤]
الحفاظ على أساليب التربية الإيجابية
عندما يتبع الأهل أساليب تربية عنيفة وسلبية مع أطفالهم، فإن هذا يزيد من احتمالية تأثير العنف على سلوكياتهم، على عكس أساليب التربية الإيجابية، التي تحمي الأطفال من العنف، وتسمح لهم بمصارحة أهلهم بخصوص مشاعرهم دائمًا، مما يمنع كبتها وتراكمها، ولهذا يُنصح الأهل بالالتزام بهذه الأساليب عندما يواجهون مشكلة غيرة الطفل من المولود الجديد؛ فكثيرٌ من الأطفال في هذه الحالة قد يلجؤون للعنف الجسدي وتعمد إلحاق الأذى بالمولود الجديد، للتعبير عن غيرتهم، ولجذب انتباه أهلهم، وقد يتخذ هذا الأذى شكل الضرب، أو إلقاء الألعاب على الطفل حديث الولادة، أو حتى قرصه، وتتمثل أنسب أساليب التربية الإيجابية في هذه الحالة بعدم إظهار أي ردة فعل على تصرف الطفل، ولا سيما توبيخه والصراخ عليه، والتركيز بدلاً من ذلك على المولود الجديد، والتأكد من سلامته، وأنه لم يصب بالأذى؛ إذ أنّ هذا التصرف سيجعل الطفل يدرك أنّ العنف والأذى تجاه المولود الجديد لن يُكسبه انتباه واهتمام أهله أبدًا، الأمر الذي سيمنعه من تكراره مرة أخرى، بسبب أنه لا جدوى منه.
السماح للطفل بالاعتناء بالمولود الجديد
قد تزداد غيرة الطفل من المولود الجديد كلما تعمد أهله إبعاده عنه، ولهذا فإنّ من الطرق الأخرى التي يمكن من خلالها احتواء هذه الغيرة جعل الطفل يشارك في الاعتناء بالمولود، من خلال القيام بالمهام البسيطة، مثل إلباسه الجوارب، وجلب الحفاضات، أو قنينة الرضاعة، أو حتى التقاط الصور له، وتجدر الإشارة إلى أنّ مساعدة الطفل في الاعتناء بالمولود يجب أن يتم دائمًا تحت إشراف الأهل وتوجيهاتهم، ولا يجب تركه يقوم بأيٍ من الأمور الخاصة بالمولود لوحده، بسبب صغر سنه، وعدم تمييزه للطريقة الصحيحة للقيام بالأمور دائمًا.
عدم إثارة الغيرة عند الطفل
في بعض الأحيان، تصدر من الأهل تصرفاتٌ تؤدي إلى إثارة الغيرة عند الطفل تجاه المولود الجديد، ومن الأمثلة على هذه التصرفات جعل الاعتناء بالمولود الجديد حجة لإهمال الطفل، أو تأجيل القيام بالأمور التي تخصه، مثل إخبار الأم للطفل، عندما يطلب مساعدتها للقيام بأمرٍ ما، أنها ستساعده فقط عندما تنتهي من إرضاع الطفل مثلاً، أو غيرها من الأمور التي تتعلق برعايته، وعلى الأم في هذه الحالة انتقاء كلمات أخرى لتأجيل مساعدة الطفل، دون جعل المولود الجديد جزءًا منها، كأن تخبره مثلاً أنها مشغولة الآن، وستساعده بعد 5 دقائق، ومن التصرفات الأخرى التي على الأهل تجنبها بسبب دورها في إثارة الغيرة عند الطفل تجاه المولود الجديد: عدم المقارنة بينهما بالشكل الذي يُظهر أنّ سلوك المولود أفضل من سلوك الطفل، وخصوصًا من خلال سؤال الطفل لماذا لا يستطيع أن يتصرف أو يكون مثل المولود الجديد.
تعزيز سلوك الطفل بالثناء
عندما يصدر من الطفل سلوكٌ إيجابي، له علاقة بالمولود الجديد، مثل إظهار التعاطف عندما يبكي، أو إحضار الحفاضات، فيجب على الأهل في هذه الحالة تعزيزه في كل مرة، عبر الثناء عليه ومدحه، وإشعاره أنّ ما قام به أمرٌ مهم، ويُنصح الأهل كذلك أن يثنوا على الطفل في مثل هذه الحالات أمام الآخرين في حال حضورهم، بالإضافة إلى إرفاق المديح بالأحضان والقبلات، كي يشعر الطفل بأهمية ما قام به من سلوك، ويكرره دائمًا، بالإضافة إلى شعوره بحب أهله واهتمامهم به.[٤]
المراجع
- ↑ "Toddler Jealous Of New Baby? Experts Explain How To Cope", romper, Retrieved 2/10/2022. Edited.
- ↑ "Deal With a Child's Jealousy of the New Baby", verywellfamily, Retrieved 2/10/2022. Edited.
- ↑ "How to handle sibling jealousy with a newborn baby: 10 tips", nct.org, Retrieved 2/10/2022. Edited.
- ^ أ ب "Helping Your Toddler Adjust to a New Baby", whattoexpect, Retrieved 2/10/2022. Edited.