مقدمة

تعتبر الرياضة وأنشطتها المتنوعة من أعظم الأمور التي أوجدها البشر نظراً لمدى انتشارها الواسع ومجموع القيم الإيجابية التي تنتج عنها، وهي قناة تواصل ما بين البشر أينما وجدوا حيث تبرز بها قدرتها على إزالة الحواجز بين الأفراد وتساعد على الشعور بالرضا والراحة. كما تعتبر الرياضة مفيدة جداً للأطفال، حيث تشير الدراسات أنّ ممارسة الرياضة تساعد الأطفال على بناء وتطوير مهارات جسدية وعقلية وعاطفية، وتكوين صداقات جديدة، والاستمتاع والترفيه، وتحسين احترام الطفل لذاته وللآخرين، وما إلى ذلك. ومن المؤكد أن تعزيز النمو البدني والعقلي للأطفال هو أهم مساهمة للرياضة، لكن قائمة القيم التي قد يتعلمها الطفل ويكتسبها من خلال الرياضة لا تنتهي. وهناك جوانب إيجابية أخرى عديدة تكشف عن الأهمية الكبيرة للرياضة في حياة البشر عموماً والأطفال خاصة.[١]


أهمية الرياضة في حياة الطفل وبناء الشخصية

تعتبر الرياضة وسيلة ممتعة وصحيّة للأطفال، وممارسة الأطفال للرياضة في سن مبكرة يمكن أن يفيد أيضاً بشكل أفضل في نموهم بشكل عام. حيث أنّه بالإضافة للمساهمة التي تقدمها في النمو العقلي والجسدي للأطفال، إلّا أنّ هناك مجموعة من الفوائد للرياضة، وهي[٢][١][٣]:


  • البقاء نشيطاً وتعزيز الصحة الجسدية: حيث أظهرت الأبحاث في المجال الطبي أن الحياة بأسلوب نشط منذ سن مبكرة يمكن أن يقلل من فرص الإصابة بحالات طبية خطيرة بما في ذلك مرض السكري وضعف العظام ومشاكل ضغط الدم في وقت لاحق من الحياة. كما من الممكن أن تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على نشاط الجسم. فإنّ الانخراط في الأنشطة البدنية تساعد في تحسين الحركة وردود الفعل الذهنية والتنسيق ما بين الحواس وأعضاء الجسم، كما تسمح ممارسة الرياضة للطفل بأن يصبح أكثر وعياً، ويسهل عليه أن يكون أكثر توازناً نفسياً وجسدياً.
  • يمكن أن تساعد التمارين في تخفيف التوتر: يمكن استخدام التمرين كشكل طبيعي من أشكال تخفيف التوتر للأطفال الذين قد يواجهون مواقف حياتية مرهقة، والتمارين تساعد في الوقاية من التوتر والقلق من خلال تنشيط أجزاء الدماغ التي تطلق الشعور بالسعادة من خلال مواد كيميائية كالدوبامين والسيترونين.
  • الرياضات الجماعية تبقي الأطفال مشغولين: اجعل الأطفال يشاركون في الرياضات الجماعية لمساعدتهم على تعلم مهارات جديدة؛ فالرياضة تمنح الأطفال أمراً مثمراً ومهماً للقيام به. حيث أنّ وجود الكثير من وقت الفراغ يمكن أن يعطي للأطفال فرصة لاكتساب عادات سيئة.
  • تطوير مهارات سلوكية: إن ممارسة الرياضة لها تأثير سلوكي على الأطفال، فعند اللعب مع الآخرين، يتعلّم الأطفال بعض المهارات السلوكية التي قد تفيده في العالم الخارجي كالتعامل مع الآخرين وبناء العلاقات وتوظيف قدراته، حيث أن الرياضة تقوم بتوجيه الطفل للأنماط السلوكية الإيجابية.
  • يمكن للأنشطة البدنية تحسين الأداء الأكاديمي: إن المشاركة في البرامج الرياضية منذ الصغر لها ارتباط قوي بتحسين الأداء الأكاديمي والتنمية المعرفية الشاملة بمرور الوقت، بالإضافة لتوفير فرصاً للتميز خارج الفصل الدراسي كذلك، بالإضافة إلى تطوير مهارة الانتباه لدى الأطفال الذين يشاركون في الألعاب الرياضية منذ صغرهم.
  • يمكن أن تساهم فترات اللعب في تنمية الشخصية: يمكن للمهارات المكتسبة أثناء اللعب والنشاط البدني أن تساهم بشكل كبير في النمو الشامل للطفل، كنمو السلوك الصحيح والقيم الإيجابية التي قد تتطور من خلال ممارسة الرياضة كالصدق والعمل الجماعي والالتزام واحترام الآخرين وفهم القواعد والتعليمات.
  • ارتفاع مستوى الثقة والاحترام لدى الطفل: وفقاً للدراسات العلمية يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة في تحسين احترام الطفل لذاته. نظراً لأن المنافسة في الرياضة تتطلب التحمل البدني والعقلي والعاطفي، حيث يتعلم الأطفال الدافع والتصميم والفوائد طويلة المدى للتدريب والعمل نحو هدف، كما أنّ الشعور بالإنجاز أثناء ممارسة الرياضة يحسن احترام الذات ويعزز من ثقة الطفل بنفسه.
  • بناء مهارات اجتماعية: تساعد ممارسة الرياضة الجماعية الأطفال على الارتباط ببعضهم البعض، حيث تتطلب ممارسة الرياضة التعاون مع الآخرين، وتعلّم اللعب النزيه والاستمتاع مع الآخرين أثناء العمل نحو هدف مشترك. كما قد يطور الطفل كذلك إحساساً صحياً بالمنافسة مع زملائه في الفريق مما يمنحه مهارات أفضل للتفاعل مع الآخرين في المدرسة والمنزل.
  • بناء القدرات والمهارات القيادية: إنّ ممارسة الرياضة في وقت معين ومن خلال برنامج محدد يساعد الطفل على تطوير قدراته القيادية من خلال تنظيم الجدول والفريق. حيث أنّ ممارسة الرياضة تعلم الأطفال القيام بأدوار قيادية كالتعامل مع المشكلات وتطوير استراتيجيات اللعبة وتشجيع أعضاء الفريق، وقيادة الفريق. كما تسمح ممارسة الرياضة للأطفال بإظهار مهاراتهم وصفاتهم القيادية. من خلال المشاركة في قيادة المجموعة والحفاظ على وجودهم في اللعبة، وتحفيز أعضاء فريقهم على الفوز، ودعم وظائف اللعب، جميع ذلك يعلّم الأطفال فن القيادة.
  • اكتساب المرونة والتجارب العاطفية: تمنح ممارسة الرياضة للطفل تجارب عاطفية كثيرة كالفرح بعد الفوز والحزن والإحباط بعد الخسارة. حيث أن الرياضة تساعد في تعليم الأطفال استعادة توازنهم والمحاولة مرة أخرى بعد الفشل. يعلمهم أيضًا أنه في بعض الأحيان، على الرغم من أنهم قد يقدمون أفضل ما لديهم ، فإن فريقهم سيخسر. لذا فإنّ التكيف والتوافق مع المواقف المختلفة ينمي المرونة لدى الأطفال في التعامل مع ظروف الحياة المختلفة.
  • تعلّم فوائد التفاعل الاجتماعي: يتعلم الأطفال أنهم جزء من فريق يتطلب نفس الجهد من جميع الأعضاء لتحقيق النجاح.
  • يتعلم الأطفال احترام السلطة والقواعد وزملاء الفريق والخصوم.
  • الرياضة هي بيئة تعليمية محفزة للأطفال، وترفع من مستوى دافعيتهم للتعلّم.
  • تساعد التجارب الرياضية على بناء صورة إيجابية عن الذات لدى الأطفال.
  • يمكن أن تكون المشاركة في الألعاب الرياضية وسيلة مفيدة لزيادة مشاعر الرفاهية الجسدية والعقلية.
  • تقلل من جنوح الأحداث والسلوك العدواني لدى الأطفال، حيث أنّ استثمار الوقت بشكل إيجابي يحد من السلوكيات العدوانية والسلوكيات السلبية عموماً.


خاتمة:

إنّ تشجع طفلك على ممارسة الرياضة سيكون له فوائد كثيرة على المدى القريب والبعيد، لا سيما بأنّ وقت الطفل سيتم إشغاله بالأمور المفيدة مما يقلل انشغاله بالأجهزة الإلكترونية التي قد تسبب مشاكل صحية ونفسية للطفل في حال أنشغل بها الطفل لفترات زمنية طويلة، حيث أنّ الدراسة تشير إلى أنّ الأطفال يقضون فترات زمنية طويلة على أجهزة الكومبيوتر والأجهزة الإلكترونية المختلفة. لذا يجب على الوالدين والمعلمين زيادة الاهتمام بالأنشطة الرياضية للأطفال، والتي لا تتوقف فوائدها على النمو الجسدي والصحي فقط، بل تتعدى ذلك لتكون سبباً في التعلّم والنمو الانفعالي والسلوكي والقيمي للطفل مما ينعكس إيجاباً على بناء المجتمع وتطويره.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب "The Importance of Sports for Children", www.novakdjokovicfoundation.org. Edited.
  2. "Five reasons why sport is important in early childhood development", www.gvi.co.uk. Edited.
  3. ^ أ ب "Personality Development in Children Who Play Sports", www.howtoadult.com. Edited.