مقدمة:

تقوم بعض الأنشطة بدور كبير في تقوية وبناء شخصية الطفل، حيث أن تلك الأنشطة لها تأثير على المنظومة القيمية للأطفال كالصدق والأمانة، بالإضافة إلى الاهتمام بالآخرين بالإضافة للنمو العقلي والجسدي؛ لذا لا بد من حسن اختيار تلك الأنشطة التي تحقق الفائدة والمنفعة للطفل، ومن خلال تلك الأنشطة نقوم بتشكيل السلوك السوي وتعليم الطفل الأفعال المقبولة والإيجابية. ويجب على المعلمين وأولياء الأمور العمل معاً للتأكد من أن الأطفال يطورون سمات شخصية قادرة على جعلهم بالغين منتجين وواثقين من أنفسهم. والقيام بذلك يساعدهم على تحقيق النجاح في جميع مجالات حياتهم، الآن وفي المستقبل[١].


أهمية الأنشطة في بناء شخصية الطفل:

تعتبر الأنشطة ذات فاعلية على الأطفال لكونها ذات بعد ترفيهي ويميل الأطفال لها بشكل جيد، ويمكن تحديد بعض الجوانب المهمة في الأنشطة على الطفل، وأهيمة الأنشطة في تقوية شخصية الطفل تظهر فيما يلي:

  • إن الأنشطة بشكل عام تقوم بدور ترفيهي تعليمي للطفل، نظرًا لأن الأنشطة الترفيهية غالباً ما تكون تحفيزية للأطفال.
  • تقوم بتحسين حياة الأطفال وقدراتهم التعليمية.
  • أنّ بعض الأنشطة تتضمن تعلّم سمات شخصية وقيم إيجابية مع توفير الترفيه.
  • توفير نظرة ثاقبة على المشكلات الشخصية التي قد يواجهها الأطفال.


إنّّ تلك الأنشطة رغم أهميتها في مجال الترفيه إلّا أنّها يجب أن لا تغفل عن دورها التعليمي، ولا بد من مقدمي الرعاية مراعاة الفروق الفردية والمراحل العمرية للطفل عند اختيار تلك الأنشطة. كما أنّ بناء شخصية الطفل تعتمد كذلك على طبيعة ومستوى الأنشطة التي تقدم له في البيئة الأسرية والمدرسية. وكذلك قد ترفع الأنشطة من مستوى دافعية ونشاط الطفل إلى العمل والاجتهاد[١][٢].


أنشطة لتقوية شخصية الطفل:

هناك مجموعة كبيرة من الأنشطة التي قدمها التربويون وعلماء النفس والسلوك والتي قد تساعد الطفل على بناء شخصية قوية، وتدعم الأسر في برامج تقوية شخصية طفلهم، ومن تلك الأنشطة ما يلي[١][٣][٤].

  • عرض الدمى: يعد لعب الدمى وسيلة وفرصة ممتازة للسماح للأطفال بالتعبير عن أنفسهم والمشكلات التي يواجهونها وكيفية حلها. كما يمكن للمربي أيضاً اكتشاف بعض المشكلات في العلاقات الشخصية التي يواجهها الأطفال ومساعدتهم في حلّها. ويمكن جعل الطلاب يمثلون من خلال اللعب بالدمى تمثيل نزاعاً أو مشكلة ويقومون بحلّه. ويمكن أن يقم ذلك النشاط للأطفال مساحة جيدة للتعبير الانفعالي والتقليل من مستوى المشكلات وزيادة التفاعل الاجتماعي وبزيادة قدرتهم على بناء شخصية قوية ذات فاعلية اجتماعية.
  • وصفة للنجاح: يكون هذا النشاط من خلال إجراء جلسة عصف ذهني جماعي لجعل الأطفال يكتبون ويرسمون صفاتهم الشخصية. وتحديد بعض السمات الشخصية الجيدة كما يرونها، كما يمكن صناعة لوحة حائط بالأفكار التي يذكرها الأطفال. وهذا يساعد الأطفال على تعلّم تلك السمات الإيجابية وإدراك أهميتها بالنسبة لبناء الشخصية الإيجابية لديهم.
  • شجرة الامتنان: ويكون هذا النشاط من خلال استخدام الباب أو أي حائط داخل المنزل أو الصف الدراسي لبناء شجرة ورقية أو زهرة ووضع الأشياء التي يشعر الأطفال بالامتنان لها على الأغصان أو الساق. وقد يساعد ذلك في رفع مستوى الحس الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية لدى الأطفال، وبناء قنوات تواصل تفاعلية اجتماعية مع الآخرين، وبناء مفهوم التقدير والاحترام لدى الأطفال، حيث يدرك الطفل أهمية الشكر والعطاء مما يزيد من فرص تكوين شخصية صحيّة للطفل.
  • عقدة الحبل: يكون ذلك النشاط بواسطة تعليم الأطفال كيف أنّ العقد التي تكون في الحبل يمكن أن تساعدنا على حلّ الخلافات إذا ما اقتربنا إلى بعضنا البعض وسمعنا لبعض، حيث أنّه كلما اقتربنا أصبحت عقد الحبل أسهل لأن تفك، كما يقوم المربي كذلك بمناقشة كيف أن الصعوبات في الصداقات يمكن تجاوزها والتعامل معها بشكل أفضل إذا اقتربنا من بعضنا البعض أكثر. وذلك النشاط يعلّم الأطفال مهارات الإصغاء والحديث بشكل مريح، وبناء مفهوم التقبّل وزيادة التركيز على التفكير العقلي لمواجهة المشكلات .
  • ادفع إلى الأمام: حيث يقوم المعلم بمساعدة الأطفال وتوجيههم نحو تقديم فعل أو أمر طيب إلى شخص آخر. وقم بمناقشة ذلك مع الأطفال حيث كيف يمكن أن يعكس ذلك الامتنان والراحة للآخر، حيث يبدأ النشاط بجعل الأطفال يبحثون عن فرص لمساعدة الآخرين، وتشجيعه، كأن يقوم الطفل بمساعدة زميله في تنظيف الغرفة الصفية، أو ترتيب حاجياته، أو بالتدريس، كما يجب أن يقوم المعلم بالتبديل ما بين الأطفال وأدوراهم لتقديم فرصة المساعدة وتقديم الدعم للجميع لإبقاء هذا النشاط جديداً وممتعاً للأطفال. ويمكن أن يساعد هذا النشاط الأطفال على بناء شخصية قوية متعاطفة وتعي مفهوم المسؤولية ومساعدة الآخر.
  • هذا أنا: حيث يمكن تخصيص وقت خاص ليتشارك الأطفال مع بعضهم البعض في الحديث عن اهتماماتهم وهواياتهم الفريدة. حيث يتعلّم الأطفال أهمية التنوّع والتعاطف والاختلافات بالإضافة لزيادة معرفتهم في بعض الأمور والمجالات في الحياة. حيث يتعلّم الطفل كذلك أهمية أفكار الآخرين واحترامها بالإضافة لرفع مستوى ثقته بنفسه وقدرته على التعبير عن نفسه.
  • الدفتر التفاعلي: يتم وضع دفتر ملاحظات على طاولة في الصف الدراسي أمام الأطفال، حيث يقوم الأطفال بستجيل الأفكار الجيدة للتعامل مع الغضب أو التنمر، بالإضافة إلى اقتراحات لأعمال تشجّع على اللطف والاحترام، وكيفية إظهار احترام المعلم. حيث يقوم المعلم بمراجعة دفتر الملاحظات بشكل منتظم لتعزيز السلوك الجيد لدى الأطفال. وذلك النشاط يساعد الطفل على زيادة شعوره بالأهمية لأفكاره ومعنى المسؤولية وقدرته على صناعة التغيير.
  • لعب الأدوار: ويكون من خلال مساعدة الأطفال على تقديم دور مسرحي حول قضية معينة يتم اختيارها ويكون الهدف منها ترفيهي تعليمي بحيث يستطيع الأطفال التعبير هما يجول في خاطرهم، كما يقوم المعلم من خلاله بتعليمهم بعض المهارات والقيم الإيجابية. كما أنّ ذلك النشاط سيزيد من ثقة الطفل بنفسه لكونه سيقوم بأداء الأدوار على المسرح أمام زملائه.


خاتمة:

إنّ بناء الشخصية لدى الأطفال هو الاستثمار الأفضل للوالدين، ويكون ذلك من خلال تعزيز الصفات والخصائص الجيدة والمفيدة من خلال الدور التعليمي والتربوي والذي يمكن تقديمه على شكل أنشطة متنوعة تكون محفزة ومشجعة وتراعي الفروق الفردية ما بين الأطفال. والغرض من ذلك في نهاية الأمر هو تطوير شخصية الطفل وتقويتها، كتقوية المنظومة القيمية كالنزاهة واللطف والمثابرة والحب والصدق والمسؤولية والأخلاق الحميدة، بالإضافة لتطوير المهارات والبناء المعرفي لدى الأطفال، وذلك كله لا يفيد الطفل فحسب، بل المجتمع بأسره. ويقدم للمجتمع جيلاً فاعلاً إيجابياً[٥].

المراجع

  1. ^ أ ب ت "29 Awesome Character Building Activities", www.icebreakerideas.com. Edited.
  2. "30 Character-Building Ideas and Activities for School ", www.signupgenius.com. Edited.
  3. "100 Kids Activities To Build Character", www.momentsaday.com.
  4. "104 Engaging Character Building Activities for Kids", www,meaningfulmama.com. Edited.
  5. "104 Engaging Character Building Activities for Kids", www.meaningfulmama.com. Edited.