احتياجات الطفل اليتيم

تعتبر الأسرة كاملة الأفراد ضرورية لنشأة الطفل ونموه نموًا سليمًا من جميع النواحي الجسدية والفكرية، ولكن هناك من الأطفال من ينشأون يتامى، فاقدين اهتمام ورعاية الوالدين أو أحدهما، ويؤثر غياب الأم أو الأب في بعض الأحيان على احتياجات الطفل، مما يجعل للطفل اليتيم احتياجات خاصة، نستعرض أهمها في النقاط التالية:[١]

  • الحاجات العاطفية: قد يشعر الطفل اليتيم أنه فاقدٌ للمحبة والعاطفة بسبب يتمه، ولا سيما أنّ العواطف المتوازنة والموجهة إلى الطفل مصدرها الوالدان، كما أنّ الطفل في الحالات العادية يكن مشاعر وأحاسيس لكلا والديه، مما يؤدي إلى معاناتهِ في توجيه هذه المشاعر بسبب فقدان أحد الوالدين أو كلاهما، فلا يجد من يتلقى عواطفه ويتفاعل معها.
  • الحاجة للشعور بالقيمة: يكتسب الطفل السمات التي تشكل شخصيته من طريقة تعامل والديه معه وإشعارهما له بقيمته، ولكن في حالة الطفل اليتيم، فإنه قد لا يشعر بقيمتهِ، أو بقيمة مشاعره، أو وجوده؛ بسبب افتقاده لأحد والديه أو كلاهما، وافتقاده لاهتمامها وكلامهما المشجع.
  • الأمن النفسي: تقع مسؤولية توفير الأمن النفسي للطفل على عاتق الوالدين، وكثيرًا ما يفتقد الطفل اليتيم لهذا الأمن، الذي يجعله يشعر بمكانتهِ وأهميتهِ في عائلتهِ والمجتمع ككل، إلى جانب شعوره بالطمأنينة وعدم خشية أن يقع له مكروه، بسبب اعتماده على كلا والديه في حمايته.
  • الحاجات المادية: قد يفتقد الطفل لكثيرٍ من الأمور التي يحتاجها في حياتهِ بسبب يتمه، وخصوصًا أنّ الوالدين هما مصدر الدعم المادي.
  • الحاجة إلى التوجيه السلوكي: يفتقد الطفل اليتيم عادةً إلى توجيه كلا والديه بخصوص السلوكيات التي عليه اتباعها أو تجنبها؛ الأمر الذي قد يُحدث خللاً في سلوكه في بعض الأحيان، بسبب افتقاره للنصح، والتوجيه، والإرشاد بخصوص ما هو خاطئ وما هو صحيح.


أساليب تربية الطفل اليتيم

هناك أساليب تربوية خاصة يجب مراعاتها عند تربية الطفل اليتيم، وتمتاز هذه الأساليب بأنها تراعي وضع اليتيم العائلي، إلى جانب احتياجاته، ومن أهمها ما يلي:[٢][٣]

  • التشجيع على عدم كبت المشاعر: من الخطأ دفع اليتيم إلى كبت مشاعره، وخصوصًا مشاعر الحزن، اعتقادًا أنّ هذا الأمر لمصلحته، وأنّ الشعور بالحزن ليس جيدًا له؛ حيث يجب السماح للطفل بالتعبير عن مشاعره، مهما كانت طبيعتها، وذلك للتخلص من السلبي منها، وكي لا تبقى عالقةً معه.
  • إحسان معاملة الطفل اليتيم: ولهذا الإحسان بالمعاملة صورتين؛ الأولى من خلال تجنب إساءة معاملته لأنه ما من أحدٍ يحميه، والثانية من خلال تجنب الإفراط في تدليله بحجة أنه يتيم وما من أحدٍ يهتم به.
  • توجيه الطفل اليتيم: الطفل اليتيم مثله مثل بقية الأطفال؛ فهو بحاجة للتوجيه السلوكي والأخلاقي عندما يقوم بأمرٍ خاطئ أو أمرٍ لا يتقن القيام به بشكلٍ صحيح، لهذا يجب عدم التردد في توجيهه دائمًا لما هو صحيح، واتباع أسلوب بسيط وسلس في ذلك، يتوافق مع دور الأب أو الأم الذي يفتقده اليتيم.
  • تشجيع اليتيم على التفاعل: هناك من الأيتام من يميلون للانعزال والشعور بالوحدة النفسية بسبب شعورهم بالاختلاف عن أقرانهم، ويجب عدم السماح لشعور الوحدة بالسيطرة على سلوكيات اليتيم من خلال تشجيعه على التفاعل والانخراط مع الأطفال الآخرين، وتشجيعهم على التفاعل معه.
  • إشعار اليتيم بالأمان النفسي: يعتمد هذا بشكل أساسي على جعل اليتيم يشعر بأنه قادر على الثقة بمن هم حوله ويقدمون له الرعاية؛ فالثقة تسهل من أمر التعامل مع اليتيم، وتجعله أكثر تجاوبًا.
  • تجنب تهميش الطفل اليتيم: لا يجب اعتبار الطفل اليتيم عاجزًا أو فردًا لا قيمة له في المجتمع بسبب الظروف الخاصة التي يعيشها، فالطفل اليتيم عنصرٌ فعال في مجتمعه، ويجب الاهتمام به وتبني قدراته ومواهبه، وتشجيعه دائمًا على بذل أفضل ما عنده.


تحديات تربية الطفل اليتيم

قد تواجه تربية الطفل اليتيم عددٌ من التحديات، والتي من المهم الاطلاع عليها لوضع الخطط المبكرة لمواجهتها ومنعها من التأثير سلبًا على تربية اليتيم، وتشمل الآتي:[٤][٥]

  • العنف: هناك من الأطفال الأيتام من يتعرضون للعنف بكافة أشكاله من قبل أشخاصٍ يستغلون أوضاعهم؛ الأمر الذي قد يؤدي بالطفل اليتيم إلى أن يفقد الثقة في نفسه والآخرين، ويتجه للسلوكيات العدوانية كردة فعلٍ على ما تعرض له.
  • اضطرابات النوم: قد يؤدي تعرض الطفل اليتيم للعنف أو للصدمة بسبب فقدانه أحد والديه أو كلاهما إلى معاناتهِ من الكوابيس، أو الخوف من النوم في الظلام، أو عدم القدرة على النوم من الأساس.
  • التمرد: قد يتمرد الطفل اليتيم ويرفض قبول التوجيهات والأساليب التربوية بسبب النقص العاطفي الذي يعاني منه بسبب يتمه، وبسبب شعوره أنه غير محبوب.
  • التعلق المفرط: هناك من الأطفال الأيتام من يجدون في التعلق المفرط في الآخرين طريقة لتعويض الفراغ الذي سببه فقدان أحد الوالدين أو كلاهما.


المراجع

  1. دولة خديجة، احتياجات الأطفال اليتامى وبعض مشاكلهم النفسية، صفحة 334-338. بتصرّف.
  2. "4 Ways Nurses Take Care of Orphans", orphanlifefoundation, Retrieved 14/8/2022. Edited.
  3. "5 WAYS TO INVOLVE YOUR FAMILY IN CARING FOR ORPHANS", lifesong, Retrieved 14/8/2022. Edited.
  4. orphans are susceptible to,17, 25–27. "The psychosocial wellbeing of orphans: The case of early school leavers in socially depressed environment in Mpumalanga Province, South Africa"], ncbi.nlm.nih, Retrieved 14/8/2022. Edited.
  5. "Investigating psychosocial problems of orphan children in primary schools", researchgate, Retrieved 14/8/2022. Edited.