هناك مجموعة من الخصائص والمهارات التي يسعى الوالدان لإكسابها لأطفالهم خلال مراحل عمرية مبكرّة، حيث اتّفق معظم علماء النفس والتربية على أنّ تلك المهارات والخصائص المتعلّمة تساعد الأطفال على بناء ذواتهم بشكل إيجابي وفعّال، ومن تلك المهارات أو الخصائص الثقة بالنفس والاستقلالية ومهارات التواصل الاجتماعي بالإضافة لتعلّم كيفية تحمّل المسؤولية، والتي تعدّ من أهمّ السمات المتعلّمة لكونها ترتبط بشكل قوي مع بقية السمات الشخصيّة الإيجابيّة، هذا فضلاً عن أنّ المسؤولية ترتبط بالثقة بالنفس والاستقلالية والفاعلية، لذا تعتبر من المهارات التي يسعى الوالدان لإكسابها لأطفالهم، فالمسؤولية تعّد حجر الزاوية في التربية السليمة والإيجابية مع الأطفال.[١]


كيف أربي طفلي على تحمّل المسؤولية؟

هناك مجموعة من الطرق والأساليب التي يمكن أن يقوم بها الوالدان أو مقدمو الرعاية للطفل بهدف أن يتعلم تحمّل المسؤولية، ومنها:[٢][٣][٤]


مراعاة اختيار مهام واضحة لطفلك

وذلك من خلال:

  • يفترض بداية أن تكون المهمات المطلوبة من طفلك مناسبة له.
  • احرص على أن تقدم له تعليمات واضحة حول ما تريده أن يفعله، حتى يكون قادراً على إدراك ما هو متوقع منه.
  • يمكن أن تساعد طفلك من خلال تقسيم المطلوب منه إلى خطوات ومهام صغيرة، إذ إنّ ذلك سيساعده على إنجاز مهامه على أكمل وجه.


استخدام أسلوب المساءلة والمحاسبة مع الطفل

إذ لما في ذلك من أهمية تتمثل بتعزيز قيمة الاستعداد للوفاء بالمسؤوليات والقيام بها في المرات القادمة، إذ إنّ عدم محاسبة الطفل بشكل مناسب وفوريّ، فهذا قد يسهم في تنمية حس اللامسؤولية واللامبالاة لما يقال لهم.


كن قدوة لطفلك

تذكّر دائماً أن طفلك يراقب سلوكياتك وطريقة تصرفك ويتابع استجاباتك بشكل دقيق، لذا اجعل من نفسك قدوة إيجابية خاصة فيما يتعلق بتحمّل المسؤولية واجعل طفلك يرى ذلك من خلالك، ويمكنك ذلك من خلال القيام ببعض الأمور، مثل:

  • وضع مفاتيح سيارتك على الخطاف في المكان المخصص لها بدلاً من وضعها على الطاولة.
  • عدم ترك ملابسك ملقاة على الأرض، والحرص على وضعها في مكانها الصحيح.

واحرص أثناء ذلك على شرح سبب قيامك بذلك لطفلك، حتى يتعلم طفلك ما أهمية أن تكون شخصاً مسؤولاً، فمثلاً قد تقول له "سأضع مفاتيح سيارتي في المكان المناسب حتى أتمكن من العثور عليها مرة أخرى بسهولة في المرة القادمة التي أودّ أن أخرج فيها".


شارك طفلك بعض المهام والمسؤوليات

يجب أن يدرك الطفل بأنّ ما يقوم به من مهام هي ذات قيمة ومهمة بالنسبة للوالدين، وعليه فلا بأس من تعليمه القيام ببعض المهام المنزلية في البداية، وتذكّر أن تكون ودوداً خلال مشاركة طفلك في ذلك، وأثناء ذلك أخبره بأنك تتوقع منه أن يتصرف بمسؤولية، بنفس الطريقة التي تتصرف بها أنت.


اجعل الأعمال والمسؤوليات المطلوبة ممتعة

إذ إنّ الأطفال يستمتعون بالمهام أكثر عندما تكون ممتعة، لذا حاول أن تخلق المتعة والمرح لطفلك أثناء تنفيذ مهامه ومسؤولياته حتى يقدّمها بشكل أفضل، مثلاً اجعل من ترتيب ألعابه نشاطاً ممتعاً، كأن يفوز من يجمع ألعاباً أكثر على الأرض ويضعها في مكانها المناسب.


تجنب التهديدات

من خلال توضيح ضرورة اتباع قواعد معينة في البيت، مع الأخذ بعين الاعتبار إلى أهمية شرحها بطريقة إيجابية دون تهديدات أو أصراخ، إذا قال طفلك، "أريد بسكويت"، أجبه: "عندما تجلس على الطاولة، يمكنك الحصول على البسكويت".


قم بالتركيز على الجهد لا النتائج

لا بدّ من الثناء وتقدير الجهد الذي يقوم به الطفل في سعيه لتحمّل المسؤولية حتى وإن لم ينجح بذلك بشكل كامل، لا تجعل النتائج أهم من الجهد الذي بذله طفلك، لا تنتقده أو تتولى المهمة عنه، فذلك قد يقلل من ثقته بنفسه ويقلل من رغبته في المساعدة وتحمّل المسؤولية.


كن واقعياً ولا تبالغ في توقعاتك

بمعنى يجب مراعاة قدرات طفلك وعمره عند تقييم عمله ومسؤولياته المطلوبة، فبعض الأطفال قد يشعرون بالغضب إن لم يتمكنوا من أداء المهام، لذا قم بتشجيعهم بلطف وهدوء حتى لا تسبب لهم الإحباط أو الحزن.


تقديم الثناء وكلمات التشجيع والتعزيز

إن الأطفال يقدّرون جداً الاهتمام بهم وبما يقومون به حتى لو بدا صغيراً بالنسبة للوالدين، لذا يجب على الوالدين تعزيز أطفالهم سواء بالكلام المشجع أو بتقديم المكافآت لهم المعنوية أو المادية.


علّم طفلك تحمّل المسؤولية مبكراً

يكون الطفل قادراً على فهم البيئة المحيطة به وقوانينها في عمر مبكّر لذا لا تستهن بعمره الصغير وشجعه على القيام بمهامه، وقد تكون الأنشطة المنزلية كترتيب الغرفة، والمحافظة على النظافة، وترتيب الملابس من المهمات البسيطة المشجّعة في البداية.


التسجيل وكتابة المهمات

إذ إنّ ذلك يعدّ من الأساليب المساعدة لتعليم طفلك تحمل المسؤولية خصوصاً عند تمكّنه من القراءة والكتابة، حتى يكون قادراً على متابعة مهامه ومسؤولياته وتسجيل الملاحظات، فذلك بلا شك يسهم في أن يكون مدركاً لجهوده ولمستوى الإنجازات وبالتالي تعزيز مفهوم المسؤولية لديه.


تجنّب وصف طفلك بأنّه غير مسؤول

احرص على ألا تصف طفلك أبداً بأنه شخص غير مسؤول، لأن الطريقة التي نرى بها أطفالنا هي نبوءة تحقّق ذاتها، لذا بدلاً من زرع المفاهيم السلبية في نفوسهم وشخصياتهم، ينبغي الاهتمام بتعليمهم المهارات التي سيحتاجونها ليكونوا أفراداً مسؤولين.


علّم طفلك أن تحمل المسؤولية هي أمر مطلوب

إذ يجب أن يدرك الأطفال أنّ المتوقع دوماً من الجميع هو تحمّل مسؤولياتهم، سواءً اتّجاه أسرهم أو مجتمعهم أو غير ذلك ليكونوا أشخاصاً أفضل في المستقبل.


ما أهمية تربية الطفل على تحمّل المسؤولية

الآن وبعد التعرف إلى الطرق والاستراتيجيات التي تساعد الطفل على أن يكون قادراً على تحمل المسؤولية في الآتي بيان لأهمية اكتساب ذلك:


يعدّ تحمل المسؤولية أحد أهم المهارات التي يمكن للأطفال تعلمها؛ كونها ستمنحهم مستقبلاً لفهم ماهية العلاقة ما بين مفهوم المسؤوليات، والمساءلة، وقيمة الأشياء، والقدرة على إدارة ذواتهم.[٥]


كما أنّ تعليم الأطفال كيفية تحمّل المسؤولية في وقت مبكر من الحياة سيؤهلهم بشكل أفضل للعمل في المجتمع كبالغين موثوق بهم وجديرين بالثقة وذوو شخصيات قوية إيجابية أيضاً، وعلى الرغم من صعوبة مهمة الوالدين في تعليم أطفالهم تحمّل المسؤولية في المراحل الأولى من حياتهم إلّا أنّ ذلك الأمر إن تمّ تعليمه، فذلك حتماً سيجعل من حياة هؤلاء الأطفال قيمة كبيرة وسيمنحهم قدرة أكبر في مواجهة مشكلات الحياة وتحدياتها المستقبلية خلال مراحل حياتهم المختلفة.[٦]


المراجع

  1. "Teaching Responsibility to Your Children", www.centerforparentingeducation.org. Edited.
  2. "How to teach your child to be responsible", www.babycentre.co.uk. Edited.
  3. "9 tips for teaching kids responsibility", www.care.com. Edited.
  4. "5 Easy Steps for Teaching Responsibility to Your Kids", /www.notconsumed.com. Edited.
  5. "Teach Your Child Responsibility — 7 Tips to Get Started", www.empoweringparents.com.
  6. "How To Raise Responsible Kids", www.hammondpsychology.com. Edited.