النظافة الشخصية شكل مهم من أشكال الرعاية الذاتية التي تضمن أن يكتسب الطفل من خلالها حياة صحية، إن ممارسات النظافة الجيدة منذ الطفولة تؤثر إيجابياً على نمو الطفل وحمايته من خطر الجراثيم والأمراض، كما تساعد في الحفاظ على مظهره ورائحته نظيفةً ومنعشةً، خاصة وأن الأطفال لديهم حماس لتجربة كل شيء بمحيطهم واكتشافه ما يعرضهم لمخاطر الفايروسات والجراثيم.


كيف أربي طفلي على النظافة الشخصية؟

هناك قائمة من العادات الجيدة التي من الممكن أن يتّبعها الآباء والأمهات لتربية أطفالهم على النظافة الجيدة وتأسسيهم عليها، وفيما يلي بعض هذه العادات:[١][٢][٣][٤]


أولاً: نظافة الفم

تعتبر صحة الأسنان جزءًا مهمًا من النظافة الشخصية، فعلى الآباء والأمهات تعليم أطفالهم تنظيف أسنانهم بالفرشاة مرتين يومياً بحسب توصيات الأطباء ومن الأفضل تنظيفهم بعد كل وجبة، إلى جانب تنظيف الأسنان بالخيط يومياً، ومن الجيد والفعّال أن يطبّق الآباء والأمهات هذه الخطوات أمام أطفالهم، مع مراعاة استخدام المنتجات الخاصة بأسنان الأطفال، هذا ويشار إلى أنّ تنظيف الأسنان بالخيط يتطلّب تحكّماً دقيقاً يصعب على الطفل تطبيقه، لذا لا بد من مساعدة أحد الوالدين، وفي حال كان طفلك يكره تنظيف أسنانه فمن الممكن تشجيعه من خلال شراء فرشاة أسنان له تحتوي على رسومات كرتونية وألوان زاهية يختارها بنفسه، وللحفاظ على سلامة أسنان طفلك، يجب تشجيعه على عدم الإكثار من تناول السكريات؛ لأنها تسرّع من تسوّس الأسنان.


ثانياً: غسل اليدين

يعد غسل اليدين من أهم وأسهل ممارسات النظافة التي يجب أن يتعلمها طفلك، من المهم أن تشرح له لماذا يحتاج إلى القيام بغسل يديه بانتظام، وأن هذه الخطوة مهمة للتخلص من الأوساخ والجراثيم، شجع طفلك على غسل يديه بالماء والصابون قبل وبعد تناول الطعام، وبعد الذهاب إلى المرحاض، والعطاس، والسعال، واللعب، أو لمس الحيوانات، أما الأطفال الرضّع فمن الممكن مسح أيديهم بقطعة قماش نظيفة.


أما عن تقنيات غسل اليدين ففي الآتي بيانها:

  • علم طفلك كيفية غسل يديه، تأكد من أنه يغسلها جيداً ويمرّر الماء والصابون على راحته وأصابعه ومعصمه.
  • تأكد من غسل يديه بالصابون لمدة 20 ثانية على الأقل.
  • يمكنك إضفاء جو من المتعة خلال غسل اليدين كالقيام بترديد أغنية يحبها طفلك.
  • تأكد من تجفيف أيديهم بعد غسلها تجنباً للإصابة بمشاكل جلدية.


رابعاً: غسل الجسم

إن الاهتمام بالاستحمام اليومي يزيل عن البشرة الأوساخ والغبار والبكتيريا والخلايا الميتة التي يلتقطها الطفل خلال يومه أثناء اللعب، لذا احرص على البدء بترسيخ عادات الاستحمام مبكرًا وتأكد من شرح مدى أهمية تنظيف الجسم، أشرف عليه وعلّمه الطريقة الصحيحة للاستحمام والحفاظ على نظافة جسمه، وعندما يصبح مستعدّاً ويبلغ العمر المناسب، اجعله يقوم ذلك بنفسه، كما يجب التنبه إلى درجة حرارة الماء عند ترك الطفل يقوم بالاستحمام، ومن الجيد اختيار شامبو ومنتجات خاصة للأطفال لمنع تهيج عيونهم وبشرتهم.


خامساً: استخدام المرحاض

علمي طفلك تنظيف نفسه برفق بعد استخدام الحمام لتقليل خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية والمحافظة على النظافة، إلى جانب ضرورة تعليمهم استخدام ورق التواليت.


سادساً: العناية بالشعر

عندما يكبر طفلك علمه أن يمشط ويغسل شعره بانتظام للمحافظة عليه، من المهم أيضًا تعليمهم أنه لا ينبغي لهم مطلقًا مشاركة الأشياء الشخصية الخاصة بالعناية بالشعر مع غيرهم كالمشط والقبعة.


سابعاً: آداب السعال والعطس

السعال والعطس من الأمور التي تسهم في انتشار الجراثيم، يمكنك شرح ذلك لطفلك من خلال توضيح كيفية انتقال رذاذ العطس أو السعال بطريقة عملية، مثلاً خذ زجاجة فارغة وضع فيها صبغة ملونة وماء، ومن ثمّ أحضر منديلًا، ورش القليل من الماء الملون، أخبره أن الماء الذي تم رشه هو بمثابة الجراثيم وأن هذا الشيء الذي يمكن أن ينتج عن العطاس، فذلك سيعلمهم أنه من المهم تغطية فمهم أو أنفهم عند السعال أو العطس بمنديل ورقي لمنع انتشار الجراثيم، بدلاً من استخدام كم قميصهم في مسح أنفهم أو فمهم.


ثامناً: تنظيف الأنف والأذن

علّم طفلك تنظيف أنفه باستخدام المنديل عندما يكون مسدوداً، سيحسن ذلك من طريقة تنفسه وسيكون أنفه نظيفاً، مع مراعاة التخلص من المناديل في سلة المهملات وغسل اليدين جيداً، أمّا تنظيف الأذن فيتمّ باستخدام أعواد التنظيف الخاصة بذلك، بشرط أن يكون الطفل مهيئاً لاستخدام عود التنظيف بنفسه.


تاسعاً: عدم استخدام حاجيات ليست لهم

يجب تعليم الأطفال عدم مشاركة أدوات تناول الطعام الخاصة بهم مع أحد، لأنها طريقة سهلة لانتقال الجراثيم والأمراض.


عاشراً: قصّ الأظافر

ينصح بقصّ أظافر الأطفال أسبوعياً، وتعليمهم القيام بهذه العملية بأنفسهم، من الجيد هنا توعيتهم حول الابتعاد عن قضم أظافرهم بأسنانهم؛ لما في ذلك من الضرر الذي سيعود إليهم.


كيف أعلم طفلي الاهتمام بنظافة غرفته؟

يشتكي العديد من الآباء والأمهات من غرف أطفالهم الفوضوية التي تتناثر فيها الأرواق والملابس والألعاب، إذ من المؤكد أنّ نظافة المكان لا تقلّ أهمية عن النظافة الشخصية لذلك يجب تربية الطفل على كيفية المحافظة على نظافة المكان الذي يعيش فيه، ولما في ذلك من فائدة تعود عليه بتعليمه حس المسؤولية وتدبر أموره والاعتماد على نفسه، وفيما يلي بعض الخطوات لتربية الطفل على الاهتمام بنظافة وترتيب غرفته:[٥][٦][٧]


أولاً: ساعد طفلك

قد يحتاج طفلك حقًا إلى المساعدة للبدء في تنظيف غرفته، حيث لا يمتلك الطفل مهارات تنظيمية جيدة في هذا السن، لذا من الجيد الجلوس معه وتوضيح الخطوات المطلوب تنفيذها لتنظيف المكان، على سبيل المثال، علم طفلك أن يلتقط الملابس من على الأرض ويفرزها حسب النظيف أو المتّسخ.


ثانياً: قسم المهام لطفلك

قسّم الغرفة إلى أجزاء واطلب منه العمل في جزء من الغرفة في كل مرة وقسّم له المهام، على سبيل المثال، اجعله يلتقط كل الملابس أولاً، ثم يلتقط ألعابه ويضعها في مكانها المناسب، ومن ثمّ يزيل الأوساخ والأوراق من على الأرض، إذ إنّ تقسيم الغرفة إلى أجزاء يُمكّن الطفل من التركيز ويتعلم الترتيب بشكل تدريجيّ ومنظّم.


ثالثاً: لا تنظف غرفة طفلك

إذا كان طفلك كبيرًا بما يكفي لتنظيف غرفته بنفسه، فاعتمد عليه بشكل كلي لتنظيفها باستثناء الأجزاء التي قد تُشكل خطورة عليه، لا تحاول التدخل وتنظيفها بنفسك، حيث سيعتقد طفلك حينها أنك لا تثق به وبقدرته على تنظيف الغرفة بنفسه، وسيعتمد عليك بشكل كلي في هذا الأمر.


رابعاً: شجعه وحفزه للإنجاز

إذا فشل طفلك في تنظيف غفرته فلا تعاقبه أو توبخه على نحو قاسٍ، إذ من الممكن تحفيزه وتشجيعه على التنظيف، على سبيل المثال: قل له إذا قمت بترتيب غرفتك سأخرج معك للعب كرة القدم، أو سنتناول وجبتك المفضلة.


خامساً: إبعاد مفهوم التنظيف كعقاب

لا تجعل التنظيف وسيلة للعقاب، على سبيل المثال: إذا لم يؤدِ طفلك الواجبات المدرسية، لا يُمكنك أن تعاقبه من خلال تنظيف المنزل أو الحديقة، فتعليم الطفل على النظافة والترتيب ما هي إلا وسيلة لجعله شخصاً مسؤولاً وليست لمعاقبته.


سادساً: المشاركة في الأعمال المنزلية

عوّد أطفالك على المشاركة بالأعمال المنزلية، يمكنك ببساطة طلب المساعدة منهم للقيام بالمهام السهلة بالمنزل، مثل وضع الأطباق في مكانها بعد غسلها، حيث سيساعدهم ذلك على تحمل المسؤولية عندما يكبرون.


تربية الأطفال على النظافة في مرحلة المراهقة

يجب تعليم الأطفال عند الوصول إلى مرحلة المراهقة الطرق التي تحافظ على نظافتهم الشخصية، حيث يترافق مع هذه المرحلة تغيرات جسدية تحتاج إلى اهتمام مضاعف بالنظافة، وفيما يلي بعض النصائح لتعليم أطفالك على النظافة في مرحلة المراهقة:[٨]


  • الاستحمام يومياً: الاستحمام اليومي أمراً لا بد منه في هذه المرحلة، خاصة أن الجسم يصبح شديد التعرق، ومن الضروري هنا التنبيه على استخدام مزيل عرق مناسب يحد من التعرق ويضفي رائحة جميلة على الجسم، هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ فروة الرأس تصبح في هذه المرحلة دهنية بشكل مضاعف، ما يتطلّب غسلها كل يوم أو يومين، وهذه الخطوة مهمة للحفاظ على فروة رأس صحية وللحد من تساقط الشعر الناتج عن إفرازات الزيوت.
  • تنظيف البشرة: تصبح البشرة دهنية جداً في هذه المرحلة خاصة منطقة الجبهة والأنف، وهنا يجب تشجيع ابنك المراهق على غسل الوجه برفق مرة أو مرتين يومياً من خلال استخدام غسول خاص يتناسب مع بشرته، وفي حال ظهور بعض البثور حذّره من لمسها؛ لأن ذلك سيؤدي إلى التهابها ويترك ندباً في المكان.
  • تنظيف الشعر الزائد: يبدأ ظهور الشعر لدى الإناث والذكور بعمر مبكر قبل سن البلوغ بقليل، لذا من الضروي تعليمهم كيفية التخلص من الشعر الزائد في مختلف الأماكن باستخدام الطرق المناسبة.

المراجع

  1. "The Importance of Personal Hygiene for Children", Stepping Stonesltd, Retrieved 2021. Edited.
  2. "The Importance of Teaching Your Child Personal Hygiene", piptree early learning, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  3. ngela Oswalt, MSW, Natalie Staats Reiss and Mark Dombeck, "Early Childhood Hygiene", gracepoin, Retrieved 2021. Edited.
  4. "Personal hygiene for children: in pictures", raisingchildren.net.au, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  5. "Tips for Getting Kids To Clean Their Rooms", PsychCentral, 2016, Retrieved 2021. Edited.
  6. "5 important cleanliness lessons every parent should teach their kids early on", E TIMES, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  7. Sara Bean, M.Ed., "4 Tips to Get Kids to Clean Their Rooms", EMPWERINGPARENTS.com, Retrieved 2021. Edited.
  8. "10 Ways to Teach Preteen Hygiene", SCHOLASTIC PARENTS, Retrieved 2021. Edited.