أهمية إشراف الأم على تربية الطفل

إنّ لوجود الأم وإشرافها على تربية طفلها أهمية، تنعكس آثارها في حال ابتعادها عن حياته وتربيته، ويمكن تلخيص هذه الأهمية بالنقاط التالية:[١]

  • يفضل الأطفال اللجوء للأمهات أكثر من الآباء في كثير من الحالات، والتي تشمل طلب الدعم العاطفي، أو في حالات الجوع، والمرض، والشعور بالضيق.
  • تعتبر الأمهات بطبيعتهن أكثر تجاوبًا عندما يتعلق الأمر باحتياجات أطفالهن، كما أنهن قادرات على تمييز الحالات والمتطلبات المختلفة لهم.
  • تستطيع الأمهات تفسير مشاعر أطفالهن بشكل أفضل من الآخرين؛ اعتمادًا على طبيعة المواقف، والإيماءات الصادرة من الطفل، وتعبيرات وجهه.
  • يعتمد توازن الطفل العاطفي والاجتماعي على وجود أمه وإشرافها على نشأته وتربيته.


أسباب ابتعاد الأم عن تربية الطفل

يعتبر وجود كلٍ من الأم والأب حجر الأساس في حياة الطفل؛ فالحياة بدونهما أو بدون أحدٍ منهما تكون ناقصة، ولا شك أنّ هذا يؤثر على تربية الطفل ونشأتهِ في المقام الأول، وهناك حالات تؤدي إلى أن ينشأ الطفل بدون أمه، ويكون ابتعاد الأم متعلقًا بعدد من الأسباب والظروف، والتي تشمل ما يلي:[٢]

  • وفاة الأم: يترك موت الأم فراغًا في حياة الطفل، ويضطر بعد وفاتها إلى أنّ ينشأ دون وجودها.[٣]
  • المشاكل الزوجية: قد تؤدي المشاكل بين الأب والأم إلى ابتعاد الأم عن طفلها؛ بسبب الصراعات القائمة في علاقة الوالدين، والتي قد تصبح غير محتملة وتدفع الأم للمغادرة، خاصة بعد الطلاق، وفي حال عدم نيلها حضانة الطفل.
  • التهرب من المسؤولية: هناك أمهاتٌ قد لا يملكن القدرة على تحمل مسؤولية الطفل بسبب خوفهن من المسؤولية والالتزام الذي قد لا يكن مستعداتٍ لها بما يكفي؛ الأمر الذي قد يدفع مثل هذه الأمهات إلى ترك أطفالهن ومسؤولياتهم وراءهن.
  • مشاكل الصحة العقلية: تؤثر الصحة النفسية على تربية الأم لطفلها، وهناك أمهات قد لا تساعدهن صحتهن النفسية على تحمل مسؤولية أطفالهن؛ الأمر الذي يؤدي بهن إلى هجرهم أو إهمالهم، ويعتبر اكتئاب ما بعد الولادة من الأمثلة على مشاكل الصحة العقلية التي تواجه بعض الأمهات.
  • المشاكل المالية: إنّ الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتأزم من أبرز الأسباب الشائعة التي قد تدفع الأم لترك أطفالها لينشؤوا بعيدًا عنها؛ فالضغوطات والمشاكل المالية تؤثر في المقام الأول على علاقة الوالدين، مما قد لا يترك أمام بعض الأمهات سوى خيار الابتعاد بسبب عدم توفر احتياجات الحياة الأساسية والتي تضمن استقرار العائلة.


تأثير ابتعاد الأم على تربية الطفل

يؤثر غياب الأم عن تربية الطفل عليه من عدة نواحي، تشمل الأمور التالي ذكرها:[١][٤]

  • تدني احترام الذات: يتسبب غياب الأم عن حياة الطفل بفقدانه لاحترامهِ لذاته؛ فقد يشعر الطفل أنه غير محبوب ولا يستحق الحب، وقد يؤثر هذا على علاقته مع الآخرين وعلى سلوكهِ بشكل سلبي.
  • المشاكل العاطفية والسلوكية: إنّ ابتعاد الأم عن طفلها وعدم إشرافها على نشأته له تداعيات طويلة الأمد، من أهمها ظهور السلوك المعادي للمجتمع، والمشاكل العاطفية، وجنوح الأحداث.
  • مشاكل الثقة: قد يعاني الطفل البعيد عن أمه من مشاكل تتعلق بثقة الطفل بنفسه، تمنعه من تكوين علاقات صحية مع الآخرين، وقد تزج به في العلاقات السامة.[٥]
  • فقدان الأمان: قد يفقد الأطفال الذين يكبرون بدون أمهاتهم شعور الأمان، وقد تسيطر عليهم مشاعر القلق، والشك، والتردد؛ الأمر الذي يؤثر عليهم نفسيًا واجتماعيًا.[٦]
  • عدم تحمل الضغوطات: قد يجعل هذا الأمر من هؤلاء الأطفال عرضة لمختلف الاضطرابات النفسية التي تهددهم بسبب عدم قدرتهم على تحمل ضغوطات الحياة.
  • السعي لنيل الاهتمام: قد يسعى الطفل الذي نشأ بدون أمه إلى نيل الاهتمام بمختلف الطرق؛ الأمر الذي قد يجعل الحياة صعبة عليه.


أساليب تربية الطفل بعيدًا عن أمه

إنّ تربية الطفل بعيدًا عن أمه لينشأ تنشئة صحية ليست أمرًا مستحيلاً؛ فهناك أساليب وأمور يساعد تطبيقها في تعويض الطفل عمّا فقده من ابتعاد أمه لأي سببٍ كان، ولا بدّ أن يحرص مقدم الرعاية أيًا كانت قرابته بالطفل على اتباعها بطرقٍ صحيحة لضمان أفضل النتائج، وتشمل الأساليب والنصائح ما يلي:[٧][٨]

  • الصبر: من المهم للغاية أن يتحلى الشخص الذي يشرف على تربية الطفل البعيد عن أمه بالصبر، واليقظة، والانتباه، ويتجلى هذا بتفهم الوقت العصيب والحالة الصعبة التي يمر بها هذا الطفل، والذي قد يظهر على شكل سلوكٍ اكتئابي، وغضبٍ، وفقدانٍ للثقة بالنفس، والشعور بالذنب، وفي هذه الحالة يجب على مُقدم الرعاية أو المُربي أن يشجع الطفل على التعبير عن مشاعره، والحديث عن ذكرياته مع أمه؛ حيث يعتبر هذا الأمر من الطرق الصحية التي تُكسب الطفل ثقةً بنفسه والآخرين، وتشجعه على مشاركة أفكاره مع الشخص الذي يشرف على تربيته، والتواصل معه عند الحاجة.
  • الاستماع والتعاطف: من الطبيعي أن يعاني الطفل الذي تتم تربيته بعيدًا عن أمه من صعوبة في الحديث عن مشاعره ومشاركتها، وقد يصل الحد بمثل هؤلاء الأطفال إلى اللجوء إلى الانتقام والكراهية بسبب ظنهم أنه تمّ التخلي عنهم، ولهذا قد يعالجون مشاعرهم السلبية بالسعي لجعل الآخرين يعانون من نفس الألم الذي يعانون منه، ويكمن علاج مثل هذه الحالة بأن لا يبخل الشخص المسؤول عن تربية هذا الطفل عليه بالاستماع له، وتذكيرهِ في كلِ مرةٍ أنّ وضعه هذا ليس خطئًا منه، وأنّ هناك كثيرين يعانون من هذه المشكلة أيضًا، وأنّ الحياة مليئة بالفرص والأشياء الجميلة التي تنتظر أن يعيشها الطفل، كما من الضروري أيضًا أن يُشعر المربي الطفل البعيد عن أمه أنه يقف دائمًا معه وبجانبه، وأنه ليس وحيدًا.
  • تجنب قول الأشياء السلبية عن الأم البعيدة: لا يجب أبدًا إخبار الطفل البعيد عن أمه أمورًا سلبية عنها، حتى وإنّ كانت هي المُلامة في ابتعادها عن طفلها؛ حيث يعتبر من المهم أن يحمل الطفل أفكارًا وذكريات إيجابية عن والدته، ولهذا لا يجب قول سوى الأمور الجيدة عنها.


المراجع

  1. ^ أ ب "Psychological Effects of Growing Up Without a Mother", womanjunction, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  2. "Reasons why parents would abandon their children. How to combat this.", orphancare, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  3. can feel a variety,about the parents who died. "How Does The Death Of A Parent Affect A Child", parentingforbrain, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  4. "The Effects of an Absent Mother Figure", oureverydaylife, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  5. "The Impact of Having an Absent Mother", exploringyourmind, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  6. "What Are Some Effects of Growing up Without a Mother?", reference, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  7. "Tips for Helping an Abandoned Child Cope and Thrive", kidsworldfun, Retrieved 23/6/2022. Edited.
  8. "Understanding and Coping With Child Abandonment", verywellfamily, Retrieved 23/6/2022. Edited.