تُعرّف المراهقة على أنها المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى النضج، وتصاحب هذه المرحلة تغييرات نفسية واجتماعية وجسدية وهرمونية،

ومن الضروري الإشارة إلى أن إحدى الدراسات أظهرت أن آباء المراهقين يعانون من مستويات عالية من التوتر بما يؤثر على صحتهم العقلية، وذلك بسبب عدم القدرة على التعامل مع التغيرات التي تطرأ على المراهق في هذه المرحلة، لهذا يشعر الوالدان أحيانًا أنهما في مسار تصادمي مع أبنائهم المراهقين،[١] ودائمًا ما يبحثون عن إجابات للأسئلة المتعلقة بكيفية التعامل مع المراهق العنيد، لذلك سنخصص هذا المقال للتحدث عن الطرق المثلى للتعامل مع المراهق العنيد.


الطرق المثلى للتعامل مع المراهق العنيد

1. ثقف نفسك

يجب على الأب والأم تثقيف أنفسهم فيما يتعلق بهذه المرحلة وما يرافقها من تغيُرات، إذ سيساعدهم ذلك على فهم تصرفات أبنائهم المراهقين، والتعرف على كيفية التعامل مع هذه التغيرات والتصرفات والمواقف المصاحبة لها، وتعد هذه الخطوة ضرورية جدًّا للآباء والأمهات، إذ إنها ستُمكنهم من تخمين قائمة المشكلات المحتملة في هذه المرحلة، وكيفية معالجتها.[٢]


2. تعامل معه بود وتوازن

وهذا يعني ألا تجعل عواطفك تتحكم بك فتمنعك من التفكير بوضوح، وتعيق التصرف بشكل صحي تجاه ما يفعل، فإذا كان الابن المراهق غاضبًا من أمر معين لا ينصح بمقابلة ذلك بالانفعال، بل يجب أخذ نفس عميق والتحدث معه بهدوء، ومن الضروري الابتعاد عن القالب الجاد في الحديث معه، إذ ينصح بالتحدث معه بقالب فكاهي لكسر الجمود وتلطيف الأجواء، مع مراعاة تجنب السخرية منه، كما لا ينصح بالتركيز على لغة الجسد لدى المراهق في أثناء الحوار، ويشمل ذلك هز الأرجل، ونظرات العيون، وإيماءات الوجه غير المرغوب بها، وإلى جانب ذلك تجب محاولة فهم ماذا يريد بالضبط، ففي بعض الأحيان يسيء المراهق التصرف دون قصد نتيجة سوء الفهم.[٣][٤]


3. ابق على تواصل معه

عندما يرغب ابنك المراهق بالحديث معك، لا تؤجل الحديث إلى وقت لاحق، إذ يجب أن تُشعره بوجودك الدائم إلى جانبه واستعدادك التام لسماعه في كل وقت، ومن الضروري ألا تتجاهل مشاعر ابنك المراهق، فقد يشعره ذلك أنه منبوذ وغير مهم، كما يجب التحدث معه كشخص بالغ يفهم كل شيء ويكون مسؤولًا عن تصرفاته، وفي المواقف الصعبة التي يمر بها ابنك المراهق، حاول التقرب منه وفهم ما يشعر به، وتحدث معه ببعض القضايا الحساسة مثل المخدرات والجنس، ولا تؤجل هذه المحادثات إلى وقت لاحق، فقد يكون الوقت قد فات لأخذ معلومات صحيحة في هذا الشأن، كما أن مناقشة هذه المواضيع معه تعزز التواصل بينكما.[٥][٦]


4. تجنب انتقاده

عند خوض ابنك المراهق تجربة جديدة أو الإقبال على أنشطة واهتمامات لا توافقها تجنب انتقاده، إذ إن قبولك بتجاربه والثناء عليه يجعله قريبًا منك ويعزز الثقة بينكما، كما يجب عليك أن تختار الوقت المناسب لتوجيه الانتقادات، ولا يمكن القول بأن كل التصرفات التي يفعلها المراهق تعد نوعًا من التمرد، إذ يجب التمييز بين فعل الكسل والنسيان في بعض الأحيان، وبين فعل التمرد، ومن الضروري أيضًا أن تتوخى الحذر ولا تقلل من شأنه، فذلك سيخلق فجوة عميقة بينكما يصعب سدها لاحقًا.[٧][٨]


5. عزز علاقتك معه

يجب عليك أن تتصرف وتتحدث مع ابنك المراهق بالطريقة نفسها التي ترغب بأن يتحدث ويتصرف بها معك، أما إذا كانت العلاقة بينكما مشوبة بالتوتر، فمن الممكن أن يتدخل شخص ثقة ويخفف مع حدة التوتر بينكما، كما أن التحدث مع الابن باستمرار للتأكد من عدم وجود أي شيء يشعره بالتوتر والقلق، سيعزز العلاقة بينكما، ومن الضروري جدًّا أن تكون قدوته في كل شيء، على سبيل المثال بإمكانك إطلاعه على تجاربك في التعامل مع المواقف المختلفة؛ ليكون لديه نموذج لكيفية التصرف إزاء هذه المواقف، ومن الطرق الفعالة لتعزيز العلاقة بينكما أيضًا أن تتعرف على أصدقاء ابنك وتتقرب منهم، ومن الضروري جدًّا أن تمنحه المساحة الكافية لاتخاذ قراراته بنفسه، وأن تتجنب مهاجمته أو أخذ كل ما يقوله على محمل الجد، إذ يحاول المراهق في هذه المرحلة الاستقلال بشخصيته قدر الإمكان، وينصح أيضًا بعدم الإكثار من طرح الأسئلة التي تثير غضبه أو تشعره بعدم الثقة.[٩][١٠][١١][١٢]


6. امدح سلوكياته الجيدة

إن مدح ابنك المراهق وتعبيرك الدائم له عن امتنانك الدائم تجاه الأعمال الإيجابية التي يفعلها، يعد حافزًا إيجابيًّا لفعل المزيد من الأعمال الجيدة، ومن الجميل أيضًا أن تُقدم له مكافأة عند تطبيق أمور إيجابية عظيمة؛ لأن عدم اهتمامك بأفعاله الجدية سيجعله يعتقد أن ما يفعله غير مهم.[١٣]


7. تعلّم من ابنك المراهق

اطلب من ابنك أن يعلمك شيئًا من اهتماماته وهواياته ويطلعك عليها، فهذه الخطوة ستُسهل التحاور والتواصل فيما بينكما لاحقًا، ومن الجيد أخذ المشورة من ابنك، إذ سيعزز ذلك من ثقته بنفسه ويشعره بكيانه وذكائه، وهذه الطريقة المثلى لصقل شخصيته في هذه المرحلة.[١٤]


8. وفّر جوًّا عائليًّا مناسبًا

من المهم جدًّا في هذه المرحلة أن يتواصل الطفل مع عائلته حتى لو كان يرغب بالاستقلالية، وإن تخصيص وقت للعائلة وممارسة الأنشطة المشتركة كالرحلات العائلية والعشاء، سيُشعر المراهق أنه قريب من عائلته دائمًا.[١٥]


9. حدّد قواعد واضحة

يجب وضع قواعد واضحة إزاء كل شيء في هذه المرحلة، مع توضيح العواقب المترتبة على اتخاذ القرارات غير المدروسة وعدم الامتثال للتوجيهات، على سبيل المثال: يجب أن يعلم ابنك المراهق أنه إذا خرج مع أصدقائه قبل إكمال واجباته المدرسية، فإن العقوبة المترتبة على ذلك هي عدم السماح له بالخروج في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة.[١٦]


10. اتبع الطرق الفعالة لتأديبه

عند ارتكاب ابنك المراهق خطأً ما، أشعره بالأمان وأنك دائمًا ستقف إلى جانبه، وأخبره بأنه يستطيع التحدث إليك بشأن الأخطاء التي ارتكبها دون خوف، وعند ارتكابه خطأ معين يمكنك تأديبه من خلال طرق فعالة؛ فبدلًا من لومه على عدم امتثاله للتوجيهات، اطرح عليه سؤال مثل: "لماذا فعلت ذلك؟"، فمن الجيد أن يشعر المراهق بالذنب تجاه خطأ ارتكبه؛ لأن الشعور بالذنب قد يكون وسيلة فعالة أكثر من العقاب نفسه في بعض الأحيان، ولكن من الضروري توخي الحذر؛ فليست كل مخالفة تتطلب العقاب، فلا ينصح بأن تكون صارمًا أو قاسيًا بشكل مفرط، فهذه التصرفات تجعل ابنك المراهق يشعر بالضيق وهذا ما يدفعه للتمرد، ومن الضروري اختيار عقوبة مناسبة لحجم الخطأ الذي ارتكبه، فالسلوك الخطير كتعاطي المخدرات وشرب السجائر يستوجب فرض عقوبات قاسية، مع مراعاة متابعة الأمر عند فرض عقوبة معينة حتى يأخذ ابنك العقوبة على محمل الجد، ومن الضروري توضيح سبب فرض العقوبة مباشرة، على سبيل المثال عند ارتكاب الابن لخطأ معين والرغبة بمعاقبته لا تقل: "أنا عاقبتك لأنك شخص عديم المسؤولية"، بل حدد سبب العقاب بشكل واضح بعيدًا عن التعميم، ومن الأمور التي تجب مراعاتها عند فرض عقوبة؛ اختيار طريقة مهذبة مثلًا: عندما يتجاوز ابنك بالحديث معك لا تقل له: "أنت وقح"، بل استخدم عبارة مثل: "أشعر بالحزن عندما تتحدث معي بهذه الطريقة".[١٧][١٨][١٩][٢٠]


متى يجب القلق تجاه تصرفات المراهق؟

توجد بعض التصرفات التي يفعلها المراهق والتي تستدعي القلق، كتقلب المزاج، وبعض التغيُرات السلوكية التي تطرأ على شخصيته مثل التنمر وتصادمه الدائم مع الأصدقاء والأشقاء، كما أن عدم تواصله مع الأصدقاء والعائلة، والامتناع عن ممارسة الأنشطة المعتادة، إلى جانب محاولته الهروب من المنزل، وعدم الانتظام في الذهاب إلى المدرسة أمور تستدعي القلق أيضًا، وتستوجب التدخل الطارئ وطلب المساعدة من المختصين.[٢١]


كيف تتصرف عند الشعور بالقلق؟

إذا كنت قلقًا بشأن سلوك ابنك المراهق، فيُمكنك طلب المشورة من أصحاب الاختصاص، كالمختصين الاجتماعيين في المدارس، والمعلمين، والطبيب المختص بشأن سلوك الأطفال، كما أن التواصل مع آباء آخرين سيساعد على الاستفادة من تجاربهم مع أبنائهم، ويمكن أيضًا إيجاد حلول منطقية خلال نطاق العائلة، إذ إن وجود العائلة مهم لتوفير الدعم اللازم للمراهق في هذه المرحلة.[٢٢][٢٣]


المراجع

  1. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wikiHOW, Retrieved 2021. Edited.
  2. Dr. Jasmine Shaikh, MD (2021), "How Do You Discipline a Defiant Teenager?", MedicineNet, Retrieved 2021. Edited.
  3. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wiki How, Retrieved 2021. Edited.
  4. "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren.net.au, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  5. ....... (2019), "Talking with Your Teens about Sex: Going Beyond “the Talk”", Centers for Disease Control and Prevention , Retrieved 2021. Edited.
  6. "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren.net.au, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  7. "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren.net.au, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  8. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wikiHow, Retrieved 2021. Edited.
  9. ...... (2020), "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren, Retrieved 2021. Edited.
  10. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wikiHow, Retrieved 2021. Edited.
  11. "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren.net.au, 2020, Retrieved 2021. Edited.
  12. : Dr. Jasmine Shaikh, MD (2021), "How Do You Discipline a Defiant Teenager?", MedicineNet, Retrieved 2021. Edited.
  13. sadiya qamar (2019), "5 Effective Tips To Deal With Your Stubborn Teenager", Mom Junction, Retrieved 2021. Edited.
  14. sadiya qamar (2019), "Effective Tips To Deal With Your Stubborn Teenager", Mom Junction, Retrieved 2021. Edited.
  15. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wikiHow, Retrieved 2021. Edited.
  16. Dr. Jasmine Shaikh, MD (2021), "How Do You Discipline a Defiant Teenager?", MedicineNet, Retrieved 2021. Edited.
  17. "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren, 2020, Retrieved 2021.
  18. Dr. Jasmine Shaikh (2021), "How Do You Discipline a Defiant Teenager?", MedicineNet, Retrieved 2021.
  19. Preston Ni M.S.B.A. (2015), "7 Keys to Handling Difficult Teenagers ", Psychology Today, Retrieved 2021.
  20. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wikiHOW, Retrieved 2021. Edited.
  21. .... (2020), "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren, Retrieved 2021. Edited.
  22. ..... (2020), "Disrespectful teenage behaviour: how to deal with it", raisingchildren, Retrieved 2021. Edited.
  23. Tasha Rube, LMSW (2021), "How to Deal With a Stubborn Teenager", wikiHow, Retrieved 2021. Edited.