يمكن أن تؤثر الطريقة التي تربى بها أطفالك على مدى نجاحهم في وقت لاحق في الحياة، حيث إنّ الممارسات التي تقوم بها الأسرة في تربية الأطفال لها دور كبير جداً في بناء شخصياتهم وبالتالي تعكس ظلالها بشكل واضح على نتائج حياتهم ونموهم في المستقبل. وعلى الرغم من الاختلافات في الممارسات الأسرية مع الأطفال إلّا أنّ هناك أسساً وقواعد أساسية يمكن أن تساعد الوالدين في تحقيق أهدافهما مع أطفالهما وتساعد في بناء أطفال ذوي شخصية قوية رصينة قادرة على اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤولية، وبالتالي تنشئة صحيحة لطفل واعٍ يتمتع بصحّة نفسية وجسدية جيدة.[١]


المبادئ والأسس الصحيحة في تربية الأطفال

ترتكز التربية الموفّقة على معايير وأسس قوية تساعد الأطفال على تكوين وبناء شخصيات صحيّة وقوية، ومن المهم أن ينهج الوالدان النهج التربوي المتزن الواعي حتى يتمكن الأطفال من بناء هوية وصورة ذاتية جيدة عن أنفسهم، ومن أهم أسس التربية الواعية[٢][٣]:

  • التقدير والاحترام المتبادل: يرى الأطفال أنفسهم من خلال عيون والديهم، حيث تؤثر كلمات وأفعال الوالدين على تنمية تقدير الأطفال لذواتهم أكثر من أي شيء آخر. ومن شأن تعزيز السلوك الإيجابي مهما كان صغيراً أن يجعلهم يشعرون بالفخر؛ كما أنّ السماح للأطفال بالقيام بالمهام باستقلالية سيجعلهم يشعرون بالقدرة والقوة. على النقيض من ذلك فإن التقليل من قدراتهم وإطلاق التعليقات السلبية ومقارنة طفل بآخر سيجعل الأطفال يشعرون بأنهم لا قيمة لهم.
  • التعاطف وإظهار المشاعر: عند ارتكاب الأطفال للأخطاء على الوالدين إخبارهم أنهما يحبانهم ولكن لا يحبان سلوكهم، والجميع يرتكبون الأخطاء، ولكن من الواجب تصحيحها وعدم تكرارها. ولا بد من إظهار الحبّ غير المشروط فالطريقة التي يعبر بها الوالدان عن إرشاداتهما التصحيحية تحدث فرقاً كبيراً في كيفية تلقي الأطفال لها. فإن إلقاء اللوم والانتقاد والسعي وراء الأخطاء يقلل من احترام وتقدير الأطفال لذواتهم، ويمكن أن يؤدي إلى الاستياء والغضب. بدلًا من ذلك يجب الحرص على التشجيع والاحتواء.
  • الانضباط والنظام : يعتبر الانضباط ضرورياً في كل أسرة، حيث إنّ الهدف من الانضباط هو مساعدة الأطفال على اختيار السلوكيات المقبولة وتعلم ضبط النفس. فمن المهم أن يختبر الأطفال الحدود التي يتم وضعها لهم، فهم بحاجة إلى تلك الحدود لينموا ويصبحوا بالغين مسؤولين. بالإضافة إلى أنّ القواعد داخل المنزل تساعد الأطفال على فهم توقعات الوالدين منهم.
  • تخصيص وقت كافٍ لأطفالك: غالباً ما يكون من الصعب على الآباء والأطفال الاجتماع معًا لتناول وجبة عائلية، ناهيك عن قضاء وقت ممتع معاً. ولكن ربما لا يوجد شيء قد يرغب الأطفال في الحصول عليه أكثر من ذلك، فغالباً ما يتصرف الأطفال الذين لا يحظون بالاهتمام من قبل آبائهم بتصرفات سيئة وغير مقبولة، لأنهم متأكدون من أنهم بذلك ستتم ملاحظتهم والانتباه إليهم.
  • القدوة الجيدة: إنّ الأطفال الصغار يتعلمون الكثير من خلال مشاهدة والديهم. وكلما كانوا أصغر سنًا، زاد عدد السلوكيات التي يأخذونها منهما، وعلى الوالدين الانتباه دائماً من أن أطفالهما يراقبوهما باستمرار. فقد أظهرت الدراسات أنّ الأطفال الذين يتعرضون للضرب عادة ما يكون لديهم نموذج يُحتذى به في العدوانية في المنزل، لذا فواجب الآباء والأمهات القيام بتشكيل الصفات والسمات التي يرغبون في رؤيتها في أطفالهم من خلال التعلّم بالنمذجة والتقليد: كالاحترام، والودّ، والصدق، واللطف، والتسامح. بالإضافة إلى التعيبر عن الشكر وتقديم المجاملات. ووضع الحدود والقواعد التربوية الواضحة، والبعد عن الازدواجية في التعليم والنصح والتطبيق.
  • المرونة والاستعداد: فقد يكون لدى الوالدين توقعات غير واقعية حول أطفالهم لذا قد يتطلب الأمر بعض المرونة في تغيير أساليب التربية. فقد يجد الآباء أنّه من المفيد أحياناً القراءة حول مشكلة أو موضوع تربوي أو نفسي معين أو التحدّث إلى الآباء الآخرين ذوي الخبرة أو متخصصي تربية الطفل للتعلّم والتغيير. لأنّ البيئة التربوية تحتاج إلى التجديد والمرونة لكون بيئات الأطفال لها تأثير على سلوكهم، لذلك يمكن تغيير سلوك ما غير مرغوب أو بناء سلوك جديد عن طريق تغيير البيئة وتطويرها أو تجديدها.
  • الواقعية: عند جميع الآباء نقاط قوة وضعف، كما يجب أن يضع الآباء توقعات واقعية لأنفسهم ولأطفالهم. بالإضافة إلى الابتعاد عن المقارنة؛ فلا يجوز المقارنة بين الطفل وأقرانه ممن هم في مثل عمره مهما كانت الأسباب. وعلى الآباء تقدير إمكانياتهم وتعرّف احتياجاتهم، حيث إنّه لا يطلب من الآباء أن يكونوا كاملين، فالأخطاء واردة والآباء يتصرفون في ضوء إمكانياتهم وقدراتهم.
  • التربية الإيجابية: إنّ التربية الجيدة هي التي تقوم على أساس التشجيع والثناء والتعزيز، ولا يكون العقاب محورها الأساسي. فيجب تعزيز السلوك الجيد بالثناء أو المكافآت، وتثبيط السلوك السيئ بتحمّل العواقب مثل: سحب بعض الامتيازات من الطفل، وهكذا يمكن أن يكون لهذه الطريقة فعالية في تربية الطفل، كما يجب أن يشير الآباء إلى ما ينتظره الطفل من مكافأة وثواب في حال قام بما وُكِّل به من أعمال، ويمكن تجاهل الخطأ لمرة واحدة وليس دائماً.
  • توجيه الطفل نحو قدراته وفي ضوء إمكانياته، وتربيته على أساسها: منح الطفل القدرة على تجاوز العقبات والتحديات التي قد تواجهه في المستقبل من خلال التعويد على تقبل الفشل منذ صغره، وأن يتعلم أن الحياة تقوم على الربح والخسارة.



المراجع

  1. "12 Pieces of Child Rearing Advice for Today’s Modern Family", www.lifehack.org. Edited.
  2. "Nine Steps to More Effective Parenting", www.kidshealth.org. Edited.
  3. "Childrearing Tips for Modern Familie", www.psychologytoday.com. Edited.